التشكيلي العراقي رياض نعمة في غاليري رفيا بدمشق

26 كانون الثاني 2011

في معرضه «الشارع»

كعادتها تقدم غاليري رفيا للفنون التشكيلية، المختلف من نتاج التشكيل السوري والعربي والعالمي، عبر استقدامها للتجارب التشكيلية العربية والعالمية إضافة لتقديمها روائع التشكيل السوري بفنانيه ومبدعيه، فأضحت ملتقى التشكيل العربي من العراق إلى السودان ومصر وغيرها، إضافة لاستقدام التشكيليين السوريين المغتربين، واستضافتها لهم كالتشكيلي كاظم خليل في المُغتَرب الفرنسي وعلي قاف في المُغتَرب الألماني..

وعلى جدران صالتها قدمت غاليري رفيا يوم الثلاثاء 25 كانون الأول 2011، تجربة تشكيلية عراقية جميلة ممثلة بالتشكيلي العراقي رياض نعمة، الذي قدم حوالي الـ 20 عملاً تشكيلياً تحت عنوان «الشارع » بتجربة لونية مميزة، استطاع من خلالها أن يقدم اللون بقيمته البصرية وتكويناته التشكيلية المتناقضة، عبر موضوعة الشارع بما يحتويه من جدار وطفولة مُغيبة الوجه في عمق اللوحة، فكانت أعمال الفنان العراقي أطروحة لونية قوية من خلال تقديمه للون ونقيضه، وما بين ضبابية المشهد بين عالمين نقيضين كان الشارع مشترك بينهما، عالم الجدران برماده اللوني، وعالم الطفولة بألوانها الزاهية، إنها أعمال تدعونا للبحث حول واقع مُعاش، ليغدو المشاهد لهذه الأعمال أمام تساؤلات جمة حول حقيقة مُغيبة رغم وجودها بين تفاصيل حياتنا اليومية، فالطفل والجدار وجهاً لوجه، ونحن نشاهد كمن يتتبع نشرات الأخبار هول المصيبة متأملين متفرجين لا أكثر، لحياة تشتد سواد، وعالم متناقض يسوده لون ضبابي، تلهو تحت رماده طفولة ملونة بألوان الطيف، إنه عالم مجسد بريشة الفنان العراقي رياض نعمة والذي اختصره بطفل وجدار.


التشكيلي العراقي رياض نعمة

«اكتشف سورية» تابع حفل افتتاح معرض «الشارع» للتشكيلي العراقي رياض نعمة وعن عالم الطفولة التي استحوذت سطوح أعماله التشكيلية يقول الفنان رياض نعمة: « الطفولة في هذه الأعمال تأتي كقيمة افتراضية للإنسان، كما أنها كمفردة إنسانية تسحرنا بعالمها البريء والنقي، وهي إشارة لهذا الرمز الإنساني الذي يعاني من الإهمال والحرمان في عالمنا العربي، ورسالة لونية للنظر لحال هؤلاء ومن ورائهم من بشر يتعرضون للقسوة في تفاصيل حياتهم، وهو نوع من الاحتجاج، فكان الخيار بوقوفهم على هذه الشاكلة، للتعبير عن كثرة المظالم التي يتعرض لها الإنسان أينما كان».

وأما خياره اللوني ضمن تكوينات متناقضة جُسدت بجدار وطفل يوضح التشكيلي رياض نعمة: «كانت لدي غايتين من هذا المعرض، الغاية الأولى فيزيائية بصرية فاللون الرمادي هو اجتماع لونين متناقضين هما الأبيض والأسود، وهذا يعطي قيمة لونية لأي مفردة ثالثة تدخل على اللوحة التشكيلية، لذا هي لعبة بصرية تشكيلية، استفادت منها جميع المفردات التشكيلية الموجودة في اللوحة كالجدار مثلاً، وهو العنصر الرئيسي في مجموع هذه الأعمال، كما أنني أغرقت الإنسان والمتمثل بالطفولة بعالم من اللون فهو الأكثر قيمة من الجدار البعيد عن الروح الإنسانية».


من أعمال التشكيلي رياض نعمة

وعن الترابط ما بين طفولة العراق وأعماله التشكيلية يضيف الفنان نعمة: «هي طفولة تُجسد الإنسان بغض النظر عن جنسيته إن كان عراقياً أو من أي جنسية أخرى، ولكن يوجد في ذاكرتي أشياء من هذه اللوحات التي قدمتها، وخاصة عندما أزور مدينة بغداد بشوارعها وجدرانها».

وفي سؤال عن تأرجح الفنان رياض نعمة بين المدارس التشكيلية عبر مسيرته الطويلة يجيب: «كأي رسام كانت بدايتي بالمدرسة الواقعية ثم انتقلت للتعبيرية، فالمدرسة التجريدية، لأستقر الآن في المدرسة الواقعية، وهذا يعود للظرف العام الذي أعيش فيه، وتأثري بمجرى الأمور الحياتية، وخاصة أنني ابن العراق بظروفه الاستثنائية والتي أتأثر بها بشكل مباشر وعميق، لذا فقد كانت المدرسة الواقعية غنية جداً بمفرداتها التي تتقاطع مع حياتنا اليومية».

وفي سؤالنا الأخير عن حضور الفنان العراقي على اختلاف توجهه الفني في المشهد الثقافي السوري يقول الفنان رياض نعمة: «سورية كانت وما زالت حاضنة ممتازة للثقافة العربية وخاصة للثقافة العراقية، فمنذ أكثر من ثلاثين عاماً وسورية تحتضن الفنانين والمفكرين العراقيين، على اختلاف مذاهبهم الفنية من ممثلين ومخرجين وتشكيليين».


التشكيلي جبر علوان

كما التقى «اكتشف سورية» التشكيلي جبر علوان الذي حدثنا عن انطباعه بتجربة الفنان رياض نعمة قائلاً: «التشكيلي رياض نعمة صديق قديم، تابعت معظم تجاربه التشكيلية، وفي هذا المعرض يقدم الفنان نعمة عملاً تأملياً جريئاً، استطاع من خلاله أن يدخلنا في عالم الطفولة وما تعيشه ضمن مجتمع مضطرب، فبرغم ألوانه الداكنة في جميع اللوحات إلا أنه قدم لوناً يمس عالم الطفولة بألوان مشعة ومبهرة، وترك الألوان الرصاصية للخلف، كما أنني أعتبر هذا المعرض خطوة متقدمة في نتاج هذا الفنان».

يُذكر أن التشكيلي رياض نعمة حائز على بكالوريوس فنون جميلة رسم بغداد 1992، ومن معارضه الشخصية في سورية 2011: غاليري رفيا، 2005: غاليري المدى، 2001: المركز الثقافي الفرنسي، 2000: غاليري عشتار.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

التشكيلي العراقي رياض نعمة في غالري رفيا بدمشق

من أجواء حفل افتتاح معرض «الشارع» في غاليري رفيا

التشكيلي جبر علوان في حفل افتتاح «الشارع»

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق