صفاء الست في آرت هاوس
29 06
رقص عرائس الحديد
لا تقارنوا بين نعومتها ورهافتها، وهذا الحديد الثقيل الحاد والبارد! بل لتقتربوا أكثر ولتنظروا كيف صار رقيقاً وشفيفاً وآسراً كغيمة تلثم ذوائب الشجر، بل لتفتحوا عيونكم لملمس هذا الحديد بعد أن أصبحت مساماته ترتعش كمسامات صبية بتول تحت نظرات راحت تترنح لطعم الدهشة! وستوشكون على الاعتقاد أن هذا ليس حديداً، بل ألعاباً، أحلاماً يمكنكم احتضانها! إذا استطعتم أن تنظروا هكذا، عندها يمكنكم أن تقارنوا أو تمزجوا بين صفاء وهذا الجميل (منحوتاتها) وهي تتراقص بفرح أمام كل العيون.
«اكتشف سورية» التقى الفنانة صفاء الست، وكانت هذه الإطلالة على هاته الرقصات.
يمكن أن نقول عن معرضك بأنه عمل نحتي تركيبي، لكني أقول: إنه رسم غرافيكي بخطوط وكتل الحديد، وأقول أيضاً أنه عرض مسرحي لمجموع هذه الكتل، أنت ماذا تقولين؟
أحب أن يبدو معرضي وكأنه مسرحية، معرضي الأول كان عن كوميديا ديلارتي، أنا أتخيل أعمالي كشخوص أو ممثلين يؤدون أدوارهم على المسرح في مسرحية مفترضة، أكون أنا مؤلفتها ومخرجتها.
من الطبيعي أن يأتي عملي بإيقاعه الغرافيكي، كوني خريجة إعلان والغرافيك جزء أساس من دراستي. عندما أبدأ بتنفيذ العمل لا أكون قد حضرته مسبقاً أغلب الأحيان، فهو أداء مسرحي مرتجل، عملي الغرافيكي يأتي فطرياً منسجماً مع ميولي للرسم والكولاج والتركيب، هذا يأتي من طفولتي ولا زالت متمسكة باستمرار بهذه الروح الطفولية في عملي. لا أحب أن يكون لدي حدود، أحب الفراغ وأن يمتد كما الحرية، لا أعرف إلى أين سأصل وأنا أقوم بعملي، يبدأ هكذا، وينتهي هكذا، بشكل تلقائي.
تفاهمت مع الحديد إلى حدود أراك تلتقطين فيها حتى هسهساته، تغلين فيه كما الموسيقى فينا، لنتحدث عن شغفك هذا؟
الحديد ليس مادة قاسية أبداً، هو عجينة طيعة وثرية، ولا أجد معاناة أبداً معه، هذا الحديد يشبه الأرض والشجر، وكلما أعطيته أعطاك أكثر، وأي حس عميق تدخله إليه يظهر عليه، يحقق لي ما أطمح إليه من انسيابية وغنى تتفق وروحي، هو كالخشب، مادة نبيلة وهذه رؤيتي. انا أستمع إلى موسيقى أصواته، الداخلي منها والخارجي، وأشعر به يتحسس ويتفاعل معي، يسمع ويرى، أشمه، وأراه يفرح ويرقص ويرتعش تحت أصابعي.
المكان ليس منفصلاً عن الشكل، وكلاهما يشكلان وحدة العمل، فأنت تضيفين المكان الخاص بالعمل ليكون في فضاء المكان الآخر الذي سوف يتواجد به، أهي فلسفتك؟
أنا أضيف المكان من عندي بحيث يكون متوافقاً مع العمل، فلو وضع العمل في أي مكان فإنه «لا يزعل»، بمعنى أن المكان الآخر قد يسيء له، لذا فعملي يأخذ مكانه معه، وإذا كان المكان الذي سوف يوضع فيه العمل جميلاً فهذا يعني إضافة جمال آخر، أحب وأحرص أن أمنح عملي الأمن المطلوب، أريد أن أتركه بفضاء من الطمأنينة.
الحديد بين يديك يسيل، يبرق، يشف، يرقص، يبكي، أعجب بك ومنك لكل هذه الرهافة التي لا يصمد أمامها الحديد، ما السر ثانية؟
هذا من طبيعتي، فأنا أريد وأحب أن يكون هذا الحديد ناعماً وسلساً ورقيقاً، كما أحب أن يكون الرجل بهذه الروح، كل ما أحبه وأعشقه في الحياة تراه في أعمالي، مثلا: أنا أحب الدانتيل، وتستطيع أن تراه شفافاً في أعمالي، اللعب والفساتين والأصدقاء، والعلاقات وتجارب الآخرين، وصولاً إلى الورد، وهو من أهم الأشياء في أعمالي، الورد كائن عجيب لا يشبهه شيء، الطبيعة جزء من أعمالي، الطبيعة والأشخاص أيضاً، الشجرة أو الغصن أو الوردة قد تكون طفلاً أو شخصاً، كل هذا موجود ويقول شيئاً، أتلاحظ كم تحدثت عن منحوتاتي ولم أستخدم كلمة الحديد!
تعيدينني إلى طفولتي عندما كنت أشاهد البنات الصغيرات وهن يلتقطن الأقمشة والشرائط والعيدان وأغطية الكازوز ليحولنها بعد ذلك إلى ألعاب يهدهدنها ويصدقن أنهن أصبحن أمهات، كأم لهذا الحديد ولهذه العائلة الكبيرة من الأعمال، ماذا تخبريني؟
حقيقةً أعمالي كأولادي، أذهب كثيراً وأفتح باب المشغل بخلسة كي أراقبهم، ولأرى ماذا يفعلون، أشعر فعلاً أنهم يتحركون ويتهامسون فيما بينهم! كنت أتمنى أن يكون لدي ثلاث بنات وهو ما حققته فعلاً من خلال أشكالي (منحوتاتي) الحديدية، أنت رأيتهن، لا زلن يلعبن في فضاء أعمالي، وهن تحت الخامسة من العمر!
هذا الحديد لم يعد بارداً و لا قاسياً بين يديك، حتى أنه عبر إلى عوالم روحانية كنساء يولدن معرفة؟
أميل بشخصيتي إلى الروحانيات والتأمل، وهذا يظهر في أعمالي، فمشغولاتي لا بد وأن تظهر حالة ما كتعبير. تأتي أعمالي امتداداً لتطلعاتي الروحية، ولخلواتي مع الطبيعة، أعمالي كأنها أنا، هي أنا.
لم أجد تشابها في أعمالك (بمعنى التكرار) رغم خصوصية المادة، كيف نتحدث عن خصوبة وتنوع الأفكار لديك؟
لدي الكثير من الأفكار المتغيرة والمتوالدة، بالإضافة إلى تقلبات مزاجية متنوعة تحكمها الظروف، ولكل الخبرات التي أمر بها وأتأثر بها، هذا كله يملكه الحديد مثلي تماماً، نحن نتقاطع في كل هذا.
الحديد هذا المعشوق، أيرمز إلى الرجل بشكل ما؟
طبعاً يشبه الرجل، لكن إلى حين وصول تلك اللمسة ليغدو بهذه الرقة! ألا ترى الرجل شفافاً في عملي! رغم وجوده في هذا الحديد، يكون كظل شفيف ينبعث من خلال هذه الأنثى التي يرتاح فيها.
هذا الجهد الكبير هل تقومين به بمفردك؟ وإن كان لك مساعدون فإلى أي حد يستطيعون التقاط إشاراتك ونقلها إلى الشكل؟
بالتأكيد لدي مساعدون، وخصوصاً للأشياء التي تحتاج قوة عضلية، ولقد وصلت مع مساعديّ إلى تفاهم كبير بحيث يلتقطون إشاراتي ويترجمونها بحرفيتها.
قصيدتك في مقدمة الكاتالوج تشبهك إلى آخر قطرة، ماذا لديك غير الحديد، الرسم، الشعر؟
أحياناً أترجم بعض ما يجول في خاطري وإن كنت لا أعتبره شعراً، إنه شيء ينساب مني ومن بين منحوتاتي فيكوّن هذه الكلمات، أطياف أعمالي التي تشاغب في خيالي لا تترك لي مجالاً لأقوم بشيء آخر.
عمار حسن
اكتشف سورية
من أجواء افتتاح معرض صفاء الست في آرت هاوس |
صفاء الست مع التشكيلي يوسف عبدلكي |
صفاء الست مع قيس الشيخ نجيب |
وسام:
شو هل الشغل المميز هاد برااااااااااااااااااااااااااااااااااااااافو
سوريا
هيام قبلان:
بعد اطلاعي على الصور في ( اكتشف سوريا) وقراءة هذا
الحوار الماتع مع الفنانة صفاء الست أعتقد أننا أمام فنانة
مرهفة الحس تؤكد من خلال أعمالها بالحديد أنها تكتب
مسرحا لهذه الشخصيات التي تحبها ، تتعاطف معها
تحنو عليها ، تلامسها وتجعلها تضحك وتبكي كما لو كانت حقا
حية فمن الحديد الى عالم الصغار اذ تعود الفنانة في أعمالها
الى الطفولة والى البنات الثلاث دون سن الخامسة تبحث
من خلالهن عن الطفلة المتواجدة داخلها .
هكذا ينطلق الفن بكل احساس وكأني بها لا تعلم أنها تتعاطى
مع الحديد والذي يعتبره الناس مادة صلبة قاسية تجد فيها
الفنانة صفاء عجينة طيّعة بين يديها تلوي عنقها كيفما تشاء
وتعيدها الى الحياة نابضة ، زاهية ، مغرّدة ، تتراقص طربا .
مودتي / هيام
جبل الكرمل فلسطين
رومية فهد:
ما شاء الله ... !
أعمالها قوية وناعمة
استطاعت تسخير الخامات
الصلبة بحرفية رائعة .
رمية فهد اديبة
سليمان:
بدي اشكر السيدة صفاء والله يعطيها العافية وايضا الشكر الجزيل للسيد عمار على هالمقالة المكتوبة عنها
بس انا بدي البريد الألكتروني الخاص بالسيدة صفاء وذلك لكي يتسنا لي تهنأتها لأنني معرفةمنذالدراسة في المرحلة الأبتدائية وشكرا
سورية
سورية
ناصر:
( الست) تخلق للمعادن احاسيس وافكار تجعلها تنطق بلغة الحسناوات في يوم زفافهن حتى انني احاول ان اضرب معهن موعد في احدا حانات دمشق المعدنيا برررررررررررافو
سورية
جورج تويني:
قمة الروعه انك تشوف فراشه بتحول الحديد الى فن راقي
سوريه