ملتقى القدس في عيونهم يختتم أعماله في صالة آرت هاوس

13 كانون الأول 2009

تم في صالة الآرت هاوس (بيت الفن) اختتام أعمال ملتقى القدس التشكيلي مساء الجمعة 11 كانون الأول 2009 بمعرض مشترك لمجموع الفنانين المشاركين، وألقت مديرة مديرية الفنون الجميلة كلمة أشادت خلالها بالفنانين المشاركين وثمنت جهودهم التي ستبقى في الذاكرة، وقد سلمت السيدة نبال بكفلوني شهادات المشاركة والتقدير للفنانين المشاركين على هامش المعرض المرافق في الصالة.

«اكتشف سورية» تابع فعاليات هذا الملتقى حتى اللحظات الأخيرة وكانت له هذه الوقفة مع الفنانين للتعرف على أعمالهم والفكرة التي تحملها والتي ستكون رسالة للآخر في أي مكان من العالم.



لوحة الفنان ياسر حمود

ياسر حمود – فنان تشكيلي من سورية: لوحة تجريدية ثلاثية من الحجم الكبير، كان من المفترض أن تكون مساحتين من الأرض والسماء، لكن الفنان في اللحظات الأخيرة ترك اللوحة أرضاً تمتد إلى اللانهاية، وكأن للأرض سماءها الخاصة!
الأرض مركز الثقل في اللوحة وهي – كلاسيكياً - لا تكون في الأسفل، بل تمتد من الأعلى لتشكل اتجاهها المتوافق تعبيرياً مع مفهوم الفنان للقدس، فالقدس هذه مدينة السماء! وهنا تنبثق في الأعلى على تلك المساحة الكثيفة بلون التراب صخرة توشك أن تسقط لكنها لا تسقط! بل تبقى معلقة! هو هنا لا يركز على القبة الصفراء المتعارف عليها بل على قبة الصخرة التي شهدت بداية الطريق إلى السماء، وهي لفتة تكون في مكانها لتحول النظر إلى قبة الصخرة، وهو هنا يستعير رمزياً هذه القداسة ليشكل منها فضاءً مفتوحاً على السماء، لكن الإحساس بأن شيئاً ما يتحرك بين سماكات اللون في الأعلى هو ما يفضي إلى حالة القلق التي يبلغ فيها التعبير بؤرته الانفعالية، وذلك عبر خطوط تشق بتوتر ونزق دروبها في اللون البني الشفيف الذي يتمازج مع الخطوط الحارة من مزيج الأحمر والأصفر، وهو ما يعبر به ياسر حمود عن حالة الوجد والحب على هذا الفضاء المفتوح على الألم والنجوى، الفضاء الأبيض النافر في أسفل اللوحة يتوج هذه التراجيديا البصرية الجنائزية إن جاز التعبير ليعلن تواصله وتفاعله مع ألم المدينة المقدسة كما يترك من خلاله درباً من الرجاء إلى السماء.



لوحة الفنان بهرم حاجو

بهرم حاجو - فنان سوري: هذا القتل اليومي وهدم المنازل، هذا التهجير البربري والتهويد، لا يمكن الحديث عنه وتشبيهه أمام صمت العالم الذي يغمض عينيه، إلا بالاغتصاب. هذه المدينة الأم لا يمكن تشبيه ما تتعرض له إلا بالاغتصاب! وإن كانت اللوحة تحمل كل هذه القسوة، فهي جزء من القتل اليومي الذي تتعرض له هذه المدينة الرمز.




لوحة الفنان عمر حمدي

عمر حمدي - فنان سوري: لوحته بلغتها الحادة الانفعال، بفضائها الناتج عن الحروب والدخان الذي يلفها يومياً بالسواد الذي هو فضاء اللوحة، وبهذا الفضاء الكئيب تتناثر رموز القدس كلمات وصوراً إلى جانب علامات تدل على اسم القاتل.




لوحة الفنانة ريما سلمون

ريما سلمون - فنانة من سورية: بأسلوبها الغرافيكي الممزوج برائحة ولون التراب تأتي لوحتاها لتحكي طعم الوجع والألم وهو يتشظى لكن بصمت لا يشبه إلا أقوى الصرخات، في لوحتها الأولى يتفشى الألم قهراً وهي تنظر إلى عينيك لتتجاوز حضورها كامرأة بل كمدينة تنتظر منا أن نمد إليها أيدينا وقلوبنا وأكثر من ذلك لو استطعنا، وإن لم نفعل فسيأتي الجواب في اللوحة الثانية التي تحمل وجعها ووجع أبنائها بنظرة إلى السماء، فإن كنتم لن تسمعوا صراخي فالسماء ستفعل.




لوحة الفنان يوسف أحمد

يوسف أحمد - فنان من قطر: «القدس مركز الديانات ورمز السلام وهذا الوحش (إسرائيل) يبعثر هذه الصورة الرمز، لوحتي تقول هذا وتحكي قصة البعثرة والتدمير التي ينتهجها الاحتلال، هذه الخطوط الشفافة التي تحجب اللوحة ولا تحجبها هي بمثابة الوهم غير الحقيقي الذي يفصلنا عن القدس، لوحتي دعوة للوصول إلى القدس والتخلي ونسف هذا الوهم».





لوحة الفنان عدنان حميدة

عدنان حميدة - فنان فلسطيني سوري: «كل ما فكرت به قبل وبعد أن تلقيت الدعوة للمشاركة في الملتقى لم أنفذه بل قمت برسم موضوع ولد أثناء العمل، ما رسمته كان خلاصة ما فكرت به حيث تداخل الطير والنبات والحجر، ويمكن القول أن الوعي لديّ تشارك مع اللاوعي لتخرج هذه اللوحة بكل الخصوبة والرمزية والقداسة التي تمثلها القدس، ولوحتي إضافة لهكذا تصور، فالأمل والحلم لا غنى عنهما لعودة القدس».




لوحة الفنان عبد المعطي أبو زيد

عبد المعطي أبو زيد- رئيس اتحاد التشكيليين الفلسطينيين في سورية: «اللوحة لدي قضية أحملها على كاهلي وما أطمح إليه أن أفرغها على اللوحة فأنا ابن القضية، هذه اللوحة هي ما نقول من خلاله أبعاد رؤانا، ولوحتي هنا تعبر عن بيوت القدس بحميمية التلاقي بين الإسلامي والمسيحي والزخارف التي تؤكد على الهوية التي سنعيدها».




لوحة الفنانة شيماء أشكناني

شيماء أشكناني - مشاركة من الكويت: «أجواء الملتقى كانت جميلة وقد استمتعنا كثيراً، وهذا أقل ما نفعله كفنانين من أجل القدس وقد جئنا لنشارك بمشاعرنا خصوصاً مع ما تتعرض له القدس من تهديم وتهجير ومعاناة».



لوحة الفنانة مريم الزدجالية

مريم الزدجالية - فنانة من عمان: «عبرت عن فكرتي غرافيكياً بالأبيض والأسود، والأبيض هو لون الحرية والسلام، أما اللون الأسود فيحمل أبعاد التهويد للقدس، فالأسود والقتامة هذه هما من طغى علينا، وحول الواقع إلى واقع كئيب، فالأسود هنا هو همجية الاحتلال، ولوحتي تحدثت عن البيوت وحارات القدس والقبب التي ستعود لتنتصب كقامة الحرية بإذن الله».



لوحة الفنانة خديجة بلبع

خديجة بلبع - مشاركة من مصر: «عبرت بلوحتي عن امرأة تتشح بالعلم الفلسطيني كرمز لمدينة القدس، وقد مزجت مع هذا العلم النسر المصري لأقول أن هذا نوع من التعصب لفلسطين من ناحيتي، وأعتقد أن الوضع لن يستمر كما هو لأن الباطل كان زهوقاً».

مصر هي توأم لفلسطين، لمَ عدت وأكدت على هذه الفكرة من خلال النسر الذي مزجتيه مع العلم؟
«لأؤكد على تعاطفي الشديد مع الفلسطينيين كمحاصرين ومظلومين».




لوحة الفنان علي الكفري

علي الكفري - فنان فلسطيني سوري: «رسمت أكثر من لوحة في هذا الملتقى عن القدس لكن المعروض هنا لوحتان، في الأولى فتاة تحمل كتاباً فيه وثائق عن القدس وهو مصاب بطلقة، الطفلة كما اليتيمة التي ضاع حقها، حيث أن الإسرائيليين يحاولون طمس أي وثيقة تؤكد جذور القدس، وهذه اليتيمة لا تجد من يساندها، في خلفية اللوحة زخرفة أخذتها من قبة القدس. أما اللوحة الثانية فتحكي عن مدينة القدس كمدينة تتعرض للقتل اليومي عبر الرصاص».


فريدة رحماني - من الجزائر: «لوحتي تحكي عن فلسطين، في عيوني وبالنسبة لي فلسطين كل يوم في عيوني، وأحببت أن أعبر في اللوحة عن مدينة منورة ولو كانت مظلمة وهي كذلك ولو في الحلم ولكن الفكرة واقعية، الألوان في لوحتي تعبر عن الألم والحزن لما يعيشه الأهل في القدس، فأنا أنظر إلى القدس كأم لنا، تترآى لنا عبر الخيال».




لوحة الفنان محمد الوهيبي

محمد الوهيبي - فنان فلسطيني سوري: «اللوحة تحكي عن نفسها وتحكي عن الجمال والرمز، أنا عملت على البيضة والأختام والفضاء، هذه المدينة لها صورة بالسماء، والبيضة هنا تطوف السماء».




لوحة الفنان غسان السباعي

غسان السباعي - فنان سوري: «أي لوحة جيدة فنياً تحمل التعبير الإنساني، نحن بالأساس شاركنا وفي ذهننا القدس، لكنها - أي القدس - هي خبزنا اليومي ونعيش مع أخبارها على مدار اللحظة ونشاركها وأهلها كل ألم وحلم، فالقدس كمدينة تتعرض للانتهاك اليومي، وليس لأني سوري وعربي أرسم القدس بل أرسم أي مدينة معتدى عليها، القدس مدينة مفتوحة على الإنسانية واللوحة هي لغة إنسانية، اللوحة لا تشرح لأن فيها كل ما أردت قوله عن هذه المدينة، ما رسمته هو ليس للعين فقط بل للقلب أيضاً».




لوحة الفنان حسين أشكناني

حسين أشكناني - مشارك من الكويت: «لوحتي تحكي عن العقدة التي استعصت على الحل، وكل الجهود لم تستطع حلها رغم تدخل الكثيرين، هناك قوى في الشرق الأوسط لكنها لا تستطيع التوافق على شكل الحل، وهنا أنا أطرح على الجميع أن يمتلكوا الإرادة على الحل».



نائلة الوردي - مشاركة من تونس: «الفكرة بسيطة لكنها عميقة وهي الأعمق برأيي، هي أم الشهداء، وأم الشهداء هي فلسطين الأرض والمدينة والأم العادية التي قدمت أبناءها فداء فلسطين، أنا حتى الآن لم أستطع استيعاب ما جرى في غزة، هذا الكابوس لا أزال أعيشه ولا أستطيع فهمه».



أكسم طلاع - فنان فلسطيني سوري: «العمل أساسه الخط العربي، أي الهوية، وأهم ما يميز ثقافتنا أو منتجنا التشكيلي هو الخط العربي، وما أردت قوله أن القدس هذه مدينة السماء وبوابة السماء، من خلال هذا الأصفر الذي يرمز إلى القدس».



لوحة الفنان محمد الجالوس

محمد الجالوس - من الأردن: «لوحتي مزيج من الوجوه وأحرف القدس على رقعة بلون التراب خشنة السطوح، لتقول أن القدس ليست مجرد مدينة وبيوت بل تاريخ وإنسان».



أتعتقد أن هذا التربيع الشطرنجي في لوحتك خدم الفكرة؟
«هذا أسلوبي وأنا أنحاز إلى المربع، إذ أعتقد أنه يمثل توازن الكون ونحن نعيش به أكان في البيت أو الوطن أو العالم، وهو كحاضنة للقدس وأعتقد أن الحاضنة العربية والإسلامية التي تحيط بالقدس تحيط به كهذا المربع».


'عباس يوسف - رئيس قسم الفنون التشكيلية في البحرين: «القدس كقضية إنسانية هامة للغاية فما بالك بكونها عاصمة العواصم وحاضرة الحواضر، مجرد مشاركتنا في هذا الملتقى هو رسالة، ولأكون صادقاً معك فانا أترك لوحتي للمتلقي ولا ضرورة في شرحها، اللوحة ستصل إلى المتلقي وهو سيفهمها بطريقته».



المهندس غياث المشنوق
مدير صالة الآرت هاوس

ثم توقف «اكتشف سورية» مع مدير صالة آرت هاوس المهندس غياث المشنوق، حيث عملت صالة الآرت هاوس على تقديم الرعاية اللازمة لإنجاح هذا الملتقى.

أنتم أحد الرعاة الذين أسهموا بشكل كبير في إنجاح هذا الملتقى، فهل نتحدث عن أهمية دعم هكذا ملتقى من قبلكم في الوقت الذي تتعرض فيه القدس لهذا التهويد غير المسبوق؟
«يأتي اهتمام الآرت هاوس بتقديم الدعم لهذا الملتقى مما تشكله القدس لنا كسوريين وعرب، ولأننا نرى أن الفن يحمل هذه الرسالة التي نستطيع من خلالها الوصول إلى الآخر بصوت أعلى، هذه اللوحة صرخة تنبع من هنا لتتحد مع الصرخة في كل مكان من أجل القدس. نحن قدمنا ما يقتضيه الواجب من خلال اهتمامنا بالفن ولقد حرصنا على أن يشارك في هذا الملتقى كبار الفنانين الذين يعرضون في هذه الصالة كجزء من رسالة هذه الصالة الفنية، مما ترك أثراً إيجابياً على منتج الملتقى ككل. من خلال هذا الملتقى الذي واكبته تعرفت على فنانين جدد ومنهم الفنان القطري يوسف أحمد الذي حاول في لوحته تضميد جراح القدس، ولقد أحببت عمله إضافة لبقية الأعمال، لكنك تحب أعمالاً أكثر من أعمال أخرى ومنها عمل الفنان ياسر حمود الذي حمل فكرة هامة واستطاع عمله أن يكون صرخة متناسبة مع ما يريد قوله».



.


عمار حسن
تصوير: عبد الله رضا

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

لوحة للفنان عمر حمدي في ختام ملتقى القدس في عيونهم في صالة الآرت هاوس

من اللوحات المشاركة في ختام ملتقى القدس في عيونهم في صالة الآرت هاوس

لوحة للفنان محمد الوهيبي في ختام ملتقى القدس في عيونهم في صالة الآرت هاوس

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

هيثم أشكناني:

الله يرحمك ومثواك الجنه يا ابي الفنان التشكيلي / حسين أشكناني

الكويت