علي الكفري يعرض في غاليري جورج كامل بدمشق
27 تشرين الثاني 2017
.
قدم الفنان التشكيلي علي الكفري في غاليري جورج كامل بدمشق، مساء السبت 25 تشرين الثاني، آخر تجاربه الفنية من خلال معرض ضم 25 لوحة زيتية، طغى جسد الأنثى على مجمل الأعمال لتؤكد مقولته: لا يمكننا الفصل بين التراث العربي والمرأة لأنها جزء هام من تاريخ الأمة وحاضرها، مستلهماً من التراث والفلكلور الفلسطيني عناصر تكوينيه زينت فضاء لوحاته، حتى عدّه البعض سفير التراث الفلسطيني إلى العالمية من خلال فنه.
التشكيلي علي الكفري في تصريح لـ «اكتشف سورية» قال: تَحضُر المرأة بكثافة في أعمالي اليوم لما لها من رمزية متجذرة في التراث الفلسطيني تمثل الأرض في خصوبتها والوطن في عطائها اللامحدود، تجلت في قسمات وجهها الجميل أو في ثوبها الفلكلوري الذي تتميز به، دون إغفال العمارة الفلسطينية التي شكلت هوية هذه الأرض من جوامع وكنائس وخانات وحتى المنازل، إنها ثقافة العمارة العربية الأصيلة التي عملت على تجسيدها بأسلوبي الخاص .. استغرقني إنجاز هذه اللوحات على مدى ثلاثة أعوام (2011-2014) من رحم الأزمة السورية التي ارخت بثقلها المؤلم على الجميع دون استثناء.
وعن تجربته اليوم وما يميزها عما سبقه من تجارب قال: البداية كانت مع الطبيعة في معرض جوال ضمن ثلاثة مدن سوفييتيه، ثم تلاها مرحلة المقاومة الفلسطينية في وجه المؤامرات التي حيكت ضدها في كامب ديفيد واتفاقية شرم الشيخ وأثر كل ذلك على الشعب الفلسطيني، واليوم أعمل على مشروع توثيقي للمجازر التي ارتكبتها العصابات الإرهابية أمثال «داعش» وأخواتها في كل من سورية والعراق ومصر وليبيا.
التشكيلي عدنان حميدة قال في تعليقه على المعرض: لعبت المصادفة في تجربة الفنان المجد والصديق علي الكفري دوراً هاماً في إخراج لوحاته في هذا المعرض على الهيئة التي نراها عليها اليوم والتي تُعد انقلاباً على أسلوبه المتعارف عليه، هو فنان متجدد باستمرار يدهش المتلقي في كل معرض يقدمه .. في تجربته هذه يستخدم «الكفري» كثير من التقنيات كعادته إلا أنه أضاف هنا مزيداً من المساحات اللونية المريحة بصرياً، ومن العجيب أن نتاجه امتد على مدار خمسة أعوام لم تفقد خلالها وحدة الأسلوب وتفاوت التكوين وكأنها عمل بروح واحدة يُحتسب لرصيده الإبداعي وليس العكس .. الفنان الإنسان على الكفري مخلص لقضيته الفلسطينية ولوطنه الثاني سورية.
التشكيلي وليد الآغا: يستمد التشكيلي علي الكفري مواضيع أعماله من التراث الفلسطيني مستخدماً التقنيات المختلفة في إنجازها، وفي معرضه اليوم نراه وقد استفاض في بحثه الرمزي دون توظيفه بالشكل الأمثل كما اعتدنا في أعماله السابقة التي لعبت التفاصيل عامل الإبهار لدى المتلقي، وعليه لم يكن بالإمكان قراءة أعماله مقارنة بنتاجه القديم الذي عمل عليه بتقنية واضحة عالج فيها الطبيعة الصامتة والمرأة بانفعالاتها المختلفة إلى جانب بصمته المتميزة في التعاطي مع التراث الفلسطيني ورمزه، أما في معرضه اليوم فنلاحظ أن الإطار العام للأعمال يحمل نفساً واحداً؛ ولا أقول متشابهاً، غالباً لا يصب في مصلحة الفنان، وددت لو أن هناك تنوعاً في العمل على اللوحة، ولكن يبدو ان هذه خيارات الفنان لا نملك إلا احترامها، في النهاية يشهد التاريخ لعراقة فن التشكيلي علي الكفري المتميز دائماً والسباق لتقديم الأفضل في معارضه السابقة واللاحقة.
وفي تصريح صحفي قال السيد علي المبيض بالنيابة عن وزير الثقافة الذي افتتح المعرض برعايته: المعرض يعكس حالة إبداعية وجمالية في المواضيع التي يتداولها التشكيلي علي الكفري حيث تحتل المرأة المكانة الأبرز في لوحاته في تداعياتها وانتصاراتها وحتى انكساراتها، مشدداً على الرسالة التي تؤديها خاصة في هذه المرحلة الحرجة والمفصلية التي تمر بها البلاد، المرأة في أعماله تستمد صلابتها وعنفوانها وحتى انتمائها وأنوثتها الطاغية من المرأة السورية.
مضيفاً: يأتي المعرض ضمن الحراك الثقافي النشط الذي يشهده القطر هذه الأيام بمناسبة يوم الثقافة والذي ترعاه وزارة الثقافة إلى جانب مختلف الفعاليات الفنية والثقافية.
فيما وضح المبيض في معرض سؤاله عن الفن التجاري: نحن اليوم أمام حركة إبداعية أطلق الفنان عبرها العنان لمخيلته لذلك نرى هذا التنوع في الأعمال التي تعكس السوية الثقافية لمختلف صنوف الفنون مما يغني الحركة التشكيلية في سورية بغض النظر عن كونها عمل تجاري أو تصنيفها تحت أي مسمى آخر، بالنهاية لا يمكن تقييد حرية الفنان كما لا يمكن تفسير عمله الفني وتقييمه على ميزان العرض والطلب، وهنا لابد من الإشارة إلى فرادة الفن التشكيلي السوري وتميزه ومكانته المحلية والعربية والعالمية، ورغم الظروف الصعبة التي يعانيها الفنانون التشكيليون في سورية لم يتوقفوا يوماً عن تقديم كل ما هو مبهر ومبدع، وها هو معرض الخريف السنوي الذي افتتح ابوابه امس بخان أسعد باشا بدمشق القديمة خير دليل على ذلك حيث شارك 211 فنانا تشكيليا من مختلف ارجاء البلاد ليثبتوا أنهم جديرون بالحياة.
يستمر المعرض حتى الرابع عشر من شهر كانون الأول، علماً أن دوام غاليري جورج كامل بالمزة من 11 ظهراً وحتى 7 مساءً.
-
الفنان علي الكفري
1948 - ولد في طبريا ، فلسطين.
1973 - تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية ـ القاهرة ـ مصر .
- عمل لوحات جدارية في معظم محافظات سورية: ريف دمشق، درعا، السويداء، طرطوس، اللاذقية، إدلب، حماة، الرقة، الحسكة.
- عمل دراسة على أكثر من 30 ألف لوحة لرسوم الأطفال.
- عمل في التلفزيون العربي السوري في تقديم برنامج عن فنون الأطفال.
- عمل في الصحافة كرسام للأطفال.
- عمل مدرس للفنون الجميلة في وزارة التربية.
- مدير تحرير مجلة الطليعي للأطفال.
أعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية / القصر الملكي بالسعودية / المتحف القطري / ضمن مجموعات خاصة في لبنان، السعودية، الأردن، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، المغرب، بلغاريا، ألمانيا، كندا، أمريكا، فرنسا، الأرجنتين، اليونان، تركيا، هولندا.
زين .ص الزين
اكتشف سورية
من معرض التشكيلي علي الكفري بغاليري جورج كامل |
من معرض التشكيلي علي الكفري بغاليري جورج كامل |
من معرض التشكيلي علي الكفري بغاليري جورج كامل |