ملتقى الشباب السوري الأول للنحت على الخشب في قلعة دمشق

22 تشرين الأول 2011

تحت عنوان «إبداعات شبابية»

أصبحت الملتقيات النحتية جزء من الحياة الثقافية التي تشهدها دمشق، ففي كل عام نتواعد مع أسماء من نحاتين سوريين وضيوف من بلدان شتى يتبارون يتحاورن في شؤون النحت وعالمه، ولكن هذا العام كنا مع شباب من سورية امتهنوا النحت حباً وشغفاً فجمعتهم ساحة قلعة دمشق محتضنة ولادة أعمالهم الإبداعية ضمن - ملتقى الشباب السوري الأول للنحت على الخشب للعام 2011 - تحت عنوان «إبداعات شبابية» الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع المعهد التقاني للفنون التطبيقية بدمشق، وهي بادرة أثنى عليها الجميع لما لها من دور هام في دعم وتنشيط الحركة النحتية الشبابية السورية، وخاصة لمن هم دون الـ 35 عاماً. وهي أعمار المشاركين في الملتقى، والذين اتفقوا على أحقية الفنان السوري وخاصة الشباب في الملتقيات الوطنية السورية.

فتبادل وجهات النظر والحوار كانت سمة الملتقى بمشاركيه وزواره وخاصة النحات أكثم عبد الحميد - مدير مديرية الفنون الجميلة وعن أهمية الملتقيات وما توفره من حوار بين المشاركين يقول التشكيلي أكثم عبد الحميد لـ«اكتشف سورية»: «توفر الملتقيات مناقشات علمية وعملية لما تم انجازه، إضافة إلى الحوارات البصرية القائمة على المشاهدة والتحليل من خلال مفهوم الثقافة التقنية بما تشمله من طرق العمل والمعالجة واستخدام الأدوات، وخاصة عند العمل على حجوم كبيرة، وهذا ينتج عنه ثقافة بصرية جديدة سيستفيد منها التشكيلي في تجاربه اللاحقة».

أقام التشكيلي أكثم عبد الحميد العديد من الملتقيات النحتية المحلية والعالمية. ما هدف ملتقى الشباب السوري الأول للنحت على الخشب؟

«نحاول التوجه في هذه المرحلة إلى فئة الشباب بما لديهم من طاقات إبداعية حرة، وما تحتاج إليه من دعم معنوي ومادي، ونجاح هذا الملتقى هو تمهيد لملتقيات شبابية أخرى ندعم من خلال جميع فناني سورية على اختلاف مشاربهم التشكيلية، وقد جاء هذا الملتقى تحت عنوان عريض "إبداعات شبابية" قادرة على تمثل سورية في الملتقيات العالمية».


كما التقى «اكتشف سورية» عدد من النحاتين ومنهم النحاتة سماح عدوان - خريجة معهد الفنون التطبيقية ومُدرسة فيه حالياً، تشارك بعمل نحتي ينحو نحو التجريد، وعن مشاركتها تقول: «ما يميز هذا الملتقى هو الشريحة العمرية المشاركة فيه، ففي السابق كانت الملتقيات حكراً على مشاركة أسماء كبيرة، بعكس شريحة الشباب الباحث عن فرصة للعمل ضمن أجواء الملتقيات ومناخاتها المفيدة».

وعن عملها تشير النحاتة الشابة للأسلوب التجريدي ومقاربتها للتعبيرية، من خلال جسد المرأة بليونته وانسياب جسدها ورشاقته.




من جهتها تقول النحاتة رشا ديب - خريجة معهد الفنون التطبيقية وطالبة في كلية الفنون الجميلة قسم النحت بدمشق: «أقدم عملاً تجريدياً مستوحى من فكرة الملتقى، وما ينجم عنه من تناغم وتناقض في آن معاً، فلكل فنان طريقته الخاصة في العمل من خلال فهمه لمفهوم الكتلة والفراغ».



من جانبها تفضل النحاتة عبير وهيب - خريجة معهد الفنون التطبيقية 2007، الجمع بين شريحة الشباب ومن يكبرهم بتجربته النحتية، لأسباب تتعلق بأهمية تبادل الحوار المباشر بين الشرائح العمرية، كما تشير إلى أهمية النتاج النحتي السوري المتفوق على غيره، وخاصة أن ما تراه في هذا الملتقى من نتائج شبه مكتملة، يتفوق على ما قدمه النحاتون الأجانب في الملتقيات السورية، لذا تطالب النحاتة عبير وهيب بالأولوية لكل الشباب السوري ودعمه في الملتقيات الوطنية السورية.

وعن انسيابية مجمل الأعمال المنجزة للنحاتين الشباب تعلق النحاتة وهيب: «هذا يعود لاحترام خامة الخشب التي تنمو نحو السماء، وهي خامة نبيلة ممشوقة القوام، لذا جاءت معظم الأعمال على نفس النسق، بتباينات مختلفة، ومنها عملي الذي حمل الكثير من العاطفة والانسيابية الدالة على العلاقة الجامعة بين الذكر والأنثى».

أما النحات سلطان الأعور فيقدم عملاً تجريدياً يدرس من خلاله علاقة الكتلة بالفراغ، إضافةً إلى إدخاله المعدن ضمن كتلة الخشب، وهو تضاد يحاول من خلاله جمع نبالة خامة الخشب وقساوة المعدن بطريقة تكعيبية معاصرة، مشيراً في ختام حديثه إلى أولوية دعم الشباب السوري لما يمتاز به من خصوصية إبداعية ترتقي للمستوى العالمي، لما يملكه من أفكار جديدة مبتكرة.

مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

ملتقى الشباب السوري الأول للنحت على الخشب للعام 2011 - تحت عنوان إبداعات شبابية في قلعة دمشق	ملتقى الشباب السوري الأول للنحت على الخشب للعام 2011 - تحت عنوان إبداعات شبابية في قلعة دمشق	ملتقى الشباب السوري الأول للنحت على الخشب للعام 2011 - تحت عنوان إبداعات شبابية في قلعة دمشق

بقية الصور..