تعب المشوار: مسلسل اجتماعي جديد بتوقيع سيف سبيعي وفادي قوشقجي
03 كانون الثاني 2011
«تعب المشوار»، مسلسل اجتماعي يروي ثلاثة قصص، لثلاثة أجيال، عن الحب والطموح، أحلام الشباب، وانتكاسات وأزمات الطبقة الوسطى.
قبل أسبوعٍ تقريباً على نهاية العام 2010 أنهى المخرج سيف الدين سبيعي تصوير مسلسله الجديد «تعب المشوار» ليكون من أوائل المسلسلات السورية التي تم إنتاجها للموسم الرمضاني المقبل 2011.
وينتمي المسلسل لفئة الأعمال الاجتماعية المعاصرة، من إنتاج شركة بانة للإنتاج والتوزيع الفني، عن نص للكاتب السوري فادي قوشقجي في ثاني تعاونٍ له مع المخرج سبيعي بعد النجاح الذي حققاه معاً في مسلسل «عن الخوف والعزلة» 2009.
وأكثر ما يميز «تعب المشوار» أنه يضم نخبة من نجوم الصف الأول في الدراما السورية الذين أصبح من النادر اجتماعهم في مسلسل واحد، وهذا ما يُحسب لشركة بانة التي خاضت مغامرة إنتاجية مبكرة هذا العام، عبر رصدها ميزانية ضخمة للعمل، والإقدام على إنتاجه دون أي شراكة مسبقة مع أي محطة عربية أخرى، فضلاً عن استقطاب كم كبير من الممثلين يصل عددهم إلى أربعين ممثلاً، وجميعهم يؤدون أدواراً أساسية في العمل، بينهم: عباس النوري، كاريس بشّار، باسل خيّاط، باسم ياخور، قيس الشيخ نجيب، نادين تحسين بيك، ديمة قندلفت، جيني اسبر، دينا هارون، عبير شمس الدين، نجاح سفكوني، ضحى الدبس، رنا شميـّس، خالد القيش، شادي مقرش، محمود نصر، وآخرين، كما يسجّل المسلسل عودة المخرج سيف الدين سبيعي للتمثيل بعد سنواتٍ من الغياب واقتصاره على العمل كمخرج.
ويتحدث سبيعي عن مسلسل تعب المشوار قائلاً: «يتناول المسلسل هموم الطبقة الوسطى في دمشق، ويأتي اسمه من التعب الذي يصيب الناس عبر ملاحقتهم لأحلامه في مختلف الأجيال».
ويضيف: «ما يميز العمل أنه يضع المتلقي أمام مرآة حقيقية يرى نفسه من خلالها، والازدواجية التي يعيشها؛ بعيداً عن أي مليودراما زائدة عن الحد، أو تفاصيل غير منطقية، وهنا تكمن أهمية نصوص الكاتب فادي قوشقجي، والمشروع الذي يعمل عليه، ويرصد من خلاله واقع الحياة الاجتماعية السورية بروح صادقة، وشفّافة».
وفي ملخصٍ عن أحداث المسلسل – حسب الجهة المنتجة - يتناول «تعب المشوار» حالة التعب التي تعتري العلاقات المعاصرة بين أفراد مجتمع ينهكه ما تراكم على كاهله من نكسات ونكبات وهزائم، فصار يفتقد إلى حلم واضح، وتراجعت آماله من أحلام كبرى على مستوى النهضة والتقدم والعدالة، لتنحصر في أمور صغرى سبق أن أهملها من أجل أحلامه الكبرى، فانتهى به الأمر وهو لم يحقق لا هذه ولا تلك، وانتهى الأمر بشبابه وهم مبتعدون عن الشأن العام، أو منخرطون فيه لكن مع كثير من التساؤل والشك حول جدوى ما يفعلون، أو باحثون عن الرحيل والهجرة.
ويتحدث المسلسل عن شبكة واسعة جداً من العلاقات الاجتماعية الشديدة المعاصرة، تدور في غالبيتها في إطار الطبقة الوسطى التي يـُنظر إليها عادةً على أنها الحامل الرئيسي لفكرة التقدم والنهضة، حيث يرصد العمل شخصيات من أجيال متعددة، ويتيح للمتلقي مراقبة نوعية أحلامها وتطلعاتها في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والصراعات التي تخوضها هذه الشخصيات في كفاحها من أجل إثبات الوجود، والإنجاز، والاستقرار النفسي والعاطفي.
وفي إطار صراعاتها هذه تبدو هذه الشخصيات ممزقة أحياناً بين أصالة يراد منا أحياناً أن نصدق أنها تتمثل في المحافظة على قيم وسلوكيات لم تنتج سابقاً إلا التردي والانتكاسات المتتالية، وبين حداثة يخشى منها الكثيرون خوفاً على أخلاق المجتمع، وحرصاً على خصوصيته وهويته.
وتتمثل الخطوط الكبرى في مسلسل «تعب المشوار» بثلاثة قصص رئيسة: قصة زواج يتداعى تحت وطأة صراع القيم هذا رغم أن طرفي الزواج على مستوى علمي عالٍ جداً، وفي لحظات تداعيه يطرأ في حياة الزوجة رجل تنمو قصتها معه أو تتراجع على إيقاع أحداث هذا البيت الزوجي وما يحدث فيه من حالات انفصال وعودة، وارتباطاً بهذه القصة يطرأ صراع كبير بين زوج تلك المرأة وشقيقها اللذين يعملان في هيئة علمية ما حول ملكية بحث علمي خلاق ويبدو ذا فوائد كبيرة، ما يجعله محط أنظار جهة خارجية تحاول الاستحواذ عليه أو عرقلته عبر وسيط سوري يدرس في الغرب.
الخط الثاني الكبير هو قصة حب تجمع بين شاب يطمح إلى الهجرة، وفتاة تنتمي لأسرة تقليدية جداً ستعارض بشدة ارتباطها به لأسباب متعددة، وارتباطاً بها هناك قصة بحث هذا الشاب عن تأسيس مشروع طرحه عليه خاله الحائز للتو على جائزة يانصيب كبرى، والساعي من خلال ربط ابن أخته بهذا المشروع إلى ثنيه عن فكرة الهجرة.
والخط الثالث الكبير يتمثل في قصة حب تجمع بين خال الشاب، وهو رجل من عصر الأحلام الكبرى بفتاة تصغره بستة وعشرين عاماً تأتي إلى دمشق بين الحين والآخر في إجازات محددة لتعود إلى حيث تنجز رسالة دكتوراه في الآثار.
وستتابعون في المسلسل: عباس النوري بدور سعيد، الآتي من زمن الأحلام والهزائم الكبرى التي عصفت بالعالم العربي في النصف الثاني من القرن العشرين، يربح الجائزة الكبرى في سحب اليانصيب، وتحدث معه الكثير من المفارقات، منها البحث عن مشروع ينجح من خلاله في منع ابن اخته شادي من الهجرة خارج البلاد، وتجمع سعيد علاقة حب بعالمة الآثار ميسون التي تصغره بـستةٍ وعشرين عاماً، وتؤدي دورها ديمة قندلفت.
ويلعب باسل خيّاط دور د. كمال؛ دكتور بعلم الفيزياء، شخصية متسلطة ومتناقضة بين ادعائها للتحرر بحكم ثقافتها وتحصيلها العلمي العالي، وطابعها القاسي المغرق في عقد الرجل الشرقي، ما يصل بعلاقته مع زوجته د. سهير إلى نفقٍ مسدود، وتجسد شخصيتها في المسلسل كاريس بشّار، ومما يزيد هذه العلاقة تعقيداً النزاع بين د. كمال، وهمام شقيق سهير حول ملكية بحث علمي في غاية الأهمية يعمل عليه همام، وينسبه كمال إلى نفسه.
كما يطل مسلسل تعب المشوار على صراع الأجيال والتناقضات التي يعيشونها، ومشاكل الشباب، والبطالة، وأحلام الهجرة، والنزاع بين أنصار الحداثة والتحرر، والقيم المحافظة من خلال شخصيات: غروب (نادين تحسين بيك)، سوزان (جيني اسبر)، سهر (رنا شميّس)، نعيم (خالد القيش)، شادي (شادي مقرش).
ويلعب نجاح سفكوني دور ظافر، وضحى الدبس دور زوجته غيداء، وهما والدا همام، ود. سهير في المسلسل.
محمد الأزن - دمشق
اكتشف سورية
من مسلسل تعب المشوار: باسل خياط وكاريس بشار |
من مسلسل تعب المشوار: عباس النوري وشادي مقرش |
من مسلسل تعب المشوار: عدنان أبو الشامات ودينا هارون |