اكتشف سورية يحاور الفنان أيمن رضا حول تباين الأدوار التي يلعبها

26 آب 2010

الكوميديا السورية تواجه أزمة كتّاب

بعد أن أنهى تصوير آخر أدواره لهذا الموسم، يتفرغ الممثل أيمن رضا لقضاء شهر رمضان المبارك في أفياء الياسمين، في منزله العتيق بحارة مئذنة الشحم، إحدى حارات دمشق القديمة، ويستعد لمشروعه الكوميدي المقبل «سيت كاز/سيت كوم» والذي قد يمتد على مدى ثلاثمئة حلقة.

وفي مقابلةٍ خاصة مع «اكتشف سورية»، استعرضنا مع أيمن رضا حصيلة أدواره لهذا الموسم، والتي تنوعت بين الأعمال الكوميدية، وما يعرف بأعمال البيئة الشامية، والتي حرص أيمن من خلالها على تقديم «خلطة بين الحقيقة والشخصيات المرسومة على الورق»، حيث يؤدي دور «كسّام» في مسلسل «أسعد الوراق»، و«زكريا» في الجزء الثاني من «أهل الراية»، و«أبو ليلى» في مسلسل «أبو جانتي ملك التاكسي»، ومجموعة من الشخصيات في لوحات الجزء السابع من المسلسل الكوميدي الناقد «بقعة ضوء».

يصف أيمن رضا أداءه لشخصية «أبو ليلى» بقوله: «عودة قوية لأيمن رضا كممثل كوميدي، من خلال شخصية جديدة بتركيبتها، بسيطة ومركبة في آنٍ معاً، واشتغلتُ عليها كثيراً على صعيد الشكل والأداء، لتبدو مختلفةً عن أدواري السابقة، التي حرصت من خلالها على إثبات قدرتي على أداء الأدوار الكوميدية والتراجيدية، دون أن أبقى أسيراً لأدوارٍ نمطية معينة».

وإلى جانب شخصية «أبو ليلى»، النسونجي الذي يعمل في دكان زوجته في سوق النسوان، ويبتكر أساليبه الخاصة في التهرب من غيرتها وسيطرتها، يؤدي أيمن رضا دور «كسّام» الثائر في مسلسل «أسعد الوراق»، ولكن بطريقة أبعد ما تكون عن النمطية في أداء هذا النوع من الأدوار، ويقول عن ذلك: «حرصتُ على تقديم كسام كشخصية من لحم ودم، مشحونة بكل المشاعر الإنسانية من فرحٍ وحزن رغم قسوتها»، في حين تبدو شخصية «زكريا» في «أهل الراية» أكثر صلابةً وتطوراً: «بما يتماشى مع متانة النص في الجزء الثاني، والرؤية الإخراجية الجديدة للمخرج سيف الدين سبيعي».

وعن الجزء السابع من «بقعة ضوء» يقول أيمن رضا: «يأتي تميز المسلسل من عامٍ إلى عام، تبعاً لاختلاف الأفكار المطروحة وغناها، وهذا ما نحرص عليه في ظل عجزنا عن تحقيق فكرة المخرجين المتعددين للعمل، ولذلك يبدو بقعة ضوء هذا العام محافظاً على شكله القديم من الناحية الفنية، مع غياب بعض نجوم هذا العمل، والذين أصبح من الصعب جمعهم في مسلسل واحد». ويتابع رضا قائلاً: «يميل بقعة ضوء هذا العام إلى التكثيف في الأفكار التي تتناول العديد من القضايا التي تهم الشارع السوري والعربي، ونبقى في إطار التجريب باعتباره السمة الأبرز لهذا العمل منذ انطلاقته الأولى»، أما عن جديد أيمن رضا في «بقعة ضوء» هذا الموسم فهو كما يقول: «مجموعة من الفواصل الغنائية الناقدة، بالتعاون مع الموسيقي طاهر مامللي، والفنان أدهم مرشد، وهي امتداد لتجربة سابقة مع مامللي تحت عنوان "ما في شي"، ويمكن لهذه الاسكتشات الغنائية أن تأخذ شكل العمل المستقل في المرحلة المقبلة، ويبقى الأمر مرهوناً بنجاح هذه التجربة وتقبل المشاهدين لها».

ويعتبر رضا أن حصة الكوميديا من المسلسلات السورية هذا العام جيدة قياساً بالسنوات السابقة، قائلاً: «أخذ الممثلون السوريون على عاتقهم هذا العام زرع البسمة على وجوه المشاهدين، في عودةٍ للشكل الترفيهي للتلفزيون»، ويعزو سبب قلة المسلسلات الكوميدية عموماً إلى قلة الكتاب السوريين المتخصصين في هذا النوع من الدراما التلفزيونية، ويذكر من بين هؤلاء الكتاب موفق مسعود، كوليت بهنا، رانيا بيطار، رافي وهبة، ولقمان ديركي، ويرفع القبعة لـلكاتب ممدوح حمادة الذي يعتبره الأكثر عمقاً بينهم.

محمد الأزن - دمشق

اكتشف سورية