موسيقى على الطريق في الأسبوع الأخير من أيلول

27 أيلول 2010

أشكال مختلفة من الموسيقى في ساحات دمشق

كان رصيد مشروع موسيقى على الطريق يوم الجمعة 24 أيلول 2010، أربع حفلات متنوعة، فقدمت فرقة بيركومانيا الخاصة بالآلات الإيقاعية بقيادة الموسيقي سيمون مريش عرضها في حديقة المنشية، وأوركسترا دمشق للموسيقى الكلاسيكية بقيادة الموسيقي أندريه معلولي في حديقة ساحة المسكية وخماسي سميسيل في حديقة الجاحظ، أما فرقة مرمر فكانت في حديقة القشلة وهي أولى مشاركاتها في هذا المشروع.

بيركومانيا ولقاء آخر:
التقت فرقة بيركومانيا مرة أخرى مع جمهورها في حديقة المنشية بآلاتها الإيقاعية الغريبة منها والمألوفة، وانقسم المتلقون بين متسائل عن أشكال الآلات، والمنصت إلى ما قدمته الفرقة من برنامج بدأ بمقطوعة موسيقية لموريزارو، وقطعة للموسيقي السوري المقيم في الولايات المتحدة عمر مصفي، وأخرى من تأليف الموسيقي علي أحمد أحد أعضاء الفرقة، وأنهت الفرقة أمسيتها بقطعة موسيقية بعنوان «تصبح على الخير» بتوقيع قائد الفرقة سيمون مريش، فيما صفق الحضور للموسيقى الجميلة التي أدتها هذه الفرقة.


مندوب اكتشف سورية مع الموسيقي سيمون مريش

«اكتشف سورية» التقى بالموسيقي سيمون مريش ليتحدث عن فرقته بيركومانيا قائلاً: «فرقة بهذه النوعية وبهذا النمط الموسيقي هي الأولى من نوعها في الوطن العربي ولنا الشرف في ذلك، ونتمنى أن تكون هناك فرق من هذا النمط لنستفيد من بعضنا البعض، ونحن في بيركومانيا لا نترك أحداً يمر في دمشق وله باع في هذا النمط الموسيقي إلا ونأخذ منه شيئاً يفيدنا لكي نتطور ونتقدم في هذا المضمار، وبالتالي فإن المتلقي الذي يلتقي بنا بين فترة وأخرى سيجد التقدم الحاصل في أدائنا سواء في القطع الموسيقية الغربية أو تلك التي كتبت لنا خصيصاً، وتفاعل الناس يكون معنا دائماً أفضل».

وعن الغاية من تأسيس فرقة خاصة بالآلات الإيقاعية قال: «المتعة ليس إلا، متعة نشاركها مع الناس، وخاصة أننا في الفرقة نبحث عن أشياء مميزة، أشياء لم تقدم سابقاً، ومن خلال سفري رأيت بعض العروض المشابهة لما نقوم به، وحاولت أن أنقلها إلى دمشق، لا بشكلها الحرفي بل بأسلوبنا مع إدخال بعض الآلات الشرقية معنا، هكذا يجب أن تقدم كل أشكال الموسيقى، فهي متعة راقية».

وعن عازف الإيقاع قال: «عازف الإيقاع هو جزء لا يتجزأ من التكوين الموسيقي، حيث إن المادة الموسيقية تتكون من إيقاع، لحن، وألحان مرافقة، وأحياناً يضاف إليها الغناء (صوت بشري)، بمعنى أن المادة الموسيقية تضمن الإيقاع بوجود آلة إيقاعية أو غيابها».

وتابع في حديثه قائلاً: «للأسف ينظرون هنا إلى عازف الإيقاع نظرة دونية، وهناك استسهال أحياناً في استخدام هذا الفن، حيث يعتقد كثيرون أنه الاحتراف على هذه الآلة ممكن ببساطة، نعم التعلم على هذه الآلة والوصول إلى سوية مقبولة ليس صعباً، فكارل أورف كتب لتعليم الأطفال الموسيقى عن طريق الآلات الإيقاعية».

وأكمل: «فعلاً الآلات الإيقاعية بسيطة للتعلم وقريبة من القلب والطفل، وعندما نسمع أغنية جميلة نصفق لها، والتصفيق هو نوع من أنواع الإيقاع».

وعن الصعوبة في استخدام بعض هذه الآلات قال مريش: «غايتنا في تأسيس بيركومانيا أيضاً هي أن نقدم للناس آلات إيقاعية تحتاج درجة عالية من الاحترافية، مثل الكيبورت التي لها مفاتيح، والبيانو وأيضاً المرندفون، الفيبرفون، الاكلازفون، حيث يحتاج العازف أحياناً إلى ست عصيات للعزف عليها، لذلك يجب على الموسيقي أن يمتلك التقنية العالية ليتمكن من السيطرة في العزف على أكثر من عصا في يد واحدة».

وأوضح مريش: «هناك عدة تصنيفات لهذه الآلات، فمنها لحنية تعمل نوتات موسيقية مثل ماريندا وفيبرافون، ومنها غير لحنية كالطبول والسنير، وهذا يعني أن الآلات الإيقاعية لها أشكال لا تعد ولا تحصى، ما يحتاج فترة طويلة من العازف ليتمكن من العزف عليها جميعها».

وأنهى سيمون مريش حديثه عن المقطوعات الموسيقية التي تعزفها الفرقة بالقول: «هناك قطع جاهزة كتبت لهذه التشكيلة، وقطع نكتبها نحن لهذه المجموعة».

فرقة مرمر: أغانٍ قديمة على نمط جديد
وفي حديقة القشلة بدمشق القديمة التي اعتاد جمهور موسيقى على الطريق أن يحضر فيها سهرة هذا المشروع، قدمت فرقة مرمر في أولى مشاركاتها مع موسيقى على الطريق مجموعة من أغانيها الجديدة والقديمة، والتي أداها غنائياً الفنان السوري المعروف سيف الدين السبيعي بأسلوب مبدع، وتراوحت الأغاني بين المونولوج والجاز بأسلوب ربما تتفرد به هذه الفرقة وحدها.


سيف الدين سبيعي مع فرقة مرمر في حديقة القشلة

فرقة مرمر التي تعتبر من أولى الفرق على ساحة الموسيقى المجددة في سورية، بدأت مشوارها في مطلع التسعينات مع مجموعة من أكثر الشباب طموحاً، لخلق موسيقى سورية بديلة بعيداً عن المعايير التجارية السائدة، ولتكون في الوقت نفسه منغرسة في حياة الشباب السوري اليوم. أطلقت الفرقة ألبومها الأول في عام ٢٠٠٠ وكان في حينها من أولى التجارب التي يتم العمل فيها على كتابة أغاني شبابية بالعامية السورية مع موسيقى جاز وبوب وروك وسول وراي، وقد لاقى الألبوم نجاحاً في الأوساط الموسيقية المجددة وقدمت الفرقة عدداً من الحفلات داخل وخارج سورية. تضم الفرقة اليوم كلاً من منذر كبة (غيتار، غناء)، عمران العاصمي (ساكسوفون)، خالد عمران (غيتار، باص، غناء)، ناصر حمدي (درامز)، سيمون مريش (إيقاع)، إلى جانب سيف الدين سبيعي (غناء).

وفي لقاءات لـ «اكتشف سورية» مع بعض الحضور تقاطعت الآراء جمعيها في جمالية ما يقدمه مشروع موسيقى على الطريق من حفلات في هذه الحديقة، كما أثنى الجميع على أداء فرقة مرمر وخاصة الفنان سيف الدين السبيعي. وكانت البداية مع الشاب عمر جلول وهو طالب في كلية الآداب حيث قال: «اعتدت منذ فترة أن أمر بهذا المكان أنا وبعض من أصدقائي كل مساء جمعة لنتابع ما يقدم هنا، وأعجبت كثيراً بالعروض التي قدمت بمرافقة الفن التشكيلي والمسرح، واليوم كان أداء فرقة مرمر مدهشاً وهذه الفرقة أحضرها كثيراً وأتساءل: لماذا عروضها قليلة؟ لماذا لا نعلم بعروضها؟».

أما السيدة سمر القاق وهي ربة منزل فقالت: «أجلب أولادي الثلاثة إلى هذا المكان في أغلب أيام الجمعة، لأنزههم في يوم عطلتهم، ولكي نتمتع بالموسيقى التي تعرض كل أسبوع في هذا المكان الجميل، اليوم كان أولادي سعداء جداً عندما تابعوا ممثلاً لا يشاهدونه إلا من خلال التلفزيون، وحاولنا أن نأخذ صورة معه ولكننا لم نستطع ذلك،على العموم فرحنا بالموسيقى وبالأغاني التي سمعناها اليوم وهو ذات الأمر في الأيام الأخرى».

وبدورها قالت الآنسة لونا شاهين وهي طالبة في كلية الإعلام: «حضرت عروضاً موسيقية عديدة هنا وفي الحدائق الأخرى خلال هذه الفترة، ولكن عرض اليوم كان مدهشاً وخاصة بوجود الفنان سيف الدين السبيعي الذي أحبه كثيرا وأحب تمثيله وإخراجه أيضاً، وحضرت له هذا العام مسلسل أهل الراية، ووجوده في هذه الفرقة مكسب للغناء السوري».

وآخر لقاءاتنا كانت مع الشاب أحمد منصور وهو طالب إعلام أيضاً حيث قال: «الحركة الموسيقية السورية تشهد ازدهاراً واضحاً خلال هذه الأعوام، وليس مشروع موسيقى على الطريق إلا شكلاً من أشكال هذا الازدهار، وفرقة مرمر التي استمعنا إليها اليوم ورغم تحفظاتي على شكل الأداء فيها، لكنها استطاعت أن تجذب الأذهان إليها، ربما لوجود نجم درامي فيها ووقفته الجميلة على المسرح، وأعتقد بان الفنان سيف الدين سبيعي يعيد تجربة والده العريقة في الغناء ولكن بشكل محدث، ولو أني أحب أدائه في الدراما بكل أشكالها (التمثيل والإخراج) أكثر».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

فرقة بيركومانيا في حديقة المنشية

فرقة بيركومانيا في حديقة المنشية

فرقة بيركومانيا في حديقة المنشية

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق