«المصابيح الزرق»: دراما وطنية بلون البحر.. و حنّا مينه

19 كانون الثاني 2012

رحلة التصوير تمتد من «باب السلام» بدمشق، إلى ريف الساحل السوري بإدارة المخرج فهد ميري

بعد ثمانيةٍ وخمسين عاماً على كتابتها وضعت رواية «المصابيح الزرق» للأديب السوري الكبير حنّا مينه في عهدة كاتب السيناريو محمود عبد الكريم، لتحويلها لمسلسل تلفزيوني من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، وإخراج فهد ميري.

وبدأ تصوير المسلسل في أواخر العام 2011 ليكون حاضراً على قائمة العروض الرمضانية لموسم 2012، المخرج فهد ميري حدثنا عن خصوصية هذا العمل قائلاً: «تدور أحداث مسلسل "المصابيح الزرق" في فترة الأربعينيات بين عامي 1939 و1946 تاريخ الاستقلال، وتكمن رسالته في تلاحم مختلف الشرائح الاجتماعية في تلك المرحلة، ووقوفهم مجتمعين في وجه الاحتلال الفرنسي مما اضطره في النهاية إلى مغادرة البلاد بفعل تلاحمهم وإرادتهم، وحسهم الوطني العالي، ورفضهم للقهروالاستبداد».

وأكد ميري على كون العمل ملحمي، ويستم بطابع البطولة الجماعية لكل شخصيات المسلسل: «كما لا يخلو من محاور الحب الذي يموت وينكسر، تحت وطأة مصالح المستعمر الذي لا يأبه بمصالح الناس وعلاقاتهم الحميمية، ليحقق مصالحه في النهاية».


من كواليس مسلسل المصابيح الزرق للمخرج فهد ميري


وعن التحديات التي عادة ما ترتبط بفكرة تحويل روايةٍ معروفة إلى عمل تلفزيوني من ثلاثين حلقة قال المخرج فهد ميري: «هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تحويل رواية إلى عمل تلفزيوني فهناك الكثير من التجارب العربية والعالمية في هذا المجال، وفي هذا العمل تحديداً حرصنا على تجسيد روح الرواية الأصلية في المسلسل، عبر إعطاء شخصياتها امتدادات مستمدة من بيئتها، ولم نأتِ بأية خطوط غريبة عن نسيجها، أوعن عوالم حنا مينة، وهذا يعطي مصداقية تماماً لتلك الفترة، وأعتقد أن العمل سيكون متجانساً تماماً على صعيد البيئة والأحداث».

رحلة تصوير مسلسل «المصابيح الزرق» بدأت من حي باب السلام، في بيتٍ يشبه بيوت المرحلة الزمنية التي تنتمي إليها الرواية، ويضم عدة أسر من مدينة اللاذقية وريف المنطقة الساحلية، وقال عنه ميري: «هذا البيت هو كناية عن خان في اللاذقية، ويمتلك تقريباً ذات الخصائص الزمانية والمكانية للبيئة الأًصلية تدور فيها الأحداث، وتم تحضيره بمساعدة اختصاصيي الديكور، طبعاً نحن لا نسعى لتوثيق تلك المرحلة بقدر ما حاولنا تطويع البيئة الموجودة، والقيام بعض الترميمات على المكان للتعبير عن روح تلك الفترة من الناحية البصرية، وتدور فيه حوالي الـ 20% من الأحداث، والـ 80 بالـ% الأخرى سيتم يتم تصويرها في المنطقة الساحلية، في طرطوس وصافيتا، وبانياس، واللاذقية وريفها».


من كواليس مسلسل المصابيح الزرق للمخرج فهد ميري


وأشار مخرج المسلسل إلى تعاون المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، وتفهمها لخصوصية العمل، وضخامته من الناحية الإنتاجية، موضحاً أن التحضيرات لهذا العمل استغرقت أكثر من شهرين على صعيد الديكور، والإكسسوار، وانتقاء مواقع التصوير وتهيئتها، وأعرب عن أمله في تقديم عملٍ درامي خاص جداً: «على المستوى التقني، وحتى على مستوى اللون بما يتوائم مع المرحلة الزمنية التي تنتمي إليها أحداث العمل».

مسلسل «المصابيح الزرق» من بطولة: غسان مسعود، سلاف فواخرجي، أسعد فضة، جهاد سعد، زهير رمضان، ضحى الدبس، أندريه اسكاف، محمد حداقي، محمد الأحمد، رنا جمول، وآخرين، وأكدت بطلته سلاف فواخرجي على خصوصية العمل: «فهو مأخوذ عن رواية للأديب السوري الكبير حنا مينه الذي نفتخر به جميعاً، وهذا الاسم بحد ذاته مغري جداً، وبمجرد ذكره يقفز إلى الذهن اللاذقية والبحر».

وأضافت فواخرجي: «مسلسل "المصابيح الزرق" عمل بسيط جداً يقدم بيئة بسيطة وجميلة والبساطة تعادل الجمال، وهو عمل وطني بامتياز نشاهد فيه في كل لحظة حجم الحب الذي نكنه في دواخلنا للوطن وأناسه، ونحن أحوج ما نكون لهذا الإحساس في ظل الظروف التي تعيشها البلاد مؤخراً، فما أحوجنا للنور في قلوبنا، للنور الذي يشع من سورية».

وتجسد سلاف فواخرجي دور رندة وصفته بالقول :«الدور رومانسي جداً، وقائم على قصة حب مع فارس، لكن هذا الحب يتداخل مع حب الوطن، فبقدر ما تحبه وتخاف عليه تخاف على وطنها، وحينما يسكن الحب قلوبنا من الصعب أن يتجزأ بين الأماكن، والأشياء، والأشخاص».

وهذه ليست المرّة الأولى التي تجسد فيها سلاف فواخرجي دوراً ينتمي إلى نفس المرحلة الزمنية على خلفية مواجهة السوريين للاحتلال الفرنسي آنذاك حيث جسدت سينمائياً دور حسيبة في فيلم يحمل نفس الاسم للروائي السوري خيري الذهبي، لكنها أكدت على خصوصية واختلاف دور رندة في المصابيح الزرق: «"حسيبة" قاتلت الفرنسين في الجبل، وكان لديها الكثير من القوة في شخصيتها التي تجسدت في الصراع من أجل الحياة والاستمرار، إلا أن "رندة" لديها الحب والخوف والحنان، ويبدو هذا الدور في غاية الرومانسية في قصة حب يعشها معها المتلقي لحظة بلحظة».


من كواليس مسلسل المصابيح الزرق للمخرج فهد ميري


يذكر أن رواية «المصابيح الزرق» في العام 1954 وهي واحدة من ثماني رواياتٍ كتبها الأديب السوري الكبير حنّا مينه عمّا اسماه بالأزرق الواسع حتىّ لقب بأديب البحر"، وقيل عن الرواية إنها تصور حياة جماعة من الناس البسطاء أيام الحرب العالمية الثانية ومن ورائها حياة اللاذقية، وسورية أو بكلمة واحدة تصور الجو المحموم الذي كانت تعيشه بلادنا أيام الحرب، «وإذا صحّ أن تكون لكل قصةٍ عقدة، فعقدة "المصابيح الزرق" هي أزمة الحرب»: ذلك ما قاله الشاعر شوقي بغدادي عن هذه الرواية لحنّا مينه، أما هو فقال عنها في معرض الحديث عن تجربته الروائية: «ما عدا "المصابيح الزرق" ليس هناك أية أفكار.. تثقل أيما رواية من رواياتي».


محمد الأزن - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من كواليس مسلسل المصابيح الزرق للمخرج فهد ميري

من كواليس مسلسل المصابيح الزرق للمخرج فهد ميري

من كواليس مسلسل المصابيح الزرق للمخرج فهد ميري

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

فادي:

سلاااااااااااااااااااااف الصور بتجنن ....... تشكلي اسي

سورية

ياسر:

سلافا فنانة رائعة ............ وجميلة وايد

قطر

فاطمة :

يسلمو على الصور و سولاف طالعه احلاهم اتخبل

بغداد

فاطمه:

شكرا شنو هذا الابداع

العراق

:

غسان رائع فى كل ادواره

مصر