كيف ترى مدينة حلب في عام 2025؟

14 آب 2010

حملة شاركنا الرؤية تستطلع آراء سكان مدينة حلب في مدينتهم

كيف ترى مدينة حلب في عام 2025؟
كان هذا السؤال هو السؤال الأساسي والأول في الحملة التي أقامها مشروع «مدينتنا» بالاشتراك مع «الغرفة الفتية الدولية في حلب» (JCI) وتحت مظلة مجلس مدينة حلب وذلك على مدار النصف الأول من شهر آب الحالي، وشملت استطلاع آراء سكان مدينة حلب ورأيهم في المدينة ضمن عدد من المناطق والأحياء المختلفة.

وتعتبر «استراتيجية تنمية مدينة حلب حتى عام 2025»، أو كما تعرف اختصاراً باسم مشروع «مدينتنا» من المشاريع الرائدة ليس فقط على مستوى سورية وحسب، إنما على مستوى المنطقة ككل، حيث تأتي هذه الحملة ضمن الفعاليات التي يقوم بها المشروع في مراحله الست، حيث يقول لنا السيد محمود رمضان عن الحملات وعن المشروع بشكل عام: «حملة "شاركنا الرؤية" التي قمنا بها خلال النصف الأول من شهر آب الحالي تواجدنا من خلالها في خمسة محاور داخل مدينة حلب، حيث وصلنا حالياً إلى المرحلة الثالثة من هذا المشروع المؤلف من ست مراحل إجمالية. كان الهدف من هذه الحملة هو أن نجعل الناس يضعون رؤيتهم حول مدينة حلب وكيف يرونها في عام 2025، حيث حاولنا استقطاب الآراء من كافة الشرائح الاجتماعية وفي مواقع مختلفة بالمدينة».


استقصاء آراء الناس أمام مدخل قلعة حلب

البداية كانت من أمام مدخل قلعة حلب حيث تم وضع لوحة كبيرة تمثل مشهداً بانورامياً لمدينة حلب وطاولة عليها 3 بطاقات مكتوب عليها «نحب في مدينتنا»، «لا نحب في مدينتنا»، «نتمنى في مدينتنا»، وكان على الزوار ملء هذه البطاقات بكل ما يرغبون به دون كتابة أي بيانات شخصية خاصة بهم. كما كان يمكن للبعض تقديم رأيهم عن طريق تسجيله صوتياً وأيضاً دون اخذ أي بيانات شخصية، ويتابع السيد رمضان: «حاولنا أن نجمع طيفاً واسعاً من الآراء حيث سنعمل بعد ذلك على تصنيفها لها، ومن ثم سنرى أكثر النقاط التي تم التعاطي معها من قبل السكان ومدى ملاقاتها لنقاط الضعف والقوة التي قمنا بتحليلها بمشاركة خبراء ضمن المرحلة الثانية من مراحل المشروع، حيث كان سبق لنا وأن قمنا بتحليل نقاط الضعف والقوة للمدينة، وأصبح لدينا ملف خاص بالمدينة في المجالات السبعة التي نعمل بها في مدينة حلب والتي هي كل من: تطوير الاقتصاد المحلي، تحسين البنية العمرانية، تحسين وضع السكن العشوائي، تحسين إيصال الخدمات العمرانية، حماية البيئة العمرانية، جعل المدينة أكثر وُداً للأطفال، وتحديث إدارة مجلس المدينة وتقوية وزيادة موارده المالية. من خلال عملية التصنيف التي ستجرى سوف تبنى الرؤيا وتكون محددة الاتجاه، وسنستفيد منها في تحديد أي المشاريع سنعمل بها وضمن أي قطاعات، وذلك بمشاركة كل من القطاع العام والخاص ومجلس المدينة والجمعيات الأهلية والسكان. كما أن هذه الحملة ستفيدنا في تأسيس تواصل مستمر مع الناس إضافة إلى تعريفهم بالموقع التفاعلي للمشروع لكي يدخلوا ويقدموا آراءهم في عملية التغيير التي سنعمل عليها على اعتبار أن أي مشروع سنقوم به سيكون له منعكسات والناس ستراها وتقدم رأيها فيها».

في القصر العدلي في حلب

بعد قلعة حلب، جاء دور القصر العدلي حيث تم استطلاع آراء المحامين والقضاة ومرتادي القصر العدلي من كافة شرائح المجتمع خلال فترة تجاوزت الأربع ساعات حيث يتابع الأستاذ محمود بالقول: «خلال عملية استطلاع الآراء تفاجأنا بوجود آراء منها ما كان شخصيا، ومنها ما كان للمجتمع، عندما تجمع هذه الآراء مع بعضها البعض ستبني رؤية أفضل تجاه المدينة، وفي نفس الوقت ستجعل الناس يخرجون من الإطار الضيق إلى الإطار العريض حين يعلمون بأن الحارة هي مكمل للمنزل، والمدينة هي مكمل للحارة، وبالتالي يتولد لدينا ثقافة استثمارية واحدة للمدينة ككل والاستفادة من دعم كل الجهات الموجودة لتحقيق الهدف الأساسي لنا وهو تحسين نوعية الحياة في مدينة حلب».

استطلاع آراء المتواجدين في أحد المولات الكبيرة في حلب

بعد القصر العدلي، ذهبنا إلى أحد المولات الكبيرة في حلب حيث تم على مدار سبع ساعات استطلاع آراء المتواجدين فيه والمتسوقين ضمنه، ويتابع الأستاذ محمود: «نحاول اليوم أن نبني ثقافة جديدة إضافة إلى عمل تغيير وتكامل بين القطاعات الثلاثة في المدينة وهي الخاص والعام والأهلي، كما أننا بحاجة إلى تعريف مواطني مدينة حلب بأن إدارة المدينة ليست من اختصاص مجلس المدينة أو الدولة، بل هو شأن عام يجب على الجميع أن يكون جزءاً منه ويجب أن يساهم الجميع في تنفيذ الخطط الموضوعة للمدينة. كما أننا نطمح من ناحية أخرى إلى المفهوم التكاملي والذي هو المشاركة من القاعدة إلى الرأس كما نقوم حالياً، ومن الرأس إلى القاعدة من خلال خطط ومشاريع جاءت نتيجة لأفكار الناس. نحن هنا لا نتحدث عن خطة خمسية بل خطط طويلة الأمد للمدينة، ونتوقع من كل المدن السورية أن تحذو حذونا بهذا الموضوع».

استطلاع آراء المتواجدين في الحديقة العامة في حلب

الحديقة العامة كانت المحور الرابع ضمن الحملة حيث تم استطلاع آراء المتواجدين فيها وزائريها على مدار ثلاثة ساعات تقريبا حيث يضيف الأستاذ «محمود» بالقول:
«إذا لم نحول الآراء إلى مشاريع مفيدة في حياتهم، فقد تؤدي هذه التجربة إلى أثر عكسي. عدد الآراء التي تم جمعها قارب /10,000/ رأي حيث كان قد جرى قبل هذه الحملة حملة إعلانات طرقية حول مفهوم الرؤية قدم فيها عدد من شخصيات المجتمع المعروفة آرائهم وأمنيتاهم للمدينة أمام الناس، إضافة إلى استخدام تقنيات أخرى لجمع المعلومات مثل المجموعات البؤرية وورشات العمل وغير ذلك. كما قمنا أيضا بعمل منتديان لعرض ما قمنا به أمام كافة الجهات من عامة وخاصة ومجتمع أهلي لكي نستطلع آرائهم في نقوم به لتحسينه وتطويره، ونعد لمنتدى ثالث وأخير لتقديم خلاصة ما توصلنا إليه من عمليات استطلاع وتحليل لآراء السكان».

استطلاع الآراء في مطار حلب الدولي

وبعد الوصول إلى المحطة الأخيرة وهي مطار حلب الدولي، كان السؤال: ما هي الخطوة التالية؟ والتي يجيب عنها السيد محمود بالقول: «كما قلنا، نحن حالياً في المرحلة الثالثة من أصل ست مراحل: المرحلة الأولى هي "التأسيس" وكانت في تشرين الثاني عام 2008، أما الثانية فهي "التقويم"، وبدأت في تشرين الأول عام 2009. نحن حالياً في المرحلة الثالثة وهي مرحلة "إعداد الرؤية الجماعية" والتي بدأت في نيسان عام 2010، وسنصل إلى المرحلة الرابعة وهي "تحديد الخيارات الاستراتيجية" وذلك في أيلول عام 2010. وستكون المرحلة الخامسة هي مرحلة "تحديد المشاريع الرئيسية" في كانون الثاني عام 2011، ومن ثم الخاتمة بمرحلة "التنفيذ" والتي ستستمر حتى العام 2025».

ما هو مشروع «مدينتنا»؟
وبالعودة إلى المشروع الذي تجري الحملة باسمه، يقول السيد محمود رمضان بأن مشروع «مدينتنا» هو مشروع يعمل تحت مظلة مجلس مدينة حلب ويتم تمويله من قبل كل من منظمة «تحالف المدن» و«الوكالة الألمانية للتعاون التقني» GTZ، و«مجلس المدينة». ويضيف بأن العلاقة بين المشروع وبين مجلس المدينة قائمة على التشاركية حاله كحال كل الجهات الأخرى المشاركة في المشروع، حيث يتم التحرك بشكل شفاف في كل مراحل المشروع ويتم إخطار الأطراف المشاركة فيه بكل النتائج أولاً بأول حيث يتابع بالقول: «نعمل على إشراك الناس والقيام بعملية تشبيك على المستوى الأفقي للوصول إلى فكرة "الملكية المشتركة". وما نعاني منه هو سؤال الناس حول ملكية البرنامج. ما أود قوله في هذا النقطة هو أن "ملكية البرنامج هي ملكية مشتركة" هي مشروع "مدينتنا"، وهو لسكان مدينة حلب وبالتالي مجلس المدينة هو فقط المظلة الراعية ويتدخل فقط على الأرض، أما الملكية فهي ملكية مشتركة، فإضافة إلى مجلس المدينة هناك كل من غرف الصناعة والسياحة والجمعيات الأهلية والجامعة وكل الأطراف وحتى الأفراد الذين لا ينتمون إلى أحد، هذه المؤسسات هي جزء من العملية أيضاً. بالنسبة للمشاركين في المشروع فإنهم متطوعون بالكامل ويندرجون تحدث مستويين أساسيين: المستوى الأول "أصدقاء مدينتنا" والذي لا يتطلب أي خلفية أو خبرة، حيث يكفي أن يكون الشخص مهتماً بالمدينة ومقيماً فيها ويستطيع تقديم جزء من وقته وجهده وخبرته ضمن المجالات السبعة التي ذكرناها. أما المستوى الثاني فهو "المستوى الاحترافي" حيث يعمل فيه أناس أكثر خبرة وتدريباً. وتتم عملية التطوع للمشاركة من خلال الموقع التفاعلي للمشروع (madinatuna.com) عن طريق إدخال الراغب بالتطوع البيانات الشخصية الخاصة به، ونحن نبادر للاتصال به لإجراء عملية ربط له مع البرنامج».

وقد شاركت في هذه الحملة «الغرفة الفتية الدولية» في حلب والتي قدمت عدداً من المتطوعين الذين شاركوا في استطلاع آراء الأهالي حيث يعلق السيد محمود رمضان على هذه النقطة بالقول: «هناك تعاون في هذه الحملة بين الغرفة الفتية الدولية في حلب JCI، وبين فريق مدينتنا من أجل الوقوف على آراء المواطنين، وهي عبارة عن جهد تشاركي بين الغرفة وبين مجلس المدينة وبرنامج مدينتنا. هذا يؤكد على السياسة التي نتبعها بالمشروع وهي التشبيك الأفقي حيث قمنا بإجراء مشاريع متنوعة مع عدد من الشركاء مثل "حملة القراءة" السابقة والتي شاركت فيها "الغرفة الفتية الدولية" في حلب، ومديرية الثقافة، ومديرية التربية. كما كان لدينا أيضاً برنامج Skills والذي شارك به "مركز الأعمال والمؤسسات السوري". ونملك أيضاً مجموعة الأطفال واليافعين التي تضم شريحة كبيرة من المتطوعين في كل الأطياف. ونعمل لكي نجعل إدارة المدينة تتم على مستوى الجميع وليس على مستوى مجلس المدينة».

مشاركة الغرفة الفتية الدولية:
وعن مشاركة الغرفة الفتية الدولية في حلب في المشروع تقول الآنسة رشا الطبشي الرئيسة الحالية للغرفة بأن هذا المشروع هو واحد من المشاريع التي قامت بها الغرفة ضمن الاتفاقية الموقعة مع مشروع مدينتنا ومجلس المدينة حيث تتابع بالقول: «كانت مشاركتنا بالمشروع متمثلة بالمتطوعين الشباب الذي استطلعوا آراء الناس، وذلك ضمن مشاريع الغرفة للارتقاء بمدينة حلب إلى المستوى الذي يتمناه كل واحد منا. ويأتي هذا المشروع بعد المشروع الذي تم سابقاً وهو حملة التشجيع على القراءة والتي أقمناه في شهر آذار الماضي، ونعمل على مشاريع مستقبلية معهم مثل مشروع رالي "اكتشف حلب" والمقرر في أواخر أيلول المقبل».

وتعتبر هذه السنةٌ السنةَ الأولى التي تقوم بها الغرفة بالعمل مع المجتمع المحلي بشكل كبير على خلاف السنوات السابقة حيث تقول الآنسة رشا حول هذا الموضوع: «كنا خلال الفترة الماضية نقوم بمشاريع على نطاق أضيق رغبة منا في تنمية اسم الغرفة في حلب واكتسابنا للخبرة والمهارة، وبعدما اكتسبنا هذه الخبرة قررنا أن نوسع مشاريعنا وننقل خبرتنا إلى باقي أفراد المجتمع. وتأتي مشاركتنا هنا ضمن نطاق الأعمال وهو واحد من أهم النطاقات التي تعمل عليها الغرفة إضافة إلى النطاقات الثلاثة الأخرى المكونة للغرفة وهي النطاق الفردي والدولي».

وقد شارك 33 متطوع ومتطوعة من قبل الغرفة في المحاور الخمسة السابقة حيث تضيف بأن هذه المشاركة ستستمر عن طريق المساعدة في تفريغ هذه البيانات وترجمتهما وتسليمها إلى إدارة المشروع ليتم الاستفادة منها لاحقاً.

يذكر بأن الغرفة الفتية الدولية تأسست في حلب في عام 2006 حيث قامت بتنفيذ مشاريع متنوعة في مجالات الأعمال والمجتمع والتدريب والمشاريع الدولية، وأصبحت الغرفة الفتية الدولية في حلب مقراً يستهدفه العديد من الرياديين والقادة الشباب الذين يودون ترك بصمة إيجابية في مجتمعاتهم، واليوم يتجاوز عدد الأعضاء في الغرفة الفتية في حلب 200 عضواً.

كيف ستكون حلب في العام 2025؟ يبقى هذا السؤال حلماً بالنسبة للكثيرين، وأملاً بالنسبة لعدد آخر، أما بالنسبة لأفراد مشروع «مدينتنا» فهو واقع يعملون عليه، ومشروع طموح يسخرون فيه وقتهم وجهدهم من أجل مدينة هي واحدة من أقدم مدن العالم، مدينة حلب.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

مشروع مدينتنا في حلب: استطلاع الآراء أمام مدخل قلعة حلب

مشروع مدينتنا في حلب: استطلاع الآراء أمام مدخل قلعة حلب

مشروع مدينتنا في حلب: استطلاع الآراء أمام مدخل قلعة حلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

عمار عجمية:

حلو كتير انتظر شي ملموس وبتقدر تعتبر انو صاحب محلات فلافيلوووو احد المتطوعين الجدد

سورية .حلب

موهف:

طيب وكيف فينا نشترك ونشارك ؟

Syria / Aleppo

حلبي:

نرجو ان تكون المشاركة عبر موقع خاص لكم على النت فتكون المشاركة على مدار الساعة توفيرا للوقت واخذ جميع شرائح المجتمع

سوريا