جمعية «مكان للفنون» تطلق كرفان الشعر والموسيقى 2011
18 تشرين الأول 2011
في غاليري مصطفى علي
أطلقت جمعية مكان للفنون ومقرها غاليري مصطفى علي بدمشق القديمة، فعاليات «كرفان الشعر والموسيقى 2011»، وذلك يوم الأحد 15 تموز 2011.
يقدم «الكرفان» عدداً من الأمسيات الموسيقية الشعرية السورية والسويدية والإيطالية والشركسية، بالإضافة إلى مجموعة من الندوات التي تتناول موضوعات شعرية وأدبية ونقدية تحت عناوين «كيف يستقبل الشعر في سورية اليوم»، أصوات شعرية قديمة انتصرت للأنوثة، الشعر في إيطالية والسويد بالإضافة إلى نشاط خيال ظل للعائلات بعنوان كراكوز وعواظ، وأمسية شعرية لشعراء شباب في سورية.
وتقام الأمسيات الشعرية والندوات في غاليري مصطفى علي والمركز الثقافي العربي في العدوي وملجأ القشلة ومجمع دمر الثقافي، كما يرافق الفعاليات معرض فني «رسم ونحت» موضوعه «قصائد شعرية لأعلام الشعر في سورية» في غاليري مصطفى علي. وفي ملجأ القشلة بدمشق القديمة انطلقت فعاليات «كرفان الشعر والموسيقى 2011» بمعرض تخصصي للشعر العربي والعالمي ضم أكثر من 500 عنوان لأسماءٍ من شعراء العربية وبعض لأهم الشعراء العالميين. مما أفسح المجال لمحبي هذا الخيار الأدبي، أن يلتقوا في مكان واحد متخصص بفن الشعر على مختلف مشاربه، كما شهد «غاليري مصطفى علي» ندوة فكرية بعنوان «كيف يستقبل الشعر في سورية اليوم» ضمت عدداً من الأسماء منهم جمال شحيّد «ناقد»، سعيد البرغوثي «ناشر»، سامر محمد اسماعيل «شاعر – ناقد» ولقمان ديريكي «شاعر».
«اكتشف سورية» التقى التشكيلي والنحات السوري مصطفى علي وعن نشطات جمعية «مكان للفنون» ومشروعها الأحدث «كرفان الشعر و الموسيقى» يقول: «تهدف جمعية مكان للفنون، خلق فرص تدريبة وفنية للشباب السوري على اعتبارهم مستقبل الوطن، ولهذا أقامت الجمعية عدد من التجارب والمشاريع منها ورشة الصحافة الإلكترونية وورشة تدريبية على إدارة المشاريع الثقافية وغيرها من الفعاليات التي تشجع الشباب على خلق مساحات إبداعية خاصة بهم. أما بخصوص "كرفان الشعر و الموسيقى" فقد بدأت فكرته من الحوار القائم بين جمعية مكان للفنون وجمعيات ثقافية عالمية غير ربحية منها جمعية " كافيه بغداد" في السويد، إضافة لجمعية "COSV" الإيطالية».
وعن المشاريع المستقبلية لغاليري مصطفى علي يقول: «هناك عدة مشاريع منها ما هو شخصي من حيث التقنية والأحجام وسيكون عنصر المفاجأة هدفي في معرضي القادم، إضافة لعدد من المعارض الجديدة ومنها معرض " كروكي" الذي يسلط الضوء على الأعمال المبدئية والسريعة التي ينجزها الفنان التشكيلي، كما نحضر لمعرض تصوير فوتوغرافي من إبداعات الشباب ، إضافة لمعرض المنحوتة الصغيرة، وسنقيم أيضاً معرضاً عن الدمى وهو الأول من نوعه في سورية».
تشهد سورية مخاضاً سياسياً اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، أين يكمن دور الفن في هذه الفترة: «تكمن قوة الفن في قدرته على التغيير الإيجابي في أي مجتمع كان، وأنا على إيمان مطلق بأن الفن هو الاستراتيجية الأفضل التي يجب اتباعها وتبنيها من قبل مؤسسات الدولة لخلق جيل منفتح متنور وجريء، إضافة إلى دور الفنان واحتكاكه المتواصل مع الفنانين والصحافة والمؤسسات العالمية، فالفنان قادرعلى أن يكون رسولاً حقيقياً لبلده، ومن خلال بعض اللقاءات مع بعض الدبلوماسيين والسياسيين كان الحوار يدور حول قدرة المجتمع السوري على حل مشاكله الداخلية دون أي إملاءات أو تدخلات خارجية».
«اكتشف سورية» تابع افتتاح المعرض التشكيلي «رسم، نحت» وموضوعه «قصائد شعرية لأعلام الشعر في سورية» شارك فيه حوالي 36 فناناً شاباً استلهموا من فن الكلام لوناً وحياة من ظل وضوء، وإن تباينت بعض الأعمال التشكيلية المقتبسة من نفس القصيدة الشعرية إلا أن المعرض قدم لنا أسماء شابة استطاعت أن تمتحن أدواتها اللونية كتعبير بصري لما قدمه الشاعر من كلمات ومقولات خرجت من الروح والذات.
ومع وقفة أمام الأعمال المنجزة كنا أمام لوحة للتشكيلي زافين يوسف الذي استلهم من قصيدة "الغجري المُعلب" للراحل الكبير محمد الماغوط، عملاً لونياً يستتر الحزن بين ثنايا ألوانه المتدرجة ما بين الأصفر والزهري والأزرق، وعن اختياره لقصيدة الغجري المُعلب يقول التشكيلي زافين: «التشكيلي هو الأقدر على شرح المقصد الأدبي لوناً يعبر عن مكنونات الكلمة وإحالتها إلى شكل بصري لوني حسي، فبعض الجمل أو الكلمات تأخذك لحالة لونية خاصة، يترجمها التشكيلي وفق فهمه ومعايره الخاصة، وهنا تكمن قوة الكلمة التي أبدعها الشاعر محمد الماغوط في هذه القصيدة المبينة لقسوة تعليب الإنسان أو الأسر وفق حدود قد تؤدي لشلله الفكري أو الجسدي».
حياة مُعلبة، قيم اجتماعية مُعلبة وغجري مُعلب، كيف يستطيع التشكيلي ترجمة هذه الأحاسيس بألوان ليست بمُعلبة، ومن أين يستخلص قيمه اللونية المختلفة: «اللون مادة بصرية ببُعد فيزيائي ونفسي، وهو على علاقة خاصة مع مفاهيم الفنان واحاسيسه وأفكاره، التي يقدمها بألوان ذات هالات خاصة ينفرد بها كل فنان صادق».
من جانبه يستلهم التشكيلي الشاب إلياس أيوب من قصيدة للشاعر فايز مقدسي عملاً ذو إيقاع مسرحي وعن ذلك يقول: «كان عملنا في هذا المعرض كعمل المخرج عند قراءته للنص المسرحي فيستشف حركة ممثليه وسينوغرافيا المكان وموسيقى العرض، وهذا ما كان عند قراءتي لهذه القصيدة التي تميل للجو الأسطوري البعيد عن الواقع الذي نعيش فيه، لذا جاء عملي ملامس بعض الشيء لفن الأيقونة بتشكيلها إضافة لبعض المفاهيم الانطباعية والوحشية التي دخلت بعض الشيء على تكوبن اللوحة».
وعن الاختلاف الذي يقدمه التشكيلي أيوب في هذه التجربة يضيف: «لكن فنان مؤثراته الخاصة والعفوية، ولكن فكرة المعرض مختلفة فهو نتيجة تفاعل التشكيلي مع قراءات وموضوعات محددة قولبها الشاعر بتعابير تنم عن مشاعره الخاصة، لذا يأتي عملنا بنقل الكلمات كمحرض نتفاعل معه لوناً مع مراعات خصوصية كل فنان وأدواته وكيفية فهمه للون وقيمه الضوئية المتوافقة مع القصيدة الشعرية».
من جهتها تقدم التشكيلية عفاف يونس عملاً مستوحى من قصيدة الطوفان للشاعرة سنية صالح وعن طريقة فهمها لما أرادته الشاعرة تشير التشكيلية يونس إلى عمق مفهوم الوله لدى إمرأة عاشقة: «إن قراءة متأنية لما جاء في هذه الأبيات من قصيدة الطوفان، يبين لدينا درجة العشق والوله الذي يمتلك قلب امرأة يختزل الكثير من اللهفة والحب الصادق لمن تعشق، إنها قصيدة تظهر النساء بتضحياتهن وهدمن لذواتهن من أجل الأخر، حتى ولو كانت طبيعة هذا الأخر من الزرنيخ مجبولة. أما تشكيلياً فقد استعنت بإيقاعات لونية شفافة تعبر عن حساسية المرأة، كاللون الزهري بالإضافة إلى اللون الرمادي المُعبر عن حالة نفسية تتخبط بها المرأة جراء وجدانها العالي».
ومع تجربة التشكيلي عبد الله العمري الذي قدم عملاً واقعياً مستلهماً من قصيدة للشاعر رياض صالح الحسين بعنوان «كهنة بشوارب طويلة» فيقول: «إلى هذه اللحظة أعمل ضمن المدرسة الواقعية القريبة من عين المتلقي، وهي مدرسة تشكيلية أعبر من خلالها عن أفكاري وهواجسي الداخلية مستعيناً بأدوات تعبيرية مختلفة توهم المتلقي ببعد ثالث يتشكل على فضاء العمل التشكيلي، والحرص من جانب آخر على الرسالة التي أريد قولها فالفن ليس بمجرد حالة إمتاع، بل يتعدى دوره صالات العرض والمتاحف، وهو كمرآة للواقع ومراقب للمحيط ومعبراً عنه بأشكال تعبيرية تحمل الكثير من المضامين الإنسانية والعاطفية».
يذكر أن كرفان الشعر والموسيقى 2011 مستمر لغاية يوم الخميس العشرين من الشهر الجاري، وهو برعاية جمعية المكان للفنون، وبالتعاون مع وزارة الثقافة ومقهى بغداد والاتحاد الأوروبي وجمعية كوسف الإيطالية.
مازن عباس - دمشق
اكتشف سورية
من الأعمال المعروضة في معرض «رسم، نحت» بغاليري مصطفى علي |
من الأعمال المعروضة في معرض «رسم، نحت» بغاليري مصطفى علي |
من الأعمال المعروضة في معرض «رسم، نحت» بغاليري مصطفى علي |