ياسر حمود ومزيد من «إشراقاته» في غاليري آرت هاوس

11 تشرين الثاني 2010

وزير الثقافة: كل عمل من أعمال ياسر يوحي بكونشرتو موسيقي

اُفتتح مساء الأربعاء 10 تشرين الثاني 2010 معرض الفنان التشكيلي ياسر حمود تحت عنوان «إشراقات 2008-2010» في غاليري آرت هاوس التي احتضنت 21 عملاً تجريدياً. حيت تراوحت الأعمال بين اللوحات المفردة واللوحات التي تضم أكثر من جزء.

لقد شكّل المعرض مفاجأةً جديدة لمتابعي ياسر حمود لجهة المستوى الذي وصلت إليه هذه التجربة. فيده التي تحمل روحاً، هي من عجنت ومزجت هذه الروح لوناً، فغاب وظهر في قطعة من المكان نسميها مجازاً اللوح، اللوح حسب قواميس اللغة العربية في أحد معانيه هو الهواء ما بين الأرض والسماء، واللوحة هي النظرة-اللمحة، بين اللوح واللوحة، وبين الروح واليد، واللون والعين، مكاشفةً بأكثر من اتجاه ومضةً على الجميل اللانهائي، عبر اللوح الأثيري الملون ممتداً من روحِ يدٍ إلى عين! أعيننا وأرواحنا جميعاً لوحة لم تعد تقاس بالنظرة-اللمحة، بل بكثافة اللحظة العمر.

حضر الافتتاح وزير الثقافة الدكتور رياض عصمت، ووزير الإعلام الدكتور محسن بلال، ووزير النقل الدكتور يعرب بدر، ووزير التعليم العالي الدكتور غياث بركات، والدكتور علي القيم -معاون وزير الثقافة، والدكتور حيدر يازجي -رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين، ومدير الفنون الجميلة أكثم عبد الحميد، وحشد كبير من الفنانين السوريين والمخرجين ونجوم الدراما السورية، بالإضافة إلى بعض الشخصيات المرموقة في الثقافة والمجتمع والسلك الدبلوماسي في سورية.


«اكتشف سورية» تابع الافتتاح وتعرف إلى انطباعات الحضور، حيث لخص وزير الثقافة الدكتور رياض عصمت انطباعه بقوله: «تجربة الفنان ياسر حمود تجربة خاصة ومتميزة في الفن السوري لأنها تستند إلى أربع دعامات، وهي:
- الجرأة في التعبير واستخدام الألوان، خاصة اللونين الأسود والأبيض.
- الموسيقى، فكل عمل من أعماله يوحي بكونشرتو موسيقي.
- الألوان (ألوان منطقة البحر الأبيض المتوسط)، والتي تتميز بالحرارة والدفء الإنساني النابض بالحيوية والحياة.
- النزعة الصوفية، لأن أعمال ياسر حمود تأمل أو دعوة إلى التأمل، قوامها تواصل روحي شفاف وغير محدود الأفق.
إني أحيي أصالة هذه التجربة الفنية الحديثة، واللامعة من غير تكلف أو ادعاء، وفي هذا يكمن جوهر الإبداع».

وقد اعتبر الدكتور حيدر يازجي -رئيس اتحاد التشكيليين السوريين- اعتبر أن ياسر حمود يقتحم العالم بألوان وفكر صوفي، ثم أضاف: «هذا المعرض يمثل قفزة نوعية تأتي نتيجة لبحثه المتعمق في الفن والتشكيل واللون، فاللون يأتي هنا بدوره النفسي ليقيم حواراً عميقاً مع المتلقي، هذا المعرض برأيي إضافة جديدة على الساحة التشكيلية في سورية».


أما التشكيلي أكثم عبد الحميد -مدير الفنون الجميلة- قال: «لقد استطاع الفنان ياسر حمود أن يرسم ملامح شخصيته الفنية، بإبداعات تجمع بين جرأة اللون وسحره، وهذا لا شك يأتي من فهم عميق وخاص، ويتجلى على اللوحة من خلال مساحات غير محدودة الشكل وقوية التكوين، وهذا يعود لمخزون ثري من الفهم لطاقات اللون. أستطيع القول بصراحة أن تجريدات ياسر جعلتني أحب التجريد، أحببته لأنه استطاع أن يدفعني لأقيم علاقة حوار وتأمل وجداني بيني وبين هذه اللوحات، هذه اللوحات قادرة على حفز عين المتلقي وروحه».


فيما يرى الموسيقي نوري اسكندر أن لوحة ياسر حمود هي لوحة ما ورائية تتجول في عوالم كونية، وتجمع بين الهدوء والسكينة والتوتر بأقصى معانيه الموسيقية.

من ناحيتها السيدة ميساء شهاب -مديرة غاليري «تجليات»- تقول: «لطالما أدهشتني لوحة ياسر، فهي تطلعنا على الدوام على ما يختبئ بأرواحنا وتصور تطلعات الروح. للمرة الثالثة أتابع معارض ياسر التجريدية، في هذا المعرض إشراقات النور تصير هي اللون، وتكاد تكون هذه اللوحة مرآة لدهشة كونية».


ويعتبر الفنان جمال سليمان أن معرض ياسر الحالي مدهش، ويقول: «منذ زمن طويل لم نشاهد هذه العلاقة الخلاقة بين اللون والضوء، ومنذ زمن لم أشاهد كل هذه البهجة الصوفية، التي تنساب عبر علاقات اللون، ياسر يمتلك قدرة غريبة على التجدد والتجديد في كل معرض».


فيما قال الفنان عمر حمدي: «حضرتُ من فيينا اليوم لأشاهد هذا المعرض، من يتأمل معرض ياسر يجب أن يخرج من كل المشهد التشكيلي السوري، لأن ياسر هو حالة خاصة ما بين القسوة والعاطفية. في هذا المعرض، يمثل ياسر امتداداً لما أعرفه من قبل، لكنه يزداد عمقاً في عوالم اللون وذلك نتيجة لبحث دؤوب، وهو قد وصل إلى اللون، لأن من يريد أن يصل إلى اللون يجب أن يخرج منه، وهذا ما فعله ياسر، خرج منه ليجده. عالم ياسر اللوني هو عالم نفسي، لذلك يمكن القول إن ياسر لا يرسم، لأنه لا توجد مساحة كافية لكي تحتوي رسمه وترضيه فنياً. عبر طقسه الروحي هذا، يهدف ياسر إلى الوصول إلى الإنسان فيه، وهذا مفهوم معاصر بأكثر من معنى وضمناً المعنى الفني».

أما بهرم حاجو فيقول: «الدهشة كلها تساوي هذا العمل، عفوية وسرعة، لا يمكن لأي أحد تكوين اللوحة وإخراجها بهذه الدقة وبهذا الإحساس».


ويرى الدكتور عبد الله السيد -أستاذ النقد- أن هذا المعرض يجمع ما بين ريشة ياسر النزقة وبين حركة جسده ليكون امتداداً لتأثيرات روحه، ويؤكد على مقولة ميرلوبونتي الذي يعتبر أن الجسد هو منطلق الحركة للفكر بشكل عام، وهو يسمي هذا الفعل «الحقيقة رسماً». ويتابع: «يعتمد ياسر العفوية ومبدأ الصدفة، وفي منهجه هذا يقودنا إلى اكتشاف ما هو غير معروف أو مطروق أو مألوف».


يقول ميساك باغبودريان -قائد الفرقة السيمفونية الوطنية- : «لدينا في الموسيقى سبع علامات، وفي اللون هناك سبعة ألوان، وإن كانت ثلاث في الأساس، والغريب هو قدرة الفنان في الوصول إلى هذا اللانهائي من عدد الألوان، ليصنع هذا الخيال على اللوحة. بالنسبة إلي، فإن كل لوحة في هذا المعرض مقطوعة موسيقية أو جزء من مقطوعة، لكل لوحة ردة فعلها الخاص. هذه اللوحات تجمع بين التجريدات الموسيقية وتجريدات اللون، إنه نوع من الجمع بين العقل والعاطفة، وهو ما يمنح هذه الأعمال قوة الحضور المرئي والمسموع».


الفنان نضال سيجري، يعبر بطريقته الخاصة، فيرى أن «ياسر "حدا" حلو كتير، وسوري كتير، ولوحاتو بتشبه الدفا يلي فيه. أقدم لروح وريشة ياسر محبتي واحترامي».

أما السيد رشاد كامل -مدير موقع eSyria-، فيقول: «أرى كل الجمال في لوحة ياسر، فأرغب في اقتناء كل لوحة من هذا المعرض، لأني أستطيع أن أضعها في بيتي وأعيش معها. المذهل في لوحات ياسر، هذا التنقل بين درجات اللون، وبين الألوان، دون أن تشعر بأي خلل. فمن النادر أن تجد لوناً أسود بهذا الجمال! في هذا المعرض، يأخذنا ياسر إلى عالم أكثر دهشة، لم أكن أتوقع أنه يستطيع أن يقدم حالة أرقى بالمعنى الفني والروحي من معرضه الماضي، إلا أنه فعلها وقدم هذا الأكثر جمالاً وإشراقاً، وهذا يعني أن ياسر فنان حقيقي».

عمار حسن - دمشق
تصوير: عبد الله رضا

اكتشف سورية

معرض إشراقات 2010 للتشكيلي ياسر حمود في آرت هاوس	معرض إشراقات 2010 للتشكيلي ياسر حمود في آرت هاوس	معرض إشراقات 2010 للتشكيلي ياسر حمود في آرت هاوس

بقية الصور..