خلدون زريق و ندى كرامي في حوار مع «اكتشف سورية»

28 09

زريق: معرض رؤى متبادلة هو حوار حضاري بين سورية وفرنسا

أثناء التحضيرات لمعرض «دمشق - باريس: رؤى متبادلة»، التقى «اكتشف سورية» مع الدكتور خلدون زريق وهو أستاذ في جامعة باريس الثامنة وصاحب فكرة الحوار الفني والحضاري بين باريس ودمشق، لنتعرف منه أكثر على المشروع المهم، والذي يسطر صفحة من الحوار التشكيلي والإنساني والجمالي بين عاصمتين لطالما كانت لهما تلك الهالتان المشعتان في العالم، باريس عاصمة النور، ودمشق أقدم عاصمة في التاريخ.


«دمشق-باريس: رؤى متبادلة»، هلا وضحت لنا ما هي هذه الرؤى التي يمكن تبادلها بين دمشق وباريس؟ ومن أين أتت فكرة إقامة معرضين تشكيليين في باريس ودمشق؟ ولماذا؟

كانت لدينا فكرة أن نقيم معرضاً يعطي الكلام والتعبير لأناس حياديين ليتحدثوا عن العلاقة بين الشرق والغرب وبشكل مختلف وعفوي. وهذا ما أملى علينا التوجه إلى الفنانين، لأن الفنان لا يمكن أن يخفي إحساسه. ومهما كانت مساحة العمل ونوعه واتجاهه، لا بد وأن يسقط ما يشعر به في هذا العمل. ومن هنا وجهنا دعوة لكل الفنانين السوريين المعروفين والذين تعرفنا عليهم، أما بالنسبة للفنانين الفرنسيين فقد اخترنا مجموعة من الفنانين المعروفين بحضورهم الفني في فرنسا، وبعد عدد من الزيارات لمعارضهم، علماً أن عدداً من الفنانين الغربيين والفرنسيين المقيمين في باريس لم يسبق لهم أن زاروا سورية. وهذا يوصلنا إلى معرفة الفرق بين الفنان الذي زار دمشق ولديه فكرة عنها وبين ذاك الفنان الذي ليس لديه فكرة عن دمشق.


خلدون زريق

ومن هنا يكون هذا العرض حراً، وبإمكان الفنان أن يقول فيه ما يريد، وإن كان لدى بعض من هؤلاء الفنانين فكرة خاطئة عن دمشق، إلا أن الأهم هنا أن نستمع إلى الجميع لنرى مدى الانحرافات في الرؤى عمّا هي عليه في الواقع. وهذا هام أيضاً لنرى -نحن السوريين- نقاط الإشكال في تكوّن الصورة عند هؤلاء الفنانين، وهذا يضعنا أمام ملامح الصورة. إن هذا العرض يتيح فرصة الحوار والاستماع في وقت واحد، وهذا من ميزات اللوحة التشكيلية.

يمكن القول في هذا الصدد أننا تفاجأنا من إيجابية الصورة التي يختزنها هؤلاء عن دمشق وتاريخها الحافل والعريق، حتى أن أي منهم لم يتردد عندما طرحنا عليهم فكرة المشاركة في هذين العرضين.

الصورة تمثل وتختزن الحضارة، وهذا هو الأمر تماماً بالنسبة للفنانين الذي لا يعرفون دمشق ولكنهم يقرؤون عنها. أما بالنسبة للذين يعرفونها فهي حضارة وإنسان وتاريخ وحداثة، وليست لسورية التي تنتمي إلى أكثر من عشرة آلاف سنة بل لسورية الآن.

الجزء الأول مع معرضكم للفنانين المقيمين في باريس ونظرائهم الفنانين المقيمين في دمشق في معهد العالم العربي، (24 تشرين الثاني 2008)، جاء بفترة توتر العلاقات السورية الفرنسية، كيف استطعتم التحضير له في تلك الأجواء؟!

لقد بدأنا التحضير للجزء الأول من المعرض في معهد العالم العربي بباريس منذ تشرين الثاني 2007. حينها لم تكن العلاقات السورية الفرنسية بأفضل صورها، وكان الهدف إتاحة نوع من الحوار عبر الفن، لإيماننا أنها مجرد أزمة سطحية في العلاقات، فثمة ما هو أكثر عمقاً يربط بين العاصمتين تاريخياً وثقافياً وإنسانياً.

عندما طرحنا فكرة إقامة هذا الحوار الفني، كانت الفكرة تتلخص بعرض رمزي ضمن إمكانيات المؤسسة الثقافية التي تديرها السيدة ندى كرامي زريق، لكن عوامل أخرى تدخلت لتعطي للفكرة أبعاداً إضافية، لاسيما بعد أن أبدى عدد أكبر من الفنانين رغبتهم بالمشاركة لأهمية الفكرة، حيث يمكن إجمال هذه العوامل بالآتي: مصادفة عام 2008 لتظاهرة دمشق عاصمة للثقافة العربية، مساهمة دار الأوس للنشر في هذه الفكرة وتبنيها باتجاه أن تصبح مشروعاً، حماسة الفنان نزار صابور للفكرة، الذي أخذ على عاتقه أن يكون طرفاً في التنسيق للمشروع في سورية، مساهمة معهد العالم العربي الذي طرح فكرة إقامة العرض في صالته لكون صالة أوروبيا لا تتسع لكل تلك الأعمال.

هل نتعرف منك على مؤسسة أوروبيا التي تسهم بتقديم هذا النشاط؟

أُسست مؤسسة أوروبيا عام 1995 كمؤسسة تعنى بالنشر الثقافي والعلمي، كما تعنى بإقامة وتنظيم المؤتمرات والندوات والمعارض التشكيلية، وتنتشر نشاطات المؤسسة اليوم في أوروبا، وأمريكا الشمالية، وشمال إفريقيا، والشرق الأوسط. تصدر مؤسسة أوربيا ثلاث مجلات علمية وأكثر من 60 كتاب باللغتين الإنكليزية والفرنسية. كما نظمت أكثر من 25 مؤتمراً عالمياً. أما بداية النشاطات التشكيلية فتعود لعام 2004.

ثمة كتاب وزع في الجزء الأول من معرضكم فيه انطباعات للكثير من الشخصيات الفنية من كلتا العاصمتين. إلى ماذا يرمي تسجيل الانطباعات تلك؟

من الوسائل التعبيرية الهامة، النص المكتوب إضافة للنص البصري (اللوحة)، وقد طلبنا من المفكرين والمثقفين الفرنسيين والعرب في باريس ودمشق أن يكتبوا نصاً تعبيرياً مستوحًى من صدى كلمتي باريس أو دمشق. وبعض ميزات النص القصير هذا هي التكثيف والاختزال بدقة كبيرة، وبلوغ حساسيات الصور، ودلالات الكلمات المختزنة والطافية لدى هؤلاء عن كلتا العاصمتين.

هل تحدثنا عن الجهات الداعمة والمنظمة لهذه التظاهرة الفنية؟

هناك عدد من الجهات العامة والخاصة في سورية وفرنسا، وهي:
- شركة MTN (مانح رئيسي).
- شركة توتال سورية.
- الشركة السورية للطيران.
- وزارة الثقافة.
- وزارة السياحة.
- السفارة الفرنسية في دمشق.
- كرما آرت غاليري، حلب.
- مؤسسة السيار.
- الأوس للنشر (جهة مشاركة بالتنظيم).
- أوروبيا للنشر (الجهة المنظمة).
- معهد العالم العربي في باريس.

اللافت في الجزء الأول من معرضكم وجود ضيوف شرف. فهل سيكون هناك ضيوف شرف في الجزء الثاني من معرضكم هذا في دمشق؟ كيف تحدثنا عن أهمية فكرة ضيوف الشرف؟

سبق لنا في معرضنا الأول في باريس أن استضفنا الفنان العالمي مروان قصاب باشي كضيف شرف على ذاك العرض، كونه دمشقياً عاش في باريس قبل استقراره في برلين، واللوحة التي شارك بها رسمها في باريس.

أما بالنسبة لعرض دمشق فإننا سنستضيف فنانين فرنسيين إثنين، إضافة للفنان العالمي مروان قصاب باشي، بعد أن رشحهم زملاؤهم الفنانون الفرنسيون ليكونوا ضيوف الشرف على عرض دمشق. وهذان الفنانان هما:

جان ميوت «Jean MIOTTE»:
ولد في باريس عام 1926، ويُعتبر اليوم واحداً من أكثر الوجوه فرادة في فن التصوير الفرنسي.
في الستينيات، انتشر فن جان ميوت بسرعة في فرنسا وفي الولايات المتحدة وألمانيا، وانتقلت معارضه بين باريس ونيويورك وأمستردام وكوبنهاغن وبون. يمكننا القول أن ميوت استطاع تجاوز مدرستي باريس ونيويورك، وكذلك ما بعد التكعيبية الفرنسية، والتعبيرية التكعيبية الأمريكية، منفرداً بشعوره الحي. إن حضور هذا الفن في غالبية متاحف العالم هو أفضل دليل على قوة هذا المشروع المعرفي المحلي والعالمي. (مقتبس عن الناقد مارسلان بلاينت)

ريشارد تكسييه «Richard TEXIER»:
ولد في فرنسا عام 1955، بالقرب من المحيط حيث يعمل ويقيم بانتظام. ويعتبر اليوم واحداً من أهم فناني جيله. بدأ الرسم باكراً واهتم بتاريخ الفضاء الذي ألهمه رؤية فلكية ذاتية. تُعرض أعماله في العديد من المجموعات العامة والخاصة، في فرنسا وخارجها. ومن المتاحف الكبيرة التي قدمت أعماله في معارض في تايوان، لوكسمبورغ، باريس، بروكسل، موسكو، شنغهاي، هونغ كونغ، ميلانو.

كم بلغ عدد الفنانين المشاركين في معرض باريس؟ وكم سيبلغ في معرض دمشق؟
بلغ عدد المشاركين بمعرض باريس 57 فناناً. أما في معرض دمشق، فسيكون عدد الفنانين المشاركين 75 فناناً. وهم:

فنانون من سكان دمشق:
1. ابتسام الأنصاري
2. أحمد معلا
3. إدوار شهدا
4. أنطون مزاوي
5. إيمان الحاصباني
6. باسم دحدوح
7. بطرس المعري
8. حسكو حسكو
9. حمود شنتوت
10. ريما سلمون
11. سارة شمّة
12. سامر قزح
13. شلبية إبراهيم
14. غسان النعنع
15. لجينة الأصيل
16. لطفي الرمحين
17. محمد الرومي
18. مصطفى علي
19. ناصر حسين
20. نذير إسماعيل
21. نذير نبعة
22. نزار صابور
23. وليد الآغا
24. ياسر حمّود
25. يوسف عبدلكي
26. عبد الله رضا
27. جورج شهدا


فنانون دمشقيون أو عرب من سكان باريس:
1. إبراهيم جلال
2. أحمد الحجري
3. بشار عيسى
4. جورج بهجوري
5. حميد تيبوشي
6. سيمون فتال
7. شادي زقزوق
8. طريف رسلان
9. علا عبد الله
10. فاديا حداد
11. كاظم خليل
12. ماهر البارودي
13. محمد المفتي
14. منهل عيسى
15. هاني زعرب

فنانون باريسيون أو دوليون من سكان باريس:
1. آشلي ASHLEY
2. كريستيان بييه Christian BILLET
3. كريستوف بلان Chistophe BLANC
4. كلير دو شافانياك-برونيونClaire de CHAVAGNAC-BRUGNON
5. فرانسواز كلواركFrançoise CLOAREC
6. كورين سيلفيا كونجيو Corinne Sylvia CONGIU
7. مارتين دولالوفMartine DELALEUF
8. جان-لوك ديزانتيJean-Luc DESANTI
9. فرانك دومينيل Frank DUMINIL
10. جوانا فلاتو Joanna FLATAU
11. اريك غينا Eric GUENA
12. جان-جاك لابواري Jean-Jacques LAPOIRIE
13. اليزابيت لوميغر-فورو Elizabeth LEMAIGRE-VOREAUX
14. مارتين لوتوبلون Martine LETOUBLON
15. جان-كلود لوتونJean-Claude LUTON
16. ايزابيل مالميزا Isabelle MALMEZAT
17. لوران مارLaurent MARRE
18. لورانس مايرLaurence MEYER
19. مارييتا اوليفاريسMarietta OLIVARES
20. آنا باولا بورتياAna Paula PORTILLA
21. آن بورني Anne POURNY
22. ساتورو ساتو Satouro SATO
23. ليونار دوسيلفا Léonard de SELVA
24. أياكو تاكايشي Ayako Takaishi
25. جاك طوفي Jacques TOFI
26. تيروهيشا يامانوبيهTeruhisa YAMANOBE
27. إسماعيل ييلديريم Ismail YILDIRIM
28. رومانو زانوتي Romano ZANOUTI
29. اوغيت فايان-بودري Huguette VAILLANT-BAUDRY (تحية لهذه الفنانة التي توفت مباشرة بعد مشاركتها في المعرض الأول)


السيدة ندى كرامي

كما والتقينا بالسيدة ندى كرامي زريق -مديرة صالة «أوروبيا»-، لنتعرف منها أكثر عن نشاط الصالة، من خلال السؤال التالي:
كيف نفهم تأخر افتتاح الصالة لعام 2004، بينما أسست أوروبيا كمؤسسة عام 1995؟ وحبذا لو حدثتِنا عن نشاطات الصالة وآفاق تطلعاتها.

لقد انتقلت للإقامة في باريس عام 2003، وكان لدي الكثير من الأصدقاء الفنانين من سورية والشرق الأوسط، وحاولت أن أعرِّف بهم من خلال الصالات في باريس. ولكن في تلك الفترة لم يكن ثمة اهتمام من قبل تلك الصالات، وهنا ظهرت الحاجة لأن يكون لدينا نافذة متواضعة يطل من خلالها الفن العربي على المشهد التشكيلي الباريسي. وقد انطلقت الصالة عام 2004 لتكون صالة عرض يرحب فيها بالفنان العربي. الصالة تستضيف معارض فردية وجماعية ولكن الغلبة بها للفن العربي، وقد بلغ عدد العروض التشكيلية حتى اليوم أكثر من خمسين عرضاً، ومن بينها العديد من العروض لفنانين سوريين، منهم: منهل عيسى، ريما سلمون، بشار عيسى، كاظم، عتاب حريب، علي مقوص، بطرس المعري، غسان جديد، والكثير غيرهم في معارض جماعية. وفي برنامج عروض الصالة للسنة القادمة الفنانون نزار صابور، مصطفى علي.

ومن نشاطات الصالة أيضاً مشروع «تناقضات نسائية»، الذي شمل على عشرة عروض متتالية لفنانات من العالم العربي، وذلك لتقديم الصورة الحقيقية للمرأة العربية والفنانة تحديداً، والتي تختلف جذرياً عن الصورة المرسومة لها في الغرب. ومن نشاطات الصالة أيضاً مشروع عن حرب لبنان 2006، ضم عرضاً تشكيلياً لخمسة وعشرين فناناً من العالم (البرازيل، أمريكا، السويد، ألمانيا، فرنسا، سويسرا، وبعض الدول العربية)، إضافة لكتاب شعر يحتوي على 33 قصيدة بعدد أيام الحرب لشعراء من بينهم أدونيس ومحمود درويش. ولأن برنامج الصالة مكتمل حتى عام 2011، فنحن نتطلع لأن يكون لنا معارض أخرى مماثلة لمعرض دمشق-باريس.


عمار حسن

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

خلدون زريق

خلدون زريق وندى كرامي مع مراسل اكتشف سورية عمار حسن

خلدون زريق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

Digital:

تحية محبة وتقدير لخلدون وندى على هذا العمل الذي احتاج الكثير من الجرأة والمثابرة.

Syria

Syria