الفرقة السيمفونية الوطنية السورية تؤدي السيمفونية الخامسة لبيتهوفن في دار الأسد للثقافة والفنون

03 آذار 2012

ظهرت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في أول حفل لها بعد إنشاء تشكيلتها الجديدة وانضمامها إلى دار الأسد للثقافة والفنون (أوبرا دمشق) بعدما كانت تابعة للمعهد العالي للموسيقى طيلة عشرين عاماً. وقد قدمت الفرقة السيمفونية الوطنية على المسرح الكبير (الأوبرا) أمس الأربعاء 29 شباط 2012 ثلاثة أعمال لبيترو ماسكاني وغوستاف ماهلر ولودفيغ فان بيتهوفن، حيث كانت البداية مع أنترميتزو من أوبرا «كافلليريا روستيكانا» لماسكاني. ورافقت المغنية الأوبرالية السورية سوزان حداد الفرقة في العمل الثاني لتؤدي خمس أغانٍ من «أغاني الأطفال الموتى» لماهلر موسيقياً أما الكلمات فهي للشاعر فريدريك روكيرت، وبدأت بأغنية «الآن ستشرق الشمس ساطعة»، ونقتطف من ترجمة الأستاذة محاسن مطر لهذه الأغاني الكلمات التالية:
«والآن ستشرق الشمس ساطعة
كأن لم يكن هنالك حظ عاثر في الليل
النحس أصابني وحدي
والشمس تشع في كل مكان».

والأغنية الثانية عنوانها «أدرك الآن لِم مثل هذا اللهب الخافت» ومنها:
«غمرني عندما نظرت إلي
آه أيتها العينان، آه أيتها العينان
وكأنما في نظرة واحدة
تجمع كامل قوتك».

وجاءت الأخرى تحت عنوان «عندما تدخل أمك الحبيبة عبر الباب» وتقول بدايتها:
«وأدير رأسي لأنظر إليها
لايقع نظري عليها أولاً
ولكن على تلك البقعة قرب العتبة
نعم، حيث من المفروض أن يكون وجهك الجميل الصغير
سعيداً ومشرقاً، لو كنت تدخلين معها».

أما أغنية «طالما اعتقدت أنهم خرجوا فقط» تقول:
«عما قريب سيعودون إلى البيت ثانية
إنه يوم جميل، لا تقلق
لقد خرجوا فقط في نزهة طويلة
نعم في الحقيقة لقد خرجوا فقط
وسوف يعودون إلى البيت الآن».

ومن الأغنية الأخيرة «في هذه العاصفة» التي أدتها سوزان حداد بمرافقة الفرقة ومازالت الترجمة لمطر نقتطف:
«في هذا البرد، في هذه العاصفة
لم أكن لأرسل الأطفال خارجاً
لكن ثمة من أخرجهم
ولم يكن مسموحاً لي بالاعتراض
في هذا الطقس، في هذه العاصفة
لكن هذه الأفكار، صارت الآن لا تجدي نفعاً
ولم يعد هناك ما يخشى منه».


الأوبرالية السورية سوزان حداد في حفل الفرقة السيمفونية الوطنية السورية

ويذكر أن المؤلف الموسيقي ماهلر استمد مقطوعاته الموسيقية من خلال قراءته لقصائد الشاعر الألماني روكيرت، حيث شاءت الصدفة أنّ اسم أحد الطفلين اللذين فقدهما روكيرت (إرنست) هو نفس اسم شقيقه الصغير الذي فقده ماهلر قبل ذلك بعقدين من الزمن، فشكّل موته أحد أكثر تجارب طفولته إيلاماً ولوعة، حيث يحكي ذكرى أخيه ويتأمل في تلك المأساة التي أحاقت به في صباه المبكر، مجسداً إياها في مقطوعاته الموسيقية.

وكان النصيب الأكبر من الحفل للمؤلف الموسيقي العبقري لودفيغ فان بيتهوفن، حيث عزفت الفرقة في ختام أمسيتها سيمفونيته الخامسة الشهيرة وهي من سلم دو مينور مصنف رقم 67 وتتضمن أربع حركات (حيوية لامعة، معتدلة السرعة، سكيرزو حيوي، حيوية). وتعتبر السيمفونية الخامسة (القدر) من أشهر الأعمال الكلاسيكية علي الإطلاق ومن أكثرها عزفاً في الحفلات المختلفة، كتبها بيتهوفن عام 1804، وعزفت للمرة الأولى في فيينا عام 1808، وقام بيتهوفن بقيادة الأوركسترا بنفسه وقتذاك بحفلة مدتها أربع ساعات وتضمن النصف الأول منها السيمفونية السادسة وفي النصف الثاني عزف سيمفونيته الخامسة، وهذه السيمفونية تتشابه من حيث النظرة العامة والمحتوى مع افتتاحية «إغمونت»، فكلا العملين يرمزان إلى انتصار الإنسان والأفكار الخيرة، إذ أن محتوى الافتتاحية (إغمونت)، التي هي في الأصل مقدمة موسيقية لمسرحية الشاعر غوته، ما هو إلا تمجيد لأفكار الحرية، وصور لمسالك النضال والكفاح ضد الظلم والاضطهاد وصولاً إلى النصر. أما محتوى السيمفونية الخامسة فقد وسع هذا المفهوم التاريخي الثابت بجعله شاملاَ، يتضمن أوجه النضال والكفاح الإنساني، ووصف الفيلسوف نيتشه سيمفونية بتهوفن الخامسة التي تبدأ بثلاث ضربات قصيرة متلاحقة تتبعها رابعة طويلة، بقوله: «إن السيمفونية تحمل جميع مشاعر الإنسانية السامية»، أما بتهوفن نفسه فقد عبر عن هذه الضربات الثلاث القصيرة المتلاحقة والرابعة الطويلة بقوله: «هكذا يدق القدر على الأبواب».

تقول الموسيقية ماريا أرناؤوط (مديرة دار الأسد للثقافة والفنون) عن الفرقة السيمفونية الوطنية: «عندما قدمت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية أولى حفلاتها الموسيقية في قصر الأمويين للمؤتمرات عام 1993 بعد تأسيسها رسمياً بقرار رئاسي، وقبل سنوات من افتتاح دار الأوبرا، لم تكن الموسيقى وحدها هي التي سحرت الحاضرين يومذاك، وإنما أيضاً إدراك الناس بأن مثل هذا الانجاز الحضاري الكبير قد حدث فعلاً في سورية. واليوم، وبعد ما يقارب العشرين عاماً على تأسيسها، نحن بغاية الفخر لأننا استطعنا أخيراً احتضان الفرقة السيمفونية السورية في موقعها الطبيعي (دار أوبرا دمشق) لتتوفر لها إقامة دائمة ومسرح هام وقاعة جميلة تتألق فيها».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في حفل دار الأسد للثقافة والفنون

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في حفل دار الأسد للثقافة والفنون

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في حفل دار الأسد للثقافة والفنون

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

fatima:

كل شيى حلووووووووووووووووووووووووووو

algerie