يوم عمل من حولنا: تشاركية فعّالة بين مؤسسات التراث الثقافي السوري

14 كانون الثاني 2012

-

أقامت وحدة مشروع دعم وتطوير المتاحف ومواقع التراث الثقافي في المديرية العامة للآثار والمتاحف ورشة عمل خاصة باسم «يوم عمل من حولنا» شاركت فيه المؤسسات العاملة في توثيق التراث الثقافي السوري من القطاعين الحكومي والأهلي، بهدف التشاركية في الرؤى والمشاريع؛ وذلك يوم الأربعاء الماضي 11 كانون الثاني 2012 في قاعة المحاضرات الثانية بمكتبة الأسد بدمشق؛ حيث حضره المهتمون والمختصون في مجال توثيق التراث الثقافي والطبيعي السوري، من مختلف المؤسسات العاملة في هذا المجال.

يقول المنظمون في توصيف هذه الفعالية: «نظراً لما تملكه سورية من إرث ثقافي وتاريخي غني له دور كبير في تشكيل قاعدة أساسية وركيزة جوهرية تساهم في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، يسعى مشروع دعم وتطوير المتاحف الوطنية والمواقع الأثرية إلى رسم إستراتيجية وطنية لتنمية مجمعية قادرة على إعادة صياغة هويتها الثقافية والتاريخية وبناء مجتمعات فعالة ومسؤولة تجاه إرثها الثقافي والتاريخي، وبالتالي تعزيز قدرة هذه المجتمعات وتمكينها في الحفاظ على هذا الإرث الغني وتحقيق استدامته كمورد اقتصادي مؤهل وبوصلة تنموية حاضراً ومستقبلاً».

وبما يتعلق بالوضع الراهن لتلك الإستراتيجية، يقول المنظمون: «بينما نبدأ بوضع الخطوط العريضة لتلك الإستراتيجية، ننفذ على الأرض مجموعة من التدخلات الصغيرة والمتنوعة بهدف سبر المجتمع وبناء مصداقية. مع زج كل طاقاته في عملية بناء وتنفيذ الاستراتيجية. وبنفس الأهمية نسعى إلى قراءة الدروس المستفادة بنجاحاتها وإخفاقاتها ومنعطفاتها وذلك عبر مراجعة بعض الأمثلة في السياق السوري وطنياً ومحلياً والتي تم إنجازها من قبل أطراف ومنظمات أخرى في حقل التنمية المستندة على التراث الثقافي بهدف الاستفادة من النتائج والدروس من جهة، ومن شبكاتها والخبرات المتراكمة بفعل تجاربها من جهة أخرى».

أهداف ورشة العمل:
- التعريف بالمشروع.
- توسيع شبكة الموارد الخاصة بالمشروع.
- الدروس المستفادة من المشاركين في السياق السوري والسياقات المشابهة.
- مناقشة الفرص المحتملة للتعاون لاحقاً (دعم تقني، موارد بشرية، موارد مالية، شبكة موارد).
- تنسيق احتمالات التدخل الممكنة في المستقبل القريب وفق ما هو متاح.

المتوقع من المشاريع المشاركة:
- كيف تم تحديد مناطق التدخل الجغرافي؟
- أهداف المشروع.
- الآليات والتقنيات المستخدمة، المبادرات المجتمعية.
- خارطة الشركاء لكل مشروع.
- دور المجتمع المحلي في رسم الخطط وتنفيذها.
- كيفية التعاطي مع الإطار القانوني السوري في تلك المشاريع.
- التحديات والمعوقات.
- الدروس المستفادة.

المشاريع والبرامج المشاركة:

1- مشروع دعم وتطوير المتاحف الوطنية ومواقع التراث الثقافي
قدّم السيد طلال معلاّ -المدير التنفيذي لوحدة دعم وتطوير المتاحف والمواقع الأثرية- في عام 2008 انطلقت المبادرة الوطنية لتطوير المتاحف ومواقع التراث الثقافي السورية من خلال الجهود المشتركة مع خبراء التراث السوري والأكاديميين والمؤسسات الحكومية والشركاء الدوليين. مما أدى إلى تطوير رؤية جديدة وطموحة لقطاع الآثار والمتاحف من خلال تأسيس شبكة التراث الوطني المؤلفة من 34 متحف وما يقارب 5000 موقع وتل أثري.

انطلق مشروع دعم وتطوير قطاع الآثار والمتاحف بمبادرة من السيدة الأولى وبدعم من فريق الوحدة العلمي والإداري التابع لوزارة الثقافة في المديرية العامة للآثار والمتاحف الجهة الحكومية المسؤولة عن تنفيذ المشروع ووضعه ضمن مرحلة التنفيذ من خلال تطوير خطة عمل شاملة ببرنامج زمني محدد.

تهدف هذه الشبكة إلى تحقيق أهداف الرؤية الوطنية الأربعة: سرد قصة سورية، تعزيز الثقافية السورية وتحفيز القطاع الثقافي الحديث، خلق روابط أقوى مع ثقافات العالم الأخرى ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

2- برنامج المدن التاريخية- شبكة الآغا خان
قدّم السيد علي إسماعيل عرضاً أظهر فيه رؤية برنامج الآغا خان للمدن التاريخية في كيفية الاعتماد على الثقافة لتكون حافزاً للتنمية حتى في المناطق الأكثر فقراً والمناطق النائية جداً من العالم. حيث برهن الدعم المقدم من قبل البرنامج إلى المجتمعات على أنه يمكن للحفاظ على التراث الثقافي. مصحوباً بالعمل على إعادة إحياء المناطق الحضرية. أن يكون نقطة انطلاق نحو تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، لقد بدأت تجربة البرنامج في سورية عام 2000 مع ترميم ثلاث قلاع هي صلاح الدين ومصياف وحلب، وتوسعت في حلب لتشمل تحسين محيط القلعة والعديد من البرامج التنموية والاجتماعية في المدينة القديمة بحلب.

3- مشروع التنمية الريفية في جبل الحص
قدّم السيد علي رضا كيالي تعريفاً بالمشروع الذي تم تأسيسه بالشراكة ما بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبالتعاون مع الحكومة السورية ووزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وهيئة التخطيط والتعاون الدولي المكون الرئيس للمشروع هو تنمية المجتمع المحلي في الريف الأفقر في محافظة حلب وهي منطقة جبل الحص التي تتألف من 156 قرية وبمساحة تقريبية 250 ألف هيكتار وتعتمد على الزراعات البعلية والثروة الحيوانية والمكون الأساسي الثاني هو بناء القدرات والتدريب للكادر المحلي والعاملي بالمشروع. وبناءً عليه وبتقديم منحة من برنامج الأمم المتحدة، تم تأسيس 32 صندوق للتمويل الصغير في منطقة جبل الحص لتقديم قروض صغيرة للأسر وفق مؤشرات معين لتحسين دخلها واهتم المشروع بتقديم خدمات غير مالية منها التعليمية والصحية وخدمات أخرى.

4- تطوير مبادرات تنمية مجتمعية في مجال الحفاظ على التراث الحضري (زبيد-اليمن)
قالت السيدة زكاء كرزون في عرضها أنه قد اُعتبر ولسنين عديدة أن الحافظ على التراث يتناقض مع التنمية الاقتصادية في عملية إحياء المدن القديمة والمواقع الأثرية المختلفة. أما الآن فقد أصبح ينظر لعملية الحفاظ وإحياء المدن على أنها فرصة فعلية للنمو الاقتصادي والاجتماعي باعتبارها محفزاً لخلق فرص عمل وزيادة متوسط الدخل الفردي بالاعتماد على الموارد المحلية ونقاط قوة المدينة ذاتها. تُعتبر المدينة ثانوية في اليمن، تم إدراجها على قائمة التراث العالمي في عام 1993، وقد تمّ إدراجها على قائمة التراث العالمي في خطر في عام 2000.

تعاني المدنية من مستوى فقر عال بالإضافة إلى قدرات حكومية محلية ذات كفاءة فنية منخفضة وهذا مما يصعب عملية الحفاظ كثيراً ويجعلها شبه مستحيلة إذا لم نأخذ بالحسبان جدوى التنمية الاقتصادية واعتبار أن هاتين العمليتين هما عمليتان متداخلتان ومتكاملتان وتدعم إحداهما الأخرى. ولقد تم تحقيق ذلك من خلال خلق توازين بين المنح المحسوبة بشكل دقيق لتشجيع جانب الطلب على إحياء التراث. وبالمقابر توفير التدريب وبناء القدرات لتحسين جانب العرض.

بالإضافة إلى ذلك لابد من أن نذكر أهمية تنشيط الموارد المالية للأسر والشركات الصغيرة وحث مختلف القطاعات الحكومية في الحكومة المحلية والمركزية على حد سواء لزيادة مساهمتها في عملية الحفاظ وأكثر من ذلك تحفيز القطاع الخاص للمشاركة أيضاً.

5- تطوير إطار عام للحفاظ على المدن التاريخية (حالات: سورية - اليمن)
في عرضه، بيّن السيد عمر عبد العزيز الحلاج أن المدن والمواقع التاريخية المأهولة تمثّل معضلةً للإدارات العامة التي تحاول أن توازن بين متطلبات استمرار الحياة في هذه المواقع من جهة وضرورة الحفاظ عليها كشواهد تاريخية من جهة أخرى. وغالباً ما تأتي سياسات الدولة للحفاظ على هذه المواقع منقوصة لأنها مبنية على طريقة الحل الوسط فلا هي تفي بضرورة الحفاظ على الموقع التاريخي ولا هي تلبي حاجات المجتمع المحلي الحياتية. وكثيرة هي السياسات التي أدت إلى نتائج عكسية وأكثر منها هي الاستثمارات الخاطئة للموارد العامة في غير محلها الفعال.

لقد سعت المداخلة إلى تقديم إطار عام لموازنة الحفاظ على المدن التاريخية بالتنمية المجتمعية من خلال اعتماد سياسات تربط طرفي المعادلة بعلاقة متبادلة يستفيد منها المجتمع المحلي من الحفاظ على تراثه ويساهم بالتالي في عملية الحفاظ ويتحول دوره من دور طفيلي إلى دور المالك الحقيقي لموارده الثقافية. وقدمت المداخلة أمثلةً عملية تم تجريبها في عدد من المدن التاريخية في سورية واليمن وتقييم ما نجح منها وما فشل وتحديد العوامل التي ساهمت في ذلك وإرجاعها إلى مبادئ عامة اقتصادية واجتماعية يمكن الإستفادة منها كدروس وعبر.

6- الخارطة الأثرية والطبيعية - هيئة التخطيط الإقليمي
قدّمت السيدة عبير عرقاوي عرضاً بينت فيه الإطار الوطني الذي تقوم به هيئة التخطيط الإقليمي، حيث تم العمل على محور الإدارة المتكاملة للتراث الثقافي والطبيعي، حيث تمَّ انجاز الخارطة الأثرية والطبيعية التي اعتمدت على التحليل الدقيق لمكونات التراث الثقافي والطبيعي في سورية وربطه بالإحداثيات المكانية وهي تتألف من:
- مواقع التراث العالمي في سورية
- أمهات المواقع الأثرية (بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف)، كذلك المدن والقرى الطينية بالإضافة إلى المتاحف (بالتعاون مع خطة تطوير المتاحف)
- المسالك والدروب القديمة كطريق الحرير أو المقاصد الدينية من مسارات للحج
- المحميات الطبيعية المسجلة والمقترحة

وقد تشكل مما سبق شبكة لخارطة المسارات السياحية الثقافية والبيئية المقترحة هدفها حماية التراث وحفظه ومن ثم توظيفه لتطوير السياحة الثقافية والطبيعية في سورية مع العمل جنباً إلى جنب على التنمية الاجتماعية والاقتصادية لهذه لمواقع.

7- مشروع بناء الخارطة الثقافية في وادي النضارة - الأمانة السورية للتنمية - روافد
قدّمت السيدة ندى عثمان علاء الدين عرضاً بينت أن الخارطة الثقافية هي حصيلة الأبحاث والدراسات التي تقوم بإجراء مسح تشاركي مع المجتمع المحلي للموارد الثقافيَّة في المنطقة المدروسة (بدءاً من الحرف البدويّة. وصولاً إلى الشّعر والمواقع التاريخيّة). إضافةً إلى استكشاف فرص المشاريع الثقافيَّة بحيث تساعد الخارطة الثقافية على خلق برامج تحمي وتنمّي الموارد الثقافيّة لصالح المجتمع المحلي.

8- مشروع سنّير (مشروع توثيق المعالم الأثرية والطبيعية في سورية)
عرّف السيد عصام الحجار بالمشروع، فهو عبارة عن مسح وتوثيق بصري أفقي survey للمواقع الأثرية والطبيعية في سورية، وعلى التوازي بناء قاعدة بيانات رقمية تضم نتائج هذا المشروع، يستند هذا المشروع على الخبرات السابقة وتعميمها على جميع المحافظات السورية.

9- التعاون مع الجمعيات الأهلية في مشروع تحديث البلديات
بيّنت السيدة كندة المهنا ما قامت وزارة الإدارة المحلية في الفترة بين 2005-2010 بتنفيذ برنامج تحديث الإدارة البلدية في إطار التعاون اليورو-متوسطي. حيث تم العمل في البرنامج على محاور ثلاثة:
- التحديث المؤسساتي على المستوى المركزي وعلى المستوى المحلي في آنٍ معاً
- التنمية الحضرية كجزء أساسي في التنمية المحلية في المدن الرئيسية المستهدفة بالمشروع إضافةً إلى المدن التاريخية
- الخدمات الأساسية التي تقدمها البلديات للمواطنين

وانطلاقاً من هذه المحاور وبهدف تفعيل مفهوم التنمية المحلية في المجتمع، أعلن برنامج MAM عن مشروع منح مقدمة للجمعيات الأهلية تهدف إلى تشجيع مشاركة المنظمات غير الحكومية في النشاطات ذات الصلة بتقديم الخدمات العامة المحلية، والتنمية المحلية وحملات التوعية العامة في المدن التي يعمل فيها المشروع، بالإضافة إلى أية نشاطات أخرى مدرجة في نطاق عمل برنامج MAM.

10- مشروع دعم وتطوير المتاحف ومواقع التراث الثقافي
قدّم السيد محمود رمضان منهجيةً للتنمية المجتمعية المستندة إلى التراث في سياق مشروع دعم المتاحف الوطنية ومواقع التراث الثقافي في سورية، حيث تعتمد المنهجية مفهوم تكاملي من جهة يركز على العمل في اتجاهين بآن واحد، فبينما يتم الإعداد للإستراتيجية الوطنية يتم اختبار الأرض عبر مجموعة المشاريع والمبادرات قليلة المخاطر، كبيرة التأثير، والتي تهدف إلى بناء الأساسات المطلوبة لقاعدة تنموية اقتصادية اجتماعية ثقافية بيئية، ستشكل أحد الأركان الأساسية لبناء شبكة التراث الثقافي في سورية.

هناك أيضاً مفهوم تشاركي يستند على مبادرات مجتمعية ستساعد كل الأطراف بما فيه المجتمع المحلي إلى فهم حقيقي للبيئة التي نعمل ونعيش فيها بطريقة جديدة تساعد على تطوير تنظيمه بناء على خصوصية كل موقع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية.

إن القدرة على سبر البيئة التي نعمل بها من وجهات نظر مختلفة ستساعد على العمل سوية لبناء رؤية مشتركة لمستقبل المكان الذي نعيش ونعمل فيه بالدرجة الأولى وانعكاسه على المفاهيم الوطنية لمشاريعنا ومبادراتنا وذلك استناداً على ماضي المكان وانطلاقاً من حاضره.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق

nadya:

jamal donya hiya azina

maroc