الفنان الكبير دريد لحام يعود إلى المسرح

16 كانون الثاني 2011

مسرحية السقوط بدأت عروضها في الدوحة، ودمشق بانتظار الوعد..

بعد عرض «صانع المطر» في العام 1992 الذي قرر بعده اعتزال العمل المسرحي، عاد الأستاذ الكبير دريد لحّام إلى الخشبة بمسرحية «السقوط»، للمخرج العراقي محسن العلي، وإنتاج شركة «إيكو ميديا» القطرية.


الفنان الكبير دريد لحام

نجم مسرح «الشوك»، ومؤسس «أسرة تشرين» الذي لم يعتزله المسرح يوماً بدأ سلسلة من العروض لمسرحيته الجديدة يوم 13 كانون الثاني 2011 على مسرح قطر الوطني بالدوحة، من المقرر أن تستمر على مدى خمسة أيام، قبل أن تنتقل عروض المسرحية إلى الكويت، والقاهرة، ودمشق..


مشهد من مسرحية السقوط

وتدور أحداث المسرحية؛ «في عشر لوحات فنية مترابطة، ترصد الخلافات العربية وتوضح مواطن الضعف في الأمة العربية وأسبابها، وتسلط الضوء على بعض المشاكل التي تعاني منها، كالبحث عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية وسعي الإعلام لإسقاط فكرة القومية العربية من الذاكرة الجمعية للمواطن العربي، بأسلوب كوميدي ساخر، وأداء حرفي متقن، يلامس أوجاع الإنسان العربي ويعبر عن همومه بمصداقية غير معهودة» ..

يشارك في بطولة «مسرحية السقوط» إلى جانب دريد لحّام كلاً من؛ عمر حجو، ياسين بقوش، وحسام تحسين بيك، وأحمد رافع، ومن جيل الممثلين السوريين الشباب؛ أحمد الأحمد، ميسون أبو أسعد، رنا شميس، راكان تحسين بيك، محمد رافع، عن نصٍ مشترك للأساتذة: دريد لحّام، عمر حجو، وعلاء الدين كوكش.


مشهد من مسرحية السقوط على مسرح قطر الوطني

ويقتبس هذا العرض من مقالات للماغوط نـُشـِرت في كتابه الشهير «سأخون وطني»، كما يعتمد أسلوب «مسرح الشوك» في محاولةٍ لاستعادة ألق هذا المسرح الذي أسسه الفنان الكبير عمر حجو في أواخر ستينيات القرن الماضي، وكان له كبير الأثر في تطور الحركة المسرحية السورية، عبر مجموعةٍ من اللوحات الإنتقادية تجاوزت الخطوط الحمراء في حينها، واستفادت من نجومية غوّار الطوشة، وأسست لتجربة بارزة فيما عـُرف بالمسرح السياسي العربي، كان لها امتدادها في روائع «أسرة تشرين المسرحية» التي أسسها الأستاذ الكبير دريد لحّام، والراحل نهاد قلعي، بالشراكة مع «البدوي الأحمر»؛ الكاتب الراحل محمد الماغوط.

وفي تصريحاتٍ للصحافة القطرية قال الأستاذ دريد لحّام: «إن المسرحية تحمل الكثير من الإسقاطات، وتحمل تناقضات وأشكالاً سياسية متعددة تصف حال الأمة العربية بشكل عام»، وعلّق على قرار عودته للمسرح بعد فترة غياب دامت أكثر من ثمانية عشر عاماً، قائلاً: «قررت من قبل اعتزال المسرح، لكن المسرح لم يعتزلني فكان عندي دائماً حنين للعودة، وشركة «ايكوميديا» حركت هذا الشعور عندي، خاصة موضوع المسرحية الذي يحمل معاني وأهدافاً كثيرة»...

المخرج محسن العلي

ووصف المخرج محسن العلي التجربة مع قامة مسرحية كبيرة مثل دريد لحام بأنها تغني أي فنان يعمل جاهداً أن يضع هذا العمل ضمن سيرته الإبداعية في المجال النقدي السياسي: «حيث أحدث دور الفنان الكبير دريد إشكالية كبيرة في المسرح السياسي العربي واستطاع ان يتصدر هذا اللون أو الاتجاه في المسرح الذي يتذكره جيل السبعينيات والثمانينيات على اعتبار انه يرمي في مقتل في نقده السياسي».

وعن طبيعة العرض المسرحي قال: «تعمدنا في مسرحية السقوط الابتعاد عن الشكل الواقعي واتجهنا إلى التجريد والإيحاءات الرمزية، فهي عبارة عن لوحات فنية متصلة ترصد الأوضاع العربية الحالية بشكل كوميدي ساخر»، وأضاف: «إن العمل يتميز بالجرأة في الطرح وأن خطورته تتمثل في أن المشاهد سيكون الناقد من خلال المواءمة بين الفكرة المعروضة والواقع الحقيقي الذي يعتمد على الرمزية وترك المشاهد ليتعايش مع موضوع المعالجة كما سيتم تسليط الضوء على التناقضات لأن الضحك ليس على الشخصيات، ولكن على المواقف وهو ما سنتركه للمشاهد لفهم الموضوع»، وأوضح أنه تخلى في هذه المسرحية عن الشكل الإخراجي التقليدي، والقائم على كثرة الديكورات والاكسسورات، وركزّ بشكلٍ أكبر على الرمز والممثل ليعطي الإيحاءات الزمنية والمكانية .

وختم المخرج محسن العلي بالقول:«مسرحية السقوط تأتي في زمن تراجع فيه المسرح إلى الخلف وتوقف الإنتاج وحل فيه التلفزيون والانترنت ووسائل الاتصال الحديثة كمنافسين أقوياء، لتسير عكس التيار في محاولة تمد فيها الأيدي لإعادة ثقة الجمهور الذي غادر المسرح وابتعد، وإعادتهم مرة ثانية» ..

كما قال علاء الدين كوكش في تصريحاتٍ سابقة لصحيفة الوطن السورية: «نحاول من خلال هذه المسرحية الإشارة إلى مواطن الضعف العربي وهي كثيرة للأسف فنحن نعيش زمن السقوط على كل الصعد، وارتأينا ألا نقدم مسرحية متكاملة لأنها لن تستطيع الإحاطة بالمشهد العربي العام وذهبنا إلى خيار تقديم عشر لوحات مسرحية كل لوحة منها تتناول جانباً من جوانب السقوط... لقد أعادت هذه المسرحية الفنان دريد لحام إلى المسرح بعد اعتزاله وهذه إضافة مهمة لهذا العمل المسرحي الذي نرجو أن يصل للناس، فلدينا رسالة نتمنى أن تصل»..

عودة الأستاذ الكبير إلى المسرح بدأت من الدوحة، أما الكويت، والقاهرة، ودمشق فبانتظار الوعد، خاصّة أنَ الأخبار الواردة من العاصمة القطرية –على قلّتها- تتحدث عن نجاح جماهيري للمسرحية، علماً بأن أسعار التذاكر تراوحت بين 200 و500 ريال قطري، مع عرض خاص من الدرجة الماسية بقيمة 5000 ريال قطري يتيح لصاحب التذكرة الوصول إلى المسرح بسيارة ليموزين والتصوير مع أبطال المسرحية...





محمد الأزن - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

ملصق مسرحية السقوط للفنان الكبير دريد لحام

مشهد من مسرحية السقوط للفنان الكبير دريد لحام

مشهد من مسرحية السقوط للفنان الكبير دريد لحام

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق