غاليري قزح تفتتح المعرض الجماعي «عوالم إبداعية متنوعة»
20 تشرين الثاني 2011
عوالم إبداعية متنوعة استضافتها غاليري قزح بدمشق القديمة، يوم السبت 19 تشرين الثاني 2011، حيث قدم تسعة فنانين رؤاهم الإبداعية والفكرية والفلسفية، بأساليب تعبيرية مختلفة، وذلك بمشاركة جيلين مختلفين، جيلٌ من مقام إدوار شهدا، عبد الله مراد، نذير اسماعيل، وجيل من زمن الآن بنشاطه ومثابرته وهم: علاء أبو شاهين، عيسى قزح، يامن يوسف، فادي عطورة، إلياس أيوب، مازن الفيل.
والنتيجة عالم من الاختلاف والتوافق بين جيلين وأسلوبين تعبيرين -التشكيل والنحت-، هذا ما قدمته غاليري قزح التي شهدت حضوراً كبيراً لقراءة المختلف والمشترك بين اللون والكتلة ضمن فضاء واحد.
«اكتشف سورية» تابع افتتاح المعرض المشترك وجال بين الأعمال الفنية حيث توقفنا عند تجربة التشكيلي الشاب يامن يوسف الذي قدم ثلاثة أعمال نحتية من خامة الخشب تعيدنا بعض الشيء إلى عمله المميز على خامة البرونز، وهي محاولة جديدة في عمل هذا الفنان لسبر أغوار خامة الخشب هذه المادة النبيلة التي قلمها و شذبها وفقاً لمعايره النحتية الخاصة وعن عمله الجديد على تضاريس الخشب يقول: «لكل خامة حلولها التكوينية والتشكيلية، والتي تحددها أحياناً -وليس بالضرورة- المدرسة التي يعمل ضمنها النحات، بالنسبة لي أقدم عملاً من خامة الخشب بحجوم كبيرة نسبياً تحمل بُعداً تعبيرياً محملاً بهواجس إنسانية مختلفة، وبتحويرات مدروسة مع إضافة بعض اللون للاستدلال على قيم بصرية جديدة، مُختبراً من خلالها أدواتي النحتية في محاولة مستمرة للبحث عن الجديد ضمن عوالم النحت المتعددة».
النحات الشاب علاء أبو شاهين الذي يشارك بثلاثة أعمال نحتية تعبيرية، تأخذ من فكرة الحيوان المدجن مادة للتعبير كإشارة واضحة لما آل إليه الإنسان في زمن رُوض فيه كأداة مرنة في يد الآلة الإعلامية والموروث الثقافي والاجتماعي وسواها من أدوات الترويض، مستفيداً من المدرسة التعبيرية في صوغ أعماله، وعن ذلك يقول: «تتعدد أساليب التعبير النحتي وفقاً للفنان وأفكاره الخاصة فيختار المدرسة والخامة بما يخدم أطروحاته الفكرية، لذا كانت التعبيرية وخامة البرونز وسيلة لعملي هذا».
وعن مشاركته في معرض مشترك يضم أكثر من تجربة نحتية تتجاور مع العمل التشكيلي يضيف: «تعدد الأجيال المشاركة في هذا المعرض يقدم مشهداً بصرياً متنوعاً ومشجعاً خاصة لجيل الشباب، التي تتجاور أعمالهم مع أعمال من سبقهم من فنانين تركوا بصمة واضحة ومميزة في عالم التشكيل السوري، إضافة لتجاور العمل التشكيلي مع العمل النحتي الذي يعاني من قلة اهتمام على حساب العمل التشكيلي».
وعن التحوير الذي قدمه التشكيلي يقول أبو شاهين: «هنالك تحوير باتجاه أنسنة هذه الحيوانات مبتعداً عن الشكل الخرافي أو الكاريكاتوري من خلال إدخال بعض التفاصيل البشرية ضمن كتلة العمل، أو إدخال تشكيل حركي خاص بالإنسان مع والمحافظة على الشكل الحيواني».
ومن جانب آخر يقدم التشكيلي الشاب إلياس أيوب عالم من الألوان المتجاورة بتناقضها وتآلفها ضمن عمله التشكيلي، وهو بحث لوني دائماً ما يسعى لتقديمه في مجمل أعماله، واهباً للون قيماً متعددة ضمن العمل الواحد وكأنها عملية تروض للريشة واللون في آن معاً فيقول: «هو بحث دائم أقدم من خلاله مفاهيم فلسفية ترتكز على استجلاب قيم لونية متعانقة بتجانس ضمن اللوحة الفنية، ساعياً لتقديم مساحة لونية غنية بتفاصيلها التكوينية المختلفة والمتوافقة مع فكرة العمل ككل. مستغلاً كافة الأدوات التقنية التي أعمل بها من رشة ولون ومساحة بيضاء، ومبتعداً عن اصطناع العمل الفني بشكله الروتيني -مع أنني لست ضد العفوية في العمل الفني- فلكل فنان خياره الخاص في طريقة تعاطيه مع العمل الفني».
تتميز أعمال إلياس أيوب بزخم لوني كثيف، وهذا يتطلب جريئة في طرح هذه العلاقات اللونية إلا تخاف من هذا الطرح اللوني؟ «الخوف شيء مدمر لأي عمل كان، بالنسبة لي أنطلق من تصور أولي أدرس من خلاله التفرعات الأساسية للون الواحد بتشعباته الكثيفة، مفضلاً العمل ضمن المفاهيم الانطباعية القديمة والجديدة في آن معاً».
كما يشارك النحات عيسى قزح ضمن المعرض المشترك، بثلاثة أعمال نحتية تعبيرية تزاوج ما بين إنسان متعب وحِمله الثقيل الذي لا يبرحه قيد خطوة، إضافة لعمل يعبر عن ازدواجية إنسان اليوم، وعن ذلك يقول: «أشارك بثلاثة أعمال نحتية من البرونز مبتعداً عما قدمته في معرضي الفردي الأخير، فهنا أقدم أفكاراً جديدة تتوافق مع أحداث اليوم المتسارعة، لذا أقدم في هذه التجربة أعمالاً تعبر عن أرائي الشخصية والتي حملتها بإشارات ورموز تعبر في طبيعتها عن عوائق الحركة الإنسانية».
وعن مشاركته في معرض جماعي يشير التشكيلي عيسى قزح إلى أهمية المعارض الجماعية تخلق حالة جمالية ذات قيم بصرية غنية بمضامينها التشكيلية والنحتية.
من جانبه يستقي التشكيلي الشاب مازن الفيل من الموسيقى عملاً تشكيلياً متنوعاً كتنوع النوتة الموسيقية بمقاماتها المتداخلة، وعن ذلك يقول: «انطلقت في هذه التجربة من عالم الموسيقا معتمداً على المدرسة التجريدية التعبيرية لصوغ هذه الأعمال، معتمداً على خلفيات لونية واضحة وهي تجربة جديدة متناقضة عما قدمته في السابق».
يذكر أن المعرض مستمر لغاية 19 كانون الاول 2011، في غاليري دمشق، طالع الفضة، دمشق القديمة.
مازن عباس - دمشق
اكتشف سورية
مواضيع ذات صلة:
صور الخبر
من أجواء افتتاح المعرض في غاليري قزح بدمشق القديمة |
من أجواء افتتاح المعرض في غاليري قزح بدمشق القديمة |
عمل نحتي للفنان يامن يوسف في غاليري قزح بدمشق القديمة |