معزوفات عالمية في أوبرا دمشق للفرقة السيمفونية الوطنية السورية

24 شباط 2016

.

كانت لغة العالم حاضرة بقوة في الحفل الشهري للفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة أرمينوهي سيمونيان أمام جمهور ذواق ملأ الصالة الرئيسية في دار الأوبرا بدمشق في محاولة لفك شيفرات هذه اللغة والاستمتاع بمعزوفات عالمية أداها أكثر من ستين عازفا على الآلات الوترية والنفخية والإيقاعية في أمسية تميزت بالمقطوعات الصعبة من حيث الأهمية والمستوى الفني والتكنيك الموسيقي.

وأصرت أول قائدة أوركسترا في سورية والوطن العربي بالرغم من تعرضها لحادث أدى إلى كسر في الساق اليسرى على أن تقود الحفل النوعي للفرقة السيمفونية احتراما للجمهور ولأعضاء الفرقة وتعبيرا عن حب الحياة والموسيقا مهما كان حجم الألم كما قال جوان قرجولي مدير دار الأسد للثقافة والفنون في بداية الأمسية بحضور وزير الثقافة عصام خليل.

وعزفت الفرقة لأول مرة مقطوعة الرقصات الهنغارية رقم ستة لبرامز إلى جانب رقم واحد وخمسة وكذلك مقطوعة فانتاستك سيمفوني وهي الحركة الثانية فالس لهكتور بيرليوز بحضور آلات النفخ الخشبية وحواريات ثنائية كصولو بين الكلارينيت مع الهارب والفلوت مع الأوبوا.. إضافة إلى افتتاحية لفيردي وبحيرة البجع لتشايكوفسكي المؤلفة من أربع حركات ليكون العمل الأساسي في الأمسية هو السيمفونية الخامسة لبيتهوفن الحركتين الأولى والثانية على مدى عشرين دقيقة بحوارية جماعية للآلات مع صولو ثنائي فلوت مع كلارينيت وأوبوا مع باصون لتختتم الأمسية مع معزوفة رقص إسباني بحضور مجموعة الآلات الإيقاعية.


وفي تصريح ل سانا الثقافية قال عازف الفيولا في الفرقة الدكتور المثنى علي رئيس مجلس الفرقة السيمفونية الوطنية “تنطلق التدريبات المكثفة لمدة شهر قبل الحفلة بمواعيد ثابتة للتمرينات حيث يبدأ في كل شهر برنامج جديد مع قائد أوركسترا محدد إذ يقدم الحفل في الأسبوع الأخير من كل شهر وكان البرنامج لشهر شباط الحالي مختارا بدقة وعناية وجرت العادة أن تكون بداية الحفل بتقديم افتتاحية معينة ووقع الاختيار هذه المرة على مقطوعة لفيردي ثم عدنا بالعصور إلى الوراء في تنوع ما بين الرومانتيكي المتأخر وحتى العصور الكلاسيكية مع بيتهوفن وتشايكوفسكي مع مراعاة التلوين في تقديم مقطوعات ما بين غرب أوروبا وشرقها كروسيا والنمسا حيث الموسيقا الرصينة التي يهدر فيها المسرح باشتغال كل الآلات في وقت واحد”.

وعن المقطوعة الأخيرة لتشايكوفسكي قال علي.. إنها موسيقا مواكبة لرقص الباليه تتميز بحالات من البطء الحالم تعقبها حالات سريعة جدا أما برامز فهو سيد الرقصات الهنغارية إلى جانب فرانز ليست.

وحول اختيار المقطوعات أوضح أن مجلس الفرقة يطلب من كل قائد أوركسترا في بداية كل فصل أن يختار برنامجا يراعي التطور التدريجي والتنوع على مدار الموسم الفني للاوركسترا أي أن هناك نوعا من التنسيق لتلافي التكرار في عزف المقطوعات ومراعاة ما يقدم تطورا للعازف من جهة ويعود الجمهور على ذائقة سمعية من خلال الاستماع إلى أعمال وان كانت ليست من بيئتنا إلا أنه من المفيد أن تعتاد الأذن عليها.


وعبر عازف الفيولا عن سروره لإقبال الجمهور على حضور هذا النوع من الأمسيات الراقية… وأن الفرقة مازالت تحافظ على وجودها كفريق سوري مهم وتقدم حفلاتها رغم تراجع عددها إلى ستين عازفا من مستويات مختلفة بعد أن كان يفوق المئة فوجود هؤلاء الموسيقيين المحترفين في سورية أمر مهم وسط الظروف الصعبة وواجبنا ان نظل صامدين مثل كل من صمد في سورية ونقدم موسيقا احترافية عالية المستوى.

وفي تصريح مماثل قال قرجولي.. إن “صوت الموسيقا يعلو على أي صوت آخر ومهما كانت الصعوبات كبيرة فسنبقى نعمل كموسيقيين ونقف على المسرح من أجل من استشهدوا وقدموا أرواحهم لتبقى الثقافة وتبقى المسارح وتبقى السينما” .. مؤكدا أن حضور هذا العدد الكبير من الجمهور دليل على أن السوريين ذواقون ويحبون الحياة .


اكتشف سورية

sana.sy

Share/Bookmark

صور الخبر

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق