المالح وباغبودريان وسارة شمة في دار الأسد لخدمة برنامج الأغذية العالمي

15 آذار 2011

قدمت دار الأسد للثقافة والفنون بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة حفلة متنوعة امتزجت فيها السينما والموسيقى والتشكيل، وذلك مساء الأثنين 14 آذار 2011 على مسرح الدراما.

تحدث في بداية الحفل السيد مهند هادي الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في سورية، حيث تطرق إلى مهام برنامج الأغذية العالمي قائلاً: «تقدم هذه المنظمة المساعدات الغذائية في حالات الطوارئ، أي الأزمات الناتجة عن الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية لإنقاذ الأرواح وخاصة للفئات الأكثر حاجة، كما تقدم المساعدات الغذائية لفترات ما بعد الكوارث لمساعدة المتضررين في العودة التدريجية للحياة الطبيعية».

وتابع حديثه: «حالياً في سورية ننفذ بعض البرامج منها تقديم المساعدات الغذائية للوافدين العراقيين في سورية، وتقديم الدعم لبرنامج الغذاء من أجل التعليم في المناطق الريفية النائية، بالإضافة إلى الاستجابة الطارئة لمكافحة أثار الجفاف في شمال شرق سورية».
وفي نهاية حديثه شكر السيد هادي القائمين على هذه الحفلة التي تهدف إلى التعرّف على نشاطات هذه المنظمة الإنسانية.


مشهد من فيلم حكاية لوحة للمخرج نبيل المالح

وفي الفقرة الثانية من الحفل تم تقديم العرض الأول لفيلم حكاية لوحة للمخرج السينمائي السوري نبيل المالح عن لوحة مكافحة الجوع للتشكيلية السورية سارة شمة، وقدم الفيلم حواراً دار بين أشخاص استفادوا من برنامج الغذاء العالي ومزج هذه الأفكار مع مراحل رسم اللوحة التي رسمتها التشكيلية شمة لدعم هذه المنظمة، وعن الفيلم قال المخرج نبيل المالح لـ «اكتشف سورية»: «الفيلم محاولة للجمع بين موضوع إنساني مهم جداً، ويعيشه العديد من البشر في بلادنا ألا وهو موضوع الجفاف والنتائج الإجتماعية الناتجة عنه، الجوع والحاجة وفي الوقت ذاته كيف نقدم عملاً فنياً عن موضوع مماثل، فالنسبة لي كان الموضوع جذاباً، إذ ألتقي بهؤلاء الناس وأعبر عنهم عن طريق وسائلي السينمائية للتعبير، ولكني حاولت قدر الإمكان أن لا أظهر الكثير من التداخلات الشكلية السينمائية حتى لا أعتدي على الموضوعين الرئيسين صاحبي العلاقة وهما اللوحة والبشر، وبطبيعة الحال هناك شيء مهم وهو برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة الذي يلعب دوراً مهماً، لا يرتبط بتقديم الغذاء فقط، بل بتقديم تطوير مجتمعي مترافق مع الحاجة اليومية الفيزيائية للبشر».

من حفلة الفرقة السيمفونية الوطنية في دار الأسد

بعد عرض الفيلم مباشرة كان هناك لقاء مع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، حيث قدمت الفرقة خمس قطع موسيقية عالمية ومحلية، مبتدئة بقطعة للمؤلف السوري نوري اسكندر بعنوان «من الآهات»، غناء منفرد لسوزان حداد، وبزق منفرد لميفان يونس، أما العمل الثاني فكان لمؤلف سوري أيضاً وهو الموسيقي شفيع بدر الدين وعمله «كونشيرتو الناي والوتريات»، ناي منفرد مسلم رحال، ثم قدمت الفرقة أريا من الآلام حسب متى لباخ، غناء منفرد سوزان حداد، كمان منفرد أوليانا غوليكوفا، ومن ثم عملاً لأمير البزق الراحل محمد عبد الكريم «تانغو للبزق والوتريات» من توزيع جوان قرجولي، وأنهت الفرقة مهامها في هذا اللقاء برقصات رومانية لبيلا بارتوك.
وتحدث المايسترو باغبودريان لـ «اكتشف سورية» عن هذه التجربة قائلاً: «منذ القدم كانت الفنون كلها مترابطة مع بعضها البعض، والكثير من المؤلفين السوريين تأثروا بأعمال أدبية مكتوبة وبأعمال تشكيلية، وتاريخياً في عالم الموسيقى هناك تأثير واضح بين بعض الموسيقيين وفنانين تشكيليين، وبالتالي من الضروري أن تعود هذه الفنون وتلتقي وتساهم في تحقيق أهداف اجتماعية وإنسانية».

ويتابع: «تجمعنا اليوم له هدف اجتماعي وثقافي معاً لدعم برنامج الغذاء العالمي أو لفت النظر له، ورسالة الفرقة السيمفونية الوطنية هي تقديم الجانب الثقافي إضافة للجانب الاجتماعي مهم، وأرى بأن الفرقة يمكن لها أن تلعب دوراً مهماً وخاصة في مجتمعنا، لأنه بحاجة إلى التعّرف على أشكال متعددة من الفنون وبالتالي نحن نساهم في ترويج ما نقدمه، بمعنى أن الفرقة السيمفونية الوطنية تساهم في الترويج للوحة معينة، أو العكس وكذلك الأمر في السينما، أي أن هناك علاقة تبادلية في هذا الموضوع. وقد كنت سعيداً لوجود ثلاثة أنواع من الفنون هذا اليوم "تشكيل، سينما، موسيقى"، وأتمنى أن تتكرر التجربة لأنها كما قلت مهمة للمجتمع».

لوحة مكافحة الجوع للتشكيلية سارة شمة

وفي نهاية الحفل تم الكشف عن اللوحة التي رسمتها التشكيلية السورية سارة شمة في بهو الدار حيث قامت التشكيلية بصفتها شريكة من المشاهير لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وفي خطوة جديدة من خطواتها لدعم مشاريع البرنامج، برسم لوحة زيتية ذات قياس كبير مستوحاة من معاناة الجياع واستجابة برنامج الأغذية له، وتحمل اللوحة عنوان مكافحة الجوع، وستباع في بداية عام 2012 في أحد أهم المزادات العلنية العالمية بعد أن تكون قد جالت عدة معارض محلية ودولية، وسيعود كامل ريعها لبرنامج الأغذية العالمي.

التشكيلية السورية سارة شمة

وفي تصريح للتشكيلية سارة شمة لـ «اكتشف سورية» عن هذه التجربة: «برنامج الأغذية العالمي منظمة تابعة للأمم المتحدة كما تعلمون، ويعتمد على أشخاص مشهورين من المغنين والفنانين ليلقوا الضوء على مشاريعه، وأنا سعيدة باختيارهم لي كتشكيلية، وأردت أن يكون لي دور فعّال أكثر مما هو دور إعلامي، فخطر ببالي أن أرسم لوحة مستوحاة من برنامج الأغذية العالمي، ومن الأشخاص الذين يستفيدون من هذا النشاط والذين التقيت بهم، فكانت هذه اللوحة المستوحاة من هذا الموضوع على أن تدور في عدة معارض دولية وفي الآخر، تباع في أحد أهم المزادات العالمية في بداية 2012 وسيعود كامل ريعها لصالح برنامج الغذاء العالمي كمساهمة مني في هذا العمل الإنساني، والفيلم الذي عمل عليه نبيل المالح عن مراحل نشوء هذه اللوحة والذي عرض اليوم أيضاً تجربة جديدة تضيف للمتلقي رؤية أخرى وبشكل أخص للمختصين بالفن، وأتمنى أن يكون هذا مفيداً للهدف الذي نرنو إليه».

وتابعت شمة: «الجوع لا يتعلق بالأكل فقط، ولكن يرتبط بأمور كثيرة، وموضوع اللوحة لا يجسد شخصاً فقيراً ومحتاجاً نشفق عليه، بل يوصف حالة العطاء والتبادل بين البشر، ويمكن للشخص المحتاج اليوم أن يقدم للناس في المستقبل وربما العكس بمعنى من يقدم اليوم يمكن أن يحتاج غداً، فالحياة تدور ولا أحب أن أنظر للموضوع كصدقة، لأن أي شخص منا يمكن أن يمر بكل مراحل الحياة».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

مشهد من فيلم حكاية لوحة للمخرج نبيل المالح

مشهد من فيلم حكاية لوحة للمخرج نبيل المالح

مشهد من فيلم حكاية لوحة للمخرج نبيل المالح

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق