الفرقة السيمفونية الوطنية السورية تتألق على مسرح كلية الفنون الجميلة بدمشق

20 تشرين الأول 2010

نجاح آخر تحققه الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو البريطاني الضيف دايفد ريدل من خلال الحفلة التي أقامتها على مسرح كلية الفنون الجميلة بدمشق مساء الاثنين 18 تشرين الثاني 2010.

والمايسترو الضيف هو من مواليد مدينة ألجين (اسكتلندا)، تعلم في مدارس مختلفة شمال شرق اسكتلندا قبل دراسته الموسيقى والدراما في لندن، يقيم حالياً في الدانمرك، حيث يشغل منصب المدير الفني لأوركسترا الحجرة «راندرز وسوميروبيرا» في مدينة آرهوس، وقاد العديد من فرق الأوبرا في دار الأوبرا الوطنية الدانمركية، بالإضافة إلى قيادته العديد من الأعمال الموسيقية العالمية في كثير من الدول.

بدأت الحفلة بعمل للمؤلف الدانمركي كارل نيلسون وهو «متتالية صغيرة». تتألف المتتالية من ثلاث حركات (معتدلة السرعة، حيوية باعتدال، معتدلة السرعة ثم حيوية لامعة)، يعتبر هذا المؤلف من عائلة فنية عريقة رغم فقرها المادي، والده كان رساماً وموسيقياً، ووالدته كانت تمتلك صوتاً جميلاً وتهتم بالغناء الريفي والشعبي، أما عمه فكان موسيقياً أيضاً، ولذلك فليس من الغريب أن تظهر موهبة كارل نيلسون في سن مبكر. العمل الذي عزفته الفرقة بدقة فائقة وخبرة تعود إلى ستة عشر عاماً، كان ذا طابع رومانسي يشعر المتلقي من خلاله بالراحة التامة.


الفرقة السيمفونية الوطنية السورية
بقيادة المايسترو البريطاني ريدل
على مسرح كلية الفنون الجميلة بدمشق

العمل الثاني كان من تأليف المؤلف الموسيقي السوري العالمي المقيم في فرنسا ضياء السكري ويعزف لأول مرة في سورية وهو «صور من الماضي»، مكتوب لآلة التشيللو والأوركسترا حيث استخدم فيه السكري الألحان والعناصر الإيقاعية التي تعود إلى الفلكلور والموسيقى الشعبية السورية، كما أنه استخدم الآلات الموسيقية من الشرق الأدنى مع الاهتمام بموسيقية اللغة العربية، وفي مقاطع تشيللو منفردة أداها ببراعة عازف التشيللو السوري أثيل حمدان (عميد المعهد العالي للموسيقى بدمشق).

وبالعودة إلى المؤلف السوري المغترب ضياء السكري هو من مواليد حلب عام 1938. درس الكمان مع والده ومن ثم عمل مع ميخائيل بوريشينيكو، في عام 1951 التحق بالمعهد العالي للموسيقى بباريس ثم عاد إليه في عام 1997 ولغاية 2003 كمدرس لمادة التأليف مع اختصاصاته (الهارموني، الكونتربوان، الفوغ، التحليل....). كما عمل كمدرس للموسيقى في معهد مدينة سوريسنس (فرنسا) من عام 1971 ولغاية 2003، والتي منها حصل على وسام شرف في عام 2000، وأخيراً وسام ذكرى في عام 2003. أعد ضياء السكري نصوصاً لامتحان قراءة البارتيتور في الكثير من الامتحانات في المعهد العالي بباريس، كما أنه أعد العديد من الإملاءات الموسيقية وتمارين القراءة للامتحانات في عدة معاهد عليا أخرى، واعتباراً من عام 1980 ولغاية 1996 كان عضواً في المجلس التعليمي لتأهيل الموسيقي. نشرت أعماله في أهم دور النشر الفرنسية.

كما عزفت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية عملاً آخر يقدم لأول مرة في سورية وهو «أصداء أوسيان» للمؤلف الاسكتلندي نيلس جيد، والعمل يجسد إحدى أساطير اسكتلندا، وتختلف فيه السلالم الموسيقية حيث تتأرجح بين السرعة والبطء كأنها حكاية يومية لمجتمع ما.

وبعد استراحة قصيرة قدمت الفرقة عملها الأخير في هذه الحفلة وهو «سيمفونية رقم2»، أو«سيمفونية لندن» للمؤلف البريطاني ريف فون وليامز وهو عمل ضخم يحتاج إلى تقنية كبيرة حيث يتألف من أربع حركات (حركة بطيئة ثم حيوية، بطيئة، قطعة ليلية ذات حركة حيوية ونشيطة، وحركة معتدلة تتضمن مارش مهيب وحركة حيوية تنتهي ببطيئة)، وهذه السيمفونية تقدم لأول مرة في سورية.

بهذا تكون الفرقة السيمفونية الوطنية السورية قد قدمت حفلة جميلة ذات برنامج جديد وضخم، يأتي على قدر توقعات جمهور الفرقة الذي يتابعها منذ نشوئها.

المايسترو ريدل والموسيقي أثيل حمدان على التشيللو
في أداء لإحدى مقطوعات المؤلف السوري ضياء السكري

في نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» بعضاً من الحضور والموسيقيين ورصد الآراء التالية:

الصحفية سمر بغجاتي: «كانت الحفلة جميلة، أعجبت بالبرنامج الذي قدمته الفرقة والذي برهن على المستوى الرفيع لموسيقيينا».

الموسيقي سيمون مريش وهو عازف الإيقاع في الفرقة: «تعودنا على الحفلات في دار الأسد للثقافة والفنون كما تعود جمهورنا على ذلك، واليوم ونحن نعزف في مسرح كلية الفنون الجميلة حضرنا العديد ممن لا يحضرون في دار الأوبرا عادة لأسباب شتى، ومن المهم أن نحرّك كل المسارح الموجودة في سورية، خصوصاً وأن هذا المسرح جميل وضخم والصوت فيه ذو تقنية جيدة».

أما عازف التشيللو في الفرقة الموسيقي أثيل حمدان (عميد المعهد العالي للموسيقى بدمشق) فقال لـ «اكتشف سورية»: «كان اختيار المايسترو لعمل يعود لمؤلف سوري صائباً وأنا كنت سعيداً في العزف المنفرد فيه وحاولت أن أقدم كل إمكانياتي ليخرج العمل إلى المتلقي بدقة متناهية، وعموماً كانت الحفلة جميلة وتفاعل الحضور معنا كعادته».

المايسترو ميساك باغبودريان وإلى جانبه مدير أوبرا لندن

كما تحدث «اكتشف سورية» للمايسترو السوري ميساك باغبودريان (قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية الأساسي) الذي علق قائلاً: «يتضمن برنامج عمل الأوركسترا السورية دعوة ضيوف من الخارج بين فترة وأخرى، ففي ذلك خبرة لأعضاء الفرقة، كما نبقى على إطلاع بما يحصل في العالم موسيقياً، وهكذا تم استضافة المايسترو المخضرم دايفد ريدل لخبرته الطويلة، الحفلة كانت جميلة وتفاعلت معها وسررت كثيراً من أعضاء الفرقة الذين استطاعوا تنفيذ عمل كبير يعزف لأول مرة عندنا بفترة قصيرة من التدريبات، وهذا ليس إلا دليلاً على المستوى الرفيع لأعضاء فرقتنا».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

المايسترو ميساك باغبودريان قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وبجانبه مدير أوبرا لندن في حفل الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو البريطاني دايفد ريدل على مسرح كلية الفنون الجميلة بدمشق

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو البريطاني دايفد ريدل على مسرح كلية الفنون الجميلة بدمشق

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو البريطاني دايفد ريدل على مسرح كلية الفنون الجميلة بدمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق