مسرحية عرش الدم من إخراج غسان مسعود في دار الأسد للثقافة والفنون

15 شباط 2012

-

قدم طلاب السنة الرابعة في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق أمس الاثنين 13شباط 2012 عرضهم المسرحي «عرش الدم» كمشروع تخرج للفصل الأول من العام الدراسي، والمسرحية من اقتباس الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة منذ عام 1986 عن نص «مكبث» للعملاق ويليام شكسبير ويخرجها اليوم للطلبة الفنان القدير غسان مسعود.

وفي نص شكسبير تبدأ المسرحية في اسكتلندا بظهور ثلاث عجائز مشعوذات في مكان مهجور وسط البرق والرعد يقرأن التعاويذ ويقلن أنهن سيقابلن شخصا يدعى ماكبث أمير مقاطعة جلامس، ثم يختفين من المشهد.

بعد ذلك نرى معسكراً للملك دنكن، ملك اسكتلندا وعسكره وبعض أتباعه، ويتبين أن هناك معركة بالقرب من الموقع، فقد قرر بعض المواطنين الخروج على هذا الملك، لكن الملك نفسه بات يشعر بأن سنه المتقدمة قد لا تمكنه من مقاومة هذا العصيان، لكنه يريد أن يعرف إلى أي مدى يمكنه الاعتماد على الجيش.

في هذه الأثناء يأتي أحد الجنود الجرحى للملك بأخبار المعركة البالغة الدموية، غير أن ماكبث قد أبلى بلاء حسناً وقاتل قتالا ضارياً وقضى على زعيم المتمردين، فيتأثر الملك كل التأثر بشجاعته وبأسه. ثم يصل أمير مقاطعة روس بأخبار جديدة مفاجئة مفادها أن أمير مقاطعة كودور وأحد قادة الجيش، الذي كان يعد من أكثر رجال الملك إخلاصا وولاء، هو أحد زعماء المتمردين.


من أجواء المسرحية
في دار الأسد

بعد ذلك يحقق جيش الملك النصر فيأمر الملك بإعدام ذلك القائد المتمرد وتنصيب ماكبث مكانه. قبل أن يصل رجال دنكن لنقل هذه الأخبار السعيدة لـماكبث، نرى ماكبث مع صديقه بانكو، وهما الذين قاما معا بقيادة جيش دنكن، نراهما عند العجائز المشعوذات. وبينما تثير تلك العجائز فضول بانكو واستخفافه بهن، نرى ماكبث يصغي لما يقلن بعناية واهتمام بالغين رغم أنهن لم يقلن له إلا القليل، فهو - كما يقلن - سيكون أمير مقاطعة كودور وسوف يتولى عرش الملك. أما بانكو فرغم أنه لن يكون ملكاً يوما من الأيام إلا أنه سيخرج من عقبه الملوك. أطلقت العجائز هذه الكلمات، ثم لفهن الظلام.

ويقول الدكتور رياض عصمت عن علاقته بشكسبير: «تعود علاقتي بشكسبير إلى عام 1965 عندما بدأت بدراسة الأدب الإنكليزي في جامعة دمشق، وتعمقت بأدائي دوراً مساعداً في جعجعة بلا طحن بالإنكليزية عام 1967 من إخراج رفيق الصبان وبطولة هاني الروماني، ثم نضجت بإخراجي "هاملت" لصالح معهد اللاييك عام 1973 بعمار مسرح الحلبة، كان ذلك قبل أن أتابع ناقداً أعمال فرقة شكسبير الملكية والمسرح القومي البريطاني في لندن أوائل الثمانينات».

ويتابع حديثه قائلاً: «استمر ولعي بشكسبير في اقتباسي نص عرش الدم أو ماكبث الثالث عام 1986 تمهيداً لإخراجه لطلابي في المعهد العالي للفنون المسرحية آنذاك، ولم أخرج العرض بسبب تهيب طلابي من صعوبته، وشعورهم بأنهم في مطلع سنتهم الثالثة غي مستعدين له بعد، فاستبدلته آنذاك بعرض ستوديو أسميته (شكسبير شخصيات وكاريكاتير)، قدموه على ضوء الشموع».

ويقول أيضاً: المعروف أن (عرش الدم) عنوان لفيلم كورساوا الياباني عن ماكبث وقد اختاره الصديق المبدع غسان مسعود عنواناً لعرضه لأن الاقتباس مزيج من ماكبث وملهمتها التاريخية الأقدم ريتشارد الثالث، بحيث تذكرنا حداثة التجربة بمسرح القسوة المعاصر.

ويردف قائلاً: «بعدها بسنوات عدة، كتبت سيناريو وحوار مسلسلي المقتبس عن شكسبير(تاج من شوك) عام 1977 من بطولة أيمن زيدان وجيانا عيد ونورمان أسعد، وذلك قبل أن يدفعني شغفي بشكسبير إلى إخراج (حكاية شتاء) لفرقة مسرح دمشق القومي عام 2001 من بطولة سلاف فواخرجي، و(حلم ليلة صيف) كعرض تخرج لطلبة التمثيل عام 2002».

وينهي وزير الثقافة حديثه قائلاً: «كم أشعر بالاعتزاز الآن من كون اقتباسي القديم 1986 يتجسد الآن من قبل طلاب جيل جديد من الطلبة وهم يخطون بثقة نحو الاحتراف وعلى يدي الفنان القدير غسان مسعود لنؤكد معاً أن المسرح لا يهرم ولايموت».


من أجواء المسرحية
في دار الأسد

ومن المشاركين في العرض تقول جفرا يونس التي تلعب دور «الليدي آن»: «من خلال شخصية لا تشبهني، تعلمت أن أكون أكثر قرباً من نفسي».

أما محمد الرفاعي الذي يلعب دور «بانكو» يقول: «نسعى جاهدين لتعلم فن التمثيل دون أن نعرف بأن أسمى الفنون هو فن الحياة».

وبدورها تقول نجاح مختار ودورها «ساحرة»: «إنه لتحد كبير أن ينطق الجسد كلمات ولغة.»
ومن المشاركين أيضاً بدور«بنغهام» سامر خليلي يقول: «حاولنا أن نرى نحن وإياه بذات العين لننجز كل المهام حتى الإخراج».

وتقول ريما سلوم ودورها «ساحرة»: «شيء ما يحترق في داخلي، فيحترق جسدي حرباً على السكون».
وأخيراً يقول المبدع غسان مسعود: «قادمون وحالمون أرجوكم رحبوا بهم».

من الجدير ذكره بأن العرض يستمر لغاية 16 شباط الجاري.


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق