يا أهل الراية، ما خلصت الرواية

27 أيار 2010

والتتمة في الموسم الرمضاني المقبل بتوقيع المخرج سيف الدين سبيعي

انتهت عمليات التصوير والمونتاج للجزء الثاني من مسلسل «أهل الراية»، ودخل في قائمة العروض المنتظرة للموسم الدرامي الرمضاني المقبل 2010، برؤيةٍ إخراجية جديدة تصوغها كاميرا المخرج سيف الدين سبيعي.

وبذلك تكتمل ملامح حكاية «السلطان أبو الحسن» وأهالي حارة «بير التوتة»، والتي بدأت قبل عامين في مسلسل حمل توقيع المخرج علاء الدين كوكش، وحقق نسب مشاهدة عالية على عدة قنوات عربية، رغم بعض الانتقادات التي تتعلق ببناء النص، والرؤية الإخراجية.


إلا أن الحكاية التي رسمها خيال الكاتب أحمد حامد، واتخذت طابعاً شعبياً محضاً في الجزء الأول، أصبحت في الجزء الثاني أكثر اقتراباً من السياق التاريخي للمرحلة التي تدور فيها الأحداث في دمشق، خلال العقود الأخيرة من الحكم العثماني لبلاد الشام، خاصة بما يتصل بوقائع «السفربرلك» أو«الأخد عسكر» التي عانى منها شباب الشام الأمرّين، مما دفع الكثيرين منهم للتمرد على سلطة الدولة العثمانية، ومنهم «رضا» الذي يلعب دوره في الجزأين الفنان قصي خولي، أما شخصية «السلطان أبو الحسن» فتنقلت بين السلطانين، جمال سليمان في «أهل الراية 1» ، وعباس النوري في «أهل الراية 2».




في حين احتفظ أبطال الحكاية الرئيسيين بأدوارهم في جزأي المسلسل، «المختار»: رفيق سبيعي، «دلال»: كاريس بشار، «قطر الندى»: تاج حيدر، «زكريا»: أيمن رضا، و«زوجة زكريا»: شكران مرتجى.

وانضم إلى قائمة نجوم الجزء الثاني كل من: زهير عبد الكريم، ناهد الحلبي، والفنانة القديرة صباح جزائري، وسلافة معمار التي تؤدي شخصية «عناية»، وهي فتاة من عائلة ارستقراطية تعود إلى أمها في حارة «بير التوتة» بعد دراستها في تركيا، فتلتقي بـ «السلطان أبو الحسن»، ويعجب بها، لتصبح زوجته في نهاية المطاف، الأمر الذي يثير غيرة زوجته السابقة «دلال».

كما يشهد «أهل الراية 2» مشاركة ثلاثة ممثلين أتراك هم: كنان أشك، أزجي سومر، وآرام آيدن، ويؤدون أدواراً محورية في العمل لها علاقة بما يجري في رحلة «رضا» الأليمة مع «الأخد عسكر».

تلك التفاصيل وغيرها مما ستتابعونه من أحداث الجزء الثاني من «أهل الراية» في الموسم الرمضاني المقبل، رصدها لكم «اكتشف سورية» خلال لقائنا بمخرج المسلسل سيف الدين سبيعي، وتناول حديثنا معه عدة محاور، منها السياق الدرامي الذي تسلكه الأحداث في هذا الجزء ومدى اقترابها من الوقائع التاريخية، وعن ذلك قال: «اشتغلنا كثيراً على النص في "أهل الراية2"، خاصة بما يتعلق بتقريب الحكاية من الظرف التاريخي السائد في المرحلة التي تنتمي إليها الأحداث، ولكن في النهاية يبقى المسلسل حكاية اجتماعية ليس لها علاقة مباشرة بالسياق التاريخي، إلا أننا حاولنا كثيراً أن نضعها في هذا القالب».


كما تحدث سبيعي عن رؤيته الإخراجية للعمل قائلاً: «لم أعتمد سوى على تاريخ الشخصيات في الجزء الأول من المسلسل، والذي لم أشاهد سوى القليل منه، وتعاملت مع الجزء الثاني على أساس أنه مسلسل جديد، آخذاً بعين الاعتبار فكرة المشاهدين عن الشخصيات، وما مرت به من أحداث تؤثر على الأحداث في هذا الجزء من العمل».

ويشهد «أهل الراية 2» خروج الكاميرا من بيئة الحارة الشامية، وديكوراتها التي تتخذ نفس الملامح تقريباً في الجزء الأول إلى مواقع خارجية، كقلعة الحصن وكسب لتصوير بيئة الأناضول، ويبرر المخرج ذلك بالقول: «الأمر مرتبط بالتطور الدرامي للحكاية في الجزء الثاني، والتحاق رضا بالجيش العثماني في تركيا، مما ساهم في إخراجنا من جو الحارة المتعارف عليه في مثل هذه المسلسلات، بالإضافة إلى دخول عنصر اللغة التركية، عبر ممثلين أتراك وسوريين يؤدون أدواراً لشخصيات تركية، وهذا كله مرتبط بما يجري مع رضا في السفربرلك».

وأشار سيف الدين سبيعي إلى ما تردد في الصحافة عن الصعوبات التي واجهته في انتقاء الممثلين الأتراك قائلاً: «أردنا في البداية الاعتماد على ممثلين يعرفهم المشاهدون العرب جيداً كأبطالٍ للمسلسلات التركية المدبلجة، مثل لميس: توبا، أوميرنا: سيديف، ولكن حينما توجهنا إلى تركيا اكتشفنا أن هؤلاء الممثلين الذين أصبحوا نجوماً في عيون المشاهدين العرب لا أحد يعرفهم هناك، فهم ممثلون من الدرجة الثالثة أو الرابعة، ويشاركون في أعمال تجارية على مستوى الدراما التركية، بالإضافة إلى أن وقتهم لم يتفق مع توقيت تصوير العمل»، ويضيف سبيعي: «عدم الاتفاق مع هؤلاء الممثلين أتى لصالح العمل على ما يبدو، حيث تعاقدنا مع ممثلين معروفين جداً على الساحة الدرامية التركية، كالنجم كنان أشك، وهو من أهم نجوم الدراما والسينما في تركيا، والفنانة أزجي سومر وهي فنانة معروفة في بلدها، وكذلك الفنانة الشابة آرام آيدن»، وعلى مستوى الأداء يقول المخرج: «قدم الممثلون الأتراك في "أهل الراية 2" أداءً جيداً جداً، كما أبدوا إعجابهم بطريقة العمل لدينا، وأعتقد أن هذا المسلسل سيكون مقدمة لتعاون جديد سوف يجمعني معهم خاصة الممثل التركي كنان».

وحول الفروق التي يمكن أن يلمسها المشاهدون بين جزأي المسلسل، خاصة فيما يتعلق بتغيير الممثل الذي يلعب إحدى الشخصيات الرئيسية في العمل، قال المخرج: «لا أخشى من المقارنة مطلقاً بين الجزء الأول والجزء الثاني من أهل الراية، ربما سيؤدي تغيير شخصية (أبو الحسن) إلى صدمة بالنسبة للمشاهدين، إلا أنني أعتقد أنهم سيتجاوزونها خلال الحلقات الأولى من المسلسل، لأن الفنان عباس النوري نجم مشهود له في التميز بأداء هذا النوع من الأدوار، وله تاريخ كبير في أذهان المشاهدين، وأعتقد أنهم سينسجمون معه تماماً في هذا الدور، وطالما أن الاختيار كان محصوراً بعباس النوري، فلا أظن أن هناك خطورة على شخصية السلطان أبو الحسن»، وأضاف: «عناصر الحكاية في الجزء الثاني مشوقة جداً، وأداء الممثلين كان رائعاً، وهذا من أهم عناصر الجذب في "أهل الراية 2"، بالإضافة إلى ما قدمته على صعيد الرؤية الإخراجية، وأعتقد أن المشاهدين سيكونون قادرين على تمييز الفرق».

ولم يتفق سيف الدين سبيعي مع الرأي القائل بأن ما يعرف بأعمال البيئة الشامية، يعاني من أزمة، فهذه الأعمال ما زالت تعتبر مطلباً جماهيرياً بالنسبة للمشاهدين العرب، فضلاً عما تحققه من نسب مشاهدة عالية في القنوات الفضائية العربية على مدار العام، واستثنى ثلاثيته الشهيرة «الحصرم الشامي» من هذا النوع من الأعمال: «لأن هدفه لم يكن إظهار العادات أو التغني بالقيم، بل كان عملاً تاريخياً باللهجة الشامية»، في حين اعتبر أن مسلسل «أولاد القيمرية» من أنضج تجارب مسلسلات البيئة الشامية، بما يتعلق ببناء النص الذي يظهر مكونات هذه البيئة، ويضعها في إطار زماني ومكاني وتاريخي واضح.


ورفض سبيعي أن يتم إدراجه في خانة مخرجي الأعمال الشامية، لأن دوافعه الإخراجية تتعلق دائماً بالنص الجيد، كما سبق له إخراج أعمال درامية اجتماعية متنوعة كمسلسلي «عن الخوف والعزلة»، و«فسحة سماوية»، بالإضافة إلى تجاربه في إخراج المسلسلات الكوميدية.

يذكر أن مسلسل «أهل الراية 2» الذي تنتجه شركة سورية الدولية، هو أول المسلسلات الشامية التي يخرجها سيف الدين سبيعي، وتعرض خارج إطار القنوات العربية المشفرة، كما هي الحال مع ثلاثية «الحصرم الشامي»، ومسلسل «أولاد القيمرية» بجزأيه الأول والثاني.

محمد الأزن - دمشق

اكتشف سورية

من مسلسل أهل الراية	من مسلسل أهل الراية	من مسلسل أهل الراية

بقية الصور..