مشروع فردوس يطلق مركز تنمية الأعمال في منطقة عفرين

13 تشرين الأول 2011

عرض لكل المبادرات التي يقوم بها المشروع في المنطقة

ضمن مدينة عفرين في حلب، افتتحت الأمانة السورية للتنمية - مشروع فردوس مركز تنمية الأعمال «EDC»وذلك يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر تموز 2011. وقد رافق حفل الافتتاح عرض لمشاريع «فردوس» في المنطقة وأبرز الإنجازات التي حققتها إضافةً إلى توزيع الشهادات على المشاركين والمشاركات في دورات المشروع المتنوعة.

وفي تصريح لـ«اكتشف سورية»، تقول الآنسة غادة الرفاعي مدير مشروع فردوس في حلب بأن المشروع يمثل أحد أقسام الأمانة السورية للتنمية والتي تأسست عام 2007 في سورية حيث تضيف: «تعتبر الأمانة السورية للتنمية المظلة الأساسية لنا وهي مؤسسة غير حكومية وغير ربحية أنشئت في سورية بهدف تمكين الناس من تأدية دورهم الكامل في بناء مجتمعهم والمساهمة في تشكيله حيث تعمل مع المجتمعات المحلية بشكل إيجابي وتدعمهم وتشجعهم على المشاركة الإيجابية في التغيير. وتنفّذ الأمانة السورية أعمالها بالشراكة مع المجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية الأخرى والحكومة والقطاع الخاص حيث نقوم بتأدية أعمالنا عبر مشاريع وبرامج تسعى بشكل عام إلى بناء القدرات وتغيير السلوك وخلق الفرص».

وتضيف بأن مشروع «فردوس» كفكرة انطلق في عام 2001، إلا أنه غدا بعد ذلك أحد مشروعات الأمانة بعد تأسيسها لاحقاً حيث تضيف: «نحتفل هذا العام بمرور السنة العاشرة على تأسيس فردوس وهو الصندوق السوري لتنمية الريف. وقد كان الهدف الرئيسي من هذا المشروع هو تحسين شروط الحياة في المناطق الريفية عبر تمكين الأفراد والمجتمعات من التعبير عن احتياجاتهم، وتزويدهم بطيف واسع من الخدمات الاجتماعية، وتطوير فرص العمل، والمساهمة في تنمية المهارات. وتعمل في عدة محافظات مثل حلب اللاذقية ودمشق والقنيطرة وإدلب. وعمل خلال السنوات العشرة الماضية على تحقيق رؤيته المتمثلة في تمكين المجتمعات الريفية المحلية السورية من النهوض بأوضاعها المعيشية وتحقيق الاكتفاء الذاتي وخلق فرص متكافئة لأفرادها. ويأتي عملنا هنا في منطقة عفرين كجزء من خطة المشروع القاضية إلى تمكين المجتمعات المحلية الريفية من إنشاء منظمات مجتمعية تعمل على خلق فرص متكافئة وتحسّن آلية تقديم الخدمات من خلال المناصرة والتأييد، والاكتفاء الذاتي، والشراكة مع المجتمع التنموي».

وتضيف بأن فوائد المشروع قد وصلت إلى 60,000 مستفيد في أكثر من 40 قرية ضمن 7 قطاعات في محافظات اللاذقية، وإدلب، وحلب، وريف دمشق الأمر الذي يمثل 0.7 % تقريباً من سكان الريف السوري مضيفةً بأن العمل في منطقة عفرين يجري على محورين؛ الأول هو تمكين المجتمع المحلي عن طريق التنمية الاجتماعية والتطوير والتدريب، في حين يتمثل الهدف الثاني في التنمية الاقتصادية عبر إطلاق هذا المركز.
وفي تعريف الهدف من المركز والغاية منه، يقول السيد وليد أبو صالح مدير المركز بأن المركز يمثل مشروعاً تنموياً ينفذه الصندوق السوري لتنمية الريف فردوس بالتعاون مع مؤسسة RESCATE العالمية، وهي منظمة تنموية غير حكومية مقرها "إسبانيا"، وبتمويل من الوكالة الإسبانية للتعاون التنموي الدولي (AECID)، ويضيف: «يقدم المركز العديد من الخدمات التنموية لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع حيث يساعد إما على إطلاق مشاريعهم وتحويل أفكارهم إلى واقع، أو تطوير مشاريعهم الحالية وتحسينها وتلافي أخطائها. ويستهدف المركز السيدات بالدرجة الأولى في المناطق الريفية ضمن القرى الواقعة في منطقة عفرين في محافظة حلب وهي حالياً ست قرى نعمل على زيادتها والتواصل مع قرى أخرى مستقبلاً».

وعن الخدمات التي يقدمها المركز، يقول بأنها تشمل عدة محاور منها التدريب وبناء القدرات حيث يقدم المركز في هذا الصدد دورات توعية بشأن القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تهم المجتمعات المحلية بالتعاون مع «مشروع تمكين المرأة» حيث استفاد من هذه الدورات /45/ مستفيدة ومستفيدين، ويضيف: «لدينا أيضا الخدمات الاستشارية في إدارة الأعمال والتي تشمل كل من التوجيه والمتابعة والاستشارات التجارية، وقد استفاد من خدمات المركز 42 مستفيدة، و61 مستفيداً كانوا من أصحاب الأفكار والمشاريع وبحاجة إلى استشارة حيث عملنا على تقديم التوجيه والنصح وتغطية الثغرات التي تواجههم (أو قد تواجههم) إضافة إلى المتابعة مع المستفيد حتى حل كل المشاكل التي تواجهه».

ويضيف بأنه من خدمات المركز أيضا خدمات التسويق والذي يشمل المساعدة في مجال التسويق، وتيسير المشاركة في المعارض والأسواق، والترويج لمنافذ التسويق في سورية وخارجها من خلال المشاركة في المعارض التجارية مضيفاً بأن سيدات المشروع شاركن في الفترة الماضية بكل من معرض دمشق الدولي ومعرض سيدات أعمال غرفة تجارة حلب حيث استفاد من المشاركة 10 مستفيدات ومستفيدين. ويتابع بالقول بأن المركز أيضا يوفر دورات متعلقة بتطوير وتصميم المنتجات بما يتناسب وطبيعة الأسواق الموجودة حيث يعمل على تطوير منتجات المجتمع المحلي – والتي هي حاليا مقتصرة على المنتجات الغذائية كالألبان والأجبان وبعض المشغولات اليدوية – و يقدمها بطريقة جديدة تسويقيا تساعد على انتشارها بين الناس».

إضافة إلى ما سبق، يساعد المركز في الحصول على خدمات التمويل حيث يسهل إمكانية الحصول على تمويل بالشراكة مع عدد جهات يقول عنها: «نساعد مقدم الطلب الذي يأتينا في إعداد خطة تساعده في الحصول على تمويل من قبل عدد من الشركاء مثل مشروع تمكين المرأة والذي قدم قروضاً لثلاثة عشرة مستفيدة مع وجود 42 واحدة بانتظار استلام المبلغ بعد الموافقة على طلباتهن. كما نعمل مع مشروع بداية لتأمين تمويل الشبان. ونحاول العمل مع كل من المصارف والقطاع الخاص لتوفير أكثر فرص تمويلية ممكنة لأصحاب المشاريع».

ويختم بالقول بأن الأنشطة التي قدمها المشروع ضمن المجتمع المحلي أدت إلى وجود 1014 مستفيداً منهم 857 مستفيدة.

مشاريع «فردوس» الأخرى...

ومن مشاريع «فردوس» الأخرى في منطقة «عفرين» وما حولها كان مشروع التنمية الاجتماعية والذي تقول عنه السيدة «هديل الصالح»: «خلال الفترة الماضية، قمنا بعمل عدد من المشاريع منها دورات محو أمية للمجتمع المحلي والتي كانت تتم بالتنسيق مع دائرة تعليم الكبار في مديرية التربية في حلب وجمعية التعليم ومكافحة الأمية حيث قمنا بتخريج عدد من المدربين – وعددهم /12/ مدرباً ساهموا معنا في تدريب /142/ سيدة وعشر رجال لاحقاً».

وتتابع بأنه من النشاطات التي جرت أيضا نشاط المكتبة المتنقلة ومركز المعلوماتية المتنقل حيث تضيف: «فيما يتعلق بموضوع «المكتبة المتنقلة»، فقد كان هناك باص تابع «لفردوس» يجول عبر القرى ويوزع الكتب للإعارة أو توزيع الكتب، إلا أنه وخلال الفترة الماضية تم التنسيق مع مديرية التربية والتي بدأت القيام بهذا العمل. أما بالنسبة لمركز المعلوماتية المتنقل، فقد قمنا بعدة دورات في المجتمع المحلي حيث نفذنا /132/ دورة. كما قمنا بالعمل على تقديم دورات في مجال ICDL حيث استفاد من هذه الدورة /18/ شخص. وعلاوة على ما سبق، قدمنا منحاً دراسياً لذوي الدرجات المرتفعة في المرحلة الثانوية حيث استفاد منها /62/طالب من المحافظات السبع التي يعمل فيها المشروع».

أما المسؤولة عن تحفيز المجتمع الآنسة «وفاء» فقد قالت بأن المشروع قام بإقامة ورشات عمل تفاعلية مع اليافعين وبالتعاون مع مشروع تمكين المرأة حيث تضيف:
«من الأفكار التي تم طرحها، مشروع التمويل الذاتي (أو «الجمعية» كما تعرف بين العامة) والذي يقوم على اتفاق مجموعة من الأشخاص على دفع مبلغ مادي شهري فيما بينهم بحيث يأخذ أحدهم كامل المبلغ مع عملية تدوير المستفيد في كل مرة، أو وضعها في صندوق يقدم المساعدة للمحتاج في أوقات الأزمات».

مشاريع ... ومستفيدين

عدد من المشاريع أقيمت خلال الفترة الماضية وساعد في إنجازها مشروع «فردوس» حيث كانت المشاريع تتم بتمويل جزئي من مشروع «فردوس» (بمبلغ 50 ألف ليرة سورية) في حين يتم تقديم باقي تكلفة المشروع من قبل الأهالي أنفسهم في المنطقة مع إشراف وتسهيل ومساعدة من إدارة «فردوس».

من المشاريع التي تمت مشروع تجهيز مظلة ومكتبه في قرية «مسكة» حيث يقول لنا المهندس نهر الدين رشيد من بلدية «مسكة» والمشرف على تنفيذ المشروع: «من خلال اجتماعنا مع إدارة فردوس، اخترنا كسكان للقرية أن يكون المشروع متعلقاً بالمدرسة الموجودة فيها حيث تعاني هذه المدرسة من عدم وجود مظلة تقي الأطفال حرارة شمس الصيف وأمطار الشتاء، إضافةً إلى عدم وجود مكتبة فيها. قررنا هنا أن نعمل على إقامة مظلة في الساحة وتجهيز المكتبة الموجودة فيها».

أما قرية «الفريرية» فقد طرحت فكرة حفر بئر ماء في مدرسة القرية والتي لم تمكن تملك مغاسل أو حمامات ضمن المدرسة حيث يقول الشاب إبراهيم حسين أحد فريق المتطوعين العامل في المشروع عن هذا المشروع: «كان اتفاق أهل القرية على حفر بئر في المدرسة التي تحوي 400 طالب في المرحلتين الابتدائية والإعدادية دون وجود مغاسل أو حمامات لهم. وقمنا بالتعاون مع إدارة المشروع بحفر البئر وإنجاز العمل بأفضل شكل ممكن».

أما المشروع الثالث فكان في قرية «مرونة» والتي جرى إنشاء وإعادة تأهيل إحدى ساحاتها لتتحول إلى ملعب لكرة القدم يجري فيه بطولات دوري بين قرى المنطقة إضافة إلى ترميم موقف الباص الخاص بالقرية وإضافة مظلة إليه تقى ناس الشمس والمطر.

ومن المستفيدات من مشاريع «فردوس» كانت السيدة رحيمة محمد والتي تقول عن تجربتها مع مشروع «فردوس»: «قمت في مشروع فردوس بعمل عدد من الدورات المقدمة من مشروعي فردوس، وتمكين المرأة حيث استفدت جداً من هذه الدورات في حياتي وساعدتني على تطوير الأعمال اليدوية التي أعمل عليها. من الدورات التي اتبعتها دورات في مجال التسويق التي قدمها الدكتور هشام خياط والتي كانت دورة مميزة فعلا تعلمنا فيها كيفية التسويق والبيع والتعبئة والتغليف. كما حصلت على قرض من صندوق تمكين المرأة بمعاونة فردوس بمبلغ 200 ألف ليرة سورية قمت بشراء أغنام بها وإطلاق مشروعي والذي هو صناعة مواد غذائية من ألبان وأجبان إضافة إلى وضع زيت الزيتون في علب صغيرة».

وتضيف بأن مثل تلك الدورات وورشات العمل قدمت لها الفائدة الكبيرة بشكل خاص، وأفادت النساء الريفيات بشكل عام حيث ساعدتهن على تطوير أنفسهن والتقدم والتحسن في كامل نواحي الحياة.

يمثل مشروع «فردوس» أحد المشاريع الرائدة العاملة في مجال الريف حيث ساهم في دعم سكان منطقة الريف عن طريق فتح آفاق جديدة لهم ومساعدتهم على معرفة قدراتهم وتكاملهم كمجتمع ريفي الأمر الذي ساهم على إطلاق مشاريع مميزة لم يكن لإدارة مشروع «فردوس» فيها المساهمة الكبيرة بقدر ما كان للسكان المحليين أنفسهم الأمر الذي يؤدي مع المستقبل إلى تقدم وتطور الريف بيد أبنائه.


أحمد بيطار- حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من أجواء انطلاق مركز تنمية الأعمال فردوس في منطقة عفرين بحلب

من أجواء انطلاق مركز تنمية الأعمال فردوس في منطقة عفرين بحلب

من أجواء انطلاق مركز تنمية الأعمال فردوس في منطقة عفرين بحلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق