رؤى متبادلة : دمشق باريس

12 10

يجمع الكثير من الفنانين والمهتمين والمتابعين للشأن التشكيلي السوري على أن تظاهرة دمشق - باريس والرؤى المتبادلة والحوارية النوعية والمتعددة الأطياف التي تقدمها وتتمخض عنها، هي من أهم ما ُقدم في سورية حتى اليوم، إذ لم يسبق أن احتضنت سورية هذا النوع من النشاط والذي يفتح الباب لمزيد من النشاطات التي تقدم الفن السوري للعالم كقيمة فنية وإنسانية رفيعة جنباً إلى جنب مع اللوحة الأوروبية، وهذا بحد ذاته إنجاز أولي كشف عنه عرض المتحف الوطني بدمشق الذي احتضنت جدرانه 174 عملاً شارك بها 75 فناناً يمثلون 16 جنسية، ويجمع القيمون على العرض والمسؤولون من كلا البلدين (سورية وفرنسا) على أن هذه التظاهرة تؤسس للكثير من الأفكار القادمة والتي سيكون محورها اللوحة التشكيلية من خلال تشاركية الفنانين من كلا البلدين، وهذا في تقدير الفنانين السوريين يمثل خطوة هامة في اتجاهها الصحيح لتأكيد دور الفن والفنان والسوري بإقامة التواصل الإنساني والجمالي مع الفنان الآخر عبر العالم.


السيدين وزير الثقافة والسفير الفرنسي

وللاطلاع أكثر على انطلاقة هذا التظاهرة تابع «اكتشف سورية» افتتاح المعرض، والذي ابتدأه السفير الفرنسي بدمشق السيد إيريك شوفالييه بالكلمة التي ألقاها مع انطلاق المعرض وجاء فيها: «أود في البداية أن أعبر عن سعادتي في أن أكون بينكم هذا المساء، وأود أن اشكر السيد الوزير رياض نعسان آغا لاستقبالنا في هذا المتحف الرائع، كما أود أن أشكر مدير الآثار الدكتور بسام جاموس، وكل السلطات السورية التي ساعدت في إقامة هذه التظاهرة، كما أتوجه بالشكر لـخلدون زريق وندى كرامي اللذين عملا عن طريق بنية مؤسسة «أوروبيا» الثقافية، كما أشكر كل المتطوعين الذين ساهموا في إنجاح هذا المعرض، وأود أن أنوه بأهمية التقاطعات بين مدينتي دمشق وباريس. في العام الماضي أقيم هذا المعرض في باريس واليوم نرى باريس من دمشق في هذا المكان الهام، المتحف الوطني بكل ما يمثله من تاريخ، وبين فنانين معاصرين أيضاً، وأجد أنه من المهم استمرار هذا التلاقي الثقافي وهذه النظرة التي تتوجه إلى المستقبل والذاكرة والإبداع، والتي يمثلها المتحف الوطني. هذا المعرض يمثل استمرارية وانفتاحاً نحو العالم وهنا في هذا المعرض نجد فنانين سوريين وفرنسيين، ولكن في الإجمال فإن 75 فناناً يمثلون 16 جنسية ويعيشون بين باريس ودمشق، وهنا أحرص على شكر كل الفنانين الذين يمتلكون هذه النظرة في الانفتاح على العالم، والذين أبدوا هذا من خلال هذا المعرض». وختم السفير الفرنسي كلمته بشكر السيد وزير الثقافة رياض نعسان آغا لحضوره من أجل اكتشاف هذه النظرة المعاصرة لدمشق وفرنسا.

السيد الدكتور رياض نعسان آغا
يلقي كلمته في افتتاح معرض دمشق باريس: رؤى متبادلة

ثم استهل الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة كلمته بالترحيب بالسفير الفرنسي، ثم قال: «وأعتبر أنه من حسن الحظ أن نجد العلاقات بين سورية وفرنسا تأخذ بعداً حضارياً، فالعلاقات بين الدول تتنوع إلى درجة تشمل كل أنواع الحياة، لكن أقوى ما يبقى في الذاكرة هو الثقافة، وأجمل ما تقدمه الثقافة هو الفن، وكلما كان الفن لا يحتاج إلى ترجمة فهو أنقى وأسمى، وأعتقد أن الفن التشكيلي يقدم رؤية شعب وليس مجرد رؤية فنان بمفرده».

وتابع السيد الوزير قائلاً: «وإذا كانت اللوحات الفنية تعكس الرؤى المتبادلة فإن رؤية دمشق لباريس قديمة وعريقة ولطالما اعتبرناها مدينة العلم والنور، وإذا كان الفنانون التشكيليون سيقدمون أجمل ما بقي في وجدانهم عن باريس فإن الشعراء كتبوا كثيراً عن باريس حتى أصبحت أسماء أماكنها والساحات الشهيرة فيها معروفة جداً في أدبنا العربي».

وعلى صعيد التبادل الثقافي قال السيد وزير الثقافة: «لقد تأسست علاقة خاصة بين اللوفر ومتحف دمشق، وهو من أجمل ما يمكن أن يتأمله ويتخيله الإنسان في الفن، فاللوحة تنطق والذي ينطق هو أنت عندما تقيم جسراً جمالياً بينك وبين اللوحة»، ثم أضاف: «إن دمشق عريقة، فهي أقدم مدينة لا تزال حية بين كل مدن العالم وهي التي أوحت كثيراً من سحر الشرق لأوروبا»، مضيفاً أن الجميل الآن هو هذه الرؤى المتبادلة بين عاصمتين عريقتين هما باريس ودمشق.

وختم السيد الوزير: «أعتقد أن الفن هو الذي يعمق هذه العلاقة حين يرسم أفق المستقبل، نحن حريصون على هذه الصداقة التي نعتز بها بين فرنسا وسورية، أتوجه بالشكر للفنانين على هذا المشروع الثقافي، وقد أسعدنا أنه بدأ في معهد العالم العربي في باريس وقد تتسع المشاركة في المستقبل بحيث نرى ضعف العدد المشارك، فأجمل ما في هذه الرؤى المتبادلة أنها لن تكون ملكاً للسوريين والفرنسيين فقط، بل إنها إضافة جديدة للفن في العالم كله».

السيدين وزير الثقافة والسفير الفرنسي

وعلى هامش المعرض كان من الهام الوقوف لاستطلاع بعض الآراء:

نذير نبعة، فنان تشكيلي سوري: «المعرض حتى أُنجز اقتضى الكثير من الجهد الكبير والمتابعة الحثيثة، ولهذا يستحق القائمون عليه كل الشكر، فهو تظاهرة يمكن اعتبارها الأولى من نوعها في سورية، فرؤى متبادلة جمع صورة المشهد التشكيلي السوري من كل أطياف الفنانين وقدمها للمتلقي السوري والفرنسي على السواء، كما قدم للمتلقي والمتابع السوري فرصة كي يرى هذا العدد الكبير من الفنانين الفرنسيين باتجاهاتهم الفنية المختلفة، وهو ما يسهم في إرساء أفكار أكثر إشراقاً للغد».

سعد القاسم، ناقد تشكيلي سوري: «يمكن القول عن سوية اللوحات بأنها متشابهة ومتقاربة من حيث التقنية والمواضيع بين الفرنسيين والسوريين، كما أن المعرض قدم صورة حقيقية عن الفن التشكيلي السوري باعتبار المشاركين يمثلون الصف الأول في مشهد الحركة التشكيلية بأجيالها المختلفة، وهذا المعرض يقدم فرصة للمشاهد السوري للاطلاع على الفن الفرنسي، حث أنه أعطى تصوراً صحيحاً عن مستوى التشكيل السوري ومدى ارتباطه بروح العصر وفلسفته الجمالية، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على ما قدمه المعرض للمشاهد الفرنسي».

السيدين وزير الثقافة والسفير الفرنسي
مع التشكيلي نزار صابور

كما التقى «اكتشف سورية» الفنان نزار صابور منسق اختيار ومتابعة الفنانين السوريين للمشاركة في هذا المعرض، كي نتعرف منه على الكيفية التي تمت بها دعوة الفنانين للمشاركة بهذه التظاهرة الهامة؟ حيث قال: «بباريس تابعت مؤسسة أوروبيا دعوة أغلب الفنانين السوريين المقيمين في فرنسا ممن لهم حضورهم الفني، إلى جانب عدد من الفنانين الفرنسيين الذين يتمتعون بحضور فني واسع، أما بالنسبة لدمشق فكان علي أن اختار مجموعة من الفنانين المميزين الذين حققوا حضوراً على الساحة الثقافية السورية ليتم اختيار مجموعة منهم، وهذا لا يعني أن الآخرين ليسوا بسوية الذين عرضوا، لأنه علينا دائماً أن نختار، وتم هذا الاختيار من ثلاثة أجيال فاعلة في التشكيل السوري، وأعتقد أن هذا الاختيار يقدم صورة جيدة عن الحركة التشكيلية المعاصرة وإن كان لا يقدمها كلها وهذا طبيعي، يعتبر هذا المعرض عملاً وطنياً كبيراً قدم البلد من النافذة الثقافية بشكل راق ومتقدم هنا وفي باريس، وهنا لا بد من شكر مؤسسة أوروبيا وكل الذين قدموا من أجل إنجاح هذه التظاهرة الواعدة».


.


عمار حسن

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

التشكيليين وليد الآغا وبطرس المعري أمام أعمالهما

السيدين وزير الثقافة والسفير الفرنسي في حوار مع التشكيلي وليد الآغا

السيدين وزير الثقافة والسفير الفرنسي مع التشكيلي نزار صابور وفيها لوحة التشكيلي ياسر حمود

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق