مازن الفيل ومعرضه في بيروت

19 08

دراسة نقدية عن المعرض في صحيفة السفير

عن التكعيبية، واللون الرمادي، وحالة الإبهام في لوحات الفنان التشكيلي السوري مازن الفيل، تتناول صحيفة السفير في عددها الصادر اليوم 19 آب 2009، تلك العناصر، ضمن مقالة نقدية مطولة لأحمد بزون، في محاولة الولوج إلى أعماق اللوحات، والتعرف على كنه الغموض المتعمد الذي يلفها بلون رمادي يطغى على المشهدية في لوحات الفيل، المعروضة في «غاليري زمان» في بيروت.

تُستهلّ المقالة النقدية بالحديث عن التكعيبية الواضحة في لوحات مازن الفيل حيث جاء في المقال: «"الحقيقة تختبئ وراء الصور الظاهرية"، هذه الجملة التي كان يردّدها التكعيبيون، هي التي تضيء لنا معرض الفنان السوري مازن الفيل، المستمر في "غاليري زمان"، بيروت، لغاية 22 آب الجاري. لذا لا بدّ أن نبحث عما يكمن خلف تلك الوجوه والأجساد التي توحي ولا تفصح، تلمّح للحقيقة من دون أن تبوح بها، وتترك للمشاهد أن يبلور الصورة أو الفكرة. فاللون الرمادي الذي يستخدمه الفنان يبسط رمزيته على الأشكال أيضاً، فتبدو هي الأخرى رمادية، لا تدل على واقع بعينه».


من أعمال مازن الفيل

ويتابع بزون الحديث عن حالة الإبهام والضبابية المتعمدة التي تلف لوحات الفيل فيقول: «لعل هذا الإبهام الذي أراده الفنان هو الذي يقف وراء تحطيم الأشكال الواقعية، على طريقة التكعيبيين، والتخييل بها نحو الحقيقة، التي يختصرها أصحاب هذه المدرسة بالأشكال الهندسية، التي يعتبرونها أصل الصور المرئية. قد نرى أن الفنان استغرق في تكعيبيته، وفي استخدام اللغة الهندسية، خطوطاً مستقيمة ومنحنية، وأشكالاً مستطيلة ودائرية، إلا أن لوحته بدت ناضجة من حيث البناء، وواثقة لجهة فهم التعامل مع اللون، ولعبة الإضاءة به، أو نسج علاقات ضوئية نغمية، من خلال المونوكروم اللوني الذي يستخدمه، متحركاً من الرمادي إلى الأسود، وبالعكس إلى الأبيض. أما اللون الأحمر الذي يستخدمه في غالبية اللوحات فيشكّل خلفية جامدة للوحة، خلفية تؤكد حياديتها، من خلال تسطيحها وتصفيتها من أيّ تظليل، ثمّ من خلال إطفائها بالأسود والحدّ من جموحها. على أن الأحمر من شأنه أيضاً أن يقدم خدمة رمزية في موضوع الحزن والقسوة والناس الذين يدخلون في طواحين المدن».

ومن ثم يربط بزون بين حالة الإبهام هذه التي تفضي إلى قسوة متعمدة تتجلى في المدينة الصناعية حيث يقول: «الآلات دائرية، ووجوه دائرية أيضاً، وآلات حادة وخطوط خنجرية أحياناً. كأننا أمام لوحة تحمل نبرة احتجاجية. فالقسوة ليست فعلاً مقصوداً لذاته، بل للتعبير عن قسوة الواقع. إنه الاحتجاج على القسوة بالقسوة نفسها، أو بإظهارها وتعويمها، من خلال تصوير الناس المقسو عليهم».

وتختتم المقالة في الحديث عن اللوحات الكبيرة للفيل التي تشكل وفقاً للكاتب مشروع جداريات «لما فيها من انحياز ملحمي أحياناً، ورغبة جامحة في استحضار الحياة بكلّ ممثليها، نرى المرأة والأفواه المفتوحة والحيوانات والآلات وما يشبه الأدوات الصناعية، وأرحام الولادة وما يوحي بالموت. يقدم وجوداً أو حياة يشدّ عليها، فيظهر فيها شخوصاً محاصرين ومعتصرين ومسحوقين. وأمامنا لوحات صغيرة تبدو كأنها تفاصيل للكبيرة، أو مفردات مولودة منها، امرأة من مجموعة نساء، أو نموذج يستقل عن سواه، فتبدو أكثر تجلياً وعناية». وهكذا يرى الكاتب أنّ الفيل يدرك إلى أين هو ذاهب، في تجربة العرض الفردي الثالث هذه، ويدرك كيف يجعل للوحته شخصية متميزة.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

عمرو فهد:

مبروك مازن
أعمال جميلة

الإمارت

الإمارت