التشكيلي غسان السباعي: الفن طريق للسلام والجمال والمحبة

09 تشرين الأول 2014

.

امتلك التشكيلي غسان السباعي خلال سنوات عمله الفني الطويلة أسلوبية خاصة به أخذها من المدارس التعبيرية التي رافقت بداياته وأضاف عليها من روحه الشفافة وسحر ألوانه فامتزجت تكويناته الغرائبية بحالة إنسانية مفعمة بالحب والهدوء والتجلي.

يدخل المتابع لأعمال السباعي في حالة وجد إنساني كبيرة ويشعر بطاقة روحية رائعة تنسج من الخطوط والطبقات اللونية مناخات خاصة بعيدة عن كل ما هو مشوش وقبيح وتنقل المشاهد في فضاء شعري للسكينة والتأمل والهدوء دون مبالغات غير مبررة أو شطحات مبهمة مما يحقق المعادلة الصعبة بين العمق الفكري والانسيابية اللونية والشعورية.

وتكاد لوحات السباعي تخلو من اللون الضارب القوي رغم غناها بكل الطيف اللوني الكبير من البارد والحار فطاقة ريشته المفعمة بالحب كانت على الدوام تهذب شطحات اللون وتكسر انفعاله نحو تجانس غريب بين الأضداد مما ينتج سطح لوحة عائماً بالسحر والحلم ويتداخل فيه التكوين باللون لينتج منعكساً شعورياً مميزاً لدى المشاهد.

يقول التشكيلي السباعي في حديث لمراسلنا: «إن الفنان بطبعه يمتلك إحساساً مرهفاً يرشده ويدله على الطريق المنتج لما يريد من عمل فني, وبالنسبة لي فإن الفن هو طريقي للهدوء والسلام والجمال بعيداً عن العنف والقتل والشرور».

ويضيف: «هناك فرق بين الفنان المعتمد على قوة شعوره وإحساسه في بناء لوحته وبين الفنان الذي يتعامل مع الألوان كحرفة بعيداً عن الوجدان العاطفي وفي النهاية كل عمل فني هو تعبير عن صاحبه ورؤيته وموقفه من الفن».

والفنان السباعي الذي لم يتوقف عن العمل خلال سنوات الأزمة رغم حزنه وكآبته لأن الفن هو المخرج الأجمل من الأزمة التي نعيشها يعتبر أن اللوحة التشكيلية ترسم العالم الداخلي للفنان الذي رسمها عبر اللون والخطوط وهي تحمل رسائل غير واعية للمشاهد في حال ترافق العمل بالإخلاص والعفوية والصدق.

ويرى السباعي أن الأزمة أثرت على الحركة التشكيلية السورية بقلة الإنتاج فهناك الكثير من التشكيليين يقيمون في مناطق غير آمنة ما انعكس في غياب الكثير من الأسماء المهمة في التشكيل السوري عن المعرضين السنويين الربيع والخريف إضافة لمحدودية النشاطات والمعارض.

ويوضح السباعي أن الفنان السوري اليوم: «يعاني ككل السوريين ويشعر بالظلم من حرب فرضت عليه وظروف قاسية تحيط به دون أن يكون له أي ذنب فيما يحصل».

وعن أهمية الملتقيات الفنية في هذه الفترة يقول السباعي: «إن أهمية أي نشاط فني حالياً تنبع من أهمية الفن في الحياة عموماً وفي الأزمات على وجه الخصوص فنحن بحاجة اليوم لضوء من الفرح يأخذ بأيدينا نحو الخلاص من الكم الكبير من الموت الذي يحاصرنا».

ويضيف السباعي: «إن الملتقيات فرصة للفنانين المشاركين للتعرف على بعضهم بشكل شخصي عن قرب فهذا الاحتكاك يسمح بالاطلاع على تجارب بعضهم البعض وطرق عملهم وأساليبهم الفنية في بناء اللوحة», معتبراً أن الملتقيات يجب أن تترك للفنان حرية العمل ليقدم نفسه كما يرغب في الأسلوب والموضوع.

وحول واقع الفنانين التشكيليين الشباب يؤكد صاحب التجربة الفنية الكبيرة أن الشباب الموهوبين مظلومون في هذه الفترة نتيجة الظروف الصعبة وانحسار فرصهم المحدودة إلى جانب وجود بعض الفنانين الانتهازيين الذين يأخذون فرص غيرهم في أكثر من مكان.

ويعبر السباعي في ختام حديثه عن تفاؤله الكبير بمستقبل الفن التشكيلي السوري لإيمانه بالطاقات الفنية الشابة الكبيرة التي تملكها سورية ما يجعل مستقبلها مزدهراً وعظيماً لأنها كانت عنواناً للمحبة والجمال وستبقى.

يذكر أن الفنان غسان السباعي من مواليد حمص عام 1939 وخريج كلية الفنون الجميلة بالاسكندرية قسم التصوير الزيتي عام 1964 ودرس الحفر في المدرسة الوطنية العليا للفنون بباريس عام 1974 وعمل أستاذاً في قسم الحفر بكلية الفنون الجميلة بدمشق وله الكثير من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها وله كتابات ومحاضرات في الفن التشكيلي وأعماله مقتناة في وزارة الثقافة السورية والمتحف الوطني ومتحف تدمر وفي عدد من السفارات السورية وضمن مقتنيات خاصة في لبنان والأردن ومصر.


محمد سمير طحان

سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

الفنان التشكيلي غسان السباعي

من أعمال الفنان التشكيلي غسان السباعي

من أعمال الفنان التشكيلي غسان السباعي

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق