التانغو الأرجنتيني بأنامل سورية في دار الأوبرا بدمشق
08 آذار 2013
معزوفات للأرجنتيني أستور بيازولا
اكتظت القاعة متعددة الاستعمالات بدار الأسد للثقافة والفنون أمس الأربعاء 6 أذار 2013 خلال حفلة متميزة مخصصة لأعمال المؤلف الموسيقي الأرجنتيني أستور بيازولا الذي يوصف بملك التانغو الأرجنتيني، هذا الشكل الموسيقي الذي يلعب فيه الآلات الإيقاعية دور رئيسي وأيضاً يشهد مقاطع ارتجالية عديدة كما موسيقانا الشرقية وهذا ما يجعله قريباً من روح الشرق.
اختار العازفون لهذا الحفل عدداً من الأعمال الجميلة لهذا المؤلف تحت عناوين مختلفة وهي: «الغياب، العودة إلى الجنوب، دون هدف، أحلام، ميلونغا لثلاثة، تانغو الشارع، فصل الربيع، ميلونغا الملاك، ميلونغا بدون كلمات، نسيان، نغمة من باخ، ملاك الموت، فتاة واحدة في الفجر، التانغو الحر»، تراوحت الأعمال بين الرومانسية والتصاعدية إلى حد الذروة لدرجة صعوبة عزفها ولكن قدمها العازفون الثلاث بكل أريحية وانسجام واضحين في المقاطع المشتركة، كما برع كل منهم في أماكن الارتجال حيث تفرض موسيقا التانغو مساحة واسعة ليبرهن العازف على تقنياته ومهارته العزفية.
ومفاجأة الحفل كان بدخول الطالب حازم القباني (إيقاع) وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة مع آلته في القطعة الأخيرة ليشارك المجموعة في حالة مدهشة حيث عزف معهم أصعب القطع.
التقى «اكتشف سورية» في نهاية الحفل بالموسيقي سيمون مريش حيث قال عن الحفل: «الحفل كان مخصص لنمط موسيقي وهو (التانغو) لأهم المؤلفين كتب لهذا الشكل الموسيقي، ومن خلال برنامجنا قصدنا أن نقدم للحضور مجموعة من القطع الموسيقية خلافاً لما يتوقعه الناس بأن التانغو ترتبط بالرقص، وأعتقد أنه ليس بإمكان أحد أن يتحدث عن الموسيقا لأن الموسيقا هي الأجدر من تتحدث عن نفسها، وحاولنا أن نضع المتلقي بجو من الترفيه الجاد البعيد عن الرخص».
وعن مشاركة طالبه (حازم القباني) قال: «حاولنا بمشاركته أن نقول للناس بأن هؤلاء الأشخاص هم مثلنا، منهم من يبدع في الفن، ولا ينبغي أن ننظر إليهم كنظرة دونية، وكما رأيتم إنه كان في غاية الإبداع وعزف معنا أصعب المعزوفات».
وأنهى حديثه عن تشكيلتهم الموسيقية قائلاً: «ربما هي الصدفة من جمعنا ولكن ما رأيناه هو حبنا نحن الثلاث لهذا النمط الموسيقي، رغم وجود بعض الموسيقيين السوريين لهم تجاربهم بهذه الموسيقا يعتمدون فيها على التقنية بدون ارتجالات ولكننا اليوم اعتمدنا على الارتجال أكثر وتركنا هذا الجانب مفتوحاً».
بدوره قال لنا عازف البيانو د. وسيم القطب: «اعتمد البرنامج بين التانغو اللاتيني والتانغو الأوروبي في الوقت ذاته لأهم مؤلف لهذا النمط وهو الأرجنتيني بيازولا، وهذا هو لقاؤنا الأول نحن الثلاث، وحاولنا في هذا الحفل أن نربط بين الموسيقا والصورة من خلال عرض لوحات تشكيلية تحمل نفس عناوين المقطوعات وذلك كخلفية بصرية للفرقة وشكل من أشكال التأثير البصري على المتلقي».
يذكر أن وسيم قطب شارك في العديد من ورشات العمل مع موسيقيين بارزين مثل رحمان إيمري كريستوفر التون فيكتور بونين وتم اختياره للعزف مع فرق أوركسترالية عدة وهو المدير الفني ورئيس لجنة التحكيم في مسابقة صلحي الوادي الدولية للمواهب الشابة على آلة البيانو وهو رئيس قسم البيانو في المعهد العالي للموسيقا بدمشق، أما وسام الشاعر فهو حاصل على إجازة في الموسيقا باختصاص غناء أوبرالي وحاصل على شرف عضوية نقابة الفنانين باختصاص أكورديون وهو عازف الأكورديون الصولو مع السيدة فيروز كما عزف مع أهم مغني الوطن العربي.
والعازف سيمون مريش حصل على إجازة في الموسيقا من المعهد العالي للموسيقا بدمشق وأستاذ للإيقاع في عدة معاهد ومدارس منها المعهد العالي للموسيقا معهد صلحي الوادي للموسيقا مدرسة الباليه ويعد سيمون عضواً مشاركاً في العديد من الفرق الفنية.
إدريس مراد - دمشق
اكتشف سورية
من أجواء الحفل في القاعة المتعددة الاستعمالات بدار الأسد |
من أجواء الحفل في القاعة المتعددة الاستعمالات بدار الأسد |
من أجواء الحفل في القاعة المتعددة الاستعمالات بدار الأسد |