القدس في عيونهم

07 12

بدأت صباح يوم الأحد 6 كانون الأول 2009 فعاليات ملتقى «القدس في عيونهم» في مجمع دمر الثقافي في دمشق الجديدة، بمشاركة عربية وسورية ودولية واسعة، وذلك بمناسبة احتفالية «القدس عاصمة للثقافة العربية 2009»، والذي تقيمه وزارة الثقافة بالتعاون مع غاليري آرت هاوس بدمشق.

كانت البداية بكلمة ترحيبية ألقتها السيدة نبال بكفلوني -مديرة الفنون الجميلة بوزارة الثقافة-، مستقبلة الفنانين التشكيليين المشاركين بحفاوة بالغة أعقبها التعريف بهم، ثم ترحيب من الدكتور حيدر يازجي -رئيس اتحاد التشكيليين السوريين-، ليبدأ بعدها الفنانون ورشة الرسم حتى الساعة الثانية ظهراً. وفي المساء، استأنفوا لقاءهم من جديد باحتفال رسمي حضره الدكتور رياض نعسان آغا -وزير الثقافة- بحضور العديد من وسائل الإعلام والمهتمين في غاليري آرت هاوس.

ثم ألقى السيد وزير الثقافة كلمة جاء فيها: «سعادتي بالغة اليوم بأن يكون بيننا هذا العدد من الفنانين بمناسبة احتفالية "القدس عاصمة للثقافة العربية". وكلمة القدس أقدس عنوان يعرفه تاريخ الشعوب. القدس وحدها تكشف معنى القدسية في قلوب الناس جميعاً من مختلف الأديان ومن مختلف التيارات الثقافية. القدس تلك المدينة الكنعانية التي تتعرض للتهويد الذي يكاد يلغي كل آثارها الحضارية والمتنوعة من مسيحية وإسلامية. القدس التي يُهجَّر أبناؤها ويُقتلعون من بيوتهم. القدس تعيش في وجداننا جميعاً، وندرك أن الجريمة التي ترتكبها إسرائيل اليوم تؤزِّم كل العالم، ولا أظن أن أحداً يوافق على أن يُقتلع شعب من أرضه. أنتم تعلمون أن الصلاة باتت شبه محرمه في المسجد الأقصى بسبب تطويق الجيش الإسرائيلي للمسجد ومنع المصلين من الوصول إليه. "القدس في عيونكم": كيف ترونها؟ كيف ينظر الفنان التشكيلي إلى مأساة شعب بل إلى مأساة حضارة؟ الحضارة التي شهدت ولادة المسيح والتي شهدت دخول الإسلام، والتي شهدت فيما بعد تنوع كل الحضارات والثقافات.


السيد وزير الثقافة مع مجموعة
من الفنانين المشاركين في الملتقى

إن هذه الحضارة تتعرض لجريمة اغتيال، تُغتال الثقافة المتنوعة لصالح لون واحد ولصالح عرقية كريهة بغيضة هي العنصرية الصهيونية، والتي لا ترى لكل ثقافات العالم أي حضور، وإلا لما قامت بما تقوم به في القدس. نحن نرحب بالثقافة اليهودية المسالمة، ونرحب باليهودية بوصفها ديناً، لكننا نستنكر هذه النزعة العرقية».

ويتابع السيد الوزير: «إننا نعلن في هذا العام القدسَ عاصمةً للثقافة، لكننا لا نكف عن ذلك في نهاية عام الاحتفالية، سنتابع إحياء القدس في وجداننا وما من شيء أعظم من الفن مخلداً للحقائق التاريخية. فاللوحة تنطق وتحكي، وأجمل ما في اللوحة أننا لا نحتاج إلى ترجمة. لن نطلب منكم -وأنتم المبدعون- ما ستقومون به في فضاءاتكم التشكيلية، دعوا ريشتكم الحرة التي تعانق الجمال تحكي مأساة مدينة، ومن خلالها تحكي مأساة أمة: مأساة شعب فلسطين، فإن ما يوجع فلسطين يوجع الأمة العربية والإسلامية، بل يوجع المجتمع الإنساني كله. "القدس في عيونكم" عنوان لما سوف تبدعونه بنقاء قلوبكم وبالتجرد عن النزعات كلها إلا النزعة الإنسانية. سيكون ملتقانا متحفاً ومعرضاً هاماً، نرجو أن يتأمل فيه العالم كله إحساس الفنانين المبدعين وكيف ينظرون إلى هذه الجريمة التي ترتكبها إسرائيل بحق القدس وشعب فلسطين». وقد ختم السيد الوزير كلمته مرحباً بالفنانين ومتمنياً لهم إقامة طيبة.

تابع «اكتشف سورية» الملتقى من بداية انطلاقه واستطلع آراء بعض الفنانين المشاركين وانطباعاتهم بهذا الملتقى كمضمون يحمل معنى القدس ورسالة اللوحة:

فالفنانعبد المعطي أبو زيد -رئيس اتحاد التشكيليين الفلسطينيين في سورية- فيقول: «إن فكرة الملتقى هامة جداً وخصوصاً باجتماع هذا العدد من الفنانين من سورية وبعض دول العالم من أجل هدف واحد هو القدس. إن اللوحة تحمل رسالة عالية القيمة يقرؤها كل إنسان كونها لا تحتاج إلى ترجمة، فهي لغة التواصل بين الشعوب لما تحمله بمضمونها من تحريض، وهنا القدس هي مضمون اللوحة، فالقدس تشكل المحور الأساسي للنضال العربي والإسلامي، وهي الرابط بيننا لما تمثله من ضمير مشترك للجميع».


الفنانين التشكيليين عمر حمدي وياسر حمود
مع السيد وزير الثقافة

أما الفنان ياسر حمود من سورية فيقول: «لا شك أن اللوحة التشكيلية - كخطاب بصري وروحي وفكري - تمتلك هذه اللغة الصامتة والعالية الصوت. فاللوحة نافذة للآخر ليرى الصورة الشعورية للقدس كمقدس ورمز ومدينة وإنسان بكل ما تتعرض له، واللوحة تحمل الرسالة لتكون رداً فنياً حضارياً وإنسانياً متقدماً على الهمجية التي تمارس من قبل الإسرائيليين على هذه المدينة المقدسة التي تعنينا جميعاً. وتعليقاً على عنوان "القدس في عيونهم" أقول أن القدس لطالما كانت وستبقى في قلوبنا وعقولنا، واللوحة التي نرسمها هي خلاصة المشهد الذي يحتويه القلب».

وحول المشاركة السورية والعربية والغربية بالملتقى، يقول حمود: «إن هذا العدد من الفنانين السوريين والعرب والغربيين في هذا الملتقى لدليل على أهمية القدس بكل ما تعنيه للجميع في كل العالم. ووجودهم في سورية بمثابة تأكيد على دورها الحضاري المتقدم باستمرار، والمتمثل بالسعي الدائم لمناصرة كل القضايا العربية المحقة بكل الوسائل. إن اللوحة التشكيلية في هذا الملتقى هي أحد أشكال الاحتجاج المشروع على الإساءة للقدس كقضية مركزية وطينة وقومية وإنسانية، والتصدي لتهويد القدس وطمسها من الذاكرة بفعل الاحتلال هو فعل يومي نمارسه في سورية، وهذا ما يعرفه الجميع».


الفنان التشكيلي علي الكفري
أثناء عمله في الملتفى

الفنان الفلسطيني السوري علي الكفري يقول: «بالنسبة لي، فإن احتفالية القدس مهرجان ثقافي مركزه القدس بما تحمله وما تعنيه. لا يكفي القدس سنة واحدة كعاصمة للثقافة العربية كونها تحمل هذا المضمون الوطني والقومي، يجب أن تبقى محوراً عبر وسائل الإعلام على مدار الأعوام. إن هذا الملتقى يحمل رسالة في جملة الرسائل الثقافية والوطنية والإنسانية التي تضطلع بها سورية. إن اللوحة أو الصورة تبقى، لذا فاللوحة هي فعل إعادة الذاكرة وتبقى شاهداً على الجريمة والحق المغتصب».

أما الفنان يوسف أحمد من قطر فيعتبر اللوحة سلاحاً، ويقول: «إننا في الوطن العربي نحتاج إلى مثل هذه الملتقيات الفنية ونتوق إليها، فهي من شأنها أن تدعم أواصر العلاقات الحميمة بين الفنانين التشكيليين العرب، وأتمنى لدول عربية أخرى أن تحذو حذو الشقيقة سورية في إقامة مثل هذه الملتقيات على محاور متعددة، وما أكثر هذه المحاور التي تجمعنا كوطن عربي. من ناحية أخرى، إنني أعتبر أن المبدع بشكل عام هو جندي غير مجهول بل معلوم على الساحة، فالمعركة ليست عسكرية فقط بل فنية وفكرية وثقافية، لذا فاللوحة سلاح يشهر في وجه العدو، وأقصد تلك اللوحة المُحمَّلة بمضمون قضية كالقدس على سبيل المثال، في وقت ما يحصل لها من تطهير عرقي وتشريد وتهويد، هنا تحمل اللوحة سلاح المواجهة هذا».


التشكيلية المصرية خديجة بلبع

الفنان الفلسطيني السوري أحمد أبو زينة يقول: «أنا سعيد بأن وزارة الثقافة قد أقامت هذا الملتقى بهذا العدد الكبير من الفنانين الذين لهم تجاربهم الهامة على مستوى الوطن العربي والعالم، وشعوري بالسعادة يعود إلى هذا الدور النبيل الذي يقومون به، والذي سيكون له صدى ودور في جميع الدول العربية كونه يتناول قضية جوهرية هي قضية القدس، كون النتاج الفني سيعرض في أكثر من عاصمة عربية، وهنا تكمن رسالة اللوحة بأن توصل القضية ببعدها الفني والإنساني إلى الآخر، ولا بد أن يكون لصدى هذا العمل الكثير من الأثر».

الفنانة المصرية خديجة بلبع تصف دور سورية وتقول: «إن اللوحة التشكيلية تسجل الحاضر للتاريخ بلغة اللون والرسم والفن الذي يخلد ولا ينتهي. وقد تميزت سورية على الدوام باهتمامها الثقافي الرفيع بقضايا وطنية وقومية، كما تهتم بمختلف أنواع الفنون، وهذا يعطيها دوراً رائداً وفعالاً ومؤثراً على الساحة العربية، في وقت نحن بحاجة إلى بشكل حقيقي إلى هذه اللقاءات والتجمعات؛ كما أنها تعطي انطباعاً عالمياً على وجود القدس كقضية وطنية وقومية وإنسانية وتركزها في ذهن ووجدان الآخرين، خصوصاً مع تواجد هذه العدد الكبير من الفنانين العرب والأجانب. لقد لمسنا الكثير من الحب والترحاب الكبير النابع من القلب من كل اللذين نلتقيهم أكان داخل ورشة الرسم أو خارجها».


.


عمار حسن

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

الفنانون غسان السباعي، ريما سلمون، وياسر حمود مع نبال بكفلوني وإيمان أبو زينة

السيد وزير الثقافة يلقي كلمته الترحيبية

مديرة الفنون الجميلة تلقى كلمتها الترحيبية

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق