تألق سوري في مهرجان الموسيقى الشرقية على مسرح قطر الوطني

18 كانون الأول 2010

مع كوكبة من ألمع نجوم العرب في الدوحة عاصمة الثقافة العربية

شهدت خشبة مسرح قطر الوطني فعاليات مهرجان الموسيقى الشرقية ضمن فعاليات احتفالات الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010 والذي أقيم في الفترة من 11 إلى 15 كانون الأول. وشهد حفل الافتتاح حضور سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث وعدد من السادة سفراء الدول العربية والأجنبية والفنانين والإعلاميين والباحثين المهتمين بالشأن الموسيقي.

وفي لقاء مع السيد عثمان عثمان الخبير الثقافي والفني في احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية بصفته معداً لمهرجان الموسيقى الشرقية قال: «فكر ة المشروع تعود لسعادة وزير الثقافة والفنون والتراث الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وقد تم الإعداد جيداً لمشروع مهرجان الموسيقى الشرقية، وحرصنا على أن يكون حافلاً ويضم أجمل الأصوات الغنائية وألمع نجوم الغناء الأصيل في الوطن العربي».


السيد عثمان عثمان الخبير الثقافي والفني
في احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية
معد مهرجان الموسيقى الشرقية

لماذا لم يخطط لمهرجان يعنى بالموسيقى العربية بدلاً من الموسيقى الشرقية؟
في رأيي فإن مسمى مهرجان الموسيقى الشرقية شامل وهو يتيح الفرص للتعرف على فن الموسيقى والغناء في دول تأثرت أو أثرت بالموسيقى العربية، وهو مشروع نطمح في الدورات القادمة إلى إغنائه بفرق موسيقية من دول مختلفة لها مشاريعها الفنية الخاصة، وأيضاً للتعرف على المبدعين والباحثين في هذا المجال على اختلاف جنسياتهم وقومياتهم وتسليط الضوء على نتاجهم الفني والذي أعتقد أنه هام جداً.

لماذا اقتصر المهرجان على الحفلات الطربية فقط؟
بداية كنا نخطط لإقامة ندوة هامة عن الموسيقى وذلك على هامش مهرجان الموسيقى الشرقية ولمدة ثلاثة أيام متوالية، وقد تم إقرار المحاور واختيار الضيوف والمشاركين في هذه الندوة، وقد اقترحنا أسماء هامة مثل الباحث نوري اسكندر من سورية، وجمال أبو الحسن ومروان الرحباني من لبنان، وحلمي بكر وتوفيق الجبالي وعمار الشريعي من مصر، و سميرة القادري من تونس، وحسين الأعظمي من العراق، ونشوى الرويني من أبو ظبي، ولكن لظروف تنظيمية قررنا تأجيلها للأشهر الأولى من عام 2011، وذلك بهدف التحضير لها بشكل أفضل وأيضاً لنؤكد على أن الدوحة مستمرة في نتاجها وفي كونها عاصمة الثقافة العربية ولن تتوقف برامجها الفنية والثقافية وهذه الرؤية هي إستراتيجية ستتحقق بشكل عملي ويؤكد عليها دائماً سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث.


الفنان فهد الكبيسي في مهرجان الموسيقى الشرقية

ليالي المهرجان:
الليلة الأولى:
قام بإحيائها الفنان فهد الكبيسي وهو من الأصوات القطرية المميزة، وقد رافقته الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو ماجد سراي الدين في تقديم مجموعة الأغاني الطربية الشرقية، فبدأ وصلته الغنائية بتقديم أغنية «صوت السهارى» للفنان الكويتي عوض الدوخي تلاها بأداء أغنيتي «الليل يا ليلى» و«لا تسألينا» للفنان اللبناني الكبير وديع الصافي، كما أدى من الربرتوار الغنائي القطري القديم أغنية «حبيبي لا تسمع صوتي» للفنان القطري محمد رشيد، ثم قدم أغنية «الأماكن» لفنان العرب محمد عبده.

وعن مشاركته في المهرجان قال فهد الكبيسي :«أنا سعيد في تمثيل قطر أحسن تمثيل في هذا المهرجان، خاصة أن مثل هذه التظاهرات تقتضي الإعداد الجيد لها، كما أنها تحتاج إلى فنانين متمرسين وبالتالي فإن اختياري لكي أكون المطرب القطري الوحيد تعتبر شهادة ومسؤولية كبيرة ورغم كل ذلك أنا معتز وفخور بهذا الاختيار».

أما الفقرة الثانية في حفل الافتتاح فقدمتها فرقة التخت الشرقي السورية بقيادة الفنان حسين السبسبي، وقدمت مجموعة من القدود الحلبية والأدوار والموشحات الأندلسية بصوت الفنان شادي عبد الكريم والقصائد مثل «منيتي عز اصطباري» و«قلت لما غاب عني» و«يا فاتن الغزلان»، أما المغنية السورية شهد برمدا فقامت بتقديم عدة أغاني مثل «رقة حسنك وسمارك» و«ابعث لي جواب» ليقدم معها الفنان شادي عبد الكريم مرة أخرى مجموعة من الأغاني على شكل دويتو تمثلت في غناء بعض القدود والأغاني الشامية.


سعيد يوسف
يعزف على مسرح قطر الوطني

الليلة الثانية:
كانت الفقرة الأولى لعازف البزق السوري سعيد يوسف قدم خلالها عدداً من المقطوعات الموسيقية الشرقية العربية، التركية، والكردية. وسعيد يوسف أول من أدخل آلة البزق إلى الجزيرة السورية، حيث شكّل لنفسه أسلوباً خاصاً بالعزف، مستنداً إلى خليط موسيقي بين العربي والكردي والفارسي والتركي. كرّم ونال العديد من الجوائز العالمية، أهمها طابع تذكاري عليه صورته من إحدى الجمعيات السويسرية. سجلت له منظمة اليونسكو أسطوانة ذهبية أواسط السبعينيات، عندما قام هو وعازف العود العراقي منير بشير بإحياء عدد من الحفلات في الدول الأوروبية ويعتبر من أهم عازفي البزق.

أما الفقرة الثانية فقد بدأت من الشيخ زكريا أحمد مروراً بسيد درويش ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم وأسمهان، وصولاً إلى مبدعي المغرب أحمد البيضاوي وعبد القادر الراشدي، حيث وقفت الفنانة المغربية كريمة الصقلي أمام جمهور احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية وأبدعت في غناء روائع الغناء العربي بدأتها بأغنية «يا ليل طول أو لا تطول» وأتبعتها بأغنية «نعشق لي الشمائل» فطقطوقة الفنانة سعاد محمد التي تحمل عنوان «القلب ولا العين» ثم كانت متعة الاستماع إلى أغانٍ أخرى مثل «حبيبي تعالى» و«إمتى هتعرف إمتى» للفنانة الراحلة أسمهان و«حبيب يسعد أوقاته» للشيخ زكريا أحمد وأغانٍ أخرى تألقت كريمة الصقلي في غنائها.


الفنانة كريمة الصقلي في مهرجان الموسيقى الشرقية

وعن مشاركتها في المهرجان قالت الفنانة كريمة الصقلي: «لي شرف المشاركة في هذا المهرجان وعندما دعاني السيد عثمان عثمان الخبير الثقافي والمشرف على هذا المهرجان للمشاركة فيه سعدت كثيراً لأن هذا المهرجان يضم أسماء مبدعة وهذا ما جعلني أقوم بإعداد ريبرتوار يجمع العديد من المدارس الموسيقية المتنوعة، أما فكرة لقائي بالفنان الأصيل لطفي بوشناق من خلال تقديم أغنية تجمعنا معاً فكان لها أثر طيب في نفسي وعملنا جميعاً وبإشراف المايسترو ماجد سراي الدين لتقديم حفلات فنية مميزة في هذا المهرجان».

الليلة الثالثة:
وجاءت الليلة الثالثة لتجمع سفير المقام العراقي حسين الأعظمي وفرقة التخت الشرقي التركي بقيادة عازف العود محمد بيتماز، وقد قدم حسين الأعظمي المقام العراقي مع الآلات الشرقية العربية من خلال فرقته الموسيقية العريقة.

ليلة الختام:
شهدت الظهور الأول للفنانة السورية لبانة قنطار ذات الصوت الأوبرالي، فقد أبدعت في أداء مجموعة من الروائع الخالدة والتي تفاعل معها الجمهور كثيراً؛ حيث كانت البداية مع أغنية «يا جمال الورد» التي صفق لها الجمهور طويلاً أتبعتها بأغنية «عليك صلاة الله وسلامه» قبل أن تسافر بالجمهور إلى زمن أسمهان من خلال أداء رائعتها «ليالي الأنس في فيينا» التي أبانت من خلالها قدراتها الصوتية التي تؤهلها لتكون أحد الأصوات الكبيرة في مجال أداء الروائع وخالدات الطرب العربي، قبل أن تختتم وصلتها الغنائية على إيقاع التصفيقات من خلال أداء رائعة الفنانة ليلى مراد «أنا قلبي دليلي»، وتلتها مشاركة الفنانة المصرية مي فاروق ذات الصوت الشجي، والتي نجحت في إطراب الجمهور من خلال مجموعة من الأغاني من ريبرتوار سيدة الطرب العربي كوكب الشرق أم كلثوم، والتي بدأتها بأغنية «عودت عيني على رؤياك» وأتبعتها برائعة أم كلثوم «الأطلال»، ثم جاءت الفقرة الأخيرة في ليلة الختام لتكون مسك ختام آخر ليالي مهرجان الموسيقى الشرقية بظهور الفنان التونسي لطفي بوشناق، فقد قدم مجموعة من أغانيه ذات البعد الوطني والقومي من بينها «أنا العربي»، و«كل ما فيك حبيب»، وموال «خلتي يا خلتي أنا عربي أصيل» وغيرها من الأغاني التي عرف بها لطفي بوشناق الذي نجح في أن يُكَوِّن لنفسه توجهاً غنائياً خاصاً به سواء من خلال أدائه للأغاني التراثية التونسية أو من خلال توجهه نحو الأغنية الحماسية، والتي يزيدها تفاعله العفوي مع الكلمات على المسرح أداء حيث اختتم وصلته بأداء أغنيته الشهيرة «لاموني اللي غاروا مني».

وعن مشاركته في المهرجان قال لطفي بوشناق :«أنا أشارك في هذه التظاهرة الفنية وأشكر جميع من خطط وأشرف على إنجاز هذا المهرجان وأقول أن هذا المهرجان يتيح للمبدعين في الغناء والموسيقى اللقاء والتواصل ولدينا مشاريع وأفكار هامة للتواصل مع بعضنا البعض وهذا الحدث المميز الذي يقام في الدوحة بمناسبة احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية أتاح لي وبشكل خاص تقديم أعمال جديدة من ألحاني أتواصل فيها من خلال الأصالة وأنطلق من تراث عريق أخلص فيه لأساتذتي الذين علموني وأنا مطالب بان أكون امتداداً لهم بهدف تجسيد الكلمة الأصيلة والتي تتلاءم أيضاً مع روح العصر وهذا هاجسي الدائم».


سلمى يونس العبدي - الدوحة

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

مهرجان الموسيقى الشرقية على مسرح قطر الوطني

مهرجان الموسيقى الشرقية على مسرح قطر الوطني

مهرجان الموسيقى الشرقية على مسرح قطر الوطني

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

محمد البني:

لا شك ان الرجل المناسب في المكان المناسب يعطي ثمارا ناضجه وذات طعم متميز ووجود شخص مثل السيد عثمان عثمان مدير المهرجان في موقع كهذا وتفانيه واخلاصه في عمله بالاضافه لثقافته
ادى للوصول الى هكذا مهرجان شكرا للأستاذ عثمان على هذه الاضاءه الموسيقيه في عالم موسيقي حالي فيه الكثير من الظلام .والله الموفق

سوريا

خوشناف حسين - القامشلي:

السيد عثمان عثمان مبدع في كل شيء
يعمل من قلبهِ و ضميرهِ و لا ينتظر كلمة شكر من أحد
و بجهدهِ استطاع الوصول لما هو عليه
و بحق الرجل المناسب في المكان المناسب

سوريا