افتتاح معرض فني لنتاج السجناء في سجن عدرا

29 أيار 2010

بمناسبة اختتام فعاليات ورشة العمل الفنية في السجن

اختتمت فعاليات ورشة العمل المقُامة في سجن عدرا بدمشق ظهر أمس 28 أيار 2010، بمعرض تشكيلي وحِرفي، داخل قاعة خاصة في سجن عدرا، في بادرة هي الأولى من نوعها في الوطن العربي تستهدف نتاجاً تشكيلياً لسجين يقبع خلف جدران السجن.

هذه المبادرة جاءت بتعاون مثمر وحضاري بين أكثر من جهة رسمية سورية، والفكرة التي أطلقتها السيدة نبال بكفلوني مديرة الفنون الجميلة بدمشق، تبنتها وزارة الداخلية السورية في خطوة تسجل لها كداعمة وشريكة لمشروع حضاري ثقافي يستهدف وعي السجين وفكره وحثه للولوج في عالم التشكيل كنقطة بداية لحياة مستقبلية أكثر استقراراً وفعالية.

هذا وقد افتتح المعرض السيد وزير الداخلية اللواء وليد سمور، بحضور السفير الكندي بدمشق والقنصل السعودي، ووفد من الإتحاد الأوروبي وممثل عن السفارة الهنغارية في دمشق، إضافة لحضور كثيف من أهالي السجناء والفنانين ومختلف الوسائل الإعلامية السورية والعربية.

من جهة أخرى تميزت أغلبية الأعمال التشكيلية بموضوعاتها المختلفة وطرق تنفيذها على سطح اللوحة، إضافة لأعمال الحِرف اليدوية التي تميزت بمهارة الصنع وخاصة مع إدخال خامات جديدة على الأعمال الحِرفية.

«اكتشف سورية» تابع هذا الحدث منذ بدايته الأولى، فكانت لنا زيارتنا الأولى لورشة العمل تحت عنوان «السجناء المشاركون في ورشة العمل الفنية بسجن عدرا في حوار مع اكتشف سورية» ثم تلاه حوار مطول مع السيدة نبال بكفلوني – مديرة مديرية الفنون الجميلة، لينتهي مشوارنا مع هذه الفعالية بلقاءات عدة أولها مع السيدة نبال بكفلوني حيث تقول: «لقد حققت الورشة هدفها الرئيسي من خلال نتاج نزلاء السجن، وخاصة بعد شهرين متواصلين من العمل معهم وبتعاون عدد من الفنانين السورين أمثال الدكتور غسان سباعي، نسيم إلياس، عمر النمر، فرح الشيخ، زيزان عرب. في البداية تقدم عدد ضئيل من نزلاء السجن للمشاركة في ورشة العمل، ولكن مع الوقت وبسبب الجدية التي عملنا بها زاد عدد السجناء المشاركون في هذه الورشة، التي نتج عنها أعمال جميلة وذات سوية تشكيلية جيدة، إذ ما أخذنا بعين الاعتبار أن هذه الأعمال هي لسجناء لديهم موهبة كبيرة وفطرية في الرسم، وبتعاون مع عدد من الفنانين، تكون النتيجة كما تشاهدونها أعمالاً تشكيلية مميزة».


السيدة نبال بكفلوني
مديرة مديرية الفنون الجميلة
بوزارة الثقافة

وعن استمرارية العمل بنفس هذا النهج الحضاري وعدم وقوفه عند هذه الورشة تضيف السيدة بكفلوني: «لقد كانت هنالك مطالبة مستمرة من قِبل المشاركين من نزلاء السجن بأن لا نكتفي بهذه الورشة فقط، بل كانوا يطالبون بشكل دائم باستمراريتها، وقد أخذنا وعداً من السيد وزير الداخلية بأن هذه الورشة ستعمم على كافة السجون لما لها من أثر نفسي إيجابي على شخصية السجين».

وعن الحضور الإعلامي الكثيف لمعرض نتاج ورشة العمل تقول: «إن حضور هذا الكم الهائل من الوسائل الإعلامية هو أكبر دليل على أهمية هذه الورشة. كما أن للإعلام دوراً كبيراً في إنجاح العملية الثقافية والفكرية لدى الشعوب، من خلال تكريس مفهوم الفن بأشكاله المختلفة عبر وسائلكم الإعلامية. فلا يمكن نشر الثقافة بدون إعلام، فمن خلال الوسائل الإعلامية نستطيع إيصال أفكارنا ومشاريعنا وحضارتنا».

وتشير السيدة بكفلوني في ختام حديثنا معها إلى إقامة ندوة تثقيفية فكرية حول أهمية تحريض الجانب الإنساني لدى السجين في الشهر القادم (4 تموز 2010) في مكتبة الأسد بدمشق.

الدكتورة عهد محفوض

من جهتها تحدثنا الطبيبة النفسية الدكتورة عهد محفوض رئيسة الشعبة النفسية في وزارة الداخلية عن تقيميها لورشة العمل المخصصة لبعض لنزلاء سجن عدرا فتقول: «هي تجربة رائعة وأولى على الصعيد العربي، ونحن بحاجة لمثيل هذه الورشة لنزلاء السجون، فالفن بشكل عام حالة من الإبداع والتفريغ للتوتر والانفعالات النفسية للإنسان، فما بالك لحالة السجين الذي يعيش ضمن مكان محدود، كما أننا نستطيع من خلال النتاج الفني للسجين أن نكتشف دوافعه التي أدت لارتكابه جرماً ما، ومن هنا نستطيع علاجه أو حل مشكلته عن طريق الحوار والعلاج النفسي لتأهيله بشكل صحي. لذا أتمنى أن تكون هذه الورشة بداية لورشات مستقبلية فهي نافذة الحرية الوحيدة في حياة السجين».

النحات مصطفى علي

وفي حديث مع النحات السوري الكبير مصطفى علي الزائر لمعرض نتاج ورشة العمل يقول: «ما أراه اليوم هو وجه سورية الحقيقي الذي أصبحت معتادة عليه بتعاملها الحضاري مع شعبها، فهذا المعرض يدل على ثقافة ووعي كبير لكل من شارك في هذه الفعالية. إن هذا المشروع الفني غاية في الأهمية لأنه يعالج بطريقة حضارية الوضع النفسي للسجين، فهذا المشروع أصبح متنفساً حقيقياً له وبوابة للأمل والحرية والرقي في نفس الوقت. من خلال هذا المعرض الفني أرى تنوعاً في التجربة البصرية واليدوية التي ترتكز بشكل أساسي على العمل الفطري والأحلام الكبيرة لهؤلاء الناس الذين يعيشون في مساحة صغيرة. فالأعمال المهنية بزخرفتها الكثيفة تدل على وقت الفراغ الطويل الذي يعيشه السجين وهي محاولة منه لاستثمار وقته بشكل إيجابي، أما الأعمال التشكيلية فترتكز على الناحية التعبيرية للحياة التي يعيشها السجين وما يشعر به، وفي بعضها الأخر تحمل بعداً أكثر شمولية ببعدها عن الهم الشخصي للسجين نفسه».

التشكيلية مها العاقل

وعن إقامة ورشة عمل لسجناء عدرا ومعرضٍ لنتاج أعمالهم تقول الفنانة التشكيلية مها العاقل: «هي خطوة مهمة نحو الأمام وأتمنى أن تستمر في المستقبل، لقد تفاجأت بهذه الأعمال التي أرى من خلالها وجوه وشخصيات أصحابها، فهنالك من يملك حساً فنياً صادقاً ظهر عن طريق الأعمال الزخرفية أو بعض الأعمال التشكيلية المنقولة عن أعمال بيكاسو، وهنالك أعمال فنية جعلتني أكثر قرباً من أحاسيسهم الداخلية عبر أعمالهم الفطرية التي تحاكي أحلامهم ومخاوفهم وآمالهم، كما نلاحظ أن بعض الأعمال تحاكي حياتهم العاطفية، كما تظهر لوحاتهم برموزها وألوانها التي أخذوها من الأسطورة والحكايات الشعبية وربطوها بوعيهم الداخلي».


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:
صور الخبر

من حضور نتاج ورشة العمل الفنية المقامة في سجن عدرا

المرأة عنصر إلهام في أعمال بعض نزلاء سجن عدرا

المرأة عنصر إلهام في أعمال بعض نزلاء سجن عدرا

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق