ثلاثة تشكيليين في غاليري رفيا

27 كانون الأول 2010

عبد الله مراد، بطرس المعري، وكاظم خليل

مع نهاية العام 2010، تحتفي غاليري رفيا في دمشق بثلاثة فنانين سوريين هم عبد الله مراد، بطرس المعري وكاظم خليل، حيث تم عرض بضعة أعمال لكل فنان، في محاورة تشكيلية تقترب من نسق واحد مع اختلاف التقنية والأسلوب الفني.


السيدة رفيا مع التشكيلي عبد الله مراد

«اكتشف سورية» التقى السيدة رفيا مديرة غاليري رفيا للفنون التشكيلية، وعن المعرض المشترك للفنانين الثلاثة تقول: «دائماً ما نقوم في مثل هذا الوقت من كل عام بعرض بعض الأعمال الفنية المميزة، كاحتفال صغير بنتاج بعض الفنانين التشكيليين، ممن تعاونوا مع غاليري رفيا، ففي هذا المعرض نقدم جزءاً من تجربة الفنان عبد الله مراد صاحب التجربة القوية والمتميزة على ساحة التشكيل السوري، إضافة لبعض الأعمال للفنان كاظم خليل الذي سبق له أن تعاون مع غاليري رفيا، كما نقدم تجربة الفنان بطرس المعري وهو أحد الفنانين السوريين الذين تابعوا دراستهم في الخارج، وهي محاولة لتعريف الجمهور السوري بأعماله المُشبعة بأفكار جديدة وطرح جريء، حيث تناول في إحدى أعماله التلوث البصري والبيئي الذي تعاني منه المدينة».

وعن المشترك في نتاج الفنانين الثلاثة تضيف السيدة رفيا: «الرابط المشترك بين هذا النتاج هو جوهر هذه الأعمال، وما تحمله من قيم مشتركة وإن اختلفت أساليب الطرح الفني، كما أن هذه الأعمال تحمل الكثير من المضامين الفكرية والفلسفية والإنسانية، والمبتعدة عن الفن التزييني أو التقليدي».

التشكيلي عبد الله مراد

وفي حوار مقتضب يقول الفنان التشكيلي عبد الله مراد الذي يقدم جديده التشكيلي: «لا أتقيد بخط فني معين بل أعتمد على عفوية اللحظة التي تأخذني إلى عوالم اللوحة والتشكيل، كما أنني مؤمن بأن مهمة الفنان هي اختصار اللغة بعالم من اللون والضوء، وليس شرط النجاح وجود قصة بعينها تنسجها ريشة الفنان عبر خطوط محددة، بل يمكن أن يكون اللون كقيمة مجردة مع متاهات الفراغ بطلاً حقيقياً في العمل الفني، وبالإشارة إلى تحديد قيمة العمل الفني، فهي غير مرتبطة ببضعة أشخاص بل تتعدى ذلك إلى جمهور الفن، المقيّم الحقيقي للعمل الفني، والقادر على التأويل، لذا لا يوجد قانون محدد لنجاح العمل الفني خاصة لدى عامة الناس، فالفن ليس معادلة رياضيات وإن كان فهي مستحيلة الحل».


ملصق المعرض

من جانب آخر كان لنا لقاء مع الفنان بطرس المعري الذي يقول في بداية الحديث: «أكملت دراستي التشكيلية في فرنسا، حيث تناولت موضوع التصاوير الشعبية في المنطقة وتحديداً في مدينة دمشق، وعلاقتها بفن الكتاب ومدى قرب التصاوير الشعبية من أسس فن التصوير السوري، وقد ترافقت الدراسة النظرية بمشاريع فنية عن كتب الأطفال، حيث أخذت بعض الحكايات الشعبية السورية والشامية وقدمتها باللغتين العربية والفرنسية، قبل أن أعود مُدرساً في كلية الفنون الجميلة بدمشق».

وعن مضمون أعماله المعروضة ووجود بعض الهالات على رؤوس شخوصها يوضح الفنان بطرس المعري: «وجود الهالات عبارة عن إضافات أو حلول تشكيلية لا أكثر، وقد تأتي أحياناً لتعطي صاحب الهالة بعض الأهمية، ولا علاقة لها بفن الأيقونة ولا بالرموز الدينية. خذ على سبيل المثال بعض المنمنمات العربية التي وضع رساموها هالات على رؤوس أشخاصهم الدنيويين».

وقد اهتم الكثير من الفنانين بالبيئة الشامية وبيوتها وسكانها، وذهب البعض في عملية تقليد للأعمال الاستشراقية، ولكن ومع مرور الزمن انتهج التشكيليون السوريون طريقة خاصة بطرح هذه البيئة عبر أعمالهم التشكيلية وعن ذلك يقول الفنان المعري: «أرى أن البيئة الشامية قد استُهلكت وابتُذلت كثيراً، وخاصة في طريقة طرحها التشكيلي والدرامي أيضاً، حيث يرى الكثيرون أن هذا الموضوع جيد للكسب المادي، أي أصبحت لوحة البيئة الشامية والحواري الدمشقية التقليدية سلعة رابحة ورائجة، وهنا نكون أمام تجارة لا أمام فن. وهنا أود التنويه بأن موضوع أطروحة الدكتوراه ومن ثم لقائي مع الفنان الراحل برهان كركوتلي في ألمانيا قد أثرا عليّ في استلهام الشخصية الشعبية كشكل والحياة الشعبية كموضوع. وأود التنويه إلى أن الحكاية ليست بطربوش وخِمار لنكوّن لوحة مستمدة من البيئة الشامية أو المحلية كما يفعل الكثيرون، المسألة أعمق من ذلك».

من جهة أخرى كنا أمام لوحة صادمة وضعت في وجه الداخل إلى غاليري رفيا، وهي عبارة عن لوحة تحكي قصة فوضى المدينة بتلوثها البصري والبيئي، كما أضاف إليها الفنان بطرس المعري بعض العبارات التي نراها عادة على جدران شوارعنا، ولفت انتباهنا توقيع اللوحة والذي ذُيل بـ «شغل الفنان الدكتور والدكتور الفنان د. بطرس المعري»، وعن ذلك يقول الفنان المعري: «اسم هذه اللوحة "المدينة ملوثة"، وعرضها كان بالاتفاق مع السيدة رفيا صاحبة الغاليري، وهي ربما تكون لوحة صادمة لعين المتلقي كما قلت، ومن قال أن الفن هو عبارة عن لوحة وألوان جميلة ومشرقة وتكوين متناسق فقط؟! هذه اللوحة هي رسالة واضحة حول الخطر البيئي والبصري الذي يحيط بمدننا، والعبارات الموجودة على سطح اللوحة وُضعت كي تُقرأ. فاللوحة ربما تكون أمتن تشكيلياً من دون كتابة ولكن هل سيفهم أحد أو سيتكلم أحد عما أردته منها؟ وهل سأستطيع أن أشرح لكل من رآها ولم يفهم الرسالة ما هو فحواها؟ أما عن موضوع التوقيع فلي رأي في ذلك وهو: ما هي حقيقة كلمة الدكتور في الفن، كأن يضع أحدهم اسمه مسبوقاُ بالدال على تصميم إعلاني أو حتى على لوحة، وما جدواها؟ وهل كلمة دكتور في الفن هي صك للعبقرية الفنية، أم هي تفوق لا وجود له أصلاً في حالة الإبداع؟ فيوسف عبدلكي يحمل شهادة دكتوراه، ولكن أهميته تنبع من قيمة أعماله الفنية لا من الشهادة التي يحملها، على أهميتها».

يذكر أن المعرض مستمر لغاية 9 كانون الثاني 2011 في غاليري رفيا، بوليفارد دمشق، جانب فندق الفورسيزنز.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من أجواء المعرض في غاليري رفيا

من أجواء المعرض في غاليري رفيا

التشكيلي عبد الله مراد أمام أعماله في غاليري رفيا

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

elias almaari:

bonjour à tous
c'est magnifique!!bon chance et bon courage et bonne anneé.
elias et famille

france