عرض «مختارات» من المشهد التشكيلي لجيل الفنانين الشباب في غاليري قزح
15 شباط 2012
-
افتتح غاليري قزح بدمشق من مساء الاثنين 13 شباط 2012، معرضاً جماعياً لجيل من شباب التشكيل السوري، وتحت عنوان: «مختارات» من تصوير وحفر ونحت، قدم الغاليري مشهداً تشكيلياً طارحاً من خلاله عوالم لونية متجاورة في أطروحاتها الفكرية والفلسفية. وبرغم المسافات القصيرة والفاصلة بين اللوحة والأخرى، بين التكوين النحتي والأخر، إلا أن معرض: «مختارات» نجح في تقديم فكر ولون ابتدعه الشباب الثلاثون في أعمالهم الإبداعية والمستمدة من وعي أدركه التشكيليون أثناء قراءاتهم الخاصة لوظيفة اللون كمفردة من مفردات التعبير الإنساني المحمل بهواجس تبدأ من الذات وتنتهي بذات أخرى.
توزعت أعمال التشكيليين على ثلاث صالات ومنها صالة احتفلت بفن الحفر، كأحد فنون الضوء والعتمة، والتي قدمها كلا من: زينة لحام، علاء شرابي، هزار السنقنقي. وهنا نشير لاهتمام إدارة غاليري قزح بهذا الفن المهمل بعض الشيء في صالات العرض الخاصة والعامة. فقلما نشهد دعماً لهذا الفن المكثف والذي دائماً ما يعلن مبدعوه عن امتعاضهم ويأسهم من سياسات صالات العرض التي تولي التصوير درجة الامتياز والمقام الرفيع في برامج عروضهم وذلك على حساب باقي الفنون الأخرى.
ومن جانب أخر تجاورت الكتلة وفراغها مع مساحات لونية متباينة وفقاً لأفكار الشباب المتجددة بذاتها وبأسمائها الوليدة والمفعمة بطاقات هائلة حيث نتعرف على ريشة علاء حمامة، أليس الخطيب، أمجد وردة، فادي مراد، مرام معتوق، سماح عدوان، وغيرهم من الفنانين الشباب. كما قدم النحاتون أعمالاً نحتية مختلفة أخذت من البرونز والخشب تكويناها الإنسانية والحيوانية والتعبيرية.
«اكتشف سورية» تابع افتتاح معرض: «مختارات» من المشهد التشكيلي لجيل التشكيليين الشباب والتقى التشكيلي إلياس أيوب الذي يقدم تجربة جديدة كامتداد لتجاربه السابقة المتوالدة من هاجس حقيقي يعيشه هذا التشكيلي حول مكانة اللون وعلاقته مع مجاوره اللوني الأخر والمغاير، وهذا ما يميز هذا التشكيلي الذي يقدم اللون بهالاته وطاقاته المتجددة والمتداخلة بتضاد لوني مدروس مستمد من تأثير الضوء وعن ذلك يشير الفنان أيوب على أهمية الضوء في نشوء المدارس التشكيلية ومنها الانطباعية والوحشية والتعبيرية، إضافةً لخصوصية كل بلد بألوانه والتي يلعب الضوء فيها المحرك الأساسي في عملية استقبال اللون وصوغه، وهنا يأتي دور التشكيلي السوري بما يقدمه من مفاهيم بصرية خاصة ببيئته، مع دراسة ما وصلت إليه التجارب اللونية السابقة العالمية منها أو السورية.
كما يتحدث التشكيلي الشاب عن مجموعة تآلفات لونية ضمن اللوحة والتي تدخل فيها بعض التفاصيل الزخرفية التي يقدمها في خلفية العمل أو على شخوص لوحاته، ساعياً وراء بحث جديد يحمل من الروح الشرقية الموروثة الكثير من التفاصيل اللونية، مع الحفاظ على قبضة العمل ككل.
وينهي التشكيلي إلياس أيوب فيقول: «أهتم باللون كما أهتم به ماتيس وفان كوخ مثلاً وهي حالة تتلبسني عند الشروع بالعمل، إضافة لكيفية الأداء على سطح العمل من ضربة الريشة وتلقائية العمل مع ضبطه سواء بمساحات لونية مستمدة من مخزون بصري ولوني».
كما التقينا مع النحات علاء أبو شاهين الذي أخذ من الشكل الحيواني هوية لأعماله النحتية حيث يقدم في هذه المشاركة تحوير للشكل الحيواني مستفيداً من طاقة الخشب والبرونز في عملية التكوين وعن تناوله لمادة الخشب في عمله يقول: «استخدامي لمادة الخشب للمرة الأولى لم يلغي التقنية الخاصة التي عملت بها سابقاً على خامة البرونز، وبرغم احترامي للخشب كخامة في عملي النحتي، إلا أنني كنت المسيطر في عملية البناء لما أريد تقديمه، محافظاً على هويتي التي عملت عليها على خامة البرونز، كما أنني لست مع وضع بعض الرتوش على خامة الخشب وتقديمه على أنه عمل نحتي. فأنا مع عمل النحات الكامل الذي يقولب الكتلة حسب أراه وأفكاره».
كما تعرفنا على التشكيلية لونا حمد خريجة 2011 قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق، حيث تبدي التشكيلية - حمد- سعادة كبيرة لمشاركتها هذه وخاصة لوجود أسماء سبقتها في العمل التشكيلي، وتحدثنا عن مشاركتها في عمل مستمدة من مشروع التخرج الذي تناول التكوينات الإنسانية الرومانسية والتي تجمع ما بين الذكر والأنثى وما تحمله الأخيرة من رموز نستدل من خلالها على الحزن والعزاء الذي يتلبس مسيرة حياتها، كما جاء اللون الرمادي مع إدخال بعض من اللون الزاهي الهادئ لبعض تفاصيل المرأة استدلالاً على أنوثتها.
يذكر أن معرض: «مختارات» مستمر في غاليري قزح لغاية 18 شباط من الساعة الرابعة وحتى الثامنة مساءً.
مازن عباس - دمشق
اكتشف سورية