ختام فعاليات ملتقى البزق الثاني و كعادته يوسف يدهش الحضور

23 كانون الأول 2011

-

اختتمت أمس الأربعاء 21 كانون الأول 2011 فعاليات ملتقى البزق الثاني على مسرح مجمع دمر الثقافي بدمشق، حيث أدى العازف الشاب عذالدين شيخ نبي مجموعة من التقاسيم الموسيقية الشرقية على آلة الباغلمة. وهو من مواليد 1983شارك في المرحلة الابتدائية بالمسابقات التي كانت تقيمها منظمة الطلائع وحاز من خلالها على لقب الريادة لعامين على التوالي، كما قدم العديد من الحفلات في عدد من المحافظات السورية، وعمل في المسرح العسكري كعازف بزق خلال فترة خدمة العلم، وقد خضع لبعض الدورات الموسيقية على يد بعض أساتذة الموسيقى في حلب.

وبعده قدم العازف زعيم كندش وبأسلوبه الخاص على آلة البزق مقطوعة من مقام كرد لينهي لوحته بمعزوفة نينوى بتقنية عالية حيث أن هذه المقطوعة تحتاج إلى تخت شرقي كامل ولكن كندش أجادها على آلته الوحيدة.


العازف زعيم كندش

وكندش تعلم على آلة البزق منذ الصغر ودرس أصول العزف في حلب، وبعد أن استقر في دمشق عمل مدرساً لآلة البزق في العديد من المراكز الموسيقية في دمشق وريفها وله طابع خاص في العزف وقدرة على تهجين الموسيقى والمزج بين روح الموسيقى الكردية والعربية والفارسية والتركية، كما طور آلة البزق من حيث الشكل والمضمون وله مشاركات في العديد من الأمسيات والحفلات منها: المركز الثقافي الروسي بدمشق، معهد الدراسات الفرنسية بدمشق، وعدد من المراكز الثقافية في المحافظات السورية وله ألبوم «حوار بين العود والبزق» مع الأستاذ رشيد الصوفي.
وأختتم الملتقى ببراعته المعتادة أمير البزق الموسيقي الشهير سعيد يوسف بخصوصية تعامله مع الآلة كتقنيات وإحساس وتوظيفه لمختلف النفحات الموسيقية الشرقية الخاصة بآلة البزق.


العازف عذالدين شيخ نبي

زعيم كندش المشارك في أمسية الختام أن تجربته على آلة البزق متأثرة بالموسيقى الفارسية والتركية إضافةً لاجتهاداته الشخصية حيث أضاف وترا خامسا للآلة ليحصل على صوت إضافي وإمكانيات أكبر لافتا أن أهيمة الملتقى تكمن في ضرورة إحياء هذه الآلة الفريدة والمساهمة بانتشارها أكثر كونها مقتصرة على فئة معينة من المجتمع.
وقال يوسف أحاول أثناء العزف أن أقوم باجتهادات موسيقية وكل منابع الموسيقى التي أعزفها شرقية وبآخر مرحلة من الأمسية قدمت إيقاعات أغنيات معروفة لأضيف جوا مبهجا نظرا لعدم معرفة المستمعين للتقاسيم وفهمهم لها.

حيث قدم في المرحلة الأولى من الحفلة مجموعة مقامات متصلة ببعضها بدأها بمقام الكرد مروراً بالبياتي والنوى والصبا والعجم والحجاز كار وصولاً إلى نقطة الانطلاق بمقام الكرد أما المرحلة الثانية فعزف مقامات حجاز كار وبيات دكا ثم انتقل إلى الموال المصري والصبا بوصلك وهو من المقامات الصعبة جدا على البزق ثم عاد لنقطة البداية وهي مقام عجم دو.

ثم قدم يوسف بعض التقنيات فعزف أغنية لسا فاكر بتقنية صعبة هي الرش لينتقل إلى مقام يدعى نكريز وصولا إلى مقام حجاز كار أما المقاطع المتبقية فكانت عبارة عن خليط متنوع من الموسيقا بعزف الإيقاعات الموحية بمشاركة آلة الدربكة للبزق أثناء العزف.


العازف سعيد يوسف

ويشار أن يوسف أول من أدخل آلة البزق إلى الجزيرة السورية، حيث شكّل لنفسه أسلوباً خاصاً بالعزف، مستنداً إلى خليط موسيقي بين العربي والكردي والفارسي والتركي، ومنها صنع مدرسة تأثر بها أغلب فناني الجزيرة السورية.

عمل سعيد يوسف في إذاعة لبنان منذ بداية السبعينات، وسجلت له العديد من المعزوفات، وشارك في بعض البرامج فيها. كما عمل في إذاعة دمشق في أواسط السبعينات، وما تزال بعض من أعماله محفوظة في أرشيفها، وكان عضواً في نقابة الفنانين السوريين عام 1977 قبل سفره إلى أوربا.

غنى كلماته وألحانه العديد من الفنانين: شفان برور، شيرين، كليستان، فاته، آواز، سميرة توفيق، والفرنسي جوني أوبير والتركي علي شان، وأينور دوغان.

قدم ثلاث حفلات صولو في دار الأسد للثقافة والفنون (أوبرا دمشق) عام 2008، 2009، 2010 الأخيرة كانت بالمشاركة مع عازف العود السوري جوان قره جولي، وحفلة ضمن فعاليات دوحة عاصمة ثقافة العربية، وأخرى في افتتاح مسابقة العود الدولية الذي قدمها معهد صلحي الوادي للموسيقى بدمشق وعضو لجنة التحكيم في المسابقة ذاتها لمدة ثلاث سنوات، بالإضافة إلى العشرات من الحفلات في العديد من البلدان العربية والأوربية والأفريقية، وكرّم ونال العديد من الجوائز العالمية، أهمها: طابع تذكاري عليه صورته من أحد الجمعيات السويسرية.

سجلت له منظمة اليونسكو اسطوانة ذهبية أواسط السبعينات، عندما قام هو وعازف العود العراقي منير بشير بعدد من الحفلات في الدول الأوربية، بالإضافة إلى العديد من الجوائز منحتها له جمعيات ثقافية، في لبنان وتركيا والعراق والدانمارك والنمسا ويعتبر خليفة محمد عبدالكريم بعد أن أوصى الأخير أثناء مرضه أن ينتقل آلته إليه اعتقاداً منه بأنه الوحيد من يستطيع الحفاظ على هذه الآلة.

يقول يوسف عن الملتقى: «هو إبراز آلة البزق التي قاربت على الاندثار رغم أنها آلة شرقية جميلة وهامة وعضو أساسي وفعال في التخت الشرقي إلى جانب العود والقانون ويمكنها أن تأتي بأصوات كل الآلات الموسيقية تقريبا إضافة لاحتوائها على أوكتافين كاملين من الموسيقا تعادل العود رغم أن صوتها أكثر جمالا ورقة».

ووأنهى حديثه قائلاً: «الملتقى يشكل فرصة مهمة للتواصل والتفاعل بين الموسيقيين وتشجيعهم لافتاً إلى أن آلة البزق ملك للتراث والفلكلور وأنها مستخدمة في أعمال وأغنيات كبار الفنانين أمثال عبد الوهاب ونجاة الصغيرة ووردة وفيروز وأن هنالك حاليا اكثر من ألف عازف بزق في سورية».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق