«الملك لير» يفتتح عروضه على مسرح الحمراء بدمشق

17 حزيران 2015

.

اختار الفنان فؤاد حسن نصا من أصعب نصوص شكسبير لتخريج طلاب السنة الرابعة تمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية مرجحا الملك لير ليكون الامتحان النهائي لطلبته وهم على عتبة الاحتراف حيث بدا أن هذا الاختيار كان أكبر من قدرات الطلبة وقدرتهم على تجسيده على الخشبة.

العرض الذي افتتح على مسرح الحمراء بحضور وزير الثقافة عصام خليل ويستمر حتى السابع عشر من حزيران الجاري طرح مجددا قصة الملك الأسطوري لير الذي يوزع الثروة والملك على ابنتيه الكبرى غونريل والوسطى ريغن لكيلهما الثناء والمديح له أثناء سؤاله لهما عن حجم حبهما له فيما يظلم ابنته الصغرى التي تقول له بأنها تحبه كما ينبغي للبنت أن تحب أباها ليفاجأ الملك بعد ذلك بأن نظرته كانت خاطئة للحياة والمحبة عندما يلقى جحودا وغدرا استثنائيا من ابنتيه الكبرى والوسطى وزوجيهما فيما تدافع عنه الصغرى كورديليا فلتلقى في النهاية ثمن حبها بموتها بين يديه في نهاية المسرحية.


من مسرحية الملك لير للمخرج فؤاد حسن

قصة تتدافع أحداثها في عرض الطلبة وفق إيقاع بطيء للغاية جسده الطلبة بعدم دراية بحساسية المأساة الشعرية التي تعتبر من أصعب النصوص وأكثرها كشفا لدخيلة الإنسان وعبثية وجوده لكون هذه التراجيديا تتخطى المأساة إلى اللامعقول كما يقول أبرز مترجميها إلى العربية الأديب الفلسطيني الراحل جبرا إبراهيم جبرا مصورة قسوة الحياة وعذاب الإنسان في عصر اتصف بالاضطراب والتزعزع واللاعقل حيث أنها تتجاوز مفهوم المأساة إلى الغروتيسكية التي تهزأ بالمتعارف التقليدي للشخصية ولا تنتهي إلى عتبة الكثارثس أو التطهير الأرسطي بل تفعل فعلها في الملتقي بمجرد انكشاف الشخصيات ومجابهة وجودها العاصف في عراء تام التكوين.


من مسرحية الملك لير للمخرج فؤاد حسن

من هنا حاول العرض تطويع النص الشكسبيري دونما جدوى خالطا بين المأساوي ومسخرة الشخصيات الاعتبارية من الداخل وفق أسلوب الغروتيسك دون الالتفات إلى طبيعة الشخصيات وتبدلاتها الدراماتيكية بين الجد والهزل والمأساة وذلك عبر ديكور صممه مخرج العرض بنفسه ونفذه فنيا محمد وحيد قزق عبر صحراء ثلجية بيضاء حققت إسقاط الشاعر الإنكليزي على لا مكان ولا زمان الشخصيات وتقديمها كنموذج كلاسيكي للإنسان في أعلى درجات قهره ولا معقولية مصيره منذ وجوده على هذه الأرض.


من مسرحية الملك لير للمخرج فؤاد حسن

وزير الثقافة قال على بروشور العرض مخاطبا الطلبة المتخرجين في المعهد العالي للفنون المسرحية لهذا العام «جيل جديد يتخطى عتبات الوقت في فضاءات الحلم مدفوعا بأجنحة اللهفة والتوق ليسطع بهاؤه في سماء الإبداع فالأسماء التي عبرت جداول التفقد خلال أربع سنوات تحمل ملامحها وتخرج من ضجر الانتظار نحو بوابات الحياة الواعدة حاملة ما اكتنزته من سطور الدفاتر وتعب الآباء المحاضرين لتتحول هي إلى آباء لأجيال قادمة تنقل إليهم نسغا يخضر بما تضيف إليه من فرادة التجربة وخصوبة الروح».


من مسرحية الملك لير للمخرج فؤاد حسن

وأضاف خليل «عائلة الوطن تنتظر من أبنائها الذين انضموا إلى نوافير الضوء أن يكونوا على مستوى المسؤولية وحجم الطموحات فهم الأمل القادم ولرفيف أجنحتهم تتسع آفاق المواهب ووزارة الثقافة تتوجه بالشكر والتقدير لكل من حول هذه البذور الخصبة إلى سنابل يانعة من أساتذة ومدرسين وإداريين وعاملين في المعهد العالي للفنون المسرحية والشكر كل الشكر للطلاب الأحبة على اجتهادهم ومتابعتهم وعلى ما بذلوه من جهود خلال سنوات الدراسة لتتحول مواهبهم المميزة إلى أنجم نأمل بأنها ستشرق فيما سنتابعه من إبداعات قادمة».


من مسرحية الملك لير للمخرج فؤاد حسن

عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور تامر العربيد قال بدوره «غدا أو بعد غد..عندما تستيقظون صباحا ولا موعد يأخذكم إلى المعهد العالي للفنون المسرحية..إلى ساحة الأمويين وخطواتكم تسبقكم إلى استوديوهات التمثيل حيث رائحة عرقكم ما تزال مخبأة في ستائرها السوداء المشققة حيث مرت أربع سنوات من الفرح حينا وبالعرق الممزوج بالدموع أحيانا وها أنتم أمام لحظة لا تنسى يقينا أنها تخترق الذاكرة فهي عرض التخرج الأول كالعشق الأول والقبلة الأولى فأنتم على عتبة طريق إبداعي طويل فتذكروا أن لكم في مؤسستكم الإبداعية مكانا دافئا في زاوية ما من القلب».


من مسرحية الملك لير للمخرج فؤاد حسن

وتابع العربيد قائلا «سنكون معكم في كل خطوة إبداعية وسنفخر بكم في كل نجاح تصنعونه وتذكروا بأنه مهما تعددت الأسباب واختلفت الظروف فنحن على ثقة بأنه في زاوية قلب كل واحد منكم مكانة للمسرح ستبقى عصية على النسيان تذكركم بمتعة المغامرة على الخشبة ..إنه الجرس الثالث وهاهو جمهور جاء ليراكم قد ملأ الصالة فلا ساتر نرفعه على الخشبة فكل شيء واضح فقط هي الإضاءة خافتة».

الأستاذ المشرف فؤاد حسن استعار جملة شكسبير الشهيرة في مسرحيته ماكبث فقال «ما الحياة إلا ظل يمشي..ممثل يتبختر على المسرح ثم يستشيط ولا يسمعه أحد.. يموت لير وتحيا كوديليا».


من مسرحية الملك لير للمخرج فؤاد حسن

يذكر أن العرض من تمثيل كل من الطلبة أنطوان شهيد.. أيهاب شعبان/ توليب حمودة /جان حدوح/ /شادي قاسم/ /طيف إبراهيم/فارس ياغي/كندة حميدان/ لجين إسماعيل/معتز الهواري/ياسمين المصري/و/ مجدي المقبل/بشار أبو عاصي/غيث بركة/محمد شباط/ملهم بشر/ مساعد مخرج /منصور نصر/ تصميم ملابس /ريم شمالي/ موسيقى ومؤثرات/رعد خلف/مكياج /هشام عرابي/ إشراف فني للديكور /محمد وحيد قزق/و/لين العربيد/ مبارزة/ وسيم قزق/ تصوير فوتوغرافي/ بسام البدر.


سامر إسماعيل

sana.sy

Share/Bookmark

صور الخبر

مشاهد من مسرحية الملك لير للمخرج فؤاد حسن

مشاهد من مسرحية الملك لير للمخرج فؤاد حسن

مشاهد من مسرحية الملك لير للمخرج فؤاد حسن

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق