الاحتقال بيوم المرأة العالمي في الثقافي الفرنسي بدمشق

10 آذار 2011

احتفاءً بيوم المرأة العالمي نظم المركز الثقافي الفرنسي بدمشق، يوم الثلاثاء 8 آذار 2011، عدد من الفعاليات الثقافية بدأت في الساعة الرابعة عصراً، بعروض سينمائية قصيرة من سورية وفرنسا، حيث قدمت سورية فيلم من إخراج ديانا فارس و كتابة ريما فليحان إنتاج وزارة الإعلام - مديرية الإعلام التنموي - وصندوق الأمم المتحدة للسكان كشريك إنمائي، هذا وقد تميز الفيلم بفواصله القصيرة والتي حملت العديد من العناوين منها «المراهقة» و«الهاوية»، إضافة لعدد من الفواصل التوعوية تطرح عدة قضايا تهم عالم المرأة كالصحة الإنجابية وقضايا الزيادة السكانية والعنف ضد المرأة وتعلم الفتيات والإعاقة.. وهي عبارة عن فواصل درامية قصيرة ومباشرة شارك في تمثيلها مجموعة من نجوم الدراما السورية ومنهم هبه نور، ميلاد يوسف، معن عبد الحق، عبد الحكيم قطيفان، فاتن شاهين ونزار أبو حجر.


مشهد من فيلم فرنسي في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق بمناسبة يوم المرأة العالمي

تلا عرض الفيلم السوري فيلم فرنسي حول موضوع العنف الزوجي «العنف المنزلي- أفلام للحديث عن هذا الموضوع» وهو فيلم على شكل فواصل بعناوين مختلفة من إخراج عدد من المخرجين الفرنسيين.

تلى عرض الفيلمين ندوة أشرفت عليها «فيرونيك برتران شوفاليرياس» من السفارة الفرنسية، وشارك فيها كلاً من الأخصائية الاجتماعية لوليتا حسين من راهبات الراعي الصالح، سونيا خانجي قشيشو - سيدة أعمال وعضو اللجنة الإدارية في غرفة التجارة-، عارف شيخ - يونيفيم- والسيدة رانيا الجابري طلاس - رئيسة الجمعية الوطنية لتطوير دور المرأة -.

من أجواء الاحتفال بيوم المرأة العالمي في الثقافي الفرنسي

تعرفنا من خلال هذه الندوة على دور الجمعيات الخاصة، التي تُعنى بالعنف الأسري وخاصة العنف الذي تتعرض له المرأة من زوجة، أخت أو ابنة- وما تقدمه هذه الجمعيات من خدمات جمة هدفها تمكين دور المرأة وكسر جدار الصمت من خلال التواصل مع هذه الجمعيات ومنها «أخوات الراعي الصالح» والتي بدأ نشاطها في سورية منذ عام 1982، ليتم تخصيص الرقم الساخن عام 2007، وهو عبارة عن هاتف الثقة يستقبل من خلاله الأخصائيون اتصالات السيدات والفتيات، فتقدم لهن المساعدات النفسية والقانونية لمجابهة خطر العنف المنزلي، ليتم تحويل الحالات الخطرة من المُعنفات إلى دار الأمل في منطقة الزبداني، وهو عبارة عن دار للإيواء للسيدات بغض النظر عن جنسياتهن أو ديانتهن، حيث تتلقى المُعنفة دعماً كاملاً يشمل النواحي النفسية والاجتماعية والمهنية، كما تقدم أخوات الراعي الصالح خدماتهن في سجن النساء بدوما من خلال فريق عمل من الراهبات، إضافة لتواجدهم بمركز في منطقة مساكن برزة حيث يتم تأمين الدعم النفسي والاجتماعي والطبي للعائلات العراقية.


رانيا الجابري طلاس

توقفنا في الندوة عند السيدة رانيا الجابري طلاس - رئيسة الجمعية الوطنية لتطور المرأة - والتي تأسست في 2004، ومشروعها «واحة الأمل» للنساء المُعنفات، حيث أوضحت: «يحوي المأوى ثلاثين سريراً إضافةً لتقديم جميع الخدمات الطبية والنفسية والقانونية، كما تقوم إدارة واحة الأمل بتأهيل السيدة المُعنفة بشكل مهني وتأمين فرص عمل، وذلك بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية التي تهتم بعالم المرأة، كما تشرف الجمعية على معهد التربية الاجتماعية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وبعملية تشاركية ما بين الجهتين يقدم المأوى للفتاة الكثير من الخدمات التعليمة والترفيهية، وتشرف الجمعية أيضاً على مركز الاتجار بالأشخاص أو مكاتب العمالة التي تستقدم خادمات من مختلف الجنسيات فتقدم النصح لهن ويد العون في حال تعرضهن للعنف المنزلي، ومن الأمور التي تقوم بها «الجمعية الوطنية لتطوير المرأة» سعيها لتغيير بعض القوانين ومنها قوانين جرائم الشرف وذلك باتصالاتهم الدائمة مع رجال الدين وأعضاء مجلس الشعب.

من جانبه قدم السيد عارف الشيخ -منسق برامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة- وهي هيئة وليدة بدأ عملها في 1 كانون الثاني 2011، مداخلة حول تمكين المرأة السورية في المشاركة السياسية وصناعة القرار السياسي والاقتصادي، إضافة لوضع استراتيجية وطنية لمناهضة العنف ضد المرأة، وخاصة بما يتعلق بموضوع جرائم الشرف.

من جانبها قدمت السيدة سونيا خانجي قشيشو - سيدة أعمال وعضو اللجنة الإدارية في غرفة التجارة والصناعة بدمشق، مداخلة عن أهمية القوانين السورية التي ساوت ما بين الرجل والمرأة وخصوصاً في مجال التعليم والعمل، كما أوضحت السيدة سونيا أن العنف ليس بمشكلة سورية بل مشكلة عالمية، تتشارك فيها الدول النامية والمتقدمة على حد سواء، موضحة أن العنف ليس فقط بالعنف الجسدي بل يشمل كذلك العنف اللفظي والجنسي والاغتصاب وسوء المعاملة.

وفي ختام الندوة تم توزيع وردة دمشقية على جميع زوار المركز والمشاركين في الاحتفالية، وهي عبارة عن وردة صغيرة من صنع السيدات المُعنفات كرسالة محبة وأمل لغدٍ أفضل.

وفي حوار «اكتشف سورية» مع الأخصائية الاجتماعية لوليتا حسين من راهبات الراعي الصالح قالت لنا: «تنتشر فروعنا بـ 78 بلداً حول العالم، وعملنا الأساسي هو مساندة النساء في جميع المجالات، وقد بدأ نشاطنا في دمشق عام 1982، حيث نستقبل في دار الإيواء السيدات والفتيات اللواتي يتعرضن لمشاكل اجتماعية وخاصة العنف الأسري، فنقدم لهن الرعاية الطبية والاجتماعية والنفسية والقانونية، كما نقوم بتعليمهن بعض المهن التي تساعدهن على مجابهة الحياة، وقد خصصنا الهاتف 9219-011 كخط ساخن نستقبل من خلاله اتصالات السيدات المُعنفات ومن تحتاج إلى أي مساعدة، وعبر هذا الخط تلقينا /1415/ اتصال ما بين عام 2007 إلى شباط 2011.


جانب من التشكيليات المشاركات في معرض تسع نساء يدلين بشهاداتهن

وفي تمام الساعة السادسة مساءً تم افتتاح معرض «تسع نساء يدلين بشهاداتهن» للفنانات السوريات شلبية إبراهيم، أسماء فيومي، ريما سلمون، صفاء الست، إيمان حاصباني، نور عسلية، زينة سالم، هبة العقاد، هبة الله الأنصاري وسينوغرافيا: بيسان الشريف. هذا وقد تميز المعرض بأساليبه التعبيرية المختلفة ما بين التصوير والنحت وأعمال التركيب.


السيد إيريك شوفالييه
السفير الفرنسي بدمشق

وفي كلمة للسفير الفرنسي بدمشق السيد إيريك شوفالييه عبر من خلالها عن أهمية يوم المرأة العالمي ، أشار إلى الزيارة التي قام بها لمركزين سوريين مخصصين للنساء المُعنفات، وما يقدماه من عمل إنساني هام، إضافة للدعم المادي الذي قدمته السفارة الفرنسية للمركزين للاستمرار بعملهما في إيواء السيدات المُعنفات وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والحقوقي لهن، معرباً عن سعادته بما شاهده من أمل في عيون تلك النساء رغم الأثر السلبي الذي تركه العنف في نفوسهن، وأشاد سعادة السفير بالأفلام التي تناولت موضوع العنف الممارس ضد النساء مؤكداً أن هذا العنف الذي تتعرض له النساء هو عنف عالمي يمس النساء من جميع الشرائح الاجتماعية وفي جميع البلدان ومنها فرنسا.

الدكتور رياض عصمت
وزير الثقافة

ثم تلته كلمة للدكتور رياض عصمت -وزير الثقافة- هنأ خلالها نساء سورية بعيد المرأة العالمي مشيداً بالتعاون الثقافي الذي يجمع ما بين سورية وفرنسا، مؤكداً على حرصه التام على دعم هذا التعاون من خلال الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين وآخرها اتفاقية التعاون السينمائي، كما أشاد وزير الثقافة بمعرض الفنانات السوريات، بدلالاته الكبيرة، مؤكداً أن عيد المرأة يعبر عن قضية إنسانية تهم الرجل والمرأة معاً. مشيراً في ختام كلمته على أهمية الأعمال الفنية التي ضمها المعرض وخاصة أنها نتاج عدة أجيال مختلفة تماهت مع فكرة عيد المرأة العالمي.

والتقى «اكتشف سورية» السفير الفرنسي السيد إيريك شوفالييه حيث حدثنا عن رأيه بدور المرأة السورية في المجتمع قائلاً: «المرأة السورية تقوم بدور هام في مجتمعها، فهي صاحبة حقوق تتمتع بها، ولكن في سورية كما في بلدي فرنسا يمكن للمرأة أن تتمتع بمزيد من الحقوق وأن تقوم بدور أكثر فعالية. لقد قابلت اليوم نساء سوريات يعملن بجدية في العمل الاجتماعي، ونساء يقدن شركات وأخريات يؤدين عمل سياسي، واليوم زرت مؤسستين سوريتين وقد ذهلت بدرجة الاحتراف ومستوى المعاملة الإنسانية الرائعة التي تُعامل بها النساء المُعنفات، لذا قمنا بدعم هاتين المؤسستين بمبلغ ستمائة ألف ليرة سورية، ولن نكتفي بذلك بل سنواصل دعمنا لهذه المؤسسات السورية من خلال التشبيك مع المؤسسات الفرنسية التي تعنى بالعنف الأسري وخاصة في مجال المرأة المُعنفة».

وفي حديث سريع مع التشكيلية السورية ريما سلمون وعن رأيها في المشاركة بهذا المعرض قالت: تأتي مشاركتي في هذا المعرض كمساهمة متواضعة للتعبير عن دور المرأة السورية الإيجابي والفعال والمنتج في مجتمعنا، فالمرأة في سورية تتمتع بحرية لا بأس بها مقارنة مع مجتمعات شقيقة.. وأنا فخورة بأني سورية وأنتمي إلى هذا المجتمع السوري.

يذكر أن المعرض مستمر لغاية 18 آذار2011، في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من أجواء الاحتفال بيوم المرأة العالمي في الثقافي الفرنسي

الأخصائية الاجتماعية الأخت لوليتا حسين من راهبات الراعي الصالح

السيد عارف الشيخ في الندوة المقامة في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق بمناسبة يوم المرأة العالمي

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق