السجناء المشاركون في ورشة العمل الفنية بسجن عدرا في حوار مع اكتشف سورية

03 05

اعتدنا في «اكتشف سورية» على تغطية الفعاليات الثقافية على اختلافها في محاولة لتسليط الضوء على الحراك الثقافي بتنوعه الغني، فكانت لنا جولاتنا في مختلف أرجاء سورية في سعي دؤوب نحو رسم صورة واضحة المعالم لما يتم إنجازه من إبداع سوري خالص في الموسيقى وفنون الأداء والفن التشكيلي الذي نوليه أهمية قصوى لما يمتاز به من تنوع غني بتنوع التجارب التشكيلية ومدارسها المختلفة، فحاورنا الكثير من الفنانين التشكيليين وأصحاب المواهب الفطرية صغاراً كانوا أم كباراً وزرناهم في محترفاتهم ومعارضهم التي تقام في المراكز الثقافية والحدائق العامة وحتى في الملاجئ.

ولكن لم نتوقع في يوم من الأيام أن يكون السجن بجدرانه وأسواره المنيعة هدفاً لزيارتنا في تغطية إحدى الفعاليات التي تُعنى بالفن التشكيلي، وأن يكون السجين محاوراً لنا وهدفاً إعلامياً نسلط الضوء عليه وعلى تجربته الفطرية في الفن التشكيلي، ففي صباح السبت 1 أيار2010 توجهنا إلى سجن عدرا بدمشق بهدف الاطلاع عن قرب على ورشة العمل التشكيلية والتي انضم إليها بعض السجناء، والمُقامة برعاية مديرية الفنون الجميلة بدمشق، وبمشاركة عدد من الفنانين التشكيليين منهم: عمر النمر، نسيم الياس، د. غسان سباعي، ريزان عرب، وفرح الشيخ...

ففي ذلك الصباح توجهنا مع السيدة نبال بكفلوني مديرة مديرية الفنون الجميلة، والفنان التشكيلي عمر النمر أحد التشكيليين المتطوعين لتدريب السجناء على مهارات وصوغ عمل تشكيلي جيد. حيث تم استقبالنا من قبل إدارة سجن عدرا التي قدمت جميع التسهيلات لإنجاح هذه الورشة التشكيلية.

حاورنا عدداً من السجناء المشاركين في هذه الورشة، حيث أبدى الكثير منهم شغفاً حقيقياً في صوغ عمل تشكيلي صحيح، فمنهم من استقى من الحرية موضوع عمله، ومنهم من رأى في السفينة انطلاقة جديدة لحياة مستقبلية قريبة، ومنهم من كانت الأسطورة موضوعاً خاصاً به، كما تعرفنا من خلال هذه الزيارة إلى بعض الحِرف اليدوية التي أخذت شكلها الأجمل بمساعدة الفنانين التشكيليين المتطوعين في هذه الورشة.

وحفاظاً على سرية أسماء السجناء استعنا بالألقاب لبعض من حاورناهم فكان ز.و أحد سجناء سجن عدرا الذي قال: «أعمل على إنجاز لوحتين الأولى نفذتها بالألوان الزيتية أما الثانية فكانت بالفحم، لقد جاءت هذه الورشة لتعيد لي ذكريات الماضي حيث كنت قد مارست في السابق هواية الرسم، ولكن لم تتخذ هذه التجربة خطاً احترافياً إلا بمساعدة السيدة صاحبة الفستان النهدي (وهنا يقصد السيدة نبال بكفلوني) فقد أشرفت على تلقيني بعض الملاحظات المهمة في عملية بناء عمل تشكيلي محترف، لذا أشكرها جزيل الشكر».

من جانبه يقول السجين أبو لؤي: «لقد قامت إدارة السجن بالإعلان عن ورشة العمل عن طريق إذاعة السجن، فبادرت مباشرة إلى تسجيل إسمي، فقد سبق لي أن عملت في مجال الديكور الداخلي، وخاصة في رسم الزخارف الفنية ضمن تشكيلات الديكور المنزلي، لذا أتمنى من إدارة السجن أن تلبي طلبي في الحصول على كتاب عن الزخارف الفنية لمساعدتي أكثر على تشكيل أعمالٍ فنية أكثر جمالاً».

بدوره يقول السجين م.أ: «في هذه الورشة تحولت من سجين إلى رجل حر، وهذا الكلام لا نفاق فيه ولا مراوغة، لقد فتحت لي هذه الورشة باباً من الحرية لم أكن لأتصوره، فقد كانت أيامي مملة وقاتمة، لم أكن أفعل أي شيء داخل جدران السجن (نوم، وجبة من الطعام، ثم نوم يليه وجبة من الطعام) أما الآن فقد تغير كل شيء، أصبح لي هدف أسعى إليه، أن أرسم وألون وأصوغ العالم الذي أريد، لذا أرجو من كل قلبي أن تستمر هذه الورشة وأن لا تنتهي، وأن يستمر دعمي بالألوان والمواد اللازمة للرسم».

أما السجين ع وهو أحد السجناء المشاركين في ورشة العمل يدنو من قربي ويقول: «لا أريد منكم سوى كتاب خاص عن فن الخط العربي»، ليعود مسرعاً إلى لوحته التي شكل من خلالها عملاً جميلاً قوامها الحرف العربي.

وختاماً مع أحد السجناء الذي يقول: «استعنت في بعض الأعمال بالأسطورة القديمة التي تقول أن الدنيا تقف على قرني ثور، فكان هذا العمل الذي أجسد من خلاله هذه المقولة، فكانت المرأة رمزاً للدنيا بما تحتويه من خير وشر. كما توجد الكثير من الأعمال التي نفذتها ضمن ورشة العمل هذه بمساعدة خبراء الفن التشكيلي الذين قدموا لنا جميع الألوان والقماش اللازم والنصائح في عملنا الفني».


السيدة نبال بكفلوني والتشكيلي عمر النمر

كما قام «اكتشف سورية» بمحاورة الفنان التشكيلي عمر النمر - أحد التشكيليين المتطوعين في ورشة العمل المُقامة في سجن عدرا – والذي يقول: «سعيد جداً بمشاركتي في هذه الورشة لعدة اعتبارات أهمها مشاركاتي السابقة في ورشات عمل فنية موجهة لأشخاص ذوي طبيعة خاصة أو ورشات عمل أُقيمت ضمن ظروف مكانية بعيدة عن أجواء الفن التشكيلي المحترف، ومنها مشاركتي في ورشات عمل أُقيمت في القوى الجوية لإنتاج عمل تشكيلي بحت. كما أن لدي اهتمامات بعلم النفس، وما يعطيه هذا من فائدة لعمل الفنان التشكيلي».

ويردف الفنان النمر بقوله: «تأتي هذه الورشة في محاولة لاستغلال وقت السجين بطرق ممنهجة عن طريق توجيهه نحو عمل يفيده على الصعيد النفسي والنفعي ويكون له عوناً في المستقبل. لذا جاءت هذه الورشة لتقديم الفائدة المرجوة بشكلها التشكيلي وتسليط الضوء على أهمية اللوحة الزيتية لدى السجناء من خلال تدريبهم على كيفية التعامل مع اللون والكتلة لتشكيل عمل فني متكامل، وفتح أفق جديد من خلال التعرف على تقنيات جديدة في العمل التشكيلي، وهذا نتج عنه تطور ملحوظ في طريقة تعاطي السجناء مع العمل التشكيلي».

تأتي هذه البادرة الثقافية التربوية الفنية والإجتماعية، التي أطلقتها مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة، بالتعاون مع وزارة الداخلية، في قيام هذه الورشة التفاعلية بين عدد من الفنانين التشكيليين وبين خمسين سجيناً ممن توفرت لديهم الموهبة الفنية في الفنون التطبيقية، والرسم، والنحت، وغيرها، تأتي كبادرة ثقافية مميزة تُحسب لصالح وزارتي الثقافة والداخلية في تنمية وتطوير مواهب السجناء وتوجيههم لعمل ما هو مفيد للسجين ولمجتمعه عوضاً عن تمضية الوقت وهدره، خصوصاً أن ندوة تثقيفية تتحدث عن أهمية إبراز الجانب الإنساني الفني لدى السجناء وعن سبل تنمية الوعي وبلورته في مكافحة الجريمة ستقام بالتوازي مع هذه الورشة. وتجدر الإشارة أنه سيُقام معرضٌ لنتاج هذه الورشة في داخل جدران سجن دمشق المركزي في عدرا بعد نهايتها في 28 أيار 2010.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من الأعمال المنجزة في ورشة العمل التشكيلية المقامة في سجن عدرا المركزي بدمشق، وفيها امرأة تمثل العالم على رأس ثور، وهي تجسيد لأسطورة أن العالم يحمله رأس ثور

رجل وامرأة مقيدان أمام بوابة تفتح على العالم، من الأعمال الفنية المنجزة في ورشة العمل التشكيلية المقامة في سجن عدرا المركزي بدمشق

الطبيعة كما جسدها أحد السجناء في إحدى لوحات ورشة العمل التشكيلية المقامة في سجن عدرا المركزي بدمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

حازم:

بهاي الطريقة منكون عم نشتغل صح لانو تأهيل السجين شي مهم كتير وبدل ما نعمل منو مجرم مرة تانية ويطلع العالم ويصير يسرق وينهب ويقتل
هيك منكون عم نستوي منو رجال شريف وفنان لانو يلي بيرسم أو بتعامل مع اللوحات هو فنان وإنسان

سوري

عمران:

عراسي سورية الأسد
بمعنى ان يصل الرقي إلى عمل ورشة Art في السجون فهذا يدل على الحضارة الراقية
الخبر رح انشروا لكل رفقاتي علشان يشوفوا سورية الحقيقية مش سورية بلسان المستغربين

صيدا لبنان

عيون القلب:

بتمنى شوف المعرض بس كيف

دمشف

قصي الشامي:

برافو عليكم على هيك مشروع، إيه والله العظيم شي بنعنش القلب وقت نشوف هيك أخبار

الشام

مروان:

توجد في سورية أشياء جميلة جداً وهذا الموضوع الذي نشرتموه من أجمل القصص التي قرأتها
وفلاً لو أستطيع أن أزور هذا البلد الحبيب لما توانيت
وفعلاً
ســـــــــــــــــــــوريا غــــــــــــــــــــير

الأردن

DVD:

شو الخبر خيو والهي بجنن، طيب مقعقول واحد قتال قوتالا منكرموا ومنعهملو دورة رسم والله عال
هلق قرايبي عم مشكلة والحق راكبو من ساسو لراسو يعني وبالمختصر هو مجرم وحرامي بدل ما عاقبوا بيجي بعملوا دورة رسم
طيب يا أخي والله صرنا بأخر زمن وعلى قولت الملك جورج وسوف
مساجين أخر زمن بدل عشاق أخر زمن
والسلام

حلب

Shade:

يارريت تتعم التجربة على كافة السجون السورية لانو هيك خبر رح يغير الصورة النمطية يلي نحنا منعرفا عن السجون السورية و العربية والعالمية لانو كل سجون العالم صورتها كتير سودا
يعطيكن العافية سجن عدرا وعنجد برافوووووووو

دمشق

عمرو:

نيالن هالمسجين بكرة رح ارتكب جريمة قتل وباشر مع السجناء بدورة لتعلم الرسم
عم بمزح بس عنجد خبر حلو كتير

بلاد الله الواسعة

جمال:

هه المبادرة تحسب لصالح سجن عدرا وكما ن وزارة الثقافة

سورية

عبير:

برافو إكتشف سورية

السويداء

fhf:

لقد تفاجئت في هذا الخبر يعني إدراة سجن عدرا صارت عم تعمل ورشات عمل والله شي حلو

سٍوريا

كميل:

شكراًَ لكل من يساهم في تشكيل وعيٍ ثقافي في هذا البلد
شكراً سجن عدرا
شكراً وزارة الثقافة
شكراً وزراة الداخلية
وأتمنى ان لا تقتصر هذه الفعاليات على ايام محددة بل ان تكون مسنمرة بشكل دائم

سوررريا

عمار :

حبيت الفكرة بس كيف اريد ان احضر المعرض وخاصة انه في السجن

سوري

عاشقة:

بالصدفة قرأت الخبر وهو خبر يجب ان نركز عليه فأن يقوم سجن بدعم السجناء عن طريق الرسم فهذا يدل على وعي من هذه الأدارة ولكن أين باقي الوسائل الاعلامية السورية من هذا الحدث

سورة

:

شكراً لكل من ساهم في هذه الورشة شكراً لمديرة الفنون الجميلة وشكراً ايضاً للكادر الإداري والفني في مديرية الفنون والذي يعمل خلف الكواليس دون كلل أو مللوله دور كبير في هذا المعرض
معرض كتير حلو وخصوصي لما تشوف السجين أمامك وهو يتكلم عن عمله الفني وكأنه فنان من طول عمره الله







شامية الاصل

شام

عاشق الشام:

عن جد شيي بيجنن
شكراً للسيدة مديرة الفنون الجميلة لهذه المبادرة التي تحسب لها خلال خدمتها
شكراً للكادر الفني والإداري في المديرية والذي يعمل وراء الكواليس دون كلل أو ملل بكل المعارض وخصوصاً في هذا المعرض الذي كانت جهوده جبارة فيه..... فهذا الكادر لاأحد يعلم كيف يعمل وبصمت شكراً له ومن كل قلبي
معرض كتير حلو وفريد من نوعه وخصوصاً عندما تشاهد السجين وهو يشرح عن عمله الفني وكأنه فنان طول عمره يوم الجمعة ( يوم المعرض) كان يوم فريد ومميز اعمال السجناء رائعة .....التغطية الأعلامية ايضاً مميزة وتفاجأ الجميع بها
نتمنى أن يعمم على كل السجون

دمشق