سعيد يوسف وجوان قره جولي في دار الأسد للثقافة والفنون

25 11

ألحان من الموسيقى السورية المنوعة

في أمسية موسيقية شرقية فريدة من نوعها، التقى أمير البزق السوري سعيد يوسف وعازف العود السوري المميز جوان قره جولي مساء الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2009 في مسرح الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون.

وقد اكتظت القاعة بحضور كبير حيث قالت إحدى موظفات شباك التذاكر في الدار: «لم أر من قبل إقبالاً مثل هذا على الحفلات المخصصة لآلتي العود والبزق أبداً» إذ لم يبق مقعد شاغر.

بدأ الحفل بمعزوفتين لقره جولي، الأولى من مقام العجم والثانية من مقام الراست، واعتمد فيهما على الجمل الموسيقية النظيفة والنوتة المدروسة، برتم بطيء ذي شاعرية عالية.

ومن ثم قدم أمير البزق مقطوعتين من مقام فرح فزا ومقام الراست، وأنهاهما بمعزوفة حملت التكنيك العالي والتقنية الفائقة في العزف.

واختتم الحفل بمعزوفات مشتركة ارتجالية وباختيار عفوي من تراث المنطقة (الشامي والكردي)، وجاء هذا المزج كحالة جديدة للمشهد الموسيقي السوري، حيث وقف الحضور بكامله وسط تصفيق عارم احتراماً للعازفين وما قدماه من موسيقى راقية بتقنية عالية المستوى.

سعيد يوسف:
يعتبر هذا الموسيقي أول من أدخل آلة البزق إلى منطقة القامشلي، حيث شكل لنفسه أسلوباً خاصاً بالعزف، مستنداً إلى خليط موسيقي بين العربي والكردي والفارسي والتركي، وقد أصبحت معزوفاته وأغانيه اليوم من تراث الموسيقى السورية.


أمير البزق سعيد يوسف

عمل سعيد يوسف في إذاعة لبنان منذ بداية السبعينات، وسجلت له العديد من المعزوفات وشارك في بعض البرامج فيها كما عمل في إذاعة دمشق في أواسط السبعينات، وما تزال بعض أعماله محفوظة في أرشيف الإذاعتين، وكان عضواً في نقابة الفنانين السوريين عام 1974 قبل سفره إلى أوروبا.

غنى كلماته وألحانه العديد من الفنانين، ومنهم: شفان برور، شيرين، كليستان، فاته، أواز، سميرة توفيق، والفرنسي جوني أوبير، والتركي علي شان، وإينور دوغان.

وقد أحيا سعيد يوسف عدة حفلات منها: حفل افتتاح مسابقة العود الدولية التي قام بها معهد صلحي الوادي للموسيقى بدمشق عام 2008، وحفلة في دار الأسد للثقافة والفنون في 10 حزيران 2009، بالإضافة إلى العشرات من الحفلات في العديد من البلدان العربية والأوروبية والإفريقية.

كرم ونال العديد من الجوائز العالمية، وأهمها:
- طابع تذكاري عليه صورته من إحدى الجمعيات السويسرية.
- سجلت له منظمة اليونسكو أسطوانة ذهبية أواسط السبعينات، عندما قام هو وعازف العود العراقي منير بشير بعدد من الحفلات في الدول الأوروبية، بالإضافة إلى العديد من الجوائز التي منحتها له جمعيات ثقافية، في لبنان وتركيا والعراق والدنمارك والنمسا.
- تبنى الفنان زياد الرحباني عشرة مقطوعات موسيقية له لتوزيعها أوركسترالياً، وقال عنه الفنان الكبير الراحل محمد عبد الوهاب: «أصابعه زي الحرير»، كما قال عنه أمير البزق الراحل محمد عبد الكريم: «لا تموت آلة البزق في سورية طالما هناك شخص يدعى سعيد يوسف»، وأوصى خلال مرضه أن ينتقل بزقه إليه، وفعلاً عزف سعيد يوسف على بزقه في إحدى مقابلاته في التلفزيون السوري، ورغم إغراءات العيش في أوروبا ما زال متمسكاً بوطنه سورية ومدينته القامشلي التي سميت نسبة إلى إحدى أغانيه «مدينة الحب».

جوان قره جولي:
درس في المعهدين العربي والعالي للموسيقى بدمشق وتخرج من الأخير سنة 1997، وتدرب على أيدي أشهر عازفي العود العرب والأتراك والأذربيجان وهم الأشهر على مستوى العالم، مثل الأستاذ عارف عبد الله والأستاذ عسكر علي أكبر، والأستاذ منير بشير عازف العود الأول في العالم.


عازف العود السوري جوان قره جولي

قام بورشات عمل كثيرة منها:
- ورشتي عمل مع عازف السيتار الهندي ديبوجي تشاودري (الأب الروحي للموسيقيين في الهند).
- ورشة عمل مع الفرقة اليابانية للتراث.
- ورشة عمل مع فرقة الطبول اليابانية.
- ورشة عمل مع الفرقة اليونانية الشعبية (في مهرجان دول البحر الأبيض المتوسط).
- عازف منفرد في الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وأوركسترا البحر الأسود لموسيقى الحجرة في اسطنبول.

أعماله:
عزف جوان قره جولي في عدة دول أجنبية وعربية مثل لبنان، مصر، المغرب، تونس، العراق، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، الجزائر، تركيا، فرنسا، إنكلترا، إسبانيا، هولندا، بلجيكا، الولايات المتحدة الأمريكية. كما عزف في مؤتمر رواد الأعمال الشباب في قصر المؤتمرات بحضور السيدة أسماء الأسد.

تولى جوان قره جولي رئاسة قسم الآلات العربية في المعهد العالي للموسيقى، وقيادة فرقة الموسيقى العربية التابعة للمعهد العالي للموسيقى لمدة اربع سنوات على التوالي، وقيادة فرقة شباب سورية للموسيقى العربية من سنة 2001 وحتى عام 2005، كما تولى أيضاً رئاسة قسم الموسيقى في اتحاد شبيبة الثورة لمدة تسع سنوات متتالية، وتولى قيادة الأوركسترا السورية للموسيقى العربية، وهو من مؤسسي فرقة أبي خليل القباني التراثية، وقد درّس في معهد صلحي الوادي للموسيقى بدمشق، ومعهد شبيبة الأسد للموسيقى بدمشق، والمعهد العالي للموسيقى بدمشق، كما درّس الموسيقى في مدرسة الباليه في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق.

وضع جوان قره جولي الموسيقى لأحد عشر فيلماً سورياً حاز أحدها على جائزة تقدير في مهرجان هيروشيما للأفلام القصيرة وكان بعنوان «أسلاك شائكة»، أما الفيلم الثاني «غداً» فقد حصل على المرتبة الأولى على مستوى آسيا والمرتبة الثانية على العالم في مسابقة أفلام البيئة العالمية (سيريلانكا، 2001). وكتب الموسيقى لسبع مسرحيات هي: يوم من زماننا، الموت والعذراء، بيت برناردا ألبا، الممثلة، امرأة معاصرة، الكلمة الأنثى، البيت ذو الشرفات السبع، ملحمة المعري.

أصدر اسطوانتين موسيقيتين: الأولى بعنوان «أنت عمري»، والثانية بعنوان «رحلة في التراث». وقد رشحته وزارة الثقافة لجائزة اليونسكو للموسيقى لعام 2005.

يتولى الآن إدارة معهد صلحي الوادي للموسيقى ومديرية المعاهد الموسيقية العربية في وزارة الثقافة.

وقال عنه عازف العود العالمي منير بشير: «وجدت خليفتي في سورية»، أما الموسيقي الكبير صلحي الوادي فقال عنه: «من العازفين ذوي الإحساس العالي والمهارة التقنية عالية المستوى».

بسرعة:
وفي نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» بالموسيقي جوان قره جولي الذي صرح قائلاً: «فرحتي لا توصف بهذا اليوم، فالحفلة كانت ناجحة جداً، وعدد الحضور كان فوق المتوقع، والأجمل هو وجود أمير البزق سعيد يوسف معي، مما أعطى نكهة خاصة لهذا الحفل، أشكر دار الأسد للثقافة والفنون على سعة صدرها وإعطاءها هذه الفرصة لنا، وشكراً لاهتمامكم».

وقال الموسيقي سعيد يوسف رداً على سؤال من «اكتشف سورية»: «باعتقادي أننا قدمنا موسيقى موجودة في المشهد الموسيقي السوري بنكهة خاصة، خطواتنا كانت سباقة من حيث مزج الألوان الموسيقية السورية، وهذا ما قدمناه، أتمنى أن تتكرر هذه التجربة، لأن أي فنان يتمنى أن يشارك جوان قره جولي في حفلاته».


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق