معرض الأستاذ والفنان الكبير الياس الزيات في غاليري رفيا بدمشق

08 آذار 2010

احتفى الوسط الثقافي السوري مساء الأحد 7 آذار 2010، بمعرض الأستاذ والفنان الكبير الياس الزيات في غاليري رفيا بدمشق، المعرض الذي جاء تحت عنوان «إلى جبران» شهد إقبالاً منقطع النظير من قبل الكثير من الفنانين التشكيليين ومقتني الأعمال الفنية، إضافة لمحبي عالم اللون وتشكيلاته البصرية.

في هذا المعرض نعود للمواءمة بين أنواع الفنون التي أصبحت سمة من سمات الفنانين على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم الإبداعية، فكانت هنالك أعمال إبداعية جمعت بين قطبيها مبدعين كلاً في مجاله، فنحن نستذكر في ذلك، اللقاء الذي جمع بين الفنان التشكيلي الراحل فاتح المدرس والشاعر أدونيس، واللقاءات الكثيرة التي جمعت بين مارسيل خليفة ومحمود درويش. ففي هذه اللقاءات كنا أمام حالات إبداعية خاصة ومميزة أغنت المشهد الثقافي العربي. وفي هذا المعرض الذي تحتفي به غاليري رفيا نقف أمام عملاقين كبيرين، السوري الياس الزيات هذا الاسم الكبير في عالم التشكيل العربي والأديب اللبناني الكبير جبران خليل جبران. ما ميز هذه التجربة اللونية للفنان الياس الزيات هو هذا التماهي اللوني كعنوان رئيسي بينه وبين الأديب الكبير جبران خليل جبران.


التشكيلي الكبير الياس الزيات

«اكتشف سورية» تابع حفل الافتتاح وحاور العديد من الفنانين التشكيليين فكانت البداية مع التشكيلي الكبير الياس الزيات الذي يقول: «أترك للمتلقي حريته في قراءة هذه الأعمال، بعد أن يقرأ جبران خليل جبران وأن يتشعب في أدبه، بهذه البساطة يستطيع المشاهد أن يقرأ أعمالي، بالنسبة لي أنا جبراني الهوى، فمن جملة المواضيع التي استوحيتها من عالم جبران الغني، كرست هذا المعرض لجبران ولقراءتي واستيعابي عنه وعن أدبه وفنه، ليس من المهم أن نُقسم عالم جبران الإبداعي بين عمل أدبي كتبه أو لوحة تشكيلية رسمها، فهو كتب الكثير في الأدب فلم يكتفِ، وتطرق إلى عالم التصوير، ولكن السؤال الأهم ماذا طرح جبران من خلال هذه الوسائل التعبيرية؟ وماذا كان يريد أن يقول؟ وفي المحصلة أقول أن جميع أنواع الفنون الإبداعية كالرسم والموسيقى والأدب وغير ذلك من الفنون تتجه نحو هدف واحد، وهو الارتقاء بالفكر الإنساني نحو فضاءات أرحب».

التشكيلي نذير إسماعيل

ومن جانبه يقول الفنان التشكيلي نذير إسماعيل في حوارنا معه: «تكمن المجازفة في طريق أي فنان تشكيلي، أن يستعين بنص أدبي في عمله التشكيلي، وخاصة عندما يكون هذا النص لأديب كبير، فالمجازفة تكمن في أن يتحول العمل التشكيلي إلى عمل توضيحي للنص الأدبي. أما الشيء المبهر في عمل الفنان الياس الزيات فهو أنه استطاع أن يحافظ على نصه البصري المتمكن وبرأيي هو نص بصري يعادل في قيمته الفنية العمل الأدبي».

التشكيلي عدنان حميدة

ومن خلال مشاهدته لأعمال الفنان الياس الزيات يقول الفنان التشكيلي عدنان حميدة -محاضر في كلية الفنون الجميلة بدمشق-: «تعتبر هذه التجربة الأخيرة للفنان التشكيلي الكبير الياس الزيات نتيجة حتمية لخبرته الطويلة في عالم التشكيل. فهو مصور من الطراز الممتاز وهو أستاذ الفنانين التشكيليين السوريين، لذلك أدعو جميع الفنانين الشباب لحضور هذا المعرض ومشاهدة إبداعات هذا الفنان الكبير. إن وراء هذه الأعمال إنسان متصوف يعمل بكل حب وصدق، فمن الناحية الفنية تتسم هذه الأعمال بملمس جميل وتكوين متين، كما إنها المرة الأولى التي أشاهد فيها الخط العربي في أعمال هذا الفنان، فهنالك مزاوجة فريدة بين الكلمات المكتوبة واللون الذي استخدمه في عمله التشكيلي، تدل على مدى فهمه لعلاقة الإنسان بالطبيعة والله وهذا يدل على تصوفه الذي يقربه من الحقيقة المطلقة لهذه الحياة».

الباحث سعد القاسم

وفي سؤال عن قوة هذه المواءمة بين عملاقين كلٌ في مجاله الإبداعي، والتي جمعت بين الأديب اللبناني جبران خليل جبران والتشكيلي السوري الياس الزيات، يقول الناقد والباحث سعد القاسم:: «هذا السؤال الصعب أمام أي عمل أدبي يحاول الفنان التشكيلي أن يقدمه كلغة بصرية، في هذه التجربة للفنان التشكيلي الياس الزيات نستشعر بصدى جبران خليل جبران، وهذا ليس بغريب على فنان كبير بحجم التشكيلي الياس الزيات. فإذا أردنا أن نصف التشكيلي الزيات، فنحن نصفه بالمعلم الكبير بمعنى الريادة الفنية فهو صاحب أسلوب خاص جداً، تأثر بعدة مدارس واتجاهات مختلفة، وبالدرجة الأولى تأثر بالإرث الإبداعي لهذه المنطقة، وخاصة بمفاهيم الفن الشرقي الذي امتد من فنون بلاد ما بين النهرين وصولاً للأيقونة السورية أو كما نسميها بالأيقونة الإنطاكية، فهو باحث أساسي في هذا المجال، وكان له دور تقني بالتعرف على قوانينها وأساليبها الخاصة، وهذا يوصلنا إلى فلسفته الخاصة في التصويرية الزيتية، فنحن لا نستطيع عند التكلم عن التشكيلي الياس الزيات أن نفصل بين ماضيه الإبداعي وما نشاهده هنا في هذا المعرض الذي يعتبر امتداداً لكل ما سلف وخاصة في أعماله الزيتية، أما في أعماله المائية فنحن أمام أسلوب مشابه لتجارب تشكيلية تعاملت مع الأسطورة وأقربها زمنياً تجربة الفنان التشكيلي أحمد وليد عزت الذي أخذ أسطورة جلجامش وأدخلها في اللوحة التشكيلية. وبالعودة لتجربة الفنان التشكيلي الياس الزيات فقد وفق في استخدامه للنص الأدبي في الأعمال المائية التي حاكت من خلال ألوانها دفء كلمات جبران خليل جبران وأدبه العالمي».

التشكيلي غسان السباعي

من جانبه يحدثنا الفنان التشكيلي غسان السباعي فيقول: «أعرف الياس الزيات منذ 50 عاماً مضت، فمنذ خمسينيات القرن المنصرم، كان يشارك في معرض الخريف السنوي والذي كان يقام في المتحف الوطني بدمشق. الياس الزيات ومنذ تلك الأيام متفوق ومتميز في عمله التشكيلي وذلك لصدقه مع نفسه ولوحته التشكيلية. إنه ينتمي لجيلين، جيل الرواد والذي يضم ميشيل كرشة، محمود حماد، فاتح المدرس، نصير شورى وغيرهم، وجيلي الذي جاء من بعدهم. خلال هذا الزمن بقي الياس محافظاً على تألقه وعلى شخصيته المتفردة في عالم التشكيل السوري، وبدون مبالغة أستطيع أن أقول أن هذا المعرض الأكثر تميزاً خلال السنتين الماضيتين، فهنالك شخصية واضحة وتشكيل راقٍ ومتقدم وهذه الشخصية تمثل الياس الزيات كواحد من أهم الفنانين التي تفتخر بهم سورية».

التشكيلي بطرس خازم

أما الفنان التشكيلي بطرس خازم فيحدثنا قائلاً: «الياس الزيات فنان دمشقي كبير مشبع بعبق التاريخ لمدينة دمشق التي احتوت الكثير من الثقافات والحضارات الإنسانية، لذا فإننا نشاهد هذا الإرث التاريخي عبر أعماله هذه، وإن كان المعرض مستوحى من أدب جبران خليل جبران إلا أن شخوص الزيات خاصة به، فعند مشاهدتي للوحاته في هذا المعرض لاحظت قوة اللون وظله في نفس الوقت، كما أن الياس يبدأ بالعمل الفني بمباشرة مطلقة في تعامله مع اللون والسطح وهذا يعود للمخزون البصري الكبير الذي يختزله في داخله».

التشكيلي نذير نبعة

ونهاية مع الفنان التشكيلي نذير نبعة حيث يقول لـ «اكتشف سورية»: الياس الزيات من أنبياء الفن التشكيلي السوري المعاصر فمن يشاهد أعماله بعين خبيرة على مدى تجربته الطويلة يلاحظ تغيرات كبيرة في مسيرة هذا الفنان مع بقاء روحه وحسه البصري المميز على سطوح أعماله التشكيلية وإن اختلفت التقنية التي يستخدمها. في هذه الأعمال نرى شخوص الياس الزيات التي استمدها من عالم جبران خليل جبران، فهو لا يقدم دراسة لونية عن جبران، إنما يصوغ أعمالاً من وحي جبران وبطريقة لونية خاصة بشخصيته، فقد اتكأ الياس الزيات على عالمه اللوني على اعتبار أن الشخصية الرئيسية في هذا المعرض هو اللون وهو الذي يقود العملية الإبداعية في لوحاته».

يذكر أن المعرض مستمر لغاية 8 نيسان 2010. غاليري رفيا – 26 بوليفارد دمشق – فندق فور سيزنز.


مازن عباس

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من أجواء معرض التشكيلي الياس الزيات في غاليري رفيا

صفحة من مخطوطات 1، 2 للتشكيلي الياس الزيات

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

الطاهر جميعي:

تحياتي الي الفنان والصديق الياس شيخ الفنانين العرب

المغرب

المغرب

منال :

الله يعطيك العافيه

السعوديه