اللوحة كذهب وماس ولؤلؤ وخشب!

10 06

كان غريباً، آسراً بحدة دهشته! اللون، الريشة، القماش، ورائحة الانفعال، كل هذا يذوب، يتحول، يصقل، يبرق، يشع، ويكوّن اللوحة من جديد، ولكنْ التي ستجدها محمولة على أعناق الصبايا، أو حول أصابعهن، ستكون اللوحة على لوحة أخرى! تزدوج ضربة الدهشة، في عمق العين، ولا بد من شهقة، تحتفي بهذا الجمال! أن تحمل اللوحة بين أصابعها فتقطر فتنة عطرها على المساءات، أن تضمها إلى صدرك لأنها على صدرها، هذا أقسى ما يحتمله القلب، رفقاً بنا أيها الصائغ!

«اكتشف سورية» كانت مساء العرض، حيث كانت الحلي، وحيث كان من أبدعها فكان هذا اللقاء.

فايقة الحسن، البحرين:
إنه لجميل أن تتحول لوحتك إلى قطعة من جمال ومجوهرات فيلبسها أحد، مجوهرات وقصة، تخيل أن تلبس امرأة قصة، هذا تحدٍّ أن تفعله وتحد لامرأة أن تلبسه، قصة في ألماسة أو ذهب، قصة ناس وشجرة وأمكنة وبيوت، هذه حكايات لوحاتي، ناس وأمكنة.

صفاء الست، سورية:
من الطبيعة والإنسان والأحجار الملونة تأتي فكرتي ولوحتي، أمازج بين كل هذا، فيتحول عقداً، غجرية ترقص على الصدر، ماساً يغوي العين، ويرعش الليل، هذه لوحتي الثمينة.

صفوان داحول، سورية:
هذا التصميم يأتي من لوحتي، من وجوه لوحتي، لم يختلف الأمر كثيراً، احتمال آخر بشكل التنفيذ، المجوهرات لا تضيف لقيمة العمل، ففي الحالتين تكمن القيمة في اللوحة، وإن اختلف حاملها.


من أجواء حفل افتتاح
معرض لتكن حلي

مصطفى علي، سورية:
فكرة هذا العرض تأتي من مختص بعالم المجوهرات، أحب أن ينفذ أعمال الفنانين ويحولها إلى مجوهرات وهذه فكرة رائدة وجميلة، فالفنان مبتكر بالدرجة الأولى، وهذا يعطي رؤى جديد في هذا الشأن، ويمنح العمل التشكيلي أبعاداً أخرى، كوظيفة وكاحتمال آخر للعمل الفني، فكرتي تقوم على المكعب المفرغ المزين بعناصر ورموز، لها علاقة بالتاريخ بحس أيقوني مستخدماً الخشب والذهب، إضافة لمقاربة من فطريات خاصة تكون في الأماكن الرطبة، إضافة للشكل الحلزوني الذي يرمز إلى اللانهائية.

ندى الدبس، لبنان:
قدمت خاتماً وإسوارة من الذهب ولكن فكرة الخاتم تقوم على أساس الزخرفة الإسلامية (اللانهاية)، وتحمل في ثناياها أبعاداً صوفية، خصوصاً والقطعة تتخذ التشكيل الشبكي المفرغ والمنمنم جداً بحيث يسمح للضوء والظل بالتزاوج، ما يمنح العمل الذهبي خصوصية الشفافية، هذه النمنمة الدقيقة والتي تكاد تكون مجهرية تحتوي العالم.

رنا سلام، لبنان:
غرافيكية ومصممة تتخذ من البوب آرت طريقاً في تصميمها ولكن ببعد شرقي كما تقول، تقوم تصاميمها على الأشياء القديمة المهملة والتي ترمى في النفايات، كعلكة الشكلس، وقشور الفستق الحلبي، والبوظة، حيث يحضر اللون في التصميم، وهي فكرة مختلفة أن تكون قشور الفستق التي لا تعني شيئاً عملاً يتشكل من الماس، إنها فكرة صادمة.

سارة شمة، سورية:
فكرة هذا العمل جديدة، وتمنحني آفاقاً مفتوحة على العديد من الاحتمالات، التصميم خرج من فكرة أعمالي، من وجوه لوحاتي، هي فرصة لأقدم مزيداً من الاقتراحات البصرية.

أحمد معلا، سورية:
أتعامل مع تقنية جديدة غير تقليدية، إلا أني حاولت تقديم ذات الرؤى التي أعمل عليها في لوحتي، الفكرة تتخذ من الشكل المربع أو المستطيل حاضناً للكلمة التي تغوص في الباطن، تقديم الكلمة بهذه الصياغة لها الكثير من الدلالات، أهوى الذي يهوى، كأن الذي في النحور تخيرن منه الثغور.

عيشى ديري، يونانية من أصل سوري:
مصممة مجوهرات، قدمت تصميماً يقوم على اللؤلؤ بلونين، ويقوم على فكرة الثلاثية من صفوف اللؤلؤ.


من حفل افتتاح المعرض

هيلدا حياري، الأردن:
تقوم الفكرة في لوحتي على الهالات الكونية، وتلك الانبثاقات الضوئية والانفجارية ذات المحتويات الرؤيوية المكتنزة بالمعاني، وهنا الفكرة تقوم على هذا عبر أشكال ومنحنيات متداخلة تقترب من الحروفية وإن كانت ليست حروفية، كمقترح جمالي وتشكيلي مختلف، فقط المادة هي التي تغيرت، بمعنى أن اللوحة انتقلت من اللون إلى المجوهرات بتنويعاتها بين الماس الملون والذهب الملون.

ياسر حمود، سورية:
أي عمل فني هو انعكاس لتشكيل ثقافي يمتلكه الفنان، وللمجوهرات بُعدها الأول كتميمة أو تعويذة، ترتبط بالحب أو الأمل أو دفع الشر، وإن كان لها أن تتخذ أبعاداً رمزية، وصولاً إلى أن تكون حلىً تزينية جمالية ترمز للثراء المادي أو المعنوي، ومن كل هذا يأتي تصميمي. إذاً العمل يقوم على الفكرة، وهذه الفكرة موجودة في اللوحة لدي، وهي تخص لوحتي، أنانية الفنان تفترض أن تكون الفكرة ملك اللوحة، وهنا كنت بمواجهة هذه الأنانية، بأن تقول فكرة يجب أن تؤخذ فيها اعتبارات الآخر لكونه سيكون جزءاً منها وهنا تكمن الصعوبة، فالفنان لا يفكر غالباً في الآخر عندما يرسم، لكن عندما تقدم عملاً وتلعب فيه دور المصمم لا بد وأن تفكر برأي الآخرين، ففي النهاية هذه القلادة ستطوق عنق امرأة غير معروفة، وهي ستختارها لأنها تمثل لها شيئاً ولا بد! الفكرة في عملي تقوم على التضاد، الضوء المنعكس من القطعة وهو هنا الذهب، والضوء الذي تمتصه هذه القطعة وهو الخشب، وهو نوع ثمين من الخشب، هنا تضاد بمدى انعكاس الضوء، وتضاد بين المادتين، إضافة إلى التضاد من حيث الديمومة بين الخشب والذهب، وهنا تكمن مفارقة أخرى بين هذا التقشف وهذا الثراء، في ذات القلادة، وهو ما سيعطي الشخصية التي سوف تتعامل مع هذه القطعة عمقاً وبعداً خاصين، القطعة التي أقدمها لا تلبسها المرأة فقط، بل القطعة هي التي ستلبسها، إنها مواجهة من نوع خاص، تشكل مفارقة أخرى، وإن كانت ليست الأخيرة.

زهاء حديد، العراق:
تحدث بالنيابة عن السيدة زهاء مساعدها ويقول: العمل هو تشكيل شبكي يلبس حول المعصم، وهي كقطعة قابلة للفك، متعددة الطبقات كبيرة الحجم، ولها حضور قوي وجريء، مشغولة من الذهب الأبيض، ومطعمة بالماس من الخارج.

خالد تكريتي، سورية:
موضوعي استمده من البيئة، والطقس تحديداً، الشمس، وذرة الثلج، بارد وحار!

جبر علوان، العراق:
الفكرة هي تماماً الموجودة في اللوحة، المرأة بكل بهائها وزينتها وحضورها الملون، اللوحة انتقلت إلى المجوهرات بكل التفاصيل هذه.

وديع الصايغ، سورية:
صاحب الفكرة والصائغ الذي ترجمها إلى منحوتات جميلة تحاكي العمل التشكيلي، وتمنحه مزيداً من التوهج. يقول عن الفكرة: علاقاتي قوية مع أغلب الفنانين التشكيلين، وكنت أتساءل وأفكر بأن الحرفة الشرقية جزء من الفن، فلما لا نربطهما معاً، وهذا ما كان، فقد طرحت الفكرة على الفنانين وتشجعوا لها، وها نحن نقدم تجربتنا التي لاقت استحسان الجميع.

لا بد وأن هذا العمل كلف الكثير؟
الكلفة ليست مهمة ولا المردود أيضاً أمام هذا الإنجاز المعنوي الذي يشع من عيون الحضور، أنا أخذت حقي من نظرات الاستحسان والإعجاب هذه.


عمار حسن

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق

سارة:

في احساس كبير ممكن مايصل بس اكيد بينحس فيه