قبة العصافير
03 أيار 2015
تقع قبة العصافير على الطرف الشمالي الغربي لمدينة عدرا العمالية (22كم شمالي دمشق)، في بداية منطقة كانت تعرف سابقاً بثنية أبو العته أو طلعة التنايا، واسمها الأقدم ثنية العقاب.لا يعرف سبب تسميتها بقبة العصافير، ولا السبب الأكيد لوجود هذا البناء المنفرد الغريب الشكل وسط هذا المكان.
للقبة مسقط شبه مربع الشكل أبعاده (490×480 سم) ترتفع جدرانها حوالي 545 سم يعلوها إطار بارز، مدخلها في الواجهة الشمالية وهو مستطيل الشكل أبعاده (80 × 200) سم يرتفع (حالياً) عن الأرض المحيطة نحو (40سم)، يقابله في الواجهة الجنوبية الداخلية محراب صغير بسيط، وفي الواجهتين الغربية والشرقية نافذتان متقابلتان أبعاد كل منهما (80 × 140 سم).
تستند على الجدران رقبة مثمنة الأضلاع ارتفاعها (200 سم)، تتضمن أربع نوافذ مفتوحة على الجهات الأربع، وتتناوب بينها، في بقية أضلاع المثمن، أربع كوى (مقرنصات)، لها نفس الأبعاد والشكل المعماري للنوافذ، ارتفاع كل منها نحو (150 سم)، تعلوها أقواس مدببة، تعلو الرقبة قبة كروية الشكل ارتفاعها (200سم).
استعملت الحجارة الكلسية المنحوتة مع المونة التقليدية في بناء القبة وعناصرها، علاوة على إكساء الجدران الداخلية، والقبة الكروية، من الداخل والخارج، بالطينة الحمراء، وفوقها طبقة من الكلسة البيضاء التقليدية.
ذكر المستشرق الفرنسي سوفاجه البناء في نشرة أصدرها المعهد الفرنسي في القاهرة تحت عنوان «Le Monument commomora-tif d éppopue»، وقدم وصفاً معمارياً له، وذكر أن مدخله كان يعلو عن الأرض المجاورة نحو 98سم وكان له درج وقد اندثر، وأضاف أنه ليس ثمة في هذا البناء أي مزية تلفت النظر من الوجهة المعمارية إلا أن شكل بنائه وطرز تربيعه يقران بأنه من المباني التي شيدت في دمشق في القرن الرابع عشر الميلادي.
وعلى عتبة بابه نقش يتضمن النص التالي : «بسم الله الرحمن الرحيم – عمرت هذه القبة المباركة بالنصر في أيام مولانا السلطان الملك الناصر ... ناصر الدنيا والدين محمد عز نصره بإشارة المقر العالي السيفي مولانا ملك الأمراء ... في شهر شوال سنة أحد وأربعين وسبعمائة». وهذه السنة 741 هي التي مات في أواخرها الملك الناصر محمد، ويظن أن ملك الأمراء المذكور وهو نائب السلطنة سيف الدين تنكز الذي عُزل قبل تاريخ هذه الكتابة.
ويضيف سوفاجه: «لقد تعددت الآراء في تفسير الغاية من هذا البناء، فهو وأن شابه الأضرحة، ولكنه ليس بضريح إذ لا يوجد فيه قبر، كما أنه ليس بمسجد لصغر مساحته. على أن النص المنقوش على الباب يحمل على الظن بأن هذه القبة بنيت لتبريك ذكرى تاريخية، لعلها هزيمة جيش المغول في ضواحي دمشق (في معركة مرج الصفر قرب شقحب)، في نيسان سنة 1303 م (703 هـ) ويتابع سوفاجه القول: «وإذ كانت التواريخ التي ذكرت عن المغول أنهم لما انهزموا مشتتين نحو طريق القريتين، ذُبحت فلولهم (بين الجبال)، يكون موقع قبة العصافير، الواقع في باب الجبال، هو الذي حدثت فيه مذبحتهم، فبني فيه هذا البناء التذكاري بعد أربعين سنة. وإذن هو شاهد النصر لمعركة كبرى وهو شبيه بشاهد النصر الذي بني في عين جالوت (قرب بيسان)».
وقد تناول وصفي زكريا في كتابه الريف السوري هذا البناء مستعرضاً كلام سوفاجه ومستبعداً تعليله لسبب إشادته: «لأن مرور أربعين سنة على المذبحة المذكورة، إن صح وقوعها هنا لا في مكان آخر، يجعلها نسياً منسياً، ولا يدع مجالاً لتذكرها، وبناء هذه القبة أو غيرها لأجلها. وإذن يبقى سبب بناء هذه القبة مجهولاً إلى ما شاء الله».
سجل مبنى قبة العصافير على لائحة المواقع الأثرية الوطنية بالقرار رقم 203 تاريخ 6/ 12/ 1975.
محمود حمود – ابراهيم عميري
دائرة آثار ريف دمشق
محمد:
رائع
الجزائر
imane:
Nice
:)
<3
:*
Espagne
بسام ديوب :
القبة كانت من ضمن القبب المدروسة في مقالي مع الدكتور مبشيل موتون و تم الكشف هن هوية الباني و السبب يرجع للمقال
Les Qubbat al-Nasr de Damas et de ses environs à l'époque mamlouke
Mouton, Jean-Michel • Dayoub, B.. (2013) - In: Egypt and Syria in the Fatimid, Ayyubid and Mamluk eras Pt. 7 p. 507-524
france