الفرقة الفيلهارمونية السورية تعزف لبوتشيني ورودريغو و تشايكوفسكي

20 تشرين الأول 2010

في دار الأسد للثقافة والفنون

قدمت دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق حفلة للموسيقى الكلاسيكية أحيتها الفرقة الفيلهارمونية السورية بقيادة مؤسسها الموسيقي السوري ناهل الحلبي، وبمشاركة عازفي الغيتار السوريين أيمن جرجور، عمر جمول، رامي حمزة، وغيث جمال، وذلك مساء الأحد 17 تشرين الأول 2010.

بدأت الفرقة بعمل عنوانه «الأقحوان» للمؤلف جاكومو بوتشيني، وهو مؤلف إيطالي عاش بين عامي 1858 – 1924، له العديد من الأعمال الأوبرالية ومنها «لابوهيم»، «توسكا والسيدة فراشة»، وهي من بين الأعمال الأوبرالية الأكثر أداء وتكراراً على مستوى العالم. بعض ألحانه مثل «والدي العزيز» من أوبرا جانّي سكيكّي، «كم أنها يدٌ باردة» من أوبرا لابوهيم، و«لا أحد نائم» من أوبرا توراندوت، أصبحت جزءاً من ثقافة البوب. لكل أوبرا من أوبراته أهميّة خاصّة، لكن يمكن القول بأنّ توسكا (1900) هي أول غزو لبوتشيني في الواقعية، ففيها صور لجوانب كثيرة من واقع الحياة بما في ذلك العنف. ويعتبر النقاد بأنّ توسكا عموماً هو أهمّ عمل في تاريخ الأوبرا كونه يحمل في طيّاته تفاصيل موسيقيّة هامّة.


الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة
من حضور حفلة الفرقة الفيلهارمونية السورية

من ثم قدمت الفيلهارمونية السورية عملاً للمؤلف خواكين رودريغو، وهو كونشيرتو «الأندلس» لأربع آلات غيتار وأوركسترا، يتألف الكونشيرتو من ثلاث حركات (بسرعة البوليرو، بطيء، رشيق)، أدى فيها عازفو الغيتار عملاً صعباً ونفذوه بشكل أكاديمي، ويسمى هذا الكونشيرتو الأندلسي بالإسباني أيضاً، وقد أَنجزه الموسيقي الإسباني خواكين رودريغو عام 1967 لأربع آلات غيتار وأوركسترا. للقطعة ثلاث حركات، كلّ واحدة منها تحوي تأثّيراً من نمطَي عصرَي الانطباعية والباروك. أول من عزف هذا الكونشيرتو عازف الغيتار الإسباني سيليدونيو روميرو وأوّل من قام بأدائها لوس روميروس مع أوركسترا القدّيس أنطونيو السيمفونية بقيادة فيكتور أليساندرو في سان أنطونيو بولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1967.

وبعد استراحة قصيرة استأنفت الفيلهارمونية السورية حفلها بالسيمفونية الرابعة للمؤلف الروسي الشهير تشايكوفسكي الذي عاش بين عامي 1840-1893، وهذه السيمفونية تتألف من أربع حركات (متحرك قوي، متحرك غنائي، مازح بأسلوب النقر، نشيط مشتعل)، وهي من سلم فا مينور مصنف رقم 36.

كُتبت السيمفونية بين عامي 1877 و1878. وكان التقديم الأول لها في حفل المجتمع الموسيقي الروسي في سان بطرسبرغ في 22 شباط 1878، بقيادة نيكولاي روبنشتاين.

كسيمفونيته «الخامسة» وجد تشايكوفسكي أنه مع نمط القصيد السيمفوني الحر، التي كان رائدها فرانز ليزت، حيث يمكن الجمع بين الكتابة الأوركسترالية واسعة النطاق من حيث السلالم الموسيقية (المفاتيح) والعواطف. وكانت النتيجة سيمفونية هجينة، تتقاطع بين أصل الشكل المعماري للسيمفونية وأصل الشكل «الأدبي» أو «الشعري» للقصيد السيمفوني.

من حفل الفرقة الفيلهارمونية السورية
في دار الأسد للثقافة والفنون

لم يكن الانطباع عن العرض الأوّل لهذه السيمفونية مرضياً، وكان تشايكوفسكي وقتها في مدينة فلورنسا الإيطالية، وتلقّى حينها مراسلة وحيدة من ميك فون، بينما لم يتصل به أصدقاؤه المقرّبون إذ لم يكونوا مقتنعين ببعض أجزاء هذا المؤَلَّف، علماً أنّه تلقّى برقية من روبنشتاين وبعض من الموسيقيين الذين شاركوا في أداء العرض الأوّل يقولون فيها أنّ الأداء الموسيقي للأوركسترا كان جيّداً. بعد شهر طلب تشايكوفسكي النقد من المؤلّف الروسي سيرغي تانييف المعروف بصراحته، الذي أجاب على الفور قائلاً أنّه وجد السيمفونية ممتازة في بعض الأجزاء ولكنها أقل من ذلك في أجزاءٍ أخرى، كما اعتبر الحركة الأولى أطول مما ينبغي. وفضّل روبنشتاين الحركة الرابعة عن باقي الحركات. أجاب تشايكوفسكي مدافعاً ومقدراً صراحة تانييف.

كان رد الفعل على العرض الأوّل أيضاً في الولايات المتحدة سلبيّاً، ففي عام 1890 كتب ناقد لصحيفة نيويورك بوست أن «السيمفونية الرابعة لتشايكوفسكي هي مثال للتأكيد على شبه همجيّة معظم المؤلّفات الروسيّة، وإذا كان تشايكوفسكي قد سمّى سيمفونيته زلاجات سيبيريا فلن يجد من يعتبر هذا العنوان مناسباً». وفي ألمانيا عام 1897 كتب أحد النقاد «ثرثرة هذا المؤلف أزعجت مزاجي، وهذه الفوضى في الآلات النحاسيّة وضجيج الآلات الإيقاعيّة دفعني للخروج من المسرح!».

ولكن على الرغم من ردّات الفعل المحرجة بادئ الأمر، إلا أنّ السيمفونيّة الرابعة لتشايكوفسكي ما لبثت أن أصبحت مرجعيّة موسيقيّة وإحدى الدعائم الأساسيّة في عالم الموسيقى السيمفونيّة، إضافةً لكونها باتت واحدة من أكثر الأعمال أداءً منذ نهايات القرن التاسع عشر.


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

بعض من حضور حفلة الفرقة الفيلهارمونية السورية في دار الأسد للثقافة والفنون ويبدو في الوسط الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة

الفرقة الفيلهارمونية السورية تقدم مجموعة من المقطوعات الكلاسيكية في دار الأسد للثقافة والفنون

الفرقة الفيلهارمونية السورية تقدم مجموعة من المقطوعات الكلاسيكية في دار الأسد للثقافة والفنون

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق