أربعة تشكيليين سوريين يرسمون مفاهيم الحياة فكرياً وجمالياً في غاليري رفيا

07 أيار 2011

يجمع المعرض المشترك الذي افتتح مساء اليوم 7 أيار 2011 في غاليري رفيا للفنون أعمال أربعة من الفنانين التشكيليين حيث قدم كل منهم بمختلف الأدوات والأساليب التقنية نظرته للحياة ومفاهيمه الفكرية والجمالية.

وعبر لوحتين تشكيليتين قدم التشكيلي كيفورك مراد بحثاً لونياً عن الجذور معتمداً على المنمنمات الأرمينية بخطوطها المعبرة عن موسيقاه الداخلية لبناء مشهد ملحمي زاخر بحركية غرافيكية وتوشيحات لونية يختلط فيه الزمان بالمكان.

ويركز مراد كما هي عادته على الفراغات بين الأشياء مثل الموسيقيين عندما يتوقفون بين نغمة وأخرى وينتقلون من سلم موسيقي إلى آخر ليفي المشهد الأسطوري حقه مستمداً من الشرق عراقة ماضيه لاستنهاض قيماً تشكيلية قادمة من تأملات معطيات الحضارتين العربية والأرمينية يمكن التماسها في حركات الحروف وإيقاعات الزخارف والمنمنمات الأرمينية المتداخلة مع العناصر الإنسانية والحيوانية والمعمارية والمشهد الطبيعي.

بينما استطاع التشكيلي كاظم خليل في لوحتين توظيف مادة القهوة في عمله الفني بطريقة تخدم تفكيره وإحساسه الداخلي فأسقطها بعفوية لتشكل تكوينات وملامح عناصر اللوحة وحققت تجانساً بين التدرجات اللونية لمادة القهوة وبين الأفكار التي يتطرق لها كاشفاً عن عوالم إنسانية مضطربة تجسد حالة من القلق والضياع.

واعتمد خليل الذي يعد من التشكيلين القلائل الذين يعملون على أحادية اللون على الإيقاعات الداخلية بجمالية اللون الواحد في انعكاس حقيقي لما يعيشه من فرح وحزن نتيجة عوامل مختلفة تؤثر في طريقة تعاطيه مع اللون والورق الذي يصنعه بنفسه.

في حين وجدت التشكيلي أمل ملحم ضالتها الفنية في رسم الوجوه والعناصر الإنسانية بلمسات لونية عريضة وعفوية تتخللها إيقاعات متوهجة وصارخة وموحدة في اللوحة الواحدة.

وقدمت الفنانة ملحم عبر أربع لوحات رسماً سريع حاولت من خلالها قطف إشارات اللحظة الذاتية المتغيرة وغير المستقرة في حالة تعبيرية وجدانية تدل عليها عدم التحديد التدقيق لملامح الوجوه مع المحافظة على الشكل العام لهذه الحركة في فراغ السطح التصويري.

واستطاع التشكيلي إبراهيم جلال من خلال لوحتين تقديم مقطوعات موسيقية مسموعة بالعين على طريقة كاندينسكي وبول كلي مبرزا التأثيرات الفنية المتبادلة بين معطيات الفنون الفرنسية والإشارات التراثية واللونية المحلية بإيقاع غنائي بصري.

وتجاوزت إشارات جلال التراثية المحلية النطاق التصويري التقليدي وتحولت إلى مساحات لونية وخطية لها قيمها التعبيرية والتجريدية الخاصة لتأخذ شكل الهندسة اللونية أحياناً وتتحول إلى لمسات أفقية وشاقولية أو إلى مجرد بقع لونية تشير إلى حضور عناصر من التراث المعماري في أحيان أخرى مع بروز تقنية حفر طبقة اللون وتكثيفية وكل ذلك يخضع للحالة النفسية الانفعالية التي عاشها أثناء إنجاز لوحته الفنية.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق