الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في حفلها الدوري بدار الأوبرا

31 آب 2016

رؤية جديدة للغناء العربي وأعمال كلاسيكية بتقنية عالية

أحيت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة قائدها الأساسي المايسترو ميساك باغبودريان وبمشاركة مغنية الأوبرا السورية سوزان حداد، أمسية موسيقية غنائية ضمن حفلاتها الدورية، وذلك بتاريخ 30 آب 2016، على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون في دمشق- أوبرا دمشق.


المايسترو ميساك باغبودريان


واختارت الفرقة برنامجاً غنياً لها في هذه الأمسية، والبداية كانت مع افتتاحية أوبريت البارون الغجري لشترواس الابن، هذه المقطوعة الموسيقية التي لعبت فيها الآلات النفخية دوراً بارزاً، ولا سيما آلة الأوبوا حيث أدى من خلالها العازف أسامة سلطان بعض الجمل اللحنية المنفردة، وعموماً تتضمن أعمال شتراوس الابن كل أشكال الرقص الشعبي خلال القرن التاسع عشر في النمسا؛ الفالس والبولكا والكدريل بشكل خاص، وتطغى ألحان شتراوس الغنائية الطويلة للفالس على الموسيقى، بينما تطغى نماذج إيقاعية غير عادية على أغلب وقت الفالس، وهذا ما سمعنها من خلال افتتاحية البارون الغجري التي تذهب متأثراً بالموسيقى المجرية، في البداية يبدو اللحن رومانسياً ومن ثم تنحو إلى السرعة لتصل درجة الفالس.


عازفون من الفرقة السيمفونية الوطنية السورية


وأدت الأوبرالية سوزان حداد برفقة الأوركسترا أغنية «يا طيور» وأغنية يا زهرة في خيالي للموسيقار الراحل فريد الأطرش، بأسلوب جديد سواء من ناحية الصوت أو من ناحية التوزيع الموسيقي حيث قام بتوزيع الأغنية الأولى الموسيقي السوري نوري الرحيباني، أما الثانية فكانت توزيعاً للموسيقي السوري ناريك عبجيان.

خصص القسم الأخير من الحفل لأداء السيمفونية الثامنة رقم 8 سلم صول ماجور مصنف رقم 88 لأنطونين دفورجاك وتضمن العمل من أربع حركات، حيوية ولامعة، بطيئة، معتدلة السرعة- حيوية جداً، حيوية باعتدال.


مغنية الأوبرا سوزان حداد برفقة الفرقة السيمفونية الوطنية


ويجمع دفورجاك في أسلوبه في هذا العمل وباقي أعماله بين الملامح القومية لبلاده تشيكوسلوفاكيا، وبين الإمكانيات العلمية الحضارية التي استوعبها الألماني الكبير برامز في فكره ووجدانه، وتتصف موسيقاه بالسلاسة في التقانة، والغنى في اللحن مما أتاح له خلق أعمال متنوعة، كتبها للصيغ الموسيقية كافة. وتالياً نجح في تأليف موسيقى أعجبت الذين يميلون إلى الأسلوب التقليدي، كما أرضت أذواق الذين يرحبون بالتغيير.


عازفون من الفرقة السيمفونية الوطنية


أدت الفرقة هذه الأعمال بتقنية عالية، وبانسجام واضح بين الموسيقيين وقائد الفرقة، ونستطيع القول بأن سيمفونيتا بخير وبتشكيلتها الحالية، ورغم غياب الكثير العازفين القدامى، يصر باغبودريان على اختيار أصعب الأعمال ومنها ما سمعناها في هذه الأمسية، ودائماً ينجح بتقديم مستوى رفيع من الأداء ويبرهن بأن الموسيقى الكلاسيكية لها دور فعال في الساحة الفنية السورية وبمستوى يتعدى حدود العربية على الأقل.


الفرقة السيمفونية الوطنية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان


عن الأمسية، قال المايسترو ميساك باغبودريان لـ«كتشف سورية»: «إن وجود الأوبرالية سوزان حداد في هذه الأمسية مهم جداً بالنسبة لنا لاحترافها الغناء الأوبرالي، ولامتلاكها صوتاً شرقياً منقطع النظير، حيث أدت اليوم رؤية جديدة لأغنية "يا زهرة في خيالي" من توزيع ناريك عبجيان الذي يعتمد إيقاعاً مختلفاً وألواناً صوتية مختلفة للمقطوعة، إضافة إلى تقديمها أغنية "يا طيور" من توزيع نوري الرحيباني».

وأضاف باغبودريان: «أما بالنسبة للمقطوعات الكلاسيكية التي قدمتها الفرقة خلال الأمسية، فهي عادة من مهام الفرقة الأساسية، إذ من المهم جداً أن يتعرف الجمهور من خلال سيمفونيتنا على هذا النتاج العالمي، والألوان المختلفة من الموسيقى، وأعتقد أن العملين المختارين لهذه الأمسية يتصفان بروح رومانسية عالية، وفيهما ألوان مؤثرة جداً، وتالياً وجدا طريقاً سريعاً إلى قلوب الناس كما رأينا من خلال انسجامهم».


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في حفلها الدوري بدار الأوبرا

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في حفلها الدوري بدار الأوبرا

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في حفلها الدوري بدار الأوبرا

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق