تشكيليات سوريات في رحيل الفنان حيدر يازجي: كان أبا وأخا للجميع

14 تشرين الأول 2014

.

لم يكن رحيل الفنان والدكتور الراحل حيدر يازجي مؤثرا بوصفه رئيسا لاتحاد الفنانين التشكيليين السوريين فحسب بل لأنه مبدع أصيل تجلت في أعماله الفنية القدرة على الابتكار واستعادة التراث فضلا عن كونه أبا روحيا للعديد من الفنانين والفنانات الشباب.

وتستعيد فنانات سوريات عرفن الراحل يازجي عن قرب ذكرياتهن معه كفنان وموجه حظين بتشجيعه واستفدن من ملاحظاته فتقول الفنانة التشكيلية والنحاتة دارين الشلق في تصريح لمراسلنا إن الساحة الفنية خسرت بفقدانه واحداً من أهم الفنانين الإداريين الذين لعبوا دورا مهما في تنشيط الساحة الثقافية على صعيد الفن التشكيلي بكل أنواعه.

وتضيف الشلق شجع الراحل كل المواهب وطرح كثيراً من الأفكار التي أدت إلى أنشطة فنية ومعارض متباينة شملت معظم الجوانب الاجتماعية السورية إضافة إلى مواكبته للمناسبات الوطنية التي كان يقيم لأجلها المعارض لتعبر عن اهتمام الفنانين السوريين بوطنهم.

وتسهب الفنانة تهامة مصطفى في وصف شخصية الدكتور يازجي الذي شغل رئاسة اتحاد الفنانين التشكيليين لسنوات طويلة من خبرة فنية عالية تضاف إلى أخلاقه السامية ما جعله يتعامل مع زملائه الفنانين بمسافة حب واحدة فكان أباً وأخاً وصديقاً للجميع وحاضراً في كل المحافل والمناسبات التي كان يساهم في إقامتها ليجمع خلالها زملاءه الفنانين وليقدم صورة حضارية عن الشخصية الذي يمتلكها الشعب السوري.

ولا تذكر مصطفى معرضاً فنياً حضرته إلا وكان الدكتور يازجي في مقدمة الحاضرين يقيم اللوحات أو المنحوتات أو المجسمات المشاركة بشكل منهجي ينم عن ذائقة عالية ويعطي هذا التقييم إلى الوسائل الإعلامية ما يحفز الفنانين ويدفع بهم إلى الأمام.

أما الفنانة إيمان قهوجي تعتبر أن الراحل جمع كل المعطيات التي تساهم في نجاحه كرئيس لاتحاد الفنانين التشكيليين السوريين فهو صبور شديد الاحتمال ودقيق الملاحظة وهادئ الطرح ما يدفع بالفنان الذي يوجهه للإصغاء إليه والتعامل معه بهمة عالية فكان اليازجي رائداً فنياً قبل أن يكون إدارياً.

هذه العوامل مجتمعة إضافة إلى التربية السامية والسلوك الراقي والثقافة الفنية التي تحلى بها فناننا الراحل وفق قهوجي كانت تدفع زملاءه للإجماع على بقائه كرئيس لاتحاد الفنانين التشكيليين.

وتؤكد الفنانة التشكيلية مفيدة ديوب على ناحية مهمة في إبداع رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الراحل لجهة كونه وطني بامتياز يثير همم الفنانين للنهوض بالحركة الفنية التشكيلية الوطنية فكان أول من رسم انعكاسات نصر الجيش العربي السوري في حروبه مع العدو الصهيوني حيث صور كثيراً من مشاهد حرب تشرين التحريرية ورسم بانوراما هذه الحرب التي تعتبر لوحة تاريخية خالدة.

وتلفت ديوب إلى أن يازجي لعب دوراً كبيراً في تقوية البنية الإدارية والاجتماعية لاتحاد الفنانين التشكيليين مساهما في الحفاظ على هويته وتقوية شخصيته وانتساب أغلب الفنانين إليه ما جعل هذا الاتحاد مؤسسة فنية وثقافية واجتماعية يعتز بها الفنانون السوريون ويرقى بها مجتمعهم.

وخلال سنوات الأزمة ساهم الراحل يازجي بصورة فعالة في صناعة جبهة فنية للمشاركة بصد العدوان كما تقول الفنانة التشكيلية لبنى أرسلان حيث حرض أغلب الفنانين السوريين على تقديم مساهماتهم ومشاركاتهم التي عبرت عن رفض للمؤامرات التي تستهدف وطنهم فكانت المعارض الفنية مستمرة ومكثفة وتحمل في حركتها كل المعاني التي يريد أن يقولها السوريون.

وتبين أرسلان في هذا السياق أن الفنان الراحل سعى مع أغلب المؤسسات الثقافية والجمعيات الأهلية صاحبة النزعة الوطنية والاجتماعية لإظهار الفن التشكيلي السوري في كل المحافل والساحات والحفاظ على هوية سورية وانتماء شعبها.

وتشير الفنانة التشكيلية صريحة شاهين التي عملت لسنوات مع الراحل كرئيسة لمكتب السكرتاريا في الاتحاد إلى أن الدكتور يازجي أعطى للفن من نفسه الكثير فكان محبا لكل الفنانين يتعامل معهم كأنه واحد منهم فيتصل بهم ويدعوهم للمشاركة في المناسبات الوطنية والاجتماعية إضافة إلى أنه كان فنانا مميزا على مستوى الوطن العربي أتقن موهبته وأعطاها الكثير فدخل التاريخ بكل نقاء مساهما في عكس الحضارة السورية لتعبر عن أخلاق أبنائها وقيمتهم الإنسانية.


محمد الخضر

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق