المعهد العالي للفنون المسرحية


المعهد العالي للفنون المسرحية

نشأة المعهد:
تمّ إحداث المعهد بموجب المرسوم التشريعي رقم /8/ تاريخ 28 نيسان 1977، بهدف تخريج الاختصاصيين في مختلف فروع الفنون المسرحية لتحقيق نهضة مسرحية عربية أصيلة، كمؤسسة جامعية يعد طلبتها لنيل درجة الإجازة في الفنون المسرحية في أقسام اختصاصية متعددة، كما يوفر فرصاً للدراسات العليا وللبحث العلمي في الدراسات المسرحية، كما يقوم بعقد دورات متخصصة للعاملين في حقول الفنون المسرحية على اختلافها، كذلك للمهتمين بها.

أقسام المعهد:
لقد تألف المعهد بدايةً من قسمي التمثيل والنقد والأدب المسرحي، ثم توسع وتنوعت أقسامه، حيث تم نقل مقره من دُمَّر إلى ساحة الأمويين في دمشق عام 1990، ليغدو أكثر رحابة وفنية في طرازه المعماري. أما الآن فهناك أقسام السينوغرافيا، والتصميم والتقنيات المسرحية، والإخراج، والباليه أو الرقص التعبيري.

واقع المعهد:
يقوم المعهد بتخريج طلاباً موهوبين تلمع أسماؤهم مع الزمن، في مجالات التمثيل، والإخراج، والدراماتورجيا، والكتابة، والصحافة. فمن خريجي قسم التمثيل مثلاً، هناك جمال سليمان (1981)، وجيانا عيد (1982)، وأمل عمران (1989)، وسامر المصري (1996)، وقصي خولي (1999)، وتيم الحسن (2001)، وآخرون كثر.

ويخضع الطلاب المتقدمون للدراسة المسرحية لامتحانات قبول تقييم موهبتهم في السينوغرافيا باختبارهم على صعيد الرسم والتصميم الديكوري مثلاً. وفي التمثيل، يخضع المتقدم للجنة مؤلفة من عدة ممثلين عريقين ونقاد من أساتذة المعهد، الذين يقيّمون المشهد التمثيلي الذي يتوجب على الطالب أداؤه، وبناءً على نجاحه فيه ينتقل إلى ورشة عمل ليخضع للتدريب المكثف الذي يؤهله لدخول الامتحان الثاني والمصيري. وكذلك الأمر بالنسبة لطلاب بقية الاختصاصات، الذين يخضعون لامتحانين تحريري وشفهي، يقيِّمان ثقافة المتقدم ومدى امتلاكه لأدوات العمل المسرحي في الاختصاص الذي يودّه.

وتعتبر الإجازةُ التي يعطيها المعهد لخريجيه شهادةً من الدرجة الأولى، وتُعادِل الليسانس الجامعي في التعامل الإداري على الصعيد الوظيفي. وينضم خريجو المعهد بشكل تلقائي إلى نقابة الفنانين، إضافة إلى المنح التي يستفيد المتفوقون من مزاياها، كالمنحة التي يقدمها المعهد بالتعاون مع فرنسا كل عام، بحيث يسافر الخريجون الأوائل إليها لحضور مهرجان افنيون المسرحي العالمي كمكافأة تشجيعية.

وتقدم وزارة التعليم العالي، وكذلك وزارة التربية، منحاً سنوية لإيفاد الطلاب الراغبين بإكمال دراستهم العليا إلى الخارج، إضافةً إلى منح المراكز الثقافية الأجنبية كالمركز الثقافي الفرنسي، ومعهد غوته الألماني، والمركز الثقافي البريطاني.
ساهم في تأسيس المعهد والمساهمة بوضع منهاجه التدريسي مجموعة من الكتّاب والأكاديميين المسرحيين السوريين، من بينهم سعد الله ونوس، وفواز الساجر، ونبيل الحفار، وماري الياس، وحنان قصاب حسن -المدرِّسة في قسم الدراسات المسرحية حالياً- أولَ امرأة في مهمة عميد المعهد منذ تأسيسه قبل نحو ربع قرن.

الجدير ذكره أن المعهد في بداياته كان يعطي رواتب ثابتة للطالبات لتشجيعهن على الانتساب.

طموحات المعهد:
يتوسع المعهد مع تزايد عدد طلابه وتشعب أقسامه، ليستحدث بالتالي قاعاتٍ لليونة جديدة لطلبة الباليه، واستديوهات للتمثيل، وقاعات استماع ومشاهدة تحتوي تقنيات سينمائية وصوتية لمختلف الأقسام. ويحتوى المعهد على مسرح دائري، ومسرح علبة ايطالية، إضافةً إلى مسرح مكشوف يتوسط المعهد، وبناء دار الأسد للثقافة والفنون بصالاته الثلاث لتقديم عروض الطلبة واستضافة العروض المحلية والعالمية على خشباته.

ويرتبط الاهتمام بالمعهد العالي للفنون المسرحية بازدهار الدراما السورية بمختلف أشكالها المسرحية والتلفزيونية، كلاهما ببعض؛ مما يؤدي إلى تزايد إقبال من لديه مشروع ثقافي فني للانتساب إليه.