افتتاح معرض التشكيلي بطرس المعري «دكانة أبو ماتيس» في غاليري تجليات بدمشق
23 أيار 2017
.
«دكانة أبو ماتيس» هو عنوان معرض التشكيلي بطرس المعري الذي افتتح أبوابه لاستقبال زواره في غاليري تجليات بدمشق مساء أمس الإثنين 22 أيار.
ولأن خير من يتحدث عن المعرض هو الفنان نفسه حيث كتب على صفحته (فيسبوك): «وإن هجرناهم فلنفكر بهم قليلاً: ففي دمشق من يستحق الحياة. هكذا، تبدو هذه العبارة، حين تتجه كل الجهود إلى العمل في الخارج أو في الجوار القريب، جواباً ممكناً لمن يتساءل عن هدف إقامة هذا المعرض في هذه الظروف وفي هذه المدينة. ويصبح هذا مبرراً كافياً لعناء العمل والتحضير لتخرج الأعمال إلى النور بصورة لائقة، ما أمكننا. هذا المعرض يأتي في الواقع مساهمة خجولة في تلك النشاطات الثقافية التي يحاول البعض إقامتها في دمشق، مغامرين بأرواحهم ليلقوا قصيدة في مقهى ما أو يلعبوا دوراً في مسرحية ما أمام جمهور قليل. نشاط يقارع الدمار وبشاعة ما يحدث. في النشاط حياة كما "في الحركة بركة".
تستحق إذاً هذه المدينة أن تبقى حيّة، على مدار الساعة، كما يستحق شبانها جهداً صغيراً. وهكذا يصبح للمعرض جدوى... ربما».
«اكتشف سورية» التقى معاون وزير الثقافة علي المبيض الذي افتتح المعرض وقال: دكانة أبو ماتيس تجربة مميزة ومتنوعة، جاء المعرض انعكاسا لعنوانه اي "دكانة" فكل لوحة حملت حكاية حاول الفنان ربطها بالكلمات المأثورة والأقاويل الشعبية المتداولة بين البائعين وأصحاب هذه المهنة، يحمل المعرض روح الفكاهة مع لذعة ساخرة للواقع الذي يمثل جزء لا يستهان به من الذاكرة الشعبية السورية، ومما زاد من أهمية هذا المعرض أن التشكيلي "بطرس" مقيم خارج البلاد إلا أنه مُصر على مشاركتنا نتاج أعماله، فهذا هو الحبل السري الذي يربط المغترب بوطنه والذي يعكس سر تعلق الإنسان السوري بأرضه.. دكانة أبو ماتيس تضم لوحات جميلة لها نكهة البضاعة تحتويها، كحقل تنوعت أزهاره ما علينا سوى التنقل بينها مثل الفراشات.
الباحث والتشكيلي طلال معلا قال لـ«اكتشف سورية»: «التشكيلي "بطرس" من الفنانين القلائل الذي ينهل في أعماله من ذاكرة الطفولة بلهجة تهكمية غالباً ما نلمسها في الأدب عن باقي الفنون، وهنا يتجلى الفن من أن تستطيع أن تنقل مفرداتك من الحالة المحلية إلى الحالة الأوسع والأشمل، وهذا ما نراه في معرض التشكيلي "بطرس" من خلال لوحاته ذات الأحجام المختلفة سواء كان العمل تسجيلي "موتيف" أو ملاحظات عابرة على المستوى البصري، ضمن مفردات تحيلنا إلى موضوع واحد ما زال يعرضها باستمرار عبر وسائل التواصل المختلفة، كما أن عرض الأعمال دليل على تواجد الفنان دون الحاجة لحضوره، في مسعى منه إلى أن يلمس القيمة الحقيقية للفعل التشكيلي والبصري لدى المشاهد دون أن يكون هناك شروحات أدبية أو ملاحظات أو إسقاطات من وعيه على ما يرسم حيث يقع على عاتق المتلقي استيعاب العمل الذي يحوي كل الوعي، تجربة "بطرس" في حالة تصاعد نتمنى له التوفيق في عمله».
التقينا التشكيلي وليد الآغا خلال حضوره حفل افتتاح المعرض والذي حاورناه (في بث مباشر على صفحة الموقع): «تجلى البحث الدائم للفنان بطرس المعري في هذا المعرض ضمن أُطر وعوالم أصبحت لدى المتلقي أكثر وضوحاً حيث ترسخت التجربه والشخصية في أعمال "المعري"، إنها تتسم الآن بصيغة منطقية فيها الكثير من التصوير والحفر، الأمر الذي سّهل قراءتها وجعلها اكثر حميمية للمتلقي لملامستها تفاصيل حياته اليومية من خلال تكوينات معاصرة ولغة بصرية واضحة المعالم، الشكر للتشكيلي "بطرس" على تقريب المسافة فيما بين مضمون العمل والمتلقي مما فتح باب الحوار لقراءة المعلومة وترسيخها».
التشكيلي محمود الجوابرة الأمين المالي العام في اتحاد الفنانين التشكيليين: «يسعدني التواصل مع فنان قادر على استخدام التراث وتقديمه بطريقة معاصرة نحن أحوّج ما نكون لها في هذه الأزمنة الصعبة التي نمر بها، هذا التراث كاد أن يندثر لولا اقلام الفنانين والكتّاب.. الفنان بطرس لا يقل أهمية عن الفنان العظيم صبحي التيناوي الذي كان أول فنان عربي تعرض أعماله في متحف اللوفر الباريسي، فهو امتداد لتجربة التيناوي إنما بطريقة معاصرة تحمل فهماً مختلفاً للتراث».
التشكيلية لينا ديب عضو مكتب تنفيذي في اتحاد التشكيليين السوريين قالت: «تحمل أعمال التشكيلي بطرس المعري نكهة خاصة في تعاطيه مع التراث والموروث الشعبي بأسلوبه الراقي وبشفافية لافتة، خاصة بما يتعلق في عجينته اللونية وحس الغرافيك أضفى على أعماله فسحة جمالية أخاذة.. وعرض أعماله في صالة تجليات أضفى على المعرض حميمية بنكهة خاصة».
مدير صالة تجليات قال في حوار مع «اكتشف سورية»: «يأتي افتتاح معرض التشكيلي بطرس المعري اليوم تأكيداً لإبقاء قنوات التواصل مع جمهوره الدمشقي سنوياً حيث ما زالت أعماله تتمحور عن الشام وتفاصيلها المعاشة، ومن هنا كانت تسمية المعرض بـ "الدكانة" لمدلولاتها التراثية والشعبية، وكسر رهبة البعض من زيارة صالة عروض فنية أو مشاهدة أعمال عصية على الفهم، لذلك شرعت "الدكانة" أبوابها لإستقبال الجميع».
والتشكيلي بطرس المعري من مواليد دمشق عام 1968 حاصل على الإجازة في الفنون الجميلة قسم الحفر، عُين معيدا في كلية الفنون الجميلة عام 1995 وحصل على دبلوم الدراسات المعمقة وبعدها شهادة الدكتوراه بدرجة «مشرف جدا مع التهنئة» من باريس وله كتابات في الفن، وعمل في مجال الغرافيك والإعلان وفي رسومات المجلات والكتب.
من الجدير ذكره أن معرض «دكانة أبو ماتيس» مستمر يومياً في غاليري تجليات، مزة - فيلات غربية، لغاية يوم 5 - 6 - 2017، يومياً من الساعة 11:00 صباحاً لغاية 5:00 بعد الظهر. والدعوة عامة
زين .ص الزين | تصوير عبدالله رضا
اكتشف سورية
مواضيع ذات صلة:
صور الخبر
من معرض التشكيلي بطرس المعري بغاليري تجليات |
من معرض التشكيلي بطرس المعري بغاليري تجليات |
من معرض التشكيلي بطرس المعري بغاليري تجليات |