أمسية غنائية إيطالية في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق

02 حزيران 2010

موسيقيون سوريون ومغنون من إيطاليا

قدمت دار الأسد للثقافة والفنون بالتعاون مع المعهد العالي للموسيقى والسفارة الإيطالية بدمشق أمسية غنائية أحياها ثلاثون عازفاً من الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة مشتركة بين قائد السيمفونية الوطنية المايسترو ميساك باغبودريان والمايسترو الإيطالي كارو مايني، وبمشاركة ثلاثة مغنين من إيطاليا والمغني السوري مكسيم أبو دياب وذلك مساء الثلاثاء 1 حزيران 2010 على مسرح الدراما.

أغاني من أوبرا حلاق «إشبيلية»:
تضمن البرنامج في هذه السهرة الغنائية، مقتطفات من أوبرا «حلاق إشبيلية» لروسيني، حيث بدأ الموسيقيون بعزف افتتاحية الأوبرا بقيادة باغبودريان بتميز ونجاح ملحوظ، ولمقدمة هذه الأوبرا قصة مثيرة، فقد قيل عند العرض الأول عام 1816 أن المقدمة متطابقة مع مقدمتين لمقطوعتي أوبرا سابقتين لروسيني، الأوبرا الأولى بعنوان «تركي في إيطاليا»، والثانية بعنوان «سيفيز موندو»، وعندما اختفت مقدمتا هاتين المقطوعتين لسبب من الأسباب، أحل روسيني بكل هدوء مقدمة كان قد استخدمها على الأقل في معزوفتي أوبرا، وهما «أورين في بالميرا» و«إلزابيت ملكة إنكلترا»، وبقيت هذه الافتتاحية مقدمة لأوبرا «حلاق إشبيلية» حتى الآن، وبصرف النظر فإنه من المعروف أن روسيني حاول جعل الافتتاحية ملائمة ومرتبطة بالأوبرا ومتكاملة معها.

ومن ثم أدى أحد المغنين الطليان بقيادة مايني أغنية «السيرنادا» المعروفة التي تغنيها شخصية «الكونت المافيفا» في الأوبرا، حيث استخدم في الحفل كرسياً بدلاً من الشرفة، وظهر فيوريلو (خادم الكونت) من تحت المسرح، ليظهر الكرسي كشرفة مفتوحة، والمغني يؤدي دوره تحت شرفة الحبيبة، وعندما تنساب الموسيقى الهادئة الحالمة يدخل فيوريلو إلى الساحة وهو يحمل مصباحاً، ويطلب من الموسيقيين الهدوء، ثم يظهر الكونت، ويلعب دوره أيضاً المغني الإيطالي الثاني، ثم تبدأ الأوركسترا بعزف معزوفة «السيرنادا»، من الكونت إلى روزينا، فيغني الكونت أن ضوء القمر يطرد ظلمة الليل الموحشة، ويطلب من حبيبته إطلالة واحدة تملأ قلبه حبوراً، ويتكلم بانفعال عن اللحظة الرائعة التي ستظهر بها، وعن السحر الذي سيفعم به قلبه، وتنتهي الأغنية بذروة مزخرفة، إلا أن روزينا، التي تؤدي دورها مغنية إيطالية أيضاً، لم تظهر، فيسأل الكونت فيوريلو إن كان قد رأى روزينا، فيأتيه الجواب مخيباً للأمل، ويذكر الخادم الكونت بأن الصباح قد حل.


المغني السوري مكسيم أبو دياب

أما المغني السوري مكسيم أبو دياب فقد أدى أغنية من دور دون بازيليو، وهو مدرس موسيقى في الأوبرا، حيث يحتاج هذا الدور إلى صوت (باص)، حيث أدى أبو دياب أغنيته بنجاح، وتفاعل معه الحضور وصفق له طويلاً.

أما المغنية الإيطالية التي غنت عن دور روزينا قد أدت بعض المقتطفات بأسلوب في أداء طبقة السوبرانو يتميز بالقدرة على أداء النغمات الحادة والحافلة بالزخارف وأسلوب درامي وضعت المتلقي وكأنه أمام أوبرا كاملة وغير مجزأة.

كما شارك في الحفل عازف الغيتار السوري عمر جمول كمرافق مع الأوركسترا عند تأدية بعض الأغاني.

هكذا استمع الحضور إلى مقتطفات من أوبرا «حلاق إشبيلية» ومن قرأ عن هذه الأوبرا أو شاهدها فقد استمتع أكثر بالأداء الرائع والكلمات المؤثرة.

انتهت الأمسية بالنشيد الوطني الإيطالي بقيادة باغبودريان، والنشيد العربي السوري بقيادة المايسترو كارلو مايني، وشارك في الأداء المغنون الطليان بأصواتهم القوية والجميلة.

عازف الغيتار السوري عمر جمول

وكان لـ «اكتشف سورية» هذا اللقاء مع عازف الغيتار السوري عمر جمول، حيث بدأ بالحديث عن تجربته هذه قائلاً: «التجربة كانت جديدة بالنسبة لي، فحفلاتي السابقة كانت بشكل فردي أو ثنائي، وأيضاً لي تجربة وحيدة مع كورال الحجرة، والعمل التي قمت به مع الأوركسترا ذو خصوصية مزدوجة، حيث يتطلب ذلك العمل مع الأوركسترا ومع مغني التينور في آن واحد».

وتابع بقوله: «والصعوبة تكمن بالمرافقة الدقيقة، وجاءت الاستفادة من الجانبين، العمل مع المغني وهي تجربة جديدة لي ومهمة، والجانب الآخر العمل مع الأوركسترا وهي فرصة مهمة أتمنى أن تتكرر».

وأضاف: «الدور الذي عزفت فيه طابعه غنائي رشيق وهو المعروف بغناء سرينادا، ورأى المايسترو أن أعزف بدون أجهزة الصوت للحفاظ على خصوصية المرافقة الخفيفة للمغني».

وعن الحفل بشكل عام قال عمر جمول: «الضيوف كانوا على سوية عالية وخصوصاً أنهم قاموا بتأدية عمل من موسيقاهم الخاصة، كما أدت الأوركسترا السورية دورها بمزاج عال وفهم كبير لخصوصية هكذا موسيقى». وتابع: «تفاعل الحضور بجنسياته المختلفة وكان ذلك واضحاً، وليس هذا إلا دليلاً على جودة الأداء ونجاح كل من قاموا هذا الحفل».

وأنهى حديثه بالقول: «أشكر الأوركسترا السورية على إتاحتها لي هذه الفرصة، كما أشكر السفارة الإيطالية بدمشق ودار الأسد للثقافة والفنون والمعهد العالي للموسيقى لإقامتهم هذه الحفلة الجميلة».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

المغنون الطليان ينشدون النشيد الوطني الإيطالي بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان

من الأمسية الغنائية الإيطالية في دار الأسد للثقافة والفنون ومقاطع من رائعة روسيني (حلاق إشبيلية)

من الأمسية الغنائية الإيطالية في دار الأسد للثقافة والفنون ومقاطع من رائعة روسيني (حلاق إشبيلية)

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق