معرض المنحوتة الصغيرة في غاليري مصطفى علي
05 نيسان 2012
عشرون نحاتاً ونحاتة يجتمعون في هذا المعرض
شهد غاليري مصطفى علي بدمشق، مساء الأربعاء 4 نيسان 2012 افتتاح معرض «المنحوتة الصغيرة 2012»، بمشاركة أكثر من 20 نحات ونحاتة من جيل الشباب، قدموا إبداعاتهم النحتية وفق مفاهيم جمالية خاصة، وما وصلوا إليه من دراسات عملية على توازنات الكتلة والفراغ، التي حددتها مضامين واقعية تعبيرية، استفاد منها الفنانون في تشكيلاتهم المختلفة، إضافةً لوجود نفس تجريدي عمل عليه البعض الأخر.
تعددت المواضيع الفنية التي قدمها الشباب وفقاً لخاماتهم التي خدمت في مجملها الرؤى الفنية التي عملوا عليها، فمنهم من أخذ من الشكل الإنساني مادة غنية في تجسيد مقولاته ونظرته للمحيط، حيث نشاهد أجساد ملتوية انسيابية ناحلة، وبعضاً من التكثيف والانتفاخ في بعضها الآخر، كما استفاد بعض الفنانين من الشكل الحيواني فقدموا العديد من الأعمال الحيوانية المختلفة ما حمل في تفاصيلها بُعداً إنسانياً خالصاً. وقد تمكن الغاليري بذلك من تقديم حالة جمالية تميزت بوجود تجارب جديدة نشاهدها للمرة الأولى، ما أغنى المشهد البصري بأعمال شبابية تسعى بالعمل والتجريب لأفق أرحب.
معرض «المنحوتة الصغيرة» اسم ننتظره لاكتشاف ما يختزله الشباب السوري وما وصل إليه من مستوى متقدم لا ينقصه سوى الإعلام والدعم كالذي وفره غاليري مصطفى علي كمؤسسة خاصة تتبنى بين الحين والأخر إقامة معارض جماعية، كرسالة ثقافية تُغني المحتوى الثقافي السوري. فهل تكفي المبادرات الشخصية للارتقاء بهذا الفن ومجمل الفنون، أم نحن بحاجة لدعم كبير وكبير جداً من قبل وزارة الثقافة؟. يجيب على ذلك الفنان مصطفى علي -مدير الغاليري-: «دائماً ما نسعى لدعم أكبر من وزارة الثقافة التي يقع على كاهلها دعم جميع أشكال الفنون، القائمة في جوهرها على الجهد الشخصي والمؤسسات الخاصة التي تساهم بشكل كبير في تعريف المجتمع المحلي بفنانيه وخاصة الشباب منهم، وهنا أنوه لوجود مجموعة كبيرة من الشباب السوري ممن أثبت وجوده بما يملكه من روح الحداثة التي اختزلها بأعماله والتي تساير الهم والحلم الفني في سورية».
وعن الجديد في معرض المنحوتة الصغيرة لعام 2012 يشير الفنان مصطفى علي بوجود تنوع كبير بالأفكار والمواد والتقنيات التي أغنت المعرض وأعطته التميز، فمن الناحية التعبيرية تميزت معظم الأعمال بأبعاد مبتكرة وجادة ، أما من الجانب التقني، فيوجد تنوع وغنى بالخامات المختلفة من برونز وخشب وسيراميك والرخام والريزين والفيبر كلاس، حيث عملت هذه الخامات على اغناء أفكار الفنانين على اعتبار أن الفكرة بحاجة لمادة جيدة.
كما التقى «اكتشف سورية» العديد من الفنانين ومنهم الفنان الشاب قصي النقري -خريج كلية الفنون الجميلة 2005. ورغم مشاركاته في عدة معارض جماعية سابقاً إلا أنها المرة الأولى التي يشارك بها في معرض المنحوتة الصغيرة وعن مشاركته يقول: «أعمل بتراتبية أوزع من خلالها العناصر المستخدمة كمشهد مسرحي مقتبس من حياتنا اليومية وتأثيرات المجتمع المتداخلة، موضحاً العلاقة بين الفرد والجماعة أو الثنائيات، ليكون العمل الفني تعبيراً صريحاً عن المجتمع، معتمداً على خامة الرخام صناعي وخلط مواد التعتيق لتعطي إحساس البرونز المميز».
وعن مشاركتها في معرض المنحوتة الصغيرة تقول النحاتة ساندي أحمد خريجة الفنون التطبيقية قسم النحت 2003: «هذه مشاركتي الثالثة في هذا المعرض الهام لما يقدمه من أعمال جديدة تشجع على روح التنافس بين الفنانين، وما يتيحه ذلك من تبادل وجهات النظر نرتقي من خلالها بفن النحت السوري، وتضيف أعمل على موضوع الثنائيات بين الرجل والمرأة مستفيدة من مادة البوليستر المتميزة بخصائصها البصرية والتكوينية».
كما يقدم الفنان الشاب سنان محفوض تكويناً مغايراً عن زملائه المشاركين مستمداً من شكل التلفاز، -كأحد أهم وسائل الإعلام المؤثرة في الحياة العامة- فيقدم عملاً تكوينياً ولونياً جميلاً وعن ذلك يقول لنا: «هو عمل يعود لعام 2010، أعبر من خلاله عن استيائي من برامج التلفاز السطحية بما تقدمه من تسطيح وتفريغ للمحتوى الثقافي والحياتي المعاش، لذا أقدم هذا الاختراع مهترئاَ بالياً، مستفيداً من طاقة البرونز المؤكسدة خدمة للحالة التعبيرية التي أريدها».
كما تعرفنا على الفنانة نسرين الصالح خريجة الفنون التطبيقية 2004، شاركت سابقاً بأكثر من 16 ملتقى للنحت خارج وداخل سورية، وعن رأيها بأهمية الملتقيات النحتية الخاصة بالشباب تقول: «تتميز الملتقيات بدراسة أعمال الآخرين والاطلاع على مراحل عملهم بشكل مباشر، وعن عملها الذي تشارك به في المعرض تقول أقدم حالة تعبيرية لموديل حيّ، مستعينة بفن البورتريه لما له من أهمية كبيرة في تكوين الجسد البشري».
مازن عباس - دمشق
اكتشف سورية
من معرض المنحوتة الصغيرة 2012 في غاليري مصطفى علي بدمشق |
من معرض المنحوتة الصغيرة 2012 في غاليري مصطفى علي بدمشق |
من معرض المنحوتة الصغيرة 2012 في غاليري مصطفى علي بدمشق |