معرض مميز وحضور لافت للفنان النحات إحسان العرّ في غاليري جورج كامل بدمشق

30 تشرين الأول 2017

.

يقدم النحات إحسان العر تجربته اليوم من خلال معرضه الذي استضافته غاليري جورج كامل بدمشق مساء السبت 28 تشرين الأول مع مجموعة ضمت 17 نحتا من خشب الصنوبر والسرو وخشب الرومي الذي تشتهر به سورية، وتميز المعرض بحضور لافت عكس أهمية تجربة الدكتور إحسان في المشهد التشكيلي السوري.

وفي حوار لـ «اكتشف سورية» مع التشكيلي إحسان العرّ قال: «إقامة معرضي اليوم تطلب عاما ونصف لإنجازه لحرصي على تقديم أعمال نابعة من قناعاتي الشخصية بالإضافة إلى خصوصية العمل النحتي وما يلزمه من وقت ومكان وتوافر المواد والأدوات، إلى جانب طرح أعمال تحمل قيمة ثقافية يتقبلها الشارع المحلي والعربي».


النحات إحسان العر برفقة السيد علي المبيض معاون وزير الثقافة


وأضاف: «العمل على خامة الخشب له متعة خاصة لما يمنحه من شعور التعاطي مع كائن حي يمتلك روحاً قادرة على التواصل مع كائن حي آخر كالبشر، لذلك حاولت جاهداً على خلق لغة حوار للتفاهم مع هذه المادة للتخفيف من وطأة التحدي الذي يفرضه الوقوف أمام كتلتها حتى لا تملي على النحات شروطها المخادعة التي تنتهي به إلى مجرد خربشات على جسد المنحوتة، كما لا يجب السيطرة عليها بالمطلق فيطلق النحات العنان لإزميله فيصيب الكتلة في مقتل، وهنا لا بد من التوازن ولا بد من لغة الحوار لإنتاج عمل يحمل قيمة فنية وجمالية».


من أعمال النحات إحسان العر


واشار التشكيلي إحسان العرّ: «أنجزت هذه الأعمال ضمن أسلوب المدرسة التجريدية التبسيطية، متجنباً نهج الأسلوب الواقعي السائد، فعندما نقدم مدارس حديثة نوعاً ما لعامة الناس تقابل بالصد، ناهيك عن أن الثقافة الفنية في بلادنا بما يخص النحت تقتصر على المقارنة بما تم تقديمه من أعمال سابقة، أي قائمة على نظرية المحاكاة الواقعية، وعليه فإن طرح أعمال ذات طابع معاصر تنتهج المدرسة التجريدية تلقى القبول لدى الناس في بلادنا يُعتبر بحد ذاته نجاحاً للفنان بإيصال رسالته من خلال أعمال تحمل طابعا رومانسياً بخطوطها الإنسيابية ونعومة ملمسها، الأمر أشبه ما يكون بعزف نوتة موسيقية.


جانب من الحضور في حفل افتتاح المعرض


وأوضح أن: «العمل لدي لا ينتهي كما خُطط له على "الكروكي" فهناك مخيلة الفنان التي لها الكلمة الفصل في إخراج العمل بشكله النهائي، وهذا ما يميز الفنان عن التقني الذي يحرص على تنفيذ تصميمه بدقةٍ تقربه من المكننة .. للنحت لغة مفرداتها البساطة تتجلى في خطوطها المنحنية أو انعكاس الضوء من على أسطحها أو ملمس قشرتها، يقع على عاتق النحات إتقان قاموس لغتها».

وختم بالقول: «فيما يخص عمل النحت المعدني المتفرد في معرض اليوم والذي قد يثير تواجده مع الأعمال الخشبية بعض التساؤلات، فهو ببساطة رسالة تحريضية تُعلن عن معرضي القادم الذي يتمحور عن الفكر المفاهيمي (Concept) الذي يقوم على مبدأ تحويل العمل الفني إلى فكر».


الفنانين طلال معلا وبديع جحجاح


التقينا من بين الحضور كل من الفنانين:

التشكيلي وليد الآغا: «جاء معرض "إحسان" اليوم بعد فترة طويلة من الغياب عن تقديم المعارض الفردية، اثبت اليوم من خلال تعاطيه مع خامتي المعدن والخشب أنه فنان متمكن من أدواته، وصاحب رؤية خاصة، قارئ جيد لمكونات العمل النحتي من ناحية الكتلة والفراغ، معرض مميز بأعماله وحضوره، يعتبر نافذة على المشهد العام للفن السوري، وهنا نطالب النحاتين في بلدنا بالتواجد بتواتر أعلى مما هو عليه الآن، فالفن على اختلاف مشاربه انعكاس لتفاصيل الحياة التي تزخر به سورية».


من أعمال النحات إحسان العر



من أعمال النحات إحسان العر


التشكيلي والباحث طلال معلا: «تعتبر معارض النحت الأقل على المستوى المحلي والعربي عموماً، دائماً هناك تجاذب حول قضية النحت في المنطقة، وتضاعف هذا التجاذب في السنوات الأخيرة، فعندما نرى معرضاً للنحت اليوم سواء كان تجريدياً أو تشخيصياً وبأي خامات كانت، نحن نتعامل مع الجانب الحاد من عملية الإنتاج الفني بصورة عامة، فهناك الكثير من التصوير بالمنطقة العربية والكثير من المذاهب الفنية، فيما قيمة قليلة لفن النحت، وقلة من الفنانين من يستطيعون التعبير عن معنى النحت المعاصر كما يجب، بالتأكيد هناك تحديات تواجه كل النحاتين ومنهم النحات إحسان العر، تتمثل في كيفية الفهم للغة النحت المعاصر بعدما تحول من المادة إلى الأثير، هناك اليوم تقنيات كثيرة جداً للقيام بهذه العملية، بالإضافة إلى أن هناك موضوعات لم يتم التطرق لها بعالم النحت، لذلك حين الحديث عن معرض اليوم يجب الحديث عن المعنى أولا ثم المادة ثانياً وتليها الحجم وهو الأساس».

ويضيف معلا: «المعرض الذي نراه اليوم هو مشاريع لأعمال نحتية ضخمة وليست أعمال خشبية منجزة من خامة الخشب، كل عمل منها قابل للتحويل لمنحوتات ضخمة لها علاقة في عمارة المدينة في أساسها، فالنحت عملية مزاوجة ما بين الفراغ والأبنية المحيطة فهو عمل مديني بحت تفتقر له مدينة دمشق، حيث الأعمال النحتية الموجودة في شوارعها لا تتناسب وأحجام الأبنية والشوارع، لذلك أرى من الضروري جداً إنجاز مثل هذه الأعمال بحيث تكون ذات أحجام كبيرة وتصبح جزء من ثقافة الشارع وحياة الناس وليست للتزيين فقط، لتعميم الجمال الذي يولد التوازن بالمحصلة».


من أعمال النحات إحسان العر


التشكيلي فؤاد دحدوح: «التشكيلي إحسان العر نحات من الطراز الأول، انطلق من المرحلة الأكاديمية التي بنى عليها لبنته الأولى، تحول تدريجيا إلى التعبيرية ومنها دخل الخط التجريدي، يطرح من خلال أعماله كثير من التساؤلات في وجه المتلقي محاولاً استدراجه للإجابة، المعرض بتصوري ناجح جداً يضم أعمال متميزة بفرادتها وإتقان صنيعها».

ومن الجدير ذكره أن المعرض مستمر لغاية 16 تشرين الثاني، في غاليري جورج كامل، في مزة فيلات شرقية، مقابل مبنى اتحاد الكتاب العرب.


زين .ص الزين | تصوير عبدالله رضا

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من معرض النحات إحسان العر بغاليري كامل بدمشق

من معرض النحات إحسان العر بغاليري كامل بدمشق

من معرض النحات إحسان العر بغاليري كامل بدمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق