خطوات: فرقة إيقاعية سورية جديدة
07 كانون الأول 2010
خطوة جديدة تسجل للموسيقي السوري علي أحمد وللمعهد الشبيبة المركزي للموسيقى
علي أحمد موسيقي سوري تخرج من المعهد العالي للموسيقى بدمشق منذ عام، وفور تخرجه بدأ بتقديم تجارب جديدة لم تطرح سابقاً على الساحة الموسيقية السورية، وربما العربية، بدءاً من تقديمه حفلة إيقاع صولو على آلات إيقاعية مختلفة، في تجربة فريدة من نوعها، وقد تابع «اكتشف سورية» تلك التجربة في حينها.
الخطوة الثانية التي تسجل لهذا الموسيقي ولمعهد الشبيبة المركزي للموسيقى هي إعلان إطلاق فرقة إيقاعية تحت اسم «خطوات» تابعة للمعهد ومؤلفة من طلاب الإيقاع في المعهد المذكور حيث يدرّس الموسيقي أحمد، وتتراوح أعمار أعضاء الفرقة بين العاشرة والخمسة عشرة سنة، حيث تقديم الفرقة في حفلة أقيمت على مسرح المعهد مساء الخميس 2 كانون الأول 2010، استخدم فيها العازفون أيديهم وأقدامهم لتقديم حفلة فريدة أمتعت الحضور الكبير الذي تكون أغلبه من أهالي الطلاب وأساتذة معهد صلحي الوادي للموسيقى ومعهدي الشبيبة والعالي للموسيقى، والذين جاءوا ليستمعوا إلى ما ستقدمه تلك البراعم التي تمثل مستقبل الموسيقى السورية، على مسرح المعهد الكائن في مدرسة التجهيز، هذه المدرسة التي مر عليها الكثير من الفنانين المعروفين والوطنيين الذين ضحوا وناضلوا من أجل وطنهم سورية أبان الاستعمار الفرنسي.
بدأت الحفلة من البهو الطويل للمدرسة الذي يشبه الشارع قبل دخول موسيقيينا الصغار إلى المسرح، حيث أدوا مقطوعة موسيقية على شكل مارش استخدموا فيها أيديهم وأرجلهم حتى وصولهم المسرح يرافقهم تصفيق كبير من قبل الحضور.
وعلى مدار ساعة كاملة استمع الحاضرون إلى موسيقى بدون آلات موسيقية، بل فقط بالتصفيق وضرب الأرجل على الأرض بلغة الجسد، معيدين الذاكرة إلى وقت الاكتشاف الأول للموسيقى قبل أن يخترع الإنسان الناي والقيثارة الأوغاريتية والربابة والكمنجة، وكما هو معروف فإن للتصفيق حكاية منذ الأزل، منذ أن عرف في بعض المجتمعات القديمة، فكثير من النقوش المصرية القديمة تُظهر المصريين وهم يصفقون خاصة بمصاحبة الرقص والغناء، وقد كان التصفيق في مصر الفرعونية أداة الإيقاع الأساسية، وكان يصاحب عادة حفلات الرقص، وإلى الآن فإن التصفيق، ما زال مفردة من مفردات تجلي الروح في الحضرة الموسيقية، وواحد من أهم ألفاظ المشاركة في هذه الحضرة، فالإيقاع جزء أساسي من تركيبة العرض، وليس مجرد إضافة تزيينيةً كما يقدم الآن في الكثير من الأعمال الموسيقية .
على كل حال، يمكن اعتبار هذه الفرقة إنجازاً كبيراً لمعهد الشبيبة المركزي للموسيقى ولمديره الأستاذ هيثم أمين الذي دعم بكل الإمكانيات المتاحة الموسيقي علي أحمد ليؤسس عرضاً يؤمن المتعة للمتلقي والإنماء الجسدي والفكري والموسيقي لمن هم في عمر أعضاء الفرقة.
ويمكن للمتابع تقسيم الحفلة إلى ثلاثة أجزاء معظمها، وجاء الجزء الأول بما يشبه إيقاع التانغو بتوزيع إيقاعي على سبع أصوات مختلفة بمشاركة الطبلة العربية لتعطي نكهة شرقية وعربية. أما الجزء الثاني فجسد البحرة التي كانت تتواجد في البيت العربي وصوت العصافير والصيصان في البيوت الريفية مع الفوضى اليومية التي تعيشها، وفي خضم هذا الإيقاع دخل الصوت البشري ليأتي كل هذا كلوحة من الطبيعة رغم صعوبة تجسيدها. أما الجزء الأخير فكان مكتوباً وفق أبسط أشكال السامبا البرازيلية، وموزعاً لثماني أصوات مختلفة يجوز تسميتها السامبا الشرقية لمرورها عبر موسيقى شرقية، وجدير بالذكر أن جميع المقطوعات الموسيقية هي من تأليف الموسيقي علي أحمد الذي قاد الحفل.
في نهاية هذه الأمسية الموسيقية سأل «اكتشف سورية» الموسيقي سيمون مريش - أستاذ مادة الإيقاع في المعهد العالي للموسيقى بدمشق - عن تقييمه للحفلة فقال: «ما قدمه هؤلاء الموسيقيون الصغار يعجز عنه بعض الكبار، فطريقة الحفظ صعبة والأداء أصعب وخاصة أنهم قاموا بأدائه أمام هذا الجمهور، لا أستطيع إلا أن أشكر صديقي علي على هذا الإنجاز وأتمنى له المزيد من النجاح والأعمال الجديدة».
وبدوره تحدث الموسيقي علي أحمد لـ «اكتشف سورية» فقال: «عدد أعضاء فرقة خطوات لا يقتصر فقط على الخمسة والثلاثين طفلاً الذين قدموا الحفلة اليوم، بل يتعدى الثمانين وسنراهم في حفلة قريبة تجمعهم على المسرح ولكن بالآلات الإيقاعية وليس بأسلوب اليوم».
وتابع: «لقد بذل هؤلاء العازفون الصغار جهداً كبيراً حتى وصل معي لتقديم هذه الحفلة وأنا سعيد بهذا الحضور الجميل والتفاعل الأجمل».
وفي نهاية حديثه شكر مدير معهد الشبيبة المركزي للموسيقى الأستاذ هيثم أمين على كل الدعم الذي قدمه لتأسيس فرقة خطوات وإقامة هذا الحفل.
إدريس مراد - دمشق
اكتشف سورية
أمسية موسيقية لفرقة خطوات التابعة لمعهد الشبيبة المركزي للموسيقى في مسرح مدرسة التجهيز |
أمسية موسيقية لفرقة خطوات التابعة لمعهد الشبيبة المركزي للموسيقى في مسرح مدرسة التجهيز |
أمسية موسيقية لفرقة خطوات التابعة لمعهد الشبيبة المركزي للموسيقى في مسرح مدرسة التجهيز |